أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا درغام - تشريح العقل الإسرائيلي















المزيد.....

تشريح العقل الإسرائيلي


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 8073 - 2024 / 8 / 18 - 11:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


السيد يسين
يتضمن الكتاب مجموعة من الدراسات الأكاديمية ،ومجموعة كاملة من المقالات الصحفية، والدراسة الأولي عنوانها" الصهيونية إيديولوجية عنصرية""،وكما يذكر الكاتب أنه طبق فيها منهجية "التحليل الثانوي "؛ وتعني إعادة تحليل البيانات الإحصائية والميدانية الإسرائيلية وفق إطار نظري يختلف عن الأطر النظرية التي تبناها الباحثون الإسرائيليون لإخفاء حقيقة المجتمع الاستيطاني الإسرائيلي والالتفاف حول الاتجاهات العنصرية التي تسوده.
والدراسة الثانية دراسة مستقبلية حاول فيها تطبيق إطار نظري متماسك عن الصراع والتباين في العلاقات الدولية أن استكشاف مختلف أنواع التفاعلات بين مصر وإسرائيل في المستقبل.
ويبدأ الكتاب في الفصل الأول بالدراسة الأولي، وبدأه التعريف بمصطلحات الأيديولوجية والعنصرية وتطرق إلي أن الصهونية الحل العنصري للمشكلة اليهودية، وانتهي إلي أن العنصرية قد رافقت الصهيونية كأيديولوجية منذ نشأتها وأن الفكرتين الجوهريتين: الأولي المتعلقة بوحدة الشعب اليهودي عبر التاريخ وفي الوقت الراهن والثانية الخاصة بمعاداة السامية قد انبنت عليهما في التطبيق الصهيوني والإسرائيلي سياسات إسرائيلية عنصرية متعددة.
ويمكن القول إن الطابع العنصري الذي يسم الصهيونية منذ ظهورها في القرن التاسع عشر قد أدي بعد إنشاء إسرائيل عام 1948 إلي ظهور مجتمع عنصري بكل ما تعنيه الكلمة من معني.
ولذلك كان ظهور كتاب العالم الإسرائلي إسرائيل شاحاك رئيس لجنة حقوق الإنسان الإسرائيلية وعنوانه (عنصرية دولة إسرائيل) صدمة لكثير من الدوائر الثقافية العربية التي خدعت طويلا بدعاوي الاشتراكية والديمقراطية ومجتمع المساواة في إسرائيل.كما أن بحوث عالم النفس الإسرائيلي جورج تامارين والتي نشرها في كتابه (المعضلة الإسرائيلية) والتي تسببت في فصله من عمله كأستاذ في جامعة تل أبيب، وكلها بحوث ميدانية لتثبيت بما لا يدع مجالا للشك كيف أدت مسلمات الصهيونية العنصرية وسياساتها التتطبيقية إلي صياغة شخصية إسرائيلية تتسم بكونها عدوانية وتسلطية ومتعصبة ومنغلقة.
ومن الجدير بالاهتمام أن السمات التي يشترك فيها إلي حد كبير عديدة ،ومن هنا تكتسب الدراسات المقارنة لهذه النظم أهمية خاصة نظرًا لأنها جديرة بكشف البنية الأساسية لهذه النظم من ناحية ،وتبرز مكونات العقلية الاستيطانية من ناحية أخري.
إن نتائج هذه الدراسات العلمية المقارنة يمكن أن تكون ذات قيمة بالغة لصانعي السياسة في البلاد التي تقاوم هذه النظم الاستعمارية ؛ فعلي صوتها يمكن رسم الإستراتيجية الثورية لمجابهتها،مهما ظنت هذه النظم أنها قادرة علي البقاء إلي الأبد. ومن خلال الإستراتيجية يمكن القضاء- ولو في الأجل الطويل- علي هذه الأوهام الاستعمارية من خلال العمل الفكري والنضال السياسي والعسكري.
ويتبعه الفصل الثاني الذي جمع فيها الكاتب مقالاته عن بنية وسيكولوجية المجتمع الإسرائيلي. وتضمنت ثمانية عشر مقالًا منشورة بجريدة الأهرام، بدءًا بمقال "إسرائيل بين خرافة المجتمع اللا طبقي وحقيقة الصراع الاجتماعي، وإسرائيل العقيدة والروح المعنوية، وانهيار فلسفة الكيبوتز، وأبعاد الصراع بين الدولة في المجتمع الإسرائيلي، والصورة القومية للعرب عند الإسرائيليين وتأثيرها في الصراع الراهن، وقراءة سياسية لخريطة الشخصية الإسرائيلية، وتأثير العوامل النفسية علي الصراع العرب الإسرائيلي، واتجاهات الوعي الصهيوني في إسرائيل، وتناول المثقف الإسرائيلي بين الانتهازية والنقد المبدئي للصهيونية، وتشريح العقل الإسرائيلي، وكيف يري الكاتب أن العقل الإسرائيلي وريث العقل اليهودي الصهيوني المتعصب، وهو فريد في الطريقة التي يستقريء بها الواقع،ولا يمكن أن نفهم عديدًا من دعاوي الصهيونية ولا كثيرًا من مقولات الفكر الإسرائيلي بغير تحديد دقيق للأسلوب الذي يعمل العقل الإسرائيلي بواسطته.
كما تناول الرؤية الإسرائيلية لحرب أكتوبر، والمشكلة الفسطينية في وعي الشباب الإسرائيليين والمشكلة الإسرائيلية واحتمالات السلام، ورؤية الصهيونية لمستقبل إسرائيل.وأنهي الفصل بالتغييرات الاجتماعية داخل إسرائيل.
وفي الفصل الثالث أورد فيها المقالات الخاصة باتجاهات ىالرأي العام الإسرائيلي، ومن خلالها حاول فهم العوامل الكامنة وراء اتجاهات الرأي العام الإسرائيلي في الوقت الحاضر.
