آرام كربيت
الحوار المتمدن-العدد: 8070 - 2024 / 8 / 15 - 18:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لو سالومي شابة جميلة جدًا من أصول روسيا ألمانية، ولدت في العام 1861، عيونها خضراء فارعة الطول، نحيفة لها حضور آخاذ وكريزما غريبة، مثقفة وأديبة وعالمة نفس، امراة متحررة غير عابئة بالناس والعادت والتقاليد.
عاشت التحرر بكل معانيه، حياتها كانت مغامرة كبرى، تستحق ان يكتب عنها رواية، استطاعت ان ترتبط بعلاقة صداقة مع الكثير من الفلاسفة والأدباء.
درست الفلسفة على يد قس اراد الزواج منها بعد ان وقع بحبها، لكنها رفضته، ذهبت الى زرويخ للدراسة في الجامعة، وكانت تقضي وقتها في المقاهي والمسارح ودور الموسيقى، وعندما تأتي الى البيت تغرق في القراءة.
جميع أصدقاءها اغرموا بها.
تعرفت على بول ري ووقع في حبها وقبلت العيش معه بوجود رجل أخر وكان هذا الاخر نيتشه.
نيتشه كان الاسم اللامع في عالم القرن التاسع عشر حيث أرسلت له أكثر من رسالة لكنه لم يرد عليها.
ولكن جمعهما لقاء في أحد الصالونات الأدبية بالصدفة، عاشوا في بيت واحد نيتشه وسالومي وبول ري، وكانت علاقتهم ثقافية، وحياتهم حياة روحية وكانوا دائما مع بعضهم في المقاهي والصالونات الادبية وقاعات الموسيقا، في باريس تعرفت على رائد المسرح العالمي النرويجي أبسن، ووقع في حبها، وكاد الأربعة أن يعيشوا معا الا أن القدر فرقهم.
دخل نيتشه في حالة من الاكتئاب الشديد على أثر هذا الانفصال، ولم يستطيع أن ينسى لو سالومي طيلة حياته، رغم أنها جرحته ورفضت الزواج به.
بعد انفصالها عن المجموعة تفرغت لكتابة المقالات والروايات.
أحبها الشاعر الكبير ريلكه وعندما تركته دخل في حالة من الاكتئاب هو الاخر ويقال أن بول ريلكه انتحر، ظلت تعيش مع رجليين من كبار الأدباء والفلاسفة دون علاقة أو زواج مع رجل واحد. وتعرفت على بوشكين وتولستوي في روسيا، بعدها عاشت مع زوجها أندريس في غوتنبرك الالمانية .
وفي العام 1912 التقت بفرويد وهي في 51 من العمر تزوجته وانغمست معه في التحليل النفسي وأحبته بل ادهشته بثقافتها وقدراتها، وأعجب بها أيما إعجاب، ثم وقعت في حب تلميذه واقامت علاقة معه، وعندما تركته انتحر.
أخذت هذه الإهداءات من كتاب الفعل المشين للكاتب التركي، د. تنار أكجام ترجمة كيفورك خاتون وانيس.
يتحدث الكتاب عن الإبادة التي قامت بها السلطنة العثمانية.
إن مفهوم الفعل المشين استخدمه الرئيس التركي ومؤسس الدولة التركية الحديثة مصطفى كمال أتاترك في العام 1919، عندما تم تقديم المسؤولين عن الإبادة إلى المحاكمة العسكرية في استانبول في تركيا
الإهداء
أليست كلمة شكر قليلة لمن قال:
" أنا والٍ ولست قاطع طريق"
رافضًا التورط في الفعل المشين، غير آبه للعواقب.
فلتبق ذكراك خالدةً، يا والي أنقرة حسن مظهر باي.
وهل تستطيع الإنسانية نسيان محمد جلال باي، والي حلب ومن ثم والي قونيه، والملقب بأوسكار شيندلر التركي، الذي وقف بكل حزم بوجه هذا الفعل المشين، قولاً وفعلًا، وأنقذ الآلاف من الموت المحقق، معرضًا نفسه للخطر المادي والمعنوي.
الرحمة لروحك أيها الإنسان النبيل.
أما حسين نظمي باي، حاكم مدينة ليسا فقد دفع حياته ثمنًا لموقفه الإنساني برفض الأوامر، فاغتيل بأمر من مسؤول جمعية الاتحاد والترقي في المنطقة. الخلود لذكراك
بالنسبة لي لا أرى أن بايدن يتحمل أية مسؤولية عن ما يحدث في الولايات المتحدة من حرائق ودمار وموت.
فهو إنسان مريض، مشوش الذهن، بل غائب عن الوعي، وهناك قوى ساقطة سياسيًا وأخلاقيًا تعمل على تحميل هذا الرجل المسن الخرفان مسؤولية ما حدث ويحدث من خراب في الولايات المتحدة وعالمنا.
تصور رئيس الدولة يقود دراجته ويضحك كالأطفال الصغار، ويتشمس على البحر، وولاية كاملة تحترق.
ويريدون ترشيحه لولاية ثانية، ليمرروا مخططاتهم القذرة كما يريدون.
هذه الدولة الأمريكية لا تخجل من ممارساتها السياسية المعيبة بحق نفسها وحق مجتمعها والعالم.
في السابق كانوا يضحكون على رؤوساء العالم الثالث، اليوم أصبحوا اسوأ منهم.
قبل الحداثة كانت الكرة الأرضية مركز الكون حسب الاعتقاد القديم.
اليوم تحولت هذه الكرة الأرضية إلى هامش، بل إلى مجرد هامش، ، والهوامش تحولوا إلى مراكز، فهي، أي الأرض مجرد كوكب صغير في هذا الكون المترامي الأطراف، الذي لا نعرف عنه الكثير.
عمليًا أن الأرض مجرد كويكب صغير يدور حول نفسه وحول الشمس.
العلم يقول أن الكون يحمل في ذاته أكثر من تريليون كوكب وربما تريليونين كوكب، كلهم يسبحون في الفضاء.
وكانوا يقولون عن ساعة القيامة، وأن الأرض مهد المسيح ومكان قيامته وآلامه.
هذا المكان الذي تغنوا به لم يعد مركزًا للوجود، ولم يعد هناك صعود إلى السماء، والجلوس على عرش العالم.
جميع هذه الأحجيات الفارغة انكشفت أنها كذب في كذب.
وبان هذا الكون قائم بذاته ولذاته، نذهب مع لأفازيه العالم الفرنسي:
ـ لا شيء يخلق في الطبيعة ولا شيء يفنى.
لو أننا نقول الكون أفضل من الطبيعة.
وكل التحولات في الكون تحدث في الكون وذات الكون ولا شيء خارجه.
ولا زلنا نركع ليهوه وأولاده الصغار، كعيسى وموسى ومحمد وسليمان اللاحكيم وداوود ابو المقلاع وكذبهم ونفاقهم وسخريتهم من العقل.
اليوم العقل والعلم يسيران جنبًا إلى جنب، يحفران في أرض الكون الهائل لأكتشافه أكثر فأكثر والسباحة فيه.
إلى أي درجة يمكننا القول أن القوى السياسية في أوروبا، الطبقة الحاكمة والمتحالفة معها على علاقة جذرية مع المجتمع خاصة بعد أن تم تحييده سياسيًا، وتأكل مفهوم الوطن لصالح اقتصاد ما بعد وطني، ووصول هذه البلدان إلى الشيخوخة السياسية التي لم تعد لديها سياسيين من طراز ديغول تشرشل أو روزفلت أو هتلر.
نرى ونشاهد رؤوساء دول مايعين، مجرد واجهات إعلامية لا قيمة عملية لهم ولا وزن رغم القدرات التي توفرها لهم هذه الدول.
لقد تحولوا إلى مجرد موظفين، نوازعهم الداخلية ورغباتهم الشخصية تتحكم فيهم.
هل سيكون هناك منعطفات جديدة في التاريخ بعد هذا الخمود؟
الكثير من الناس يخافون من الكلمة، من القراءة. ففي القراءة تهتز قناعاتهم وقيمهم ومبادئهم التي تربوا عليها.
إنهم يخافون على الثابت والمستمر والمستقر في ثباته. يخافون من التغيير، أن ينكشفوا على أنفسهم وقدراتهم. ففي الجهل راحة وسكون واستقرار مزيف.
المعرفة انفتاح، قلق، انكشاف على هذا العالم بفلسفته وتكوينه وبناءه الأعوج الآيل إلى السقوط.
إنه بناء متداعي في بناءه، بيد أنه مستمر بفعل غياب البديل. بغياب البنّاء، وأدوات البناء.
المعرفة قلق، حركة، توتر ونهم للوصول إلى النهايات، وتفكيك المغلق والمأكسد.
إن البنّاء جاهل ومستمتع بجهله، يمشي مختالًا بنفسه، غائب عن نفسه. مستمتعًا في خنوعه وبعده عن نفسه.
كل شيء في هذه الحياة متحول، متبدل، متغير. والسكون الذي نراه سكونًا هو لا سكون.
إنه متحرك في ثباته، يحتاج إلى ذلك البنّاء النائم في سهاده وبؤسه وبعده عن وجوده ليفعل ما هو مفعل، ليفعل المتحرك في ثباته.
من هو الحاكم الفعلي للولايات المتحدة الأمريكية؟
من هو الذي أوعز للإعلام الأمريكي أن يمنع ترامب من الادلاء برأيه في بداية العام 2020؟
من الذي أعطى الأوامر بمداهمة مقر ترامب، من هي الجهة الفعلية؟
لماذا لا يقدم الصوص بايدن للمحاكمة، وفي جعبة مكتب التحقيقات الفيدرالية ملفات سرقاته وسرقات ابنه هانتر؟
لو أن ترامب سياسي حقيقي لقلب الدولة كلها رأسًا على عقب، واعاد إنتاجها بحلة جديدة.
الدولة العميقة تريد تصفية ترامب سياسيًا عبر القضاء، ولكن اللعبة مكشوفة، وربما تؤدي إلى حرب أهلية.
أول من سيهرب عندما تشتد عزائم المجتمع، ستكون جماعة الدولة العميقة، لكن إلى أين؟
لماذا كل ممنوع مرغوب؟
هل هو عقدة نقص، خواء داخلي، فراغ؟
لماذا يحب المرء المجهول والغامض في الآخر؟
وهل هذا المجهول والغامض هو اكتشاف أم نهم للوصول إلى الخواء؟
وماذا ستكتشف في الآخر إذا كنت تماثله في الخواء ذاته؟
اعتقد أن الاكتشاف الحقيقي يبدأ من الذات، وعندما تصل إليه، لن يهمك موقفك من الآخر إلا بما يكملك في الجزئيات البسيطة.
ما أصعب أن تصرخ بملء فمك، وتملأ هذه الحياة بالآهات، بالنفثات، فيرتد عليك الصدى القادم من الأودية العميقة والبعيدة.
إنه صوتك الذي تعرفه كما تعرف الذي لا تعرفه.
إنه صوت مراوغ، ملفوف على بعضه يمشي على جناح النتواءت المترمية هنا وهناك، يقارع السكون ويكسره في حركته، يمشي ويمشي في صدامه مع الصمت، يرتفع مع الثنايا وينحفض مع الفجوات ويضرب المتعرجات ويتابع طريقه غير آبه في الوصول إلى النهايات والموت.
في حركته يرى ما لا يرى، يخترق الزمن في الزمن ويسخر من المكان، يحسب ويفكر ويراكم في ذاته كل ما يرى ولا يرى، ويكمل سيره في اللامكتمل.
نسأل:
هل للصوت نهاية، هل يتبدد ويتلاشى ويموت أم يبقى ويقارع الزمن؟
قال لي بصوت أقرب إلى الهمس، بيد أنه كان مسموعاً:
ـ اللذة كامنة في الجوهر، في الحقيقة. الإبداع لذة. من لم يصل إلى لذة الاكتشاف لا يعرف أي شيء عن هذا العالم. ولا يعرف ما معنى الحياة.
إنه جاهل.
الكائن المسمى عاقل يركض ليلًا نهارًا وراء تلك اللذة المفتقدة. تلك اللذة البعيدة النائمة في المجهول. إنه يقطع المسافات الطويلة من أجل الوصول إليها.
والجمال في السر.
هذه اللذة الهاربة قابعة في الذاكرة البعيدة. هي التي تجعل الإنسان فراشة هائمة تموت في بحثها عن الضوء.
والخلود في اللذة،
وفي اللذة يكمن الخلود.
ونهاية اللذة موت مؤكد، لهذا تراه يركض وراء الأزل.
وهذا الأزل لا يمكن القبض عليه.
ألذ شجرة في الحياة كانت وما زالت هي شجرة المعرفة المحرمة.
الإله وحده يعرف مذاقها لهذا منع أدم من الاقتراب منها، من أجل أن يتمتع باللذة اللذيذة وحده.
إلى الأن لم يقترب الإنسان من تلك اللذة الأولى.
إنه يبحث عنها في ضياعه.
ماذا كان سيحدث لو أن صدام حسين اعتذر للضحايا الذي تسبب هو ونظامه في قتلهم أو سجنهم أو تصفيتهم بوسائل لا تخطر في خاطر أحد؟
كان على مرمى ثوان قليلة من الموت، وكان بالأمكان تذكر الذين شوهوا بسيف قمعه ودونيته واستعلاءه وفوقيته.
أعلم تمام العلم، أن المجانين بداء العظمة لا يعتذرون ولا يرون الآخرين إلا بمنظار أنفسهم:
إنهم مجرد حشرات يستحقون السحق، مجرد أوراق بالية متناثرة هنا وهناك.
عندما تفقد الحبيب تشعر بالانكماش على الذات، بالانقباض وانحسار الرؤية. وأن هناك من يضرب دماغك ويكسره.
وتتحسر على الفقد.
تتملكك غربة عميقة عن الوجود. وأن هذا الوجود لا وجود وأنك تركض في السراب كالسراب رافعاً يديك للإله أو السماء تريد أن تمسكه أو تقبله أو تطير معه.
إن يكون جناحيك للوصول إلى المحبوب.
الحب هو ذاكرة كونية. ذاكرة الوجود ذاته. ولا يستقيم إلا بالتحام الذات مع الذات.
الحب كالحزن الساكن فوق رأسك تتساوى فيه أنت وأنت وهو.
الحزن كالحب، بيد أننا نتعامى عن الرؤية في خضم انشغالنا بالتقاط الأوراق الميتة المرمية على حافة الطرق المهجورة.
تحكي الأسطورة الإغريقية أن قاطع الطريق بروست أو بروكوست الذي نشط عمله بين أثينا وإيلوزيس، كان يضع سريره في الطريق، وكلما مر به إنسان أسره وأمره أن ينام في السرير، فإذا كان أقصر من السرير بدأ بجذب أطرافه ليكون على مقاس السرير، فتتخلع مفاصله و يموت، أما إذا كان أطول من السرير، فيبدأ في قطع أطرافه حتى يكون على مقاس السرير، وفي الحالتين يكون مصير الضحية الموت.
هذا النص كتب كأسطورة، لتأكيد التجانس وتنميط الحياة الاجتماعية والسياسية في البلدان الاستبدادية.
يسعى القائد الديني أو السياسي على مط أو تكسير الضحية من أجل الإبقاء على السرير ثابتًا ومستمرًا، طالما ذنبه يرفرف فوق رؤوس اتباعه الخنوعين
الأحداث التاريخية هي التي تنتج رجالها.
أريد القول, لم يعد هناك أحداث تاريخية في الغرب والشرق لصنع رجالات دولة.
هناك خمول سياسي على المستوى الدولي, بالرغم من أن هناك احتقان اجتماعي عام بسبب الفقر والتهميش وإنعدام الأفاق خاصة في البلدان الفقيرة, لهذا فإن هذا سيفضي الى انعطافات دولية خطيرة ستؤثر بشكل كبير في السياسة الدولية.
ولا يمكن أن تعالج الازمات الرأسمالية بنيويا بهذه الطريقة التي تدار بها الأحداث الافتعالية على حساب البلدان الهشة على كل المستويات.
الأزمات البنيوية في البلدان الهشة ستخلخل مرتكزات النظام برمته إذا لا يتم معالجته جذريا.
تشعر بالحب بعد الفقد, تشعر أن الوجود لا وجود, وأنك تركض في السراب رافعاً يديك للإله, تريد أن تمسكه أو تقبله أو تطير معه, أن يكون جناحيك للوصول إلى المحبوب.
الحب هو ذاكرة كونية, ذاكرة الوجود ذاتها, ولا تفسر إلا بالتحام الذات مع الذات ذاتها.
التناقض بين السلطة والمجتمع أخذ بعد دولي. فجميع السلط متوافقة سياسيًا, يجري التنسيق بينهم أمنيًا وسياسيًا, فوق الطاولة وتحتها, لإبقاء المجتمعات تحت السيطرة, لخدمة أصحاب المال والنفوذ والقرار. وإلا, ما معنى وجود هذا الكم الهائل من الأسلحة المتطورة جدًا, وأجهزة المخابرات القوية جدا, تجوب العالم كله بالتنسيق بين الأجهزة كلها على الصعيد العالمي.
يسود المجتمعات حالة استلاب هائلة, خاصة في البلدان المركزية. إنهم مغيبون عبر سيطرة السلط على كل مقدرات البلاد.
