دردشة سيبرانية حول تصريحات وتغريدات-إيلون ماسك-الصبيانية ! ..( 1)

احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 8073 - 2024 / 8 / 18 - 00:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كثرت في الآونة الأخيرة تصريحات وتغريدات أسوة بِطَّلات مالك منصة إكس، المدير التنفيذي لشركة تيسلا للسيارات الكهربائية الملياردير إيلون ماسك(52سنة) حتى أننا لم نعد نصحوا يوما إلا ويتبادر الى أسماعنا،ويتناهى الى علمنا،تغريدة جديدة مثيرة للجدل تارة ،وللدجل تارة أخرى وقد كتبها ماسك البالغة ثروته بحسب احصائية "مجلة فوربس"الأخيرة ما يقرب من (195 مليار دولار) قابلة للزيادة أو للنقصان في أية لحظة ليتغير ترتيبه نزولا أو صعودا في قائمة أثرى الأثرياء على سطح الكوكب المبتلى بالبطالة والنزوح والجوع والبؤس والفاقة ،المصاب بالتعملق والتضخم والتنمر شمالا، و بالتقزم والانكماش والتحجم جنوبا،ولعل اللافت في تغريدات ماسك بأنها تشرق وتغرب لتحشر أنفها في كل شاردة وواردة حول العالم وبطريقة مستفزة للغاية ليظل الموما إليه في واجهة الأخبار وفي صدارة عناوينها البارزة بلا منازع وبما يعزز من نرجسيته وحب الظهور لديه الممزوجة بتضخم الأنا وانتفاخ الذات !
ولاغرو بأني العبد الفقير الى الله تعالى ، واحد من مئات الملايين في أرجاء المعمورة ممن تستفزهم تصريحات هذا الشخص صاحب الملامح الجامدة ،والعيون الزائغة ، والوجه الأمرد الشاحب الذي وعلى ما يبدو بأنه لا يريد أن يقتنع بتاتا بأنه كسائر المخلوقات"أوله نطفة مذرة،وآخره جيفة قذرة،وبين هذه وتلك يحمل في بطنه العذرة" ، لا يريد أن يفهم ،بأنها" لودامت لغيره ما وصلت إليه"، لايريد أن يعي، بأن"ليس للكفن جيوب"وبأن الملك الحق كله للواحد الأحد ، الفرد الصمد علام الغيوب ، لا يريد أن يستوعب بأنه مجرد بشر" تؤلمه البقة ،وتقتله الشرقة ،وتُنته العرقة " وبأن نهايته مهما علا شأنه، وذاع صيته ، وامتلأت خزائنه ، مجرد عظام تحت التراب نخرة، أو رماد في قارورة في حال حرقه قبل أن يقف ورثته على الساحل ليقوموا بذر رماده في عرض البحر ونثره ، وقبل أن يتقاسموا تركته حتى من دون الترحم أو ذرف الدموع حزنا عليه،ولا التصدق على روحه،ولا حتى التغني بمحاسنه-إن وجدت- مصحوبا بالذهول التام عن استذكاره،والإحجام الكلي عن ذكره ليبدأ بعضهم بالنهش في لحمه ، والهتك في ستره ، فيما يتولى آخرون كشف خفاياه عمدا ، وفضح عيوبه تباعا ،وإذاعة سره على رؤوس الأشهاد وكأن ملحا ما كان بينهم يوما ولا زادا !
في هذه الدردشة السيبرانية والتي آمل أن يصل بعض أو جل فقراتها الى من يهمه الأمر سأتناول أبرز تصريحات ماسك، و سأعرج على أخطر تغريداته ، ولاسيما تلك التي أسفرت عن جملة من الهزات العالمية الارتدادية، وردود الأفعال الدولية، وتسببت بهبوب المزيد من العواصف والأعاصير الإثنية والدينية والسياسية في عالم يموج بالأوبئة والمحن والحروب،ويعج بالفتن والكوارث والكروب،أقول فيها :
* سيد ماسك لقد نشرت تغريدة على حسابك الرسمي في منصة إكس (تويتر سابقا) قلت فيها"من الواضح أن كائنات فضائية بنت الأهرامات" وهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها زوبعة حول الموضوع إذ سبق لك وأن جعجعت بهذا الشأن عام 2020 لتلحقها بتغريدة تالية نزولا عند رغبة المتابعين لتوضيح ما تعنيه أكثر جاء فيها"الفرعون رمسيس الثاني كان كائنا فضائيا"و في أمثال ذلكم التغريد العجيب المحلق خارج المنطق فضلا على السرب يقول أجدادنا العرب،إنه "حديث خرافة" وللمثل قصة طويلة لا أريد أن أصدع رؤوس القراء بها في هذه العجالة فخير الكلام ما قل ودل، وشر الكلام ما طال وخل، أما عن تبريرك غير المقنع بالمرة فيقولون" جاء ليكحل عينه ..فعماها" أو"لقد قدم عذرا أقبح من ذنب" ولو أنك قلت"لا أدري أو لا أعلم " ونصف العلم مندرج تحت يافطة "لا أعلم ، ولا أدري" كما قال أسلافنا العظام لكان أجدى وأنفع ، مضيفين ،بأن"من تحدث في غير فنه أتى بالعجائب" وها قد أتيتنا ياماسك بعجيبتين إثنتين لا ندري من أيهما نحك فروة رؤوسنا تعجبا" كائنات فضائية شيدت الأهرامات + رمسيس الثاني كائن فضائي !" ولا نعلم حقيقة بأيهما نحتار أو نتجادل لنحسم القرار، ولا على أيهما نقهقه عاليا الى حد الاستلقاء على ظهورنا من شدة الضحك المبكي في الليل البهيم أو في رابعة النهار ؟!
صحيح أن عالم الآثار المصري، زاهي حواس، قد رد على تغريدتك الأخيرة مؤكدا،بأن ما قلته "خاطئ تماما" لأن هناك من الأدلة والنقوش على جدران الاهرامات ما يؤكد بناء المصريين لها"، وصحيح أن وزيرة التعاون الدولي المصرية، رانيا المشاط، قد ردت بدورها على تغريدتك السابقة داعية اياك لاستكشاف المزيد من الأدلة حول بناء الاهرامات على يد المصريين، إلا ،أن" وراء الأكمة( = فرضية الكائنات الفضائية التي بنت الحضارة على سطح كوكبنا الأزرق) ماوراءها" والأخيرة لها لعلاقة بفرضية"نيبيرو"أو " كوكب إكس" وقد اقتبست اسمه عنوانا جديدا لمنصتك بعد شرائها لتصبح منصة "إكس" بعد أن كانت " تويتر" ومعلوم بأنك متيم الى حد الوله بهذه الــ إكس، فشركتك الفضائية المصنعة والراعية الرسمية لشبكة أقمار ستارلنك الاصطناعية اسمها "سبيس إكس"، وقبلها شركتك الخاصة وعنوانها"إكس دوت كوم" ومعلوم بأن فكرة الـ " نيبيرو" تفترض وجود كائنات فضائية تعيش على سطح كوكب إكس، هي التي بنت وشيدت الحضارات العظيمة على سطح كوكبنا مع لفت النظر الى نقطة مهمة جدا ألا وهي"أن نسبة الآثار المهيبة الغابرة الى تلكم الكائنات الفضائية العجيبة يقتصر فقط على ما موجود منها في بلدان الشرق الأقصى والأدنى والأوسط وذلك لتجريد شعوبها عبرالتاريخ من شرف الذكاء والدهاء والعبقرية والابتكار والإبداع والإختراع وحصر ذلك كله في العرق الأبيض المتفوق بزعمكم من دون بقية الأجناس الأخرى وكلهم إما شركاء لكم في الدين ، وإما نظراء لكم في الخلق فعندما يتعلق الإبداع بالسومريين والأكديين والبابليين والآشوريين ومملكة الحضر ومن ثم الحضارة العربية- الاسلامية من بغداد الى الصين ، كذلك حضارة الاندلس وابداعات كل هاتيك الحضارات التي لاتحصى كالجنائن البابلية المعلقة والنافورات المائية الاشورية المذهلة والرقم الطينية والكتابة المسمارية والمسلات القانونية والقوس المزدوج واختراع العجلة الدوارة والساعات المائية كذلك الرملية ورسم الخرائط وأدب الرحلات وتأليف القواميس الطبية والمعاجم اللغوية وعدد ما شئت من اختراعات وابتكارات واكتشافات ومصنفات على مدار قرون طويلة أذهلت القاصي والداني سواء في حضارة " ميزوبوتاميا " أو بلاد مابين النهرين، كذلك هو الحال مع حضارة وادي النيل والكتابة الهيروغليفية ، ومثلها حضارة الأنكا والمايا والآزتك وحضارة الصين وسورها العظيم ، وحضارة الهند القديمة وغيرها فهذه كلها من وجهة نظرك البيضاء العنصرية الاقصائية القاصرة هي من ابداعات الكائنات الفضائية وسكان كوكب إكس أو نيبيرو المسماة بـ" الأنوناكي " ولاعلاقة للأعراق السمراء والحمراء والصفراء والسوداء بها اطلاقا على حد وصفكم ، أما عند الحديث عن الأثار الرومانية والإغريقية فهذه جميعها من ابداعات البيض الأرقى عرقيا من أسلاف الرومان والاغريق وأشباههم ونظائرهم ، ولعلك من المؤمنين بطروحات الكاتب الامريكي من أصول سوفياتية" زكريا سيتشين" حول موضوع الكائنات الفضائية ،ولعلك من المتيمين بطروحات البروفيسورة هيلين شارمان ، وهي أول بريطانية ذهبت إلى الفضاء عبر محطة "مير" الروسية في آيار عام 1991وقولها بأن"المخلوقات الفضائية موجودة ومن الممكن أن تكون حية بيننا على سطح الكرةالأرضية أو أنها تحيا في مكان ما في هذا الكون وبأشكال مختلفة تماما من الحياة !" .
وبما أنك عاشق أو بالأحرى مصاب بـ إسهال التغريد فأرجو منك أن تغرد لنا قليلا على منصتك " نيبيرو" عفوا"إكس"عن بعض العقد الأثنية ولا أريد أن أقول النفسية الغائرة التي تعانيها يا مستر ماسك،وبما يجعلك تنسب كل حضارة شرقية الى الفضاء الخارجي في ذات الوقت الذي تنسب فيه كل حضارة غربية الى العرق الأبيض والى الأرض تحديدا، ولعلي لن أجانب الصواب إذا ما عزوت كل هذا التجديف والتحريف والتخريف الى أنك من مواليد مدينة بريتوريا بجنوب افريقيا عام 1971و لأبوين أبيضين ، بمعنى أنك مولود في بيئة خصبة تعد الأعتى عنصريا وذلك بعد مرور 6 سنين فقط على سجن المناضل الشهير نيلسون مانديلا ، في حزيران / 1964مدى الحياة مع الأشغال الشاقة بتهمة مقارعة التمييز العنصري في بلدك الأم آنذاك وكان يعد الأشرس في تطبيق سياسة الفصل العنصري"الأبارتايد"يوم حكمت الأقلية البيضاء التي تنتسب لها يا ماسك بهذه الطريقة البشعة لتقسم الشعب المغلوب على أمره هناك الى بيض وسود وملونين بين عامي 1948-1993 وبما يجعلني لا أشك ولو للحظة واحدة بأنك ما تزال تعيش تحت تأثير مخدر"الأبارتايد " وتحمل بعض صفاته وغباره وفايروساته لتنقل جيناته الى من سيأتي بعدك حيثما حللت وارتحلت، ولعل بغضك الشديد لمرشحة الحزب الدم ..قراطي ونائبة الرئيس النعسان " جو بايدن "، وأعني بها كمالا هاريس، وهي من أصول هندية – جامايكية إنما يعزى وبما لا علاقة له البتة بصداقتك لمرشح الحزب الجمهوري " دونالد ترامب "، ولا ثقتك بحزبه بعد أن صرت من أشد مؤيديه فيما كنت ديمقراطيا الى حد النخاع في الدورة الانتخابية الرئاسية الماضية، كما أنه لا علاقة لكل هذا البغض باليسار المتطرف الذي تنتمي اليه أم ضحكة هستيرية جنان" كمالا هاريس "بقدر ما له علاقة وثيقة بـ الابارتايد"المعشعش في دماغك الخالي تماما من الشريحة الالكترونية التي تزمع زرعها في أدمغة البشر حول العالم ليصبحوا كالروبوتات الآلية وتحت السيطرة كليا،زاعما بأنك تصنعها وتزرعها من أجل محاربة الأمراض ، ورفاهية الناس ، وسعادة البشرية، فإذا كنت تسمعني يا ماسك "الأبارتايدي".. فأجب ؟! يتبع

#احمد_الحاج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات