أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - غسان كنفاني في عيني نوتو هارا














المزيد.....

غسان كنفاني في عيني نوتو هارا


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 8070 - 2024 / 8 / 15 - 18:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يقرأ كتاب المستعرب الياباني نوبوآكي نوتوهارا " العرب..وجهة نظر يابانية" ستتملكه الدهشة على الفور من قراءته لأول صفحة منه،لأسلوب وعذوبة اللغة العربية التي حرر بهما كتابه بهما بالغ الأهمية، ولا غرو في ذلك إذا ما علمنا بعشق هذا المؤلف للغتنا منذ التحاقه بقسم الدراسات العربية في جامعة طوكيو 1961، ثم عمل فيها كأستاذ جامعي، حتى وصل بعد تراكم خبرة طويلة لديه إلى تحرير كتابه بلغة عربية راقية سليمة، وكأنه واحداً من كبار الكتّاب العرب الذين لايشق لهم غبار في امتلاك ناصيتها، وهو بهذا المستوى الرفيع قرأ روائع الإنتاج الأدبي لكل أو معظم أُدبائنا العرب الكبار ، لا بل قدم نقداً موضوعياً لأعمال العديد منهم للعديد منهم وترجمها إلى اليابانية. على أنه تأثر بوجه خاص بالانتاجات الأدبية للأديب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني، حتى أنه أفرد له عنواناً خاصاً في كتابه،واعترف بداية أن اليابانيين لم يعرفوا القضية الفلسطينية إلا من خلال الإعلام الغربي،لكنه لم يعرف حقيقة هذه القضية إلا من خلال قراءاته لأعمال كنفاني، باعتباره الأديب الذي تابع المصائر الإيجابية والسلبية للشخصية الفلسطينية. وهو من الأدباء الفلسطينيين الذين ترجم بعض رواياتهم وقصصهم إلى اليابانية. وأبدا دهشته من سرعة إصدار الأعمال الكاملة له بُعيد استشهاده بفترة قصيرة، وعلل ذلك لشعور الفلسطينيين بالفراغ الكبير الذي تركه، ومن ثم حاجتهم الماسة لاستلهام أعماله على الدوام ما بقيت القضية الفلسطينية حية.ويضيف نوتوهارا: "تنبأ غسان كنفاني بمستقبل ما سيحقق شعبه واستمر يتابع أبناء شعبه كلها وأصواتهم كلها. من المؤكد وجد نفسه أمام حالات صعبة حيث تعرض مواطنوه لتجارب مريرة تفوق مخيلتنا، ولكنه بالرغم من ذلك حاول أن يعبّر عن كل ما حدث لشعبه، معتمداً على ما سيحققه هذا الشعب في المستقبل". ص ( 69). كما تأثر نوتوهارا بوجه خاص بقصة كنفاني" زمن الاشتباك" ثم تعززت عنده القناعة بأهميتها حينما سأل الناقد الأدبي الفلسطيني إحسان عباس عن أي الأعمال التي يفضلها لكنفاني؟ فأجابه" زمن الاشتباك".وهذا يدل بالطبع على عبقرية النقد والتقييم التي يتمتع بها مستعربنا نوبو آكي،والذي نوّه أيضاً بأن أهمية هذه القصة إنما تتجلى في أنها: " تقدم لنا صورة للشعب الفلسطيني وهو يقرر مصيره -أخيراً- بلا تراجع." ويضيف: " عندما قرأت القصة شعرت باطمئنان لأنني عرفت الفلسطينيين اختاروا مصيرهم وحددوا اتجاههم. إنها قصة تصف الحياة اليومية ولكن يظهر الجيل الجديد من الفلسطينيين صامدين لا يعرفون التعب أبداً، أنهم مختلفون عن الجيل القديم الذي لم يستطع أن ينهض تحت وطأة الشعور بالهزيمة". ولعل نوتوهارا هو المترجم والناقد الأجنبي الوحيد الذي يعترف بثراء اللغة العربية ودقائق معانيها المتعددة، مقارنة بلغته التي يتحدث بها، ودلل على ذلك باعترافه الشجاع بخطأ ترجمته لعبارة" الإنسان هو قضية" في رواية كنفاني" عائد من حيفا". وأرجع نوتوهارا عدم دقة ترجمته بهذا المعنى العربي الذي قصده الروائي في روايته، إلى أن اللغة اليابانية فقيرة جداً في التفريق بين المعاني وتعددها تبعاً لتعدد دلالاتها حسب كل حالة كما في العربية.( ص 71).
كما نوّه نوتوهارا بأهمية أعمال أُخرى لكنفاني تناولها في كتابه،والغريب أنه توقف أيضاً عند مدلول كلمة "وطن" واصفاً إياها بعدما استوعب دلالاتها الدقيقة في العربية بأنها ليست بذات الدلالات في اليابانية. وخلص إلى أنه بعد المرحلة الثانية من تشريد الشعب الفلسطيني( يقصد بعد نكسة 67) أصبحت القضية الفلسطينية قضية إنسانية تهم العالم كله،وانها اجتازت الحدود العربية إلى العالم كله.
ولا ندري ماذا عساه يا ترى سيقول اليوم عن هذه القضية وهو يتابع في كل يوم نكبة من نكباتها في قطاع غزة على أيدي جيش الأحتلال منذ أكثر من عشرة شهور. والحال أن أعمال هذا الأديب الفلسطيني الكبير الذي لم يتجاوز سنه عند استشهاده عن 33 عاماً مازالت بحاجة إلى المزيد من الدراسات النقدية المعمقة،بما في ذلك تنظيم الحلقات الدراسية لهذا الغرض، وكذلك إقامة المحاضرات والندوات.



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث رسائل وراء التصعيد الإسرائيلي
- القوى الوطنية العربية والخطاب الطائفي
- عبد الناصر ما قبل النكسة.. وما بعدها
- مكاسب سياسية في ذكرى النكبة
- عراقة الحركة الطلابية بجامعة كولومبيا
- طه حسين وحرية الصحافة العربية
- محمود درويش وميلاد الكلمات
- فيلم -إبادة غزة- الحائز على الأوسكار
- غزة والنكبة المستمرة
- ثلاث حالات غضب مُهدرة
- محمود درويش وغسان كنفاني
- الفلسطينيون بين قنبلتين
- المراسلون الفلسطينيون.. رسالة وصمود
- الصهيونية والإرهاب الفكري الأمريكي
- سيناريو اليوم التالي منذ حرب النكبة
- قصة أغنية فلسطينية تحولت إلى عالمية
- البروباغندا الإسرائيلية في عصر السوشيال ميديا
- لا ليست هذه الهند التي عرفناها
- السياسة والأسماء والهويات الطائفية
- السياسة والأسماء والهويات الطائفية


المزيد.....




- تحليل لـCNN يُظهر كيف تحولت الاحتجاجات السلمية في بنغلاديش إ ...
- محمود عباس أمام البرلمان التركي: قررت الذهاب إلى غزة مع جميع ...
- أوكرانيا تنفذ هجوما جريئا على كورسك.. اختراق استراتيجي قد يغ ...
- ثقة الديمقراطيين في هاريس تتفوق على بايدن في ملف المناخ والش ...
- أسوأ نتيجة منذ إعادة التوحيد.. ما أسباب تراجع ألمانيا في الأ ...
- مطالبة أممية بضرورة تحسين ظروف الاحتجاز في سجن -جو- في البحر ...
- ذكرى عودة طالبان.. آلاف الأفغان المهددين في انتظار دورهم للج ...
- لوكاشينكو: هدف الغرب إسقاط أكبر عدد من الضحايا بين الأوكراني ...
- مطار مدريد يعزز الإجراءات الوقائية من جدري القردة
- لوكاشينكو: روسيا لن تتأخر في إرسال قواتها إلى بيلاروس إن تعر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - غسان كنفاني في عيني نوتو هارا