أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني . - في بعض هموم السوريين النخبوية !














المزيد.....

في بعض هموم السوريين النخبوية !


نزار فجر بعريني .

الحوار المتمدن-العدد: 8072 - 2024 / 8 / 17 - 17:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يكتب الصديق العزيز أكرم حسين على صفحته، معبّرا عن رأي الغالبية الساحقة من النخب السياسة الكردي، وبعض بقايا اليسار من " القوى الديمقراطية" العربية التي التحقت بمشروع قسد :
" لدى عموم أبناء الشعب الكردي شعور وإحساس مشترك بالأمة الكردية ، فلهم اسم واحد ولديهم تخيلات متشابهة حول تاريخهم واصولهم ، ويتكلمون لغة واحدة رغم لهجاتها المختلفة حسب المناطق ، ويعبرون عن هويتهم الثقافية بلغة تتميز عن غيرهم . هذا الشعور بالوحدة والانتماء والتماسك الثقافي يعزز من مطالبهم في تقرير مصيرهم كأمة مستقلة . يجب على الشعوب العربية والتركية والفارسية احترام هذا الحق وعدم معارضته أو مناصبته العداء . فللكرد الحق في تقرير مصيرهم كأمة قائمة بذاتها ."

مع كامل الاحترام والتقدير لما يقدّمه الصديق ، يبدو لي أنّه يتجاهل هنا الفارق النوعي بين الحقوق المشروعة وبين إمكانية تحقيقها، وفقا لمتطلّبات أجندات القوى الإمبرالية العالمية، خاصّة الولايات المتّحدة، صاحبة أقوى وأكبر مشروع سيطرة إقليمية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية!!
يحمّل هذا الرأي " المثالي " شعوب المنطقة ، خاصة العرب ، مسؤولية عدم قيام دولة قومية كردية ، ويتجاهل أبسط حقائق التاريخ الموضوعية :
العرب ، الذين يحمّلهم مسؤولية عدم حصول الكرد على دولة قومية ،قد عجزوا عن بناء دولتهم القومية ذاتها، وهم بالتالي ضحايا إرادة أخرى ، منعت عنهم هذا الحق القومي ، كما منعته عن الكرد ، والجميع ضحايا إرادة واحدة !!
يتجاهل هذا الرأي أنّ المسألة لم تكن بعد الحرب العالمية الأولى، وليست بعد الثانية ، متوقفّة على رأي شعوب المنطقة أو مصلحتها ، وها هم العرب ، أكبر شعوب المنطقة، قد تمّ منعهم عن سابق قصد وترصّد من بناء دولتهم القومية .
يتجاهل المثقّف النخبوي الكردي السوري ، على الرغم أنّه يعول اليوم على مايبدو له من فرصة أمريكية تاريخية لقيام كانتون كردي، لايملك الحد الأدنى من شروط الديمومة ، دور عوامل السيطرة الإقليميّة الإمبرالية الحاسم -البريطانية والفرنسية ، أوّلا والأمريكية ،ثانيا بعد الحرب العالمية الثانية- في قص ولصق الخارطة الجيوسياسية منذ مطلع القرن الماضي، و لم يكن من مصلحة أطرافه بناء دول قومية . على العكس، سعى للتفتيت القومي ، وكرّسه في حدود مصطنعة، باتت " دولا وطنيا " في الحقبة الأمريكية ، وكانت بعض وسائل السيطرة ..وقد جيّروا اتباع القوميات لصالح مشاريع سيطرتهم :
الانكليز استخدموا الشريف حسين ، الزعيم العروبي ، ... والسوفيات استخدموا كرد إيران، وواستخدم الفرنسيين كرد سوريا، وقد ركب الأمريكان حصان القوميين العرب، كما استغلوا الكرد وغيرهم لتقسيم العراق ، وهاهم يفعلون نفس النموذج في سوريا.
إذا كان هذا الرأي يحمّل العرب السوريين مسؤولية عدم قيام " كانتون كردي " في صيرورة الخَيار العسكري بعد ٢٠١١ ، فيتناقض هذا الرأي مع حقائق الصراع على سوريا:
يتجاهل الصديق العزيز انّ ظهور ما يبدو فرصة تاريخية لتأسيس كيان سياسي كردي بعد ٢٠١١ أتى في إطار سياسات وإجراءات قوى سورية وإقليمية ودولية لمواجهة استحقاقات ديمقراطية سورية ، وقطع صيروة الانتقال السياسي والتحوّل الديمقراطي، من خلال دق أسفين في العلاقات بين الكرد والعرب ، فتم فصل النخب السياسية الكردية المعارضة في هياكل تنظيمة خاصة ، واستخدم آخرون كقادة ميليشات ، وتم بيع الكرد وهم أن مشروعهم بات قاب قوسين أو أدنى من التحقق، وأن الذي يمنع تحقيقه هو رفض العرب السوريين ، وعدم إعتراف" النخب العربية بحقوق الكرد السياسية، وعدم استعداهم لتقديم " ضمانات "، وقد عزفت منصّات مأجورة ، مرتزقة على هذه النغمة طيلة سنوات !!
نتجاهل حقيقة أنّ الضمانات ليست بيد النخب العربية ، الذين عجزوا عن حماية حقوقهم ، وأنّ كلّ السوريين كانوا ضحايا لأهداف وسياسات مشروع أمريكي ايراني مشترك ، لتفشيل الدولة السورية، وتقاسمها الى حصص للسيطرة ومناطق النفوذ، وقد كان الكرد، كغيرهم ، بعض الأدوات ، وسيدفع الجميع ثمن جهل نخبهم بطبيعة المشروع ، والتعويل على بعض قواه ، و الإرتهان لها !!
هذه حقائق ...
إذا كنتم تريدون مصلحة الكرد في سوريا أو غيرها ، وصادقون في نضالكم من أجل تحقيق مصالح الكرد القومية المشروعة ، ما عليكم سوى الانخراط في مشروع نضال السوريين( وشعوب الإقليم) التاريخي لبناء الدولة الوطنية الديمقراطية، وقد أصبح من المستحيل بناء دول قومية ، وكل ظهور لآمال قومية كردية جديدة لا تخرج عن خطط وسياسات وأدوات مشروع سيطرة إقليمية. فهل يمكن أن يحقق شعب أهدافه القومية المشروعة عبر الانخراط في مشروع سيطرة إقليمية، يستخدم الجميع كأدوات ، وأذرع ، بما فيهم العرب وغيرهم !



#نزار_فجر_بعريني_. (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - يحيى السنوار - ، والقائد النموذج!
- في طبيعة وإمكانية الرد الفعّال !


المزيد.....




- من الملاعب إلى اللجوء.. رياضيون يستغلون أولمبياد باريس للهرو ...
- قصة شاب من غزة أصبح رمزا للعمل الخيري بعدما تحققت أمنيته بأن ...
- فيديو.. صاروخ -إسكندر- روسي يدمّر منصة -إيريس تي- ألمانية مض ...
- الخارجية الروسية: نظام كييف بدأ التحضير لهجوم على محطة كورسك ...
- دمشق: تصريحات واشنطن مضللة
- -روساتوم- تدعو رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة محط ...
- عمان.. تظاهرات ضد حرب إسرائيل على غزة
- جيروزاليم بوست: شوارع تل أبيب يسودها هدوء مخيف
- الفلاحي: عملية القسام في تل الهوى مركبة ونوعية
- هل اقترب الجيش الإسرائيلي فعلا من تدمير حماس؟


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني . - في بعض هموم السوريين النخبوية !