أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عطيه الدماطى - الانقاذ من الموت















المزيد.....

الانقاذ من الموت


عطيه الدماطى

الحوار المتمدن-العدد: 8073 - 2024 / 8 / 18 - 18:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أحيانا يتعرض الناس لمواقف لا تخطر للكثيرين على بال مثل :
أن يكون فى مكان ما فيه بحر أو ترعة أو بحيرة أو بئر ويجد أحدهم وهو يغرق يستغيث بمن على البر لينقذه من الموت
أن يكون فى الشارع ويجد الدخان الكثيف أو النيران مشتعلة فى أحد البيوت
أن يكون مارا بأحد الشوارع ويجد من يصرخ طالبا النجدة والانقاذ وعندما يحدد البيت مصدر الصوت يجد الباب مغلق
بالطبع فى حالة الاضطرار يباح للمسلم أو حتى للكافر كسر القواعد وهى الأحكام العادية لانقاذ نفس من الموت أو من ضرر بالغ
فالاضطرار فى كتاب الله ذكر لانقاذ الحياة فى حالة جوع الإنسان واشرافه على الموت
وفى هذا قال سبحانه :
"وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ"
وقال أيضا:
"إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"
وقال أيضا :
"إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"
حتى أنه فى حالة عدم وجود طعام حرام من الأنعام يمكن للإنسان أن يأكل لحم أخيه الميت مكرها مضطرا كما قال سبحانه :
"أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ"
فى حالات الانقاذ مثلا فى البيوت لا مجال لحكم الاستئذان فعلى المسلم أن يكسر الباب أو يقفز على سطح ويدخل لداخل البيت لاخراج من فيه من الناس وبعد هذا يطفىء الحريق إن وجد طريقه لهم
ومن ثم هناك أحكام تلغى فى حالات الانقاذ ومن لا وجود ساعتها لقوله سبحانه :
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا"
ولا لقوله :
" واتوا البيوت من ابوابها "
ومثلا فى حالة الانقاذ من الغرق لا مجال فى حالة كون المنقذ ذكر والتى كادت تغرق أنثى أو العكس لحكم حرمة تلامس الأغراب جسديا ومن ثم يجب على المنقذ أو المنقذة فى حالة اخراج الغريق أو الغريقة أن يقوم بعمل التنفس الصناعى من خلال ما أسموه قبلة الحياة إن لم يكن هناك أحد من الجنس الأخر معه أو لم يكن أحد يجيد التنفس الصناعى
ساعتها يباح ما هو محرم وهو التلامس الجسدى ومنها النفخ للانقاذ وهى ليس قبلة وإنما نفخ هواء ولا أدرى لماذا اختاروا لها هذا الاسم الغريب ؟
إذا فى سبيل انقاذ حياة إنسان تزول أحكام بحكم الانقاذ ومن أنقذ حياة واحدة فكأنما أحيا أى أنقذ البشرية كما قال سبحانه :
"مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا"
وفى كتاب الله نجد عملية انقاذ يوسف (ص) تحولت من خير إلى شر فمن أنقذوه من الجب وهو البئر حيث أخرجوه منه لم يقوموا بضيافته أو البحث عن أهله وإنما باعوه للناس وأخذوا ثمنا زهيدا وفى هذا قال سبحانه :
" وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20)"
وعملية انقاذ موسى (ص)من الموت عن طريق استخراج التابوت من اليم كادت تتحول لعملية ذبح له لولا إرادة الله التى جعلت زوجة فرعون تحنن قلب زوجها بتربيته كابن لهم أو معين لهما فى الكبر وفى هذا قال سبحانه :
" وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8) وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9)"
إذا عمليات الانقاذ بعضها قد يتحول عن الهدف النبيل وهو :
انقاذ حياة إلى هدف أخر وهو :
استغلال المنقذ حياته استغلال سوء كما فى قصة يوسف(ص) أو استغلال حسن كما فى قصة موسى(ص)
بالطبع الانقاذ ليس فى حالات الناس فقط وإنما هو يأخذ نواحى متعددة كانقاذ بعض الحيوانات من الموت كما جاء فى روايات عن سقى كلب أو فك رباط عنق قطة يجرها أطفال معذبين إياها حتى تزهق نفسها
وفى كتب الأديان الأخرى مثل العهد الجديد نجد أحكام مشابهة حيث ضرب لهم مثل وهو :
أن الإنسان إذا كان خروفه يغرق فى يوم السبت عليه أن ينقذه مخالفا حكم عدم العمل فى السبت وكذلك أحل لهم شفاء المريض فى يوم السبت
وكان الهدف من ضرب المثل هو :
بيان أن الناس عليهم أن يخالفوا أحكام الله من خلال أحكام الله نفسها التى تقول بانقاذ النفوس حيث قال :
" سَأَلُوهُ: «أَيَحِلُّ شِفَاءُ الْمَرْضَى فِي يَوْمِ السَّبْتِ؟» 11فَأَجَابَهُمْ: «أَيُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يَكُونُ عِنْدَهُ خَرُوفٌ وَاحِدٌ، فَإِذَا وَقَعَ فِي حُفْرَةٍ يَوْمَ سَبْتٍ، أَفَلاَ يُمْسِكُهُ وَيَنْتَشِلُهُ؟ 12فَكَمْ هُوَ الإِنْسَانُ أَفْضَلُ كَثِيراً مِنَ الْخَرُوفِ! إِذَنْ يَحِلُّ فِعْلُ الْخَيْرِ يَوْمَ السَّبْتِ». 13
وفى حكاية أخرى لما جاع هو وتلاميذه أكلوا من الحقول فى يوم السبت منتهكين حكم حرمة السبت لأنه لا يحل الموت جوعا لا فى سبت ولا فى غيره وهذه هى الرحمة التى أمر الله بها
والحكاية فى العهد الجديد هى :
"فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ مَرَّ يَسُوعُ بَيْنَ الْحُقُولِ فِي يَوْمِ سَبْتٍ. فَجَاعَ تَلاَمِيذُهُ، فَأَخَذُوا يَقْطِفُونَ سَنَابِلَ الْقَمْحِ وَيَأْكُلُونَ. 2وَلَمَّا رَآهُمُ الْفَرِّيسِيُّونَ قَالُوا لَهُ: «هَا إِنَّ تَلاَمِيذَكَ يَفْعَلُونَ مَا لاَ يَحِلُّ فِعْلُهُ فِي السَّبْتِ!» 3فَأَجَابَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ وَمُرَافِقُوهُ عِنْدَمَا جَاعُوا؟ 4كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللهِ وَأَكَلَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ الَّذِي لَمْ يَكُنْ أَكْلُهُ يَحِلُّ لَهُ وَلاَ لِمُرَافِقِيهِ بَلْ لِلْكَهَنَةِ فَقَطْ! 5أَوَ لَمْ تَقْرَأُوا فِي الشَّرِيعَةِ أَنَّ الْكَهَنَةَ يَنْتَهِكُونَ السَّبْتَ (بِالْعَمَلِ) فِي الْهَيْكَلِ أَيَّامَ السَّبْتِ وَلاَ يُحْسَبُونَ مُذْنِبِينَ؟ 6وَلكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: هَا هُنَا أَعْظَمُ مِنَ الْهَيْكَلِ! 7وَلَوْ فَهِمْتُمْ مَعْنَى الْقَوْلِ: إِنِّي أَطْلُبُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لَمَا حَكَمْتُمْ عَلَى مَنْ لاَ ذَنْبَ عَلَيْهِمْ! 8فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ! »
إذا :
من هنا أخذت القولة :
الضرورات تبيح المحظورات
ولكنها ليست قاعدة إلا فى حالة الاضطرار فقط وهى انقاذ الناس والحيوانات والأموال
إذا القاعدة فقط فى الخير فقط وليست فى الشر كما يوهمنا البعض ممن يحلون الحرام لبعضهم من الظهور والأموال والأعراض ولذا قال سبحانه :
" وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان "



#عطيه_الدماطى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراجعة لكتاب أساليب نبوية في التربية والتعليم
- قصة العجل فى القرآن والعهد القديم اختلافات كبرى
- البنايات العجائبية
- الجوائز
- الوراثة والبيئة وأكذوبة علم النفس
- تحرى الأخيار لصحة أو بطلان الأخبار
- المعية الإلهية فى النجوى
- خواطر حول سورة الأعراب البهائية
- مصادم الهيدرونات
- السفر عبر الزمن
- إلى أى مدى تبلغ قساوة القلوب ؟
- مراجعة كتاب المتراس في علاج أوجاع الرأس
- كذبة إبريل
- المشترك اللفظى والكوارث
- قراءة فى كتاب البيولوجيا كإيدلوجيا
- إضاءات حول أحكام الرؤى والأحلام
- مقامة ياميش رمضان
- إضاءات حول كتاب العَرَبُ وَالِرياضياتْ


المزيد.....




- هدية لكل محبي الأغاني والأطفال.. تردد قناة طيور الجنة الجديد ...
- ثبت قناة طيور الجنة لطفلك.. تعرف على تردد قناة طيور الجنة عل ...
- غنوة وضحكة وحكاية على شاشة طيور الجنة الحديث 2024 واستمتع بك ...
- تسلية ومرح وتعليم مع تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...
- تردد قناة طيور الجنة 2024 على جميع الأقمار الصناعية وفرح أطف ...
- نزليها وفرحي ولادك .. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 وطريق ...
- حبيبة بابا.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على نايل ...
- “هتبقى السر وراء ابتسامة أطفالكم” استقبل تردد قناة طيور الجن ...
- -الصوت الإسلامي- مقابل -الصوت اليهودي-
- “أغاني البيبي المفضلة للأطفال” أضبط أقوى أشارة تردد قناة طيو ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عطيه الدماطى - الانقاذ من الموت