أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الشعرية والمباشرة في قصيدة -الأفول- مأمون حسن














المزيد.....

الشعرية والمباشرة في قصيدة -الأفول- مأمون حسن


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8072 - 2024 / 8 / 17 - 01:42
المحور: الادب والفن
    


الشعرية والمباشرة في قصيدة
"الأفول"
مأمون حسن
"يا ابنَ أمْ
إنها أختُكم
لحمُها لحمُكم
عِرضُها عرضُكم
بيتها بيتكم
فانهضوا من سخام الخَدَر
وافتحوا للضياءِ شبابيك أيامِكم
انظروا للسماء تروا دمَنا
والجنازيرَ تهرس أحلامَكم وتلقي بها في بحار الكدر
من أغار على كرمِ أختك هان عليه بنوكَ، وأسقطهم في أتونِ ضحاياه في الليل قبل أفول القمر
ثم في الصبحِ أخفى جريمَته
وانبرى للحديث عن السلمِ في عالمٍ ظالمٍ مكفهر
يا ابن أم
إنه يتلمظ منتظرًا يومَ مقتلِكم واحدًا واحدًا،
ثم يمحو للحمِكم الميْتِ أيّ أثر
فارفعوا رأس أيامكم وانظروا:
علّكم تلمحون فَناءَكم المنتظر"
من مهام الأديب/الشاعر مواكبة ما تمر به الأمة/الشعب، وتوضيح الحقيقة، لكن هناك معادلة أدبية تتمثل في كيف يمكن أن يمرر الشاعر أفكار/طرح/أحداث/ وقائع حقيقية بصيغة أدبية؟، فطرح الأفكار (مباشرة) يضر بأدبية النص ويجعله باهتا، وهذا ما يُصعب الكتابة على الأديب/الشاعر الذي يرى نفسه ووجوده من خلال قيامه بدوره تجاه أمته/شعبه.
في قصيدة "الأفول" يكشف لنا الشاعر "مأمون حسن" عن الطريقة والأسلوب المناسب للجمع بين أدبية القصيدة، وبين تحميلها مضمونا (واقعيا)، من خلال لغة خطاب جامعة موحدة"
"يا ابن أم"
فمن خلال صيغة النداء: "يا ابن أم" قرب المتلقي منه، قربه عاطفيا واجتماعيا وأدبيا، بمعنى أن ما سيقوله لابن أمه ليس فيه (تكلفة) وفي مصارحة ومكاشفة، فالحديث يجري بين أخوة، لهذا سيكون (الوضوح) حاضرا في الحديث/الكلام.
يتقدم الشاعر أكثر متقربا من المستمع/القارئ/المتلقي فيحدثنه عن (الجريمة) التي تجري:
"أنها أختكم
لحمها لحمكم
عرضها عرضكم
بيتها بيتكم"
نلاحظ أن الشاعر يستخدم طريقة تثير المستمع، فهو يعرف اللغة التي تثير المتلقي، لهذا نجده يتحدث عن جريمة متعلقة بالعرض/بالشرف، وأيضا جريمة متعلقة بحرمة البيوت المعنوية والمادية، وإذا علمنا أنه أستخدم صيغتي نداء يتقرب بهما إلى المتقي، ومحفزان على إثارته روحيا/عرضها، وماديا/بيتها، نصل إلى أنه يحسن استخدام لغة الخطاب، ويحسن جذب المستمع/المتلقي لما يريد طرحه.
من هنا نجده يتقدم أكثر ويطرح ما يريده (مباشرة):
"فأنهضوا من سخام الخدر
وافتحوا للضياء شبابيك أيامكم
أنظروا للسماء تروا دمنا
والجنازير تهرس أحلامكم وتلقي بها في بحار الكدر"
نلاحظ المباشرة والسرعة في طرح فعل الأمر "فأنهضوا" والقسوة والشدة في "سخام الخدر" وما كان لهذه اللغة وهذا القسوة أن تكون دون (التمهيد) الذي فعله سابقا، من خلال لغة الخطاب "يا ابن أم، أنها أختكم" ودون الإشارة حجم الجريمة وطبيعتها البشعة التي حدثت، كما أن وجود صيغة الجمع "أيامكم، دمنا، أحلامكم" جعلت الشاعر جزءا من المخاطبين رغم أنه المتحدث، بمعنى انه يحمل مع (أخوته) مسؤولية ما يجري "لأختكم" وعليه ما عليهم من ضرورة القيام بفعل النهوض، وهذا ما (خفف) من وقع الصدمة على المستمع/المخاطب، وجعله يتقبل هذه المباشرة والفوقية والقسوة التي طرحها الشاعر.
يعود الشاعر لتذكير المستمع بما يجري من جرائم بحق "أختكم":
"من أغار على كرم أختك هان عليه بنوك، وأسقطهم في أتون ضحاياه قبل أفول القمر
ثم في الصبح أخفى جريمته
وانبرى للحديث عن السلم في عالم ظالم مكفهر"
اللافت في هذا المقطع (الوضوح التام) لما اقترفه ويقترفه العدو المجرم بحق "أختك" فالشاعر يبين بموضوعية كيف أن العدو يخادع ويتخابث ويراوغ ليتستر على جريمته، وبما أن الشاعر تحول من صيغة الجمع/أنتم "اختكم" إلى صيغة أنت "أختك" وهذا يشير إلى أنه أوصل الفكرة للعامة/للشعب، وأخذ يخاطب الخاصة/المقربين الذين سينهضوا ويلبوا النداء.
في خاتمة القصيدة يعيد الشاعر الكرة مرة أخرى مذكرا من(بقى) ومن استجاب للتوقف عند حقيقة موضوعية متعلقة بالعدو:
"إنه يتلمظ منتظرا يوم مقتلكم واحدا واحدا،
ثم يمحوا للحمكم الميت أيّ أثر
فارفعوا رأس أيامكم وأنظروا:
علكم تلمحون فناءكم المنتظر"
اللافت في الخاتمة أنها متعلقة بالمستقبل، بما سيفعله العدو: "منتظرا، يمحوا" ونلاحظ الدقة في الأفعال التي طرحها الشاعر: "فارفعوا، وأنظروا" لمنع "منتظرا يوم مقتلكم، يمحوا" يمحو يقابله فأرفعوا، ومنتظرا يقابله وانظروا" بمعنى أن هناك حقيقة/واقع ملموس، وليس مجرد قصيدة تتلى هنا أو هناك.
وبهذا يكون الشاعر قد زاوج وجمع بين واقعية الطرح وأدبية القصيدة، وعلى المتلقي أن ينهض ويرفع رأسه متحديا ومواجها المجرم.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لفلسطيني والمكان في رواية -اليركون- للكاتبة صفاء أبو خضرة:
- أثر المرأة في -أريد أن أقتل الحزن- جواد العقاد
- على هامش ملتقى فلسطين السابع للرواية العربية
- قسوة الشخصيات والأحداث، وفنية التقديم في رواية -ثنائي القطب- ...
- البعد الملحمة في كتاب -أشباح ديرتنا- هاشم غرايبة
- التداخل والتشابك في قصيدة -أكذب- مهدي نصير
- المكان وانسياح الشخصيات في رواية -ما لا نبوح به- ساندرا سراج
- الفلسطيني والاحتلال في مجموعة -على جسر النهر الحزين- محمد عل ...
- رواية ذاكرة في الحَجْر تفضح أنظمة الاستبداد كوثر الزين
- المثقف في رواية -موسم الهجرة إلى الشمال- الطيب صالح
- الصوفية والحرب في -أجيء إلى ذراعيك- جواد العقاد.
- الشاعر والوطن في ديوان -لا أكتب الشعر- جمال قاسم
- تناسق الشكل والمضمون في -ديوان ما ظل مني- عبدالسلام عطاري
- الهدوء والقسوة في -ولي لغتي- جمال قاسم
- العدوان واللغة في قصيدة -نهار متوحش- جواد العقاد
- عناصر الفرح/التخفيف في أنا لا أكتب لأحد جروان المعاني
- الهزيمة والنصر في قصيدة -أمطار حزيرانية- علي البتيري
- رواية الحكاية في رواية -تزوجت شيطانا- كفاح عواد
- القصيدة الساخنة -رسائل لم تصل- سميح محسن
- انحياز المرأة للمرأة في -نساء في غزة- هند زيتوني


المزيد.....




- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...
- 3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV ...
- -مين يصدق-.. أشرف عبدالباقي أمام عدسة ابنته زينة السينمائية ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الشعرية والمباشرة في قصيدة -الأفول- مأمون حسن