أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة تقاسيم الى ذلك الدرويش .














المزيد.....

مقامة تقاسيم الى ذلك الدرويش .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8072 - 2024 / 8 / 17 - 01:42
المحور: الادب والفن
    


مقامة تقاسيم الى ذلك الدرويش :

يقول جلال الدين الرومي : (( ليست المناسك والطقوس هي التي تجعلنا مؤمنين , بل إن كانت قلوبنا صافية أم لا , توضأ بالمحبةِ قبل الماء , فإن الصلاة بقلبٍ حاقدٍ لا تجوز )) , يَسبَحُ الفكر في ملكوت المعاني , وليس أمام المريد إلا التَدبّر , وليس أمام العارف إلا التأمل , قلبي ارتوى ورُوحي مسّها شغفُ الانبعاث.

أنا لا أكتبُ ما يكتبون , وأنا أعرف ان الحروفُ هي الحروفُ , إنّما : قصيدتي صغيرة كَقُنْبُلَة عميقة كَبحر مدهشة كَقُبْلَة , لازال كأسُ عشقي نصفُها ممتلئٌ بكَ والنّصفُ الآخرُ بفراغِكَ , لقد أَتيتني كعلامةِ تعَجُّبٍ مُثقلَةٍ بالدَّهشةِ , فما الذي حَوَّلَكَ إلى: علامةِ استفهامٍ..؟! وأنا أخبرتك : قبلَ أن تطأَ أرضَ مملكتي اخلعْ أفكاركَ المُسْبَقة عنِ القصيدة.

إيّاكَ أنْ تأخذَني على مَحْمَلِ العشقِ فأنا لا أعشقُ إلاَّ مفاتنَ اللغةِ , فما زالَ مِنجلُ الشَّرِّ يجتزُّ ما تبقَّى لنا في هذا الكَونِ من سنابل الخيرِ, وتلك الشَّجَرَةُ التي هَجَرَهَا طائرُها , لَمْ تَمُتْ , وَاقِفَةً , أَتَاهَا الرَّبِيعُ بِالبَرَاعِمْ.

أيها الدرويش عندما سَقَطْتَ تفاحةً شهيةً فوقَ أرضي , لم يرتعش قلبي , هيَ حُرُوفِي التي ارتعشتْ, وكما يأتي الرّبيعُ فندركُ أنَّ كُلَّ الفُصُولِ كانتْ مُجَرَّدَ تمهيدٍ لَقدومِهِ, أتى رَجُلُ الحُلُمِ فأدركتُ أنّ كلَّ ما عشتُ في الحياةِ كانَ مُجَرَّدَ تمهيدٍ له , وكَمَا تُطِلُّ الشَّمْسُ فَجْرًا عَلى شَجَرَةٍ بَعْدَ ليلةٍ مَاطِرَةٍ , أَطَلَّ وَجْهُكَ النُّورانِيُّ على قلبي فأحْيَاه.

أتسمع تلك الموسيقى ؟ يسمونها موسيقى الكون , والمسافاتُ الشَّاسعةُ بيننا تعزفها, وينسبُها الكَوْنُ إليهِ , يتسائلون عن العشقُ؟ العشقُ هو أن تراني كما يرى الصُّوفيُّ الصومعة, تسمو مشاعرُهُ فيَتَعَبَّدُ أعوامًا مديدَة , أن تلمسَني بذاتِ القُدسيَّةِ التي يلمسُ فيها رَضيعٌ الثَّدْيَ بعدَ رحلةِ ولادةٍ عَنيدَة , أن تسمَعَني كما تسمعُ الورودُ طنينَ النَّحلِ في مواسمِ الخِصبِ الرَّغيدَة , أن تتذَوَّقني كما يتذوَّقُ فَلاحٌ أوْلَى ثمارِ الأرضِ المَجيدَة , أن تقرأَني بالدَّهشةِ ذاتِها التي يقرأُ فيها الشُّاعرُ كُلَّ قصيدةٍ جديدَة , وأنا لروحِكَ أَنتمي , كما تنتمي السمكةُ للبحرْ , وأنت لروحي تنتمي , كما تنتمي القصيدةُ للشِّعرْ.

كيف أحدثك عن الخذلان ؟ , حين أتَونِي بقميصِكَ كان ملطخا بأحمرِالشفاه , القيته في البئرِ وبكيتُكَ , بكيتُ حتَّى أجهضتك من رحمِ العِشقِ , وأنا المكابر سأظل أُكحّلُ عينيَّ لكي تراكَ النِّساءُ فيهماعلى أكملِ بهاءٍ , فيغبطنني عليكَ , وسأظل تلك البذرةً الصُلبَة التي تنتظر تلكَ القَطْرةَ التي وصلتْ عُمقَ التُّربَة فتحوَّلني إلى شَجرةٍ مكتملةِ وبهية.

وفيما بعدَ الطُّوفان , ((قد آنَ الأَوانُ أَنْ تنطلقَ من كلِّ فُلكٍ في القلبِ يَمَامَةٌ, تسبِّحُ ربَّ السَّماءْ, قد آنَ الأوانُ أن ,أهبطَ على لغتِكَ وَحْيًا , لتتحقَّقَ بنا النبوءاتُ فتعودُ يانوح , وأعودُ إلى فردوسِ العشقِ , ويأتي من نسلِنا عظماءُ الشُّعراءْ )) .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الصندوق .
- مقامة الغضب .
- مقامة التحليل .
- مقامة السلمان .
- مقامة اللوحة الزيتية .
- مقامة الأكتراث .
- مقامة العبيد .
- مقامة نجيب محفوظ .
- مقامة البعث .
- مقامة فن الحكم .
- مقامة الشتيمة .
- مقامة الفردوسي ونصر بن سيار .
- مقامة الشوارد .
- مقامة الفساد .
- مقامة الحروب 2 .
- مقامة الذكريات .
- مقامة الشيطان يجكم .
- مقامة البومبيلي .
- مقامة العرافة كوماي .
- مقامة المشحوف.


المزيد.....




- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة تقاسيم الى ذلك الدرويش .