ويطرح الكاتب اختيارًا أمام إسرائيل من خلال الاختيار بين الأرض وبين الأمن، وقد يثير هذا السؤال في العقل الإسرائيلي هذه الأيام أشد ضروب الحيرة والبلبلة: هل تبقي إسرائيل كما كانت دائمًا الدولة- المعسكر بما يتضمنه ذلك من التشبث بالأرض العربية المحتلة بما عليها من مستوطنات( بنيت بالدم والعرق والجهد كما يريد بيجن) أم تتنازل عن الأرض سعيًا وراء السلام ،وتتحول إلي"الدولة- المشروع" الذي يقوم علي البراعة في استثمار الموارد العربية واستغلال الفوائض العربية؟
غالبًا ما تنسي إسرائيل،وهي في زحمة انشغالها بالرد علي السؤال المعضلة،أن هناك طرفًا آخر ، يمكن أن يؤثر علي السياسة الإسرائيلية،وهو الطرف العربي .
هل نستطيع نحن العرب أن نمارس هذا التأثير من منطلق القوة الكامنة والقوة الظاهرة معًا؟
والفصل الرابع عن التطبيع وثقافة السلام. وتناول المؤيدين والمعارضين وحججهما ، وتناول أثر العولمة علي تسوية الصراع العربي الإسرائيلي ويري الكاتب أنه في مواجهة الهجمة الاستيطانية الإسرائيلية الجديدة هناك تخاذل واضح من القوي الفلسطينية والعربية التقليدية غير أن دروس التاريخ وآخرها حرب أكتوبر أن إسرائيل لن يردعها سوي استخدام القوة العربية، وليس بالضرورة أن يقوم بهذا الردع هذه المرة الجيوش النظامية ، ولكن قوي المقاومة الفسطينمية والبنانية وهذا الدور التاريخي الذي بدونه سيخضع الوطن العربي بكامله للهيمنة الإسرائيلية.
ويختم الكتاب بالدراسة المستقبلية عن الصراع الحضاري بين مصر وإسرائيل، حيث إن توقيع المعاهدة المصرية- الإسرائيلية بكل ما تتضمنه من إنهاء حالة الحرب وتطبيع العلاقات بين مصر وإسرائيل ،وما تلاها من اتفاقية سلام بين إسرائيل والأردن ،وقبلها اتفاقية أوسلو بين الإسرائيلين والفلسطينيين ،تُعد من أبرز الأحداث في مسار الصراع العربي- الإسرائيلي الذي امتد عقودًا طويلة من الزمان،ومرد ذلك إلي النظرية العربية التي سادت منذ عام 1948 ،والتي مبناها أن الصراع مع الدولة الإسرائيلية هو صراع ممتد،وانه لن يحسمه إلا معركة عسكرية فاصلة.
وبناء علي هذه النظرية تبلورت صورة نمطية عن الإسرائيليين كشعب وعن إسرائيل كدولة وكمجتمع والإسرائيليون- وفق هذه الصورة النمطية -أشتات من البشر جاءوا من مختلف بلاد العالم لا يجمع بينهم سوي العقيدة الدينية (اليهودية)، ولا يدفعهم ويحركهم نحو استعمار فلسطين العربية سوي عقيدة سياسية متطرفة وعنصرية هي الصهيونية .وهم بذلك لا يكونون شعبًا واحدًا منسجمًا، فالاختلافات الإثنية (السلالية) بين اليهود الشرقيين(السفارديم) واليهود الغربيين ( الأشكنازيم) تمزقهم بالإضافة إلي الاختلافات الاجتماعية والحضارية بين فئاتهم المختلفة . وإسرائيل كدولة- وفق هذا التصور النمطي- دولة عنصرية تعتمد اعتمادًا أساسيًا علي القوة العسكرية والعدوان والإرهاب،وهي بذلك مجتمع عسكري صمم بحيث يكون في حالة حرب دائمة.
ويؤكد الكاتب علي أننا لسنا في حاجة إلي للتحدي الحضاري مع إسرائيل ؛ فهي لا تقدم نموذجًا حضاريًا يمكن الاقتداء به ،أو يستحق الصراع مع حضاريًا معه ،ولكننا في حاجة إلي مقاومة الغزو الثقافي الإسرائيلي الذي يمكن أن يصل إلي أهدافه لو لم نتسلح بالمنهج العقلاني النقدي، ولو لم نكن علي وعي كامل بأهمية عمليات الغزو الثقافي في السيطرة علي الشعوب.
والغزو الثقافي عملية برعت فيها الدول الاستعمارية التقليدية، ويبرع في تطبيقها الاستعمار الجديد الذي كف عن احتلال الدول بالقوة العسكرية، ولكنه ينفذ إليها من خلال تصدير نموذجه الحضاري وتأثيره علي الاتجاهات والقيم والعادات وأسلوب الحياة، ويعتمد في ذلك علي هديد من الوسائل والأدوات ، لعل أهمها الثورة العلمية والتكنولوجيا في مجال الاتصالات الدولية.
فمن خلال الإذاعة والتلفزيون ومن خلال الأفكار الصناعية التي تسيطر عليها الدول الكبري يمكن لهذه الدول أن تؤثر تأثيرًا فعالًا علي الاتجاهات والقيم وبالتالي أسلوب الحياة في عديد من بلاد العالم الثالث.
ويختم الكاتب الفصل بالدعوة إلي العمل علي سيادة النظرة المستقبلية، حيث إنه لن يجدينا أن نعيش في الماضي ، ولم ينفعنا وسط صراع العمالقة في عالم اليوم التغني بأمجادنا السابقة،ولن يصلح من حالنا اجترار فضل الحضارة العربية الإسلامية علي أوربا.
نحن في حاجة إلي دراسة منهجية ونقدية لماضينا القديم تقوم علي أحدث مناهج التاريخ الاجتماعي،حتي نقوم ممارستنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية،وحين نفعل ذلك ستتساقط كثير من الأساطير العلمية التي ورثناها كباحثين ومثقفين ورددناها بغير تمحيص.
إن دراسة الماضي هي الأساس لفهم الحاضر والنظر إلي المستقبل،والحاضر الذي نعيشه يحتاج إلي دراسة تكاملية تحيط بكل أبعاده وتكشف عن كل جوانبه.غير أنه أصبح اليوم من المسلمات أن دراسة الحاضر ينبغي أن تتم في إطار النظر إلي المستقبل،ومن هنا نشأ علم النظر إلي المستقبل علي اختلاف مدارسه في الشرق والغرب،وعلي تعدد مناهجه ونظرياته،لكي يساعد المخطط الاقتصادي والاجتماعي وصانع القرار السياسي علي أن يخطط في ضوء سيناريوهات بديلة للمستقبل،حتي يأتي تخطيطه وحتي يصدر قراره وهو علي علم بكل البدائل المتاحة.



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع عازفة البيانو المصرية الأرمنية أربي جانيكيان
- أمانة ياليل
- برتولد بريخت رائد المسرح الملحمي
- فيكتريا أرشاروني أم الأيتام الأرمن في مصر
- القاهرة شوارع وحكايات
- هوڤهانيس تومانيان شاعر كل الأرمن
- الدين الشعبي في مصر
- مؤامرة اعتقال القائد عبد الله أوجلان كما يرويها بنفسه
- الخلافة الإسلامية
- عبد الله أوجلان سيرة مناضل
- نوبار باشا خادم مصر
- التحليل الاجتماعي للأدب
- لقاء مع هراتش كالساهاكيان، مؤسس موقع آزاد-هاي (البوابة الأرم ...
- الاقتصاد والإدارة في مصر في مستهل القرن التاسع عشر
- نايري زاريان الشاعر الشغوف بالاشتراكية الأرمنية
- آراء في الفكر والفن-مجموعة حوارات مع أدباء وفنانين يمنيين وغ ...
- هنري ترويا عميد كُتَّاب السيرة الذاتية
- مع روزا مجردتشيان والأرمن في أستراليا
- ڤاهان تيكيان أمير الشعر الأرمني الحديث
- كيغام بابازيان والأرمن في كندا


المزيد.....




- نتنياهو: إسرائيل لن -تستسلم لمطالب حماس- بإنهاء حرب غزة.. وس ...
- تبون: الجيش الجزائري جاهز بمجرد فتح الحدود بين مصر وقطاع غزة ...
- في أعقاب وصول بلينكن إلى إسرائيل.. مسؤول في الوفد المرافق يع ...
- الجيش الأميركي يعلن تدمير مسيرة تابعة للحوثيين في اليمن
- مئات الهجمات بالسكاكين في محطات القطارات الألمانية وهذه أخطر ...
- نجري مفاوضات -أخذ وعطاء- وهي معقدة
- الجزائر.. وقود للبنان لتوليد الكهرباء
- -حماس- تشيد بقرار الرئيس الكولومبي منع تصدير الفحم إلى إسرائ ...
- المتحدث باسم حكومة -طالبان- يكشف مفاجأة حول جثة أيمن الظواهر ...
- بوتين يصل إلى أذربيجان في زيارة رسمية تستمر يومين


المزيد.....

- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا درغام - تشريح العقل الإسرائيلي