هذا العالم محكوم من قبل النظام الدولي الجديد. يسير بشكل منظم, وفق مقاييس صناع القرار, شروطهم. لا يتخلله الفوضى. يراقبونه, يتابعون تطورات أعضاءه بدقة, يمنحون المساعدة لأحد أطرافه إذا احتاج الأمر, ويوقفونها كمان حسب الحاجة.
من يظن أن ما يحدث في أية بقعة على هذه الأرض تسير خارج إرادتهم, فهو مخطأ.
إننا نعيش في ظل نظام سلطوي, ديكتاتوري, ممدود الأذرع إلى كل مكان, يراقب, يتابع, الهاتف, جهاز الكومبيوتر, ليكون جاهزاً إذا استدعت الضرورة.
ما يحدث في بلدنا من فوضى وخراب, قتل وحرق للناس لم يأت من عبث لولا الرضا الكامل من قيادة هذا النظام, ومباركتهم.
نحن نعيش في ظل عالم مغلق, محكم الأغلاق, رجعي, خائف, جبان, غير واثق من نفسه, يعمل ليل نهار على إبقاء دفة الزمن بيديه, ليتحكم بجميع المجتمعات المتناقضة مع مصالحه.
ما يزال الكثير من أبناء المنطقة ينظرون إلى السياسة والسياسيين من موقع العفة والأخلاق الحميدة. ويعطونا مثلا, عمر بن الخطاب, وعمر بن عبد العزيز, ومحاولة اسقاط الأخلاق على الواقع.
إن هذا تبسيط للحياة المعاصرة, وتبسيط للصراع, وربط غير موفق بين الأخلاق كميدان يمس حياة الناس العاديين, ومن يصيغ سياسات قائمة على الحسابات الدقيقة, وإشغال العقل, والمكاسب والمنافع التي تقدم للقوى, اللذين, يعملون في هذا الميدان.
حتى نتخلص من عقدة الفرد ودوره الريادي, اكتشف العصر, المؤسسات التي جعلت المسؤولية تتوزع على الجميع ولا تقع على فرد واحد. أو يقع وحده في الخطأ.
إن توزيع مهام الدولة على المجتمع هو أفضل ما وصله العقل البشري.
يا مؤمنين:
إن تفسير أي نص هو إنتاج نص جديد.
هذا يعني، أن النص الأصلي أصبح نافلًا، لا قيمة له بعد أن فسر.
قناة الجزيرة تبث في السابق، بفرح سياسي غامر عملية الافراج عن سجناء طالبان.
المشكلة ليست هنا، المشكلة هي في المعلقين، يعتبرون أن ما فعلته طالبان هو نصر من الله.
الغشيم لديه قدرة على تفصيل الخرافات كيف ما يشاء، لا عقل ينظم ولا تفكير يراجع، وسيبقى العالم الإسلامي منتج للجهل والتخلف إلى أن ينتهي دفعة واحدة.
المشكلة إن الكثير من المسلمين يستمعون إلى الذين يكذبون عليهم، ويحفرون لهم الأنفاق ليقعوا فيها، ويكرهون من يريد لهم الخير.
انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان، يذكرنا بانسحاب الجيش العراق المذل من الموصل وافساج المجال لداعش للتمدد.
انسحاب بأوامر امريكية وترك السلاح الأمريكي لداعش، لتدمير العراق عامة والموصل خاصة
وراء هذا الانسحاب الأمريكي المشبوه، الكثير من العمليات السياسية والعسكرية في تلك المنطقة.
لنتذكر أن طالبان من إنتاج مصانع المخابرات الأمريكية والباكستانية وهناك مدرسة في هذه الأخيرة خرجت هذه الأمراض والعاهات، هي مدرسة الشريعة
بالمناسبة، جميع الدول يعملون على إيقاع واحد تحت إشراف، المايستروا الامريكي، للتدمير المبرمج للحياة والطبيعة والكائنات، لصالح الهمجية.
بايدن امتداد لأوباما، استمرار نهج الفئة القبيحة المسيطرة على الإدارة الأمريكية والدولة الأمريكية
عندما يقبل الحبيب حبيبته، تذوب في فمه كل شفاه النساء، يرتشف القبلة ذاتها، يغرق في اللجة ذاتها، ويطير.
الاحساس ذاته، والذوبان ذاته، الشفاه وحدها تتغير.
اسوأ كلمة يسمعها المرء هي أرضنا التاريخية.
هذا المفهوم في جوهره اