أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - الذّكرى العاشرة لاغتيال الشرطة الأمريكية -مايكل براون-














المزيد.....

الذّكرى العاشرة لاغتيال الشرطة الأمريكية -مايكل براون-


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 8071 - 2024 / 8 / 16 - 14:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


09 آب/أغسطس 2014 – 2024

تدّعي الولايات المتحدة الدّفاع عن الديمقراطية والحُرّيّات وحقوق الإنسان ولكنها حطمت كل الأرقام القياسية في عدم احترام الدّيمقراطية ولا حرية أو حياة الإنسان داخل حدودها وخارجها، وهي تمتلك الرقم القياسي العالمي في امتلاك السلاح الفردي وعدد المساجين وعدد الإعدامات خارج إطار القضاء...

أثناء العُدْوان الثّلاثيني بزعامة الولايات المتحدة على العراق، سجّل مُصَوِّر هاوٍ شريط فيديو لرجال الشرطة يعتدون على المواطن الأسود "رودني كينغ" ( وُلِدَ سنة 1965 وتُوفّي بشكل مُريب سنة 2012 وعمره 47 سنة) - الذي كان يقود دراجة نارية - بالضرب المُبرح من قبل عناصر شُرْطة مدينة لوس أنجلس يوم الثالث من آذار/مارس 1991، وتم تداول شريط الفيديو ونشْرِهِ على نطاق واسع، ما أدّى إلى احتجاجات تُندّد بعنف وعنصرية الشّرطة، وأدّى إعلان براءة أربعة من عناصر الشرطة البيض من قبل القضاء (انعقدت المحكمة في مدينة أخرى)، خلال شهر نيسان/ابريل سنة 1992، رغم الأدلة والجروح التي أُصيب بها رودني كينغ، إلى اندلاع احتجاجات كبيرة في لوس أنجلس وفي العديد من المُدُن الأمريكية الأخرى، استمرت أسبوعًا كاملا، وأدّت إلى نَشْر الشرطة والحرس القومي والجيش (قوات البحرية) مما أسفر عن قَتْل 53 متظاهر وإصابة ما لا يقل عن أَلْفَيْن، وفق البيانات الرسمية، واضطرّت السلطات إلى إعادة محاكمة عناصر الشّرطة وسجن إثنَيْن وتبرئة إثنَيْن من الشرطِيّين المشاركين في الإعتداء، وأعلنت السلطات الإتحادية "اعتماد سلوك جديد للشرطة"، لكن ذلك لم يتجاوز حدود المساحيق التي تزول بسهولة، وكانت تفجيرات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر فرصةً لإقرار حالة الطّوارئ وإلغاء الحقوق والحُرّيات، ومُنحت الشرطة الأمريكية صلاحيات واسعة في "مواجهة خطر الإرهاب"، بعد الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001، وتم إقرار قوانين استثنائية لتشديد الرقابة على المواطنين وتقليص أو إلغاء الحقوق الفردية والجَمْعِيّة، وأصبحت القوانين الإستثنائية دائمة و"عادِيّة"، وتم تزويد الشرطة بأسلحة خطيرة، وازداد عنف الشرطة وتعدّدت المحاكمات الجائرة، بذريعة "مكافحة الإرهاب"...

كان مايكل براون شابًّا أمريكيًّا أسود، وكان عمره 18 سنة يوم قُتِلَ في "فيرغسون" (21 ألف نسمة) في ضواحي مدينة سانت لويس ( Saint-Louis ) – ولاية ميسوري في الولايات المتحدة، من قِبَل ضابط شرطة أبيض يسمى «دارن ويلسون» أطْلَقَ عليه ست رصاصات، منها اثنتان في الرّأس، في عز النّهار يوم التاسع من آب/أغسطس 2014، وتعدّدت الروايات عن السّبب ( منها إنه سرق علبة سيجار من متجر قريب)، وهي جميعها روايات الشّرطة التي أعادت نَشْرَها وسائل الإعلام وأجهزة الدّولة (القضاء والسلطة التنفيذية...) وتتفق جميعها إن مايكل براون لم يَكُن مُسلّحًا ولم يُشكّل تهديدًا، وسِجِلُّهُ خَالٍ من السّوابق، حيث لم يتم اعتقاله أو محاكمته في السابق، وانطلقت الإحتجاجات فوْرًا لأنه ليس الإغتيال الأول الذي يرتكبه ضابط شرطة لمواطن أَسْوَد، وتوسّعت رقعة الإحتجاجات ومواجهة الشُّرْطَة من مدينة فيرغسون بولاية ميسوري – التي تبلغ نسبة سُكّانها السود 70% لكن جهاز الشرطة يضم خمسين شرطي أبيض وثلاثة سود - إلى المدن الأمريكية الكبرى، من بينها نيويورك وشيكاغو وواشنطن، وشارك آلاف الأمريكيين في جنازة مايكل براون يوم 25 آب/أغسطس 2014، واستمرت الإحتجاجات في المدن الكبرى حتى أواخر شهر آب/أغسطس ضدّ عُنْف الشرطة واستخدام السلاح بغرض القَتْل، وتخلّلَت الإحتجاجات اشتباكات عنيفة وشعارات ضد عنف الشرطة والتمييز العنصري وللمطالبة بتطبيق العدالة في فيرغسون وغيرها من المدن، مما دفع وزير القضاء الأمريكي إريك هولدر لتقديم استقالته، وهو أول رجل أسود يتولى هذا المنصب، سنة 2008، ثم تجدّدت الإحتجاجات في ولاية ميسوري يوم الحادي عشر من تشرين الأول/اكتوبر 2014، ضد التمييز العنصري والعنف المسلط من قبل الشرطة، حيث تظاهَرَ نحو خمسة آلاف مواطن في شوارع مدينة سانت لويس، ويوم الثالث عشر من تشرين الأول/اكتوبر 2014 في فيرغسون حيث تم احتجاز 42 شخصا بتهمة خرق النظام العام، و6 آخرين على خلفية سد الطرقات ورفض الامتثال لأوامر الشرطة بالتفرق...

كانت انتفاضة مدينة فيرغسون يوم التاسع من أغسطس 2014 تعبيرًا عن غضب المواطنين السود والدّيمقراطيين والتّقدّميين ضد عنف وعنصرية الشرطة التي تُؤدّي إلى قتل عناصر الشرطة للأمريكيين من أصل أفريقي مثل مايكل براون وفريدي غراي وجورج فلويد وبريونا تايلور، وواحدة من أكبر حركات التمرد التي قادها السود في تاريخ أمريكا، حيث بدأ النّاس من جميع أنحاء منطقة سانت لويس التّجمُّع حدادًا على وفاة مايكل براون والاحتجاج على تصرفات الشرطة.

كانت وحشية الشرطة سببًا مُباشرًا للإنتفاضات العديدة التي أَطْلَقَها وقادها المواطنون السُّود في الولايات المتحدة، لكن تلك الإنتفاضات كانت مدفوعةً كذلك بالتفاوت في الدّخل وبمشاكل البطالة والفقر وسياسات الإسكان وطرد الفُقراء باسم "التّجْدِيد الحَضَرِي" ( تحديث الأحياء في إطار خطط التّهْيِئَة العمْرانية) أو ما يمكن تسميتها "سياسات العنف البطيء" والكفاح اليومي العسير من أجل البقاء .

لا تقتصر مشاكل الفقراء – وخصوصًا السود – في الولايات المتحدة على عنف الشرطة بل تشمل التّفاوت المُجحف في الدّخل والثّرْوة، والسياسات الاجتماعية والعنف العنصري المنهجي الذي تُجَسّدُهُ سياسات الإسكان و"التّجديد الحضري"، ويُعد العدد المرتفع للسود بين الجنود الأمريكيين في أفغانستان أو العراق أو غيرها مؤشّرًا على انسداد الأفق واقتصار "الحُلُول" على العمل الهش وبدوام جزئي أو الإلتحاق بالجيش الذي يعتدي على شعوب العالم، ما يعني ارتفاع احتمال الموت، دفاعًا عن نظام جائر ودولة مارقة...



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصين في حقبة العولمة وفي مواجهة الولايات المتحدة
- آليات الرأسمالية، وفق كتاب -فهم الرأسمالية- لرتشارد وولف
- البرجوازية الكُمْبْرادورية ركيزة منظومة التَّبَعِيّة
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الرّابع والثمانون، بتاريخ العا ...
- الولايات المتحدة الأمريكية دَوْلَة مارقة
- الدّعم الإمبريالي الصّريح للإغتيالات الصهيونية
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الثالث والثمانون، بتاريخ الثال ...
- الأراضي الزراعية - بين المُضاربة وإنتاج الوقود
- الإنتخابات الأمريكية - كامالا هاريس بمنظار عربي
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الثاني والثمانون، بتاريخ السّا ...
- الجانب القمعي لأولمبياد باريس
- إندونيسيا 1965 - 1966
- بنغلادش – تاريخ قصير لكنه دَمَوِي
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الواحد الثمانون، بتاريخ العشري ...
- كينيا – نظام في خدمة الإمبريالية
- سلسلة: محاولة تبسيط مفاهيم الإقتصاد السّياسي
- غواتيمالا – في ذكرى الإنقلاب على الرئيس -جاكوبو آربينز-
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الثمانون، بتاريخ الثالث عشر من ...
- كوريا الجنوبية - بعض خفايا -المُعجزة- الإقتصادية
- انطباعات وملاحظات عن انتخابات فرنسا


المزيد.....




- باندا عملاقة معمّرة تصبح أمًّا للمرة الأولى.. وتنجب توأمًا! ...
- -هنحتفل-.. شيرين عبدالوهاب تواصل تحدي روتانا
- كيف وصفت واشنطن هجوم مستوطنين إسرائيليين على قرية فلسطينية ف ...
- سياسي بريطاني: الهجوم الأوكراني على كورسك جاء بموافقة -النات ...
- إعصار -أمبيل- يتجه نحو اليابان: إلغاء مئات الرحلات الجوية و3 ...
- سيول عنيفة تجتاح عدة مناطق في جنوب غرب ليبيا
- التعاون الإسلامي تدين بشدة تصاعد جرائم المستوطنين في الضفة ا ...
- -روس كوسموس-: على اتصال مستمر مع -ناسا- حول عودة رائديها إلى ...
- ليبيا.. حكومة الوحدة تشكل لجنة طوارئ لدعم بلديات الجنوب المت ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 2860 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - الذّكرى العاشرة لاغتيال الشرطة الأمريكية -مايكل براون-