أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياحة والرحلات - محمد رضا عباس - الوجه الاخر لمدينة الفلوجة














المزيد.....

الوجه الاخر لمدينة الفلوجة


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8072 - 2024 / 8 / 17 - 00:13
المحور: السياحة والرحلات
    


تعرف العالم على مدينة الفلوجة العراقية من خلال المعارك الثلاث التي خاضها المتشددون مع الحكومة العراقية الجديدة . الأولى والثانية كانت مع عناصر القاعدة في ربيع و خريف عام 2004 , والثالثة عندما احتلها تنظيم داعش في كانون الثاني 2014 وتم تحريرها على يد القوات المسلحة العراقية عام 2016.
في حينها دبج الاعلام المعادي الكلمات الرنانة و القصائد العصماء و التبجيل للمقاتلين وللمدينة حتى اعتبرها البعض ان معركة الفلوجة سوف تقرر مستقبل " الإسلام الحقيقي" وان صمود الفلوجة مثله كمثل صمود المسلمون في وجه كفار قريش في " معركة احد ". لم ينطق الاعلام المعادي يومها عن محنة اهل الفلوجة ولا عن مستقبل أولاد الفلوجة في ظل هذه الحروب . الاعلام المعادي تحدث كثيرا عن بطولات اهل الفلوجة وعن قرب انتصارهم على " الصليبيين واليهود والروافض و الصفويين " , ولكن هذا الاعلام المعادي لم يصرف من وقته دقيقة واحدة وهو يتحدث عن معاناة اهل الفلوجة , حيث أقفلت الاعمال واضطر أهلها , اغلبهم , العيش خارج المدينة , قتل ابناءها , وتخريب بيوتها . لم يتحدث عن ذلك , وانما كان همه " الانتصار" و ان " كل شيء من اجل المعركة ". لم يكن حبهم لأهل الفلوجة وانما كرها بالتحول الجديد في العراق. سلمان العودة يدعو الله , بالقول " يا خير الناصرين , يا قوي يا عزيز , يا حي يا قيوم , انصرهم واخذل اعداءهم واطعمهم وأمن خوفهم " , وكانه يدعو على جيش ليس ابناءه من العراقيين . وهذا عبد الله الظفيري , يدعو ربه " اللهم سلم الفلوجة وحلب وبلاد المسلمين . واقصم ظهور الشيعة والفرس المعتدين . اللهم ان امهلتهم بحكمتك فلا تهملهم بنقمتك". والغريب ان العراقيون وبمساعدة الامريكان من حرر الفلوجة , ولا دخل للفرس في التحرير.
رجعت الفلوجة الى أحضان العراق , ولكن الاعلام المعادي لم يتحدث كيف رجعت الفلوجة الى أحضان الوطن وكيف تعامل أهلها مع الواقع بعد تحريرها ورجوع أهلها اليها . لقد مات الاعلام موت أصحاب القبور , وشخصيا, لم اعثر على مقال واحد من الاعلام الذي كان يمجد " الثوار" يتحدث عن حال الفلوجة بعد رجوعها الى حضن البلد . لقد مات الاعلام المعادي , ولكن اهل الفلوجة صمدوا ورجعوا الى مدينتهم التي احبتهم واحبوها .
الفلوجة جميلة بارضها وسماءها وابناءها . الفلوجة ليست كما وصفها الاعلام المعادي أيام الحرب . قبائل لا تعرف من الحياة الا القتال و ابناءها من أصحاب المكانس العريضة . الاعلام المعادي تناسى ان للفلوجة تاريخ حافل منذ القدم , أطول من تاريخ البلدان الذي خرجت منها مقالات التحريض . قبل الإسلام كانت الفلوجة نقطة مرور القوات الغازية الى وجهتها . و بعد الإسلام كانت تشكل حلقة الوصل بين بغداد وتركيا والشام . وأصبحت مكان راحة واستجمام كبار ولاة بغداد العثمانيون . المصادر تحدثت عن اعتدال هواء الفلوجة , ومراعيها الجميلة . فقد أشار احد الكتاب العثمانيين الى ذلك فقال " خرج الوالي الى الفلوجة للراحة والنزهة " , ويستمر بالقول " الفلوجة تقع غربي بغداد , على نهر الفرات , وذات هواء لطيف وهي تسع ساعات , وكان الوزير يتنقل من جانب الى اخر متمتعا بمناظرها الخلابة ولم ينسى ان يتخذ اهبته للصيد من وقت الى اخر".
الفلوجة تخرج منها الساسة و المثقفين وأساتذة الجامعات , وفوق كل هذا فان أبناء البلدة معروفون بطيب قلوبهم و حبهم للأخرين . شخصيا زرت الفلوجة واكلت في مطعم الحاج حسين , فرأيت المطعم مكتظا بالزبائن الذين يحبون الحديث مع زوار المدينة . كانت الشوارع نظيفة والأسواق مكتظة بالمتبضعين , خاصة الشارع الذي يؤدي الى العاصمة , بغداد . ابناءها وضعوا ماسي المعارك التي تورطوا بها خلف ظهورهم وفتحوا صفحة نحو الحياة والخير.
والحقيقة , لا الوم ولاة بغداد من اتخاذ مدينة الفلوجة مكان راحتهم , ولو كان الخيار لي لسكنت فيها . انها جميلة , وسوف يذهلك جمالها وانت تسير على الكورنيش شاطئ نهر الفرات . اثرياء الفلوجة يخسرون فرصة استثمارية هائلة بعدم استخدام ثروتهم في قطاع السياحة فيها . الفلوجة جميلة ومن السهولة ان تكون منتجع البغداديين وقد تكون مدينة تنافس إقليم كردستان في الشتاء اذا دخل الاستثمار لها . ومع توفر الفنادق و الأماكن الترفيهية من السهل ان تكون مزار العوائل البغدادية والمدن القريبة منها في أيام العطل الرسمية وعطل نهاية الأسبوع.
والحقيقة , ان ما يقال عن مدينة الفلوجة , يمكن ان يقال أيضا عن مدن عراقية كثيرة في وسط وجنوب العراق لان تكون مكان للراحة والاستجمام . في ديالى , الحلة , العمارة , الناصرية , و الكوت مواقع تاريخية و حضارية ودينية كثيرة و لا بد ان تستثمر من اجل جلب الزائرين لها . اعتقد ان من يزور مدينة الخالص من محافظة ديالى يعرف ما اعنيه . منطقة ساحرة مكتظة بالأشجار من كل نوع , ولا تحتاج الا الى استثمار واعلام يشجع العراقيين زيارتها . هذا ينطبق على مدينة الجبايش في الناصرية , الحويجة في كركوك , الحمزة والشامية في الديوانية , حديثة وراوه في الانبار , الرميثة في السماوة , الهاشمية في بابل , عين تمر في كربلاء , و المشخاب في النجف الاشرف.
على حضرات المحافظين لهذه المحافظات التحرك من اجل انعاش مناطقهم , و عدم انتظار صدقات الحكومة المركزية . ان الاستثمار في القطاع السياحي في العراق , يغني المحافظات الاستجداء من الحكومة المركزية , وربما تصبح هي من يوفر المال للحكومة المركزية . ان انعاش قطاع السياحة في الفلوجة وغيرها من المدن العراقية يعد طريقا لبث الروح الوطنية عند الشباب العراقي , يزيد من تماسك اللحمة بين العراقيين , مصدر عيش لألاف الشباب , وفوق كل شيء يعد انجازا وطنيا سوف يستذكره أبناء المدن للذين عملوا على تطويرها .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد نطق السيد علي السيستاني فمتى ينطق الاخرين؟
- غزة كشفت أيضا زور بعض القيادات الدينية
- لماذا على ايران الانتظار؟
- الى اجيالنا القادمة : هكذا استعمر الشرق الأوسط من جديد
- العراق صفر ديونه , فمتى تنتعش الطبقة الوسطى فيه ؟
- مقال قد ينفعك : لماذا حان الوقت بان نعامل السكر معاملة التدخ ...
- من ذاكرة التاريخ : معركة الموصل – الجزء الرابع
- سلام في اكرانيا ربما , في الشرق الأوسط لا
- من ذاكرة التاريخ : الغزو التركي للعراق عام 2015
- ماذا قال العراقيون حول تشكيل التحالف الإسلامي لمحاربة الإرها ...
- ويتهمون الامبريالية بتخريب البيوت
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل – الجزء الثالث
- الفن العربي ليس في خدمة المعركة
- من ذاكرة التاريخ : معركة الموصل – الجزء الثاني
- من ذاكرة التاريخ : عقبات قبل معركة الموصل . الجزء الأول
- يواف غالانت يهدد .. العالم ليس بخير
- من ذاكرة التاريخ : لماذا لا تناسب السلفية الجهادية ذوق العرا ...
- البداية الحقيقية لتراجع الهيمنة الاقتصادية الامريكية على الع ...
- من ذاكرة التاريخ : هل كانت معركة الفلوجة الثانية معركة طائفي ...
- تفسير راديكالي لظاهرة التضخم المالي


المزيد.....




- من الملاعب إلى اللجوء.. رياضيون يستغلون أولمبياد باريس للهرو ...
- قصة شاب من غزة أصبح رمزا للعمل الخيري بعدما تحققت أمنيته بأن ...
- فيديو.. صاروخ -إسكندر- روسي يدمّر منصة -إيريس تي- ألمانية مض ...
- الخارجية الروسية: نظام كييف بدأ التحضير لهجوم على محطة كورسك ...
- دمشق: تصريحات واشنطن مضللة
- -روساتوم- تدعو رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة محط ...
- عمان.. تظاهرات ضد حرب إسرائيل على غزة
- جيروزاليم بوست: شوارع تل أبيب يسودها هدوء مخيف
- الفلاحي: عملية القسام في تل الهوى مركبة ونوعية
- هل اقترب الجيش الإسرائيلي فعلا من تدمير حماس؟


المزيد.....

- قلعة الكهف / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياحة والرحلات - محمد رضا عباس - الوجه الاخر لمدينة الفلوجة