رولا حسينات
(Rula Hessinat)
الحوار المتمدن-العدد: 8072 - 2024 / 8 / 17 - 20:13
المحور:
الادب والفن
-هيا لا تخافي...ستساعدك الخادمة في نزع ملابسك وتضعك في حمام ساخن، لا تقلقي يا عزيزتي.
الخوف الذي بدا واضحا في وجهها المصفر وجسدها الذي يرتعش من الداخل بالكاد استطاعت قدماها أن تحملاها وهي تسير بخطى صغيرة وراء الخادمة في الممر الطويل الخافت الإضاءة لا يعني إلا بيتا لعائلة ثرية، ولكن هل يعقل أن يساعدها أحدهم وقد فرت طول الطريق الوعر حتى سقطت في حفرة كبيرة يبدو أن لصيد حيوان مفترس، لم تدر حينها ما تفعله أتشكر الله على سقوطها وعدم استطاعة أحد أن يعثر عليها أم هل تدعوه بضراعة على أن يفك كربتها، وهي بين الاثنتين استسلم جسده رغما عنها للنوم يبدو أنه القدر الذي لا يمكن لأحد أن يخلف له موعداً...لا تدري كم مضى عليها وهي مغشي عليها أهو يوم أو بضع يوم أم هي أيام لم تحصي لها عددا لكن الذي لم يغب عنها هو الخوف...عندما فتحت عينيها كانت في حجرة كبيرة وكانت على سرير دافئ...هل كانت تحلم بأنه لم يحدث شيء من قبل وانها في بيتها مع الكثير من الأشياء الغريبة. جاءها صوت من مكان ما في الغرفة الكبيرة...
-أخيرا قد استيقظت، لقد ظننتك ميتة...لولا كلام الطبيب بأنك حية لما صدقت.
لم تستطع الكلام فقد انعقد لسانها وهي ترى امرأة مترفة الغنى بثوبها المخملي المرصع باللؤلؤ والعقد الزمرد الذي يسير إلى الشق الرفيع من صدرها البارز وشعرها المجعد الطويل والكثير من الألوان على وجهها...يبدو أنهما في ذات السن ولكن لم يكن كذلك لمرأة لم تعرف شقوة الحياة.
-هيا يا عزيزتي، لا تخشي شيئا عليك أن تتحلي بالقوة...لقد أعد لك الخدم حماما ساخنا سيزيل عنك الكثير من المشقة التي عانيتها...عندما تخرجين ستكونين بخير.
#رولا_حسينات (هاشتاغ)
Rula_Hessinat#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