أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - أزمة النظرية الماركسية . أزمة المشروع الأيديولوجي الماركسي . افلاس الناطقين به ( 3 )















المزيد.....

أزمة النظرية الماركسية . أزمة المشروع الأيديولوجي الماركسي . افلاس الناطقين به ( 3 )


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 8071 - 2024 / 8 / 16 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


--- موقف اليسار الماركسي من نزاع الصحراء الغربية :
عندما طرح النظام المخزني ، أزمة الصحراء الغربية ، ورغم انسياق جميع المكونات الحزبية ، وبما فيها الأحزاب الملكية " الاتحاد الاشتراكي ( للقوات الشعبية ) " ، وحزب ( التقدم والاشتراكية ) ، ويمين 23 مارس الذي كان يصدر جريدة 23 مارس ، فان اليسار الماركسي الراديكالي ، وبالضبط منظمة " الى الامام " ، و حركة " لنخدم الشعب " ، ويسار 23 مارس الذي سيسمي نفسه ب " الوحدة والنضال " ، او يسار 23 مارس داخل السجن ، الذي كانت له مواقف خاصة ليست بمواقف يمين 23 مارس ، ولا بيسارها " الوحدة والنضال " ، ولا مواقف التيار الراديكالي داخل السجن ، اتخذوا مواقف خاصة وغامضة ، مرة متناقضة مع نفسها ، وفي مرة أخيرة ستخرج منظمة " الى الامام " ، و حركة " لنخدم الشعب " بمواقف تعارض أطروحة مغربية الصحراء ، وتدعو الى مواقف بين الانتصار الكلي للاستفتاء وتقرير المصير ، وبين التمييز بين أطروحة مغربية الصحراء ، وبين موقف النظام المخزني منها . فمثلا حركة " لنخدم الشعب ، وبعد ان باركت أطروحة عدم مغربية الصحراء ، رفعت شعار " الالتحاق " بالمقاومين الذي رفعوا السلاح في وجه النظام ، وكانت تعني الصعود الى الجبال بالأطلس المتوسط وبالريف . اما منظمة " الى الامام " فرغم انها عارضت بالمبدأ مغربية الصحراء ، ودعت الى الاستفتاء وتقرير المصير ، فإنها وبعكس حركة " لنخدم الشعب " ، ادانت البلانكية في 3 مارس 1973 ، واعتبرتها شبيهة بموقف النظام المخزني ، الذي حرك ملف نزاع الصحراء الغربية ، لخدمة النظام المهدد بالسقوط ، واستعمال حطب هذا المشروع الرعايا التي ستموت وحدها في حرب الصحراء ، وليس النظام الذي يدفع بها الى الانتحار في الصحراء .
ان منظمة " الى الامام " ، وحركة " لنخدم الشعب " ، ويسار منظمة 23 مارس الذي سيصبح " الوحدة والنضال " ، مواقفهم جد متقاربة ، بخصوص القضايا السياسية التي استرعت في حينه باهتمام الطبقة السياسية من حكم وأحزاب . وانّ الحكم على مختلف المواقف التي اخذت بها منظمات الحركة اليسارية ، خاصة منظمة " الى الامام " ، و حركة " لنخدم الشعب " الماوية ، وحركة " الوحدة والنضال " ، و يسار23 مارس في السجن ، كانت بسبب تناقضها ، من الأسباب الرئيسية سنة 1974 ، في اذكاء القطيعة النهائية بين كل من منظمة " الى الامام " ، وبين منظمة " 23 مارس " ..
وكجزء من اليسار الماركسي اللينيني ، بإعادة قراءة جديدة لمشكلة الصحراء الغربية ، ستتراجع المنظمة عن موقفها المعادي لمغربية الصحراء ، عندما عارضت منظمة " الى الامام " ، وعارضت " حركة لنخدم الشعب " ، وعارضت حتى يسارها باسم منظمة 23 مارس ، الذين استمروا في طرح مواقف تتناقض مع نفسها . ومنظمة 23 مارس لم تتردد في سبيل الدفاع عن فكرتها الجديدة ، تصف اليساريين خاصة الاماميين ب " العدمية الوطنية " . وطبعا سيصبح مشروع " الجبهة الماركسية اللنينية " الذي تكون قبل المؤتمر الخامس عشر للمنظمة الطلابية " أوطم " المنعقد بكلية العلوم في غشت 1972 .. في خبر كان .. لقد لعبت قضية الصحراء الغربية دورا اساسيا في حصول انسحابات من منظمة ، وفي توسع الاختلافات بين التنظيمات ، وفي كلتا الحالتين ، انسحابات من تنظيم ، او تضاعف الاختلافات بين التنظيمات والمنظمات ، مما اعطى للجهاز البوليسي فرصة الاشتغال ، خاصة عندما لعب واستفاد من هذه التناقضات في شراء المتعاونين لمواجهة أعداء مغربية الصحراء .
وبخلاف منظمة 23 مارس اليمين ، التي أصبحت تبارك كل خطوات وخرجات النظام ، فان يسار منظمة 23 مارس ، سواء أعضاء " الوحدة والنضال " ، او القيادة بالسجن ، سحبوا امر التشكيك في أطروحة مغربية الصحراء ، لكنهم رغم ذلك ، رفضوا مشاركة موقف النظام المخزني ، واشترطوا لتأييد مغربية الصحراء ، عدم الاعتراف باتفاقية مدريد الثلاثية ، أي عودة الصحراء تحت سيادة النظام المخزني ، لكنهم وبالمقابل ، دعوا الى استغلال الظروف المواتية بالساحة ، ومن ثم اعتبار قضية الصحراء قضية وطنية لارتكازها على الوحدة الشعبية ، وتوظيفها لتوحيد الجماهير في الصحراء ، بالجماهير المغربية لبناء المغرب القوي ، بتوجيه النضالات نحو الهدف الاستراتيجي الذي هو بناء " الجمهورية الديمقراطية الشعبية " . وبمعنى آخر ، ان القيادة رفضت استرجاع الصحراء تحت سيادة النظام المخزني ، سيما ان المشروع كما يخطط له ، سيخرج النظام من عزلته ويخفف من ازمته ، وتعطيه فرصة العمر ، تمكنه من تحويل الصراع الطبقي في الداخل ، الى صراع وطني في الخارج ، عن طريق تحقيق التفاف واجماع حول العرش ، سيما وان النظام بطرحه لقضية الصحراء الغربية ، اكتسى الحلة الوطنية التي شفعت له كل خروقاته لحقوق الانسان .
ويمكن بإيجاز تحليل أطروحة هذه القيادة ، فيما عبر عنه احدهم ومن سجن سيدي سعيد بمكناس " ع ب " .. " .. ان النظام المغربي نظام تبعي للإمبريالية ، لذلك فان استرجاع الصحراء في ظل هذا النظام ، لا يعني تحريرها من التبعية للرأسمال الامبريالي " . ونستنتج من هذه الاطروحة ، ان القيادة التاريخية لمنظمة 23 مارس الموجودة بالسجن ، والجناح المنشق من 23 مارس اليمين الذي سيُكوّن بالمهجر " الوحدة والنضال " ، يخلطان في تصورهما وفهمهما للإشكالية الفارضة نفسها ، بين التحرر الاقتصادي للصحراء ، وبين التحرر السياسي لها . أي الخلط بين الشروط الاقتصادية لتحرر الدولة الوطني ، وبين الدولة الوطنية نفسها ، التي لا تعني في الجوهر سوى الاستقلال السياسي . أي حقها في المساواة ، وفي الوجود السياسي مع باقي دول العالم ، وحقها في السيادة السياسية ، على مجموع ترابها الوطني .
وقبل ان تناولنا موقف كل من منظمة " 23 مارس " ، ومنظمة " الى الامام " من قضية الصحراء الغربية ، نرى من الضروري الإشارة الى موقف حركة " لنخدم الشعب " الماوية ، التي خرجت من احشاء منظمة " 23 مارس " اليمينية ، والانفصال كان في سنة 1972 بالضبط .
اذن . فبالنسبة لهذه الحركة او التيار ، فقد ظل متمسكا بموقف متطرف ، تجاوز مواقف " الى الامام " ، ومواقف " 23 مارس / اليمين – وموقف 23 مارس بالخارج ، ومواقف 23 مارس بالسجن ". ان هذا التيار الذي اعلن جهارا انتماءه الى التيار الماوي ، ورفع شعار الصعود الى الجبل في الانتفاضة المسلحة في 3 مارس 1973 . انّ هذا التيار لم يكن يراهن على فكرة " البؤرة الثورية " ، او " دمج الجماهير الصحراوية بالجماهير المغربية " ، او " الدفع بأزمة النظام الى الاستفحال " . كذلك فان هذا التيار يرفض الاسترسال التاريخي ، والاستشهاد بالأحداث المختلفة التي طبعت العلاقة بين الصحراء والمغرب . ويمكن تلخيص أطروحة التيار من نزاع الصحراء الغربية ، فيما تضمنته مسودة حملت عنوان " من اجل معالجة سديدة لقضية الصحراء الغربية " نقتطف منها ما يلي : " ... ليس ما يبرر النقاش هو انعدام تصورات للفصائل المتقدمة من الحركة " الماركسية اللينينية المغربية " ، بل نعتبر ان بيان منظمة 23 مارس حول الصحراء ، الصادر في شتنبر 1974 ، قد حمل مواقف تنسجم والتطور الموضوعي لقضية الصحراء ، خصوصا ما يهم تقرير المصير ، وما تقتديه مصلحة الثورة المغربية .. ولكن ما يبرزه بالأساس هو النزاعات الشوفينية التي برزت على مستوى الحركة الماركسية اللينينية المغربية ، والتي تدافع باتجاه تقوية المعسكر الرجعي في البلاد ، في وقت لا زالت القوى الاجتماعية للثورة .. وخصوصا منها الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء ، محرومة من سلاح التنظيم والوعي السياسي الثوري ... وما يبرره هو النزاعات اليسارية الطفولية التي تحوّل مسألة شعب يكافح من اجل استقلاله ، و إقامة دولته الوطنية ، الى مسألة الثورة المغربية ، وتحول موقعها من المغرب الى الصحراء ، منبهرة بالقدرات الخلاقة لشعب فهم قضيته ، ووصل الى طور اعلى من النضال السياسي . وبتبني شكل الكفاح المسلح ، تَحوّل موقعها لتشمل قضية الثورة المغربية ، وتضع خريطة جديدة للجمهورية الشعبية الديمقراطية المغربية ..
فاذا كان الاستعمار هو الذي فتت تلك الوحدة ، فان انهاء الاستعمار بشكليه القديم والحديث ، يفرض إعادة بناء الوحدة ، مهما كان الثمن على أسس ثورية . فعند هذا الحد تنتهي الأرضية المشتركة لكل التيارات لتبرز الخلافات حول اطار الوحدة السياسي والإداري والاجتماعي . فأهل اليمين " 23 مارس " يقفون موضوعيا ضد اتجاه الثورة في المغرب ، ويروا ان اطار الوحدة لا يهم ، وليس من المهم ان تكون الدولة مخزنية او اقطاعية او كمبرادورية .. فيكفي ان تكون الدولة مغربية او ممغربة .
اما اليسار الطفولي الذي يمر من طور المراهقة السياسية ، التي تتسم بروح المغامرة والرومانسية الجامحة " الى الامام " و " يسار 23 مارس " ، فانه لا ينفي ضرورة الوحدة ، ولكن يرهن إنجازها بالمستقبل في ظل دولة العمال والفلاحين ... " . اذن نستنتج من هذه الاطروحة ان " حركة لنخدم الشعب " ، اخذت موقفا متميزا عن الموقفين اللذين اخذت بهما منظمة " الى الامام " ، ومنظمة " 23 مارس " . ان الحركة ترفض مضمون شعار تقرير المصير الذي دعت اليه مجموعة " الى الامام " ، ومجموعة " 23 مارس " ، وتدعو الى اطروحتها التي تتمحور حول الاستقلال التام للصحراء ، واقامت الدولة الصحراوية . وتستند الحركة في ذلك الى انعدام وجود روابط في الماضي بين الصحراء ، وبين المغرب . وهذا ما تثبته نفس المسودة بعنوان " من اجل معالجة سياسية لقضية الصحراء الغربية " ، حيث نجد " ... ان المغرب لم يكن وحدة سياسية اقتصادية ثقافية في عهد الادارسة ، بل كان وحدات متعددة ومتفككة . ان الصحراء الغربية لم تكن تحت حكم دولة الادارسة وسيادتها . واذا كانت القوافل التجارية تمر عبر الصحراء الغربية الى السودان .. فتلك ليست سيادة ، ولا يمكن ان تكون كذلك ، لأنها تقتضي اعتراف قبائل الصحراء وقبولها لتلك السيادة ، ذلك لم يكن .." ..
ان ما جعل منظمة " الى الامام " تتميز في مواقفها ، هو ان هذه المواقف لم تكن منسجمة بخصوص قضية الصحراء الغربية . كما انها لم تكن بدافع انتماء أيديولوجي . فاذا افترضنا جدلا ان المنظمة كانت تتعامل مع النصوص الماركسية من منطلق تجريدي ميتافيزيقي ، وفي أحيان كثيرة دغماتيكي فمارست أسلوب النقل والاسقاط ، لكن الواقع بين تعامل المنظمة مع نزاع الصحراء الغربية وبين الشعارات الماركسية ، لم يكن صحيحا . فهي حين كانت تنظر الى الصحراء الغربية ، كانت تنظر الى الحكم ، وتنظر الى كيفية استغلال نزاع الصحراء الغربية لإسقاط النظام المخزني . لكن المنظمة تخلفت عندما عادت مناطق الى المغرب كطرفاية وسيدي افني ، فهي لم تعارض ولم تبارك ، ونفس الشيء بالنسبة لجبهة البوليساريو التي تأسست حتى سنة 1973 .ومثل اليسار عامة ، وقفت منظمة الى الامام مواقف مختلفة ومتناقضة من قضية الصحراء . فمن خلال أدبياتها السياسية واصداراتها ، اعتبرت بداية ان الصحراء كانت جزءا من المغرب ، وبثرت منه نتيجة حملة استعمارية قادتها فرنسا واسبانيا ، وحتى الأمم المتحدة بطنجة . واعتبرت المنظمة كذلك ، ان الجماهير الصحراوية لا تشكل شعبا متكاملا او مستقلا عن الشعب المغربي ، وان حل المشكلة الراهنة يكمن في تقرير مصير الجماهير في الصحراء ، ليس بدافع تأسيس دولة بالمنطقة ، ولكن بدافع الانضمام الى المغرب ، وتوحيد نضالات الجماهير في الصحراء ، بنضالات الجماهير في الأجزاء المحررة ، من اجل إقامة دولة الجمهورية الديمقراطية الشعبية .وقد استمرت منظمة " الى الامام " تدافع عن هذا الاختيار حتى أواخر سنة 1977 ، حين ستكشف الشعب الصحراوي ، الذي اعترف به ملك المغرب محمد السادس امام العالم في يناير 2017 ، واصدر الملك ظهيرا وقعه بخط يده بقر فيه بهذا الاعتراف الذي شمل الأراضي الموروثة عن الاستعمار ، ونشر الاعتراف هذا في الجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد : 6539 / يناير 2017 . ويمكن الرجوع الى اصدارين للمنظمة ، تحدد فيهما حقيقة موقفها من نزاع الصحراء الغربية . كراس بعنوان " نظرية الثورة في المغرب العربي " ، وكراس ثاني " طريقان لتحرير الصحراء الغربية . طريق وطني ثوري ، وطريق برجوازي شوفيني " .
يمكن ضبط موقف آخر للمنظمة بخصوص قضية الصحراء الغربية ، في البيان السياسي الذي صدر عن المؤتمر الوطني الخامس عشر ، للاتحاد الوطني لطلبة المغرب ، الذي انعقد في غشت 1972 بكلية العلوم بالرباط ، ونفسه المكان الذي عُقد فيه المؤتمر السابع عشر ( 17 ) الفاشل . لقد اقر المؤتمر الخامس عشر ( 15 ) الذي سيطر عليه " جبهة الطلبة التقدميين " لأول مرة " الشعب العربي في الصحراء " دون اطلاق " الشعب الصحراوي في الصحراء " . وبعد ان طالب المؤتمر بالنضال ضد المستعمر ، رفع كذلك شعار تقرير المصير .
واذا كان هذا الموقف يختلف عن الموقف الأول ، فان منظمة " الى الامام " في ظل سيادة الجبهة " جبهة الطلبة التقدميين ، التي تكونت من " الى الامام " ومن " 23 مارس " ، نسقتا بينهما بإصدارهما بيانا مشتركا بتاريخ 24 يونيو 1974 تعتبران فيه " ... ان الصحراء شكلت تاريخيا جزءا لا يتجزأ من المغرب ... وان الاستعمار الاسباني قد عمل كل ما في وسعه لتكسير هذه الوحدة وفصل الصحراء عن المغرب ... وفي آخر البيان تدعو المنظمتان الى " ... إعادة بناء هذه الوحدة التي يحاول الاستعمار تكسيرها ، لكن على أسس كفاحية وطنية وديمقراطية ، في اطار جمهورية شعبية . ان هذا الهدف يفرض دمج كفاح التحرر الوطني لجماهير الصحراء ، بكفاح شعبنا من اجل دكّ النظام الملكي ، في كفاح واحد وجبهة واحدة .. " . ويخلص هنا ان البيان يعكس موقفا يختلف عن الموقف الذي حرره البيان السياسي للمؤتمر الوطني الخامس عشر ( 15 ) للاتحاد الوطني لطلبة المغرب . " اوطم " UNEM .
مع بداية سنة 1977 ستكشف المنظمة ومعها اليسار الماركسي ، فجأة الشعب الصحراوي الذي اعترف به الملك محمد السادس ، واعترف بالحدود الموروثة عن الاستعمار . والمنظمة هنا لم تكلف نفسها عناء تقديم اية دراسة تاريخية وسياسية لهذا الشعب . وحتى تبرهن فيها عن كيفية انبثاق الوعي بوجود شعب صحراوي متميز في الصحراء الغربية . وقد اندفعت منظمة " الى الامام " في اكتشافاتها في آخر المرحلة ، الى اعترافها بالدولة الصحراوية التي اعترف بها ملك المغرب من داخل الاتحاد الافريقي . وطبعا فان الاعتراف بالدولة الصحراوية ، هو اعتراف بشعبها واعتراف بجيشها .. وفي سنة 1979 ستبرق المنظمة برقية تهنئة للرئيس الجزائري "الشادلي بنجديد" عند انتخابه وفوزه بالانتخابات الرئاسية الجزائرية ..واما شعار تقرير المصير الذي نادى به اليسار الماركسي خاصة " الى الامام " قبل اكتشافها في سنة 1977 الشعب الصحراوي ، فلم يكن يعكس سوى مفهوم البؤرة الثورية في الصحراء لضرب خيوط جيش النظام المخزني من الخلف ، لإرباك واضعاف النظام ليسهل على المنظمة الشروع في اعلان الثورة التي تنتهي ببناء الجمهورية العربية الديمقراطية الشعبية . ان هذه المواقف المتضاربة للمنظمة ولليسار الماركسي ، تعارضت مع بنية جاهلة تسيطر عليها الطقوسية ، وهي جد فخورة حين يصنفونها رعايا وليست بشعب ، لان ممثلها الاسمى يبقى السلطان العلوي والدولة الملكية ، وليس نظام الجمهورية التي ستكون ( ملحدة ) .. فالتشبث بإمارة امير المؤمنين ، في دولة رعوية ، بتريركية ، بتريمونيالية ، ثيوقراطية ، ولو انها مفترسة وناهبة لمال الرعايا المفقرة ..، هو احسن من العيش في نظام جمهوري تتهمه الرعايا مقدما بالإلحاد .
اذن . كيف تخيلت منظمة الى الامام في بداية 1977 وهي تنظر لاستراتيجية جديدة اطلقت عليها " نظرية الثورة في المغرب العربي " تحتل فيها قيام " الجمهورية الصحراوية " موقعا محوريا ، لأنها في نظرها ستكون الخطوة الأولى نحو الثورة بالمنطقة ؟
( يتبع ) ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة النظرية الماركسية . أزمة المشروع الأيديولوجي الماركسي . ...
- هل تكون الگويرة سببا في اندلاع حرب بالمنطقة
- أزمة النظرية الماركسية . أزمة المشروع الأيديولوجي الماركسي . ...
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تدعو الأمين العام للأمم المتحدة ...
- 5 غشت 1979 ذكرى انسحاب موريتانية من - وادي الذهب - ، وذكرى ا ...
- ماذا يخطط لصراع الصحراء الغربية
- أراك في عيون الغد المعلق
- الغاية من الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء
- الموساد الإسرائيلي
- أي نظام سياسي صالح للمغرب ؟
- هل حقا ان فرنسا ايدت الحكم الذاتي بالصحراء الغربية ؟
- الأوراق الملعبة
- هل ممكن انتظار حرب بين النظام المخزني المزاجي البوليسي المغر ...
- بلادي صحروك جففوك
- آخر خلفاء بني أمية .. أنت .. ميتا ..
- حين يقلد النظام الجزائري النظام المغربي
- هل صحيح ان النظام البوليسي المغربي ، يشترط على نظام العسكر ب ...
- ظهور الاميرة سلمى بناني مع الأمير الحسن
- القضاء الإيطالي يصفع وجه المدعو فؤاد الهمة ، ويصفع وجه المدع ...
- ديمقراطية الدولة المخزنية


المزيد.....




- باندا عملاقة معمّرة تصبح أمًّا للمرة الأولى.. وتنجب توأمًا! ...
- -هنحتفل-.. شيرين عبدالوهاب تواصل تحدي روتانا
- كيف وصفت واشنطن هجوم مستوطنين إسرائيليين على قرية فلسطينية ف ...
- سياسي بريطاني: الهجوم الأوكراني على كورسك جاء بموافقة -النات ...
- إعصار -أمبيل- يتجه نحو اليابان: إلغاء مئات الرحلات الجوية و3 ...
- سيول عنيفة تجتاح عدة مناطق في جنوب غرب ليبيا
- التعاون الإسلامي تدين بشدة تصاعد جرائم المستوطنين في الضفة ا ...
- -روس كوسموس-: على اتصال مستمر مع -ناسا- حول عودة رائديها إلى ...
- ليبيا.. حكومة الوحدة تشكل لجنة طوارئ لدعم بلديات الجنوب المت ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 2860 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - أزمة النظرية الماركسية . أزمة المشروع الأيديولوجي الماركسي . افلاس الناطقين به ( 3 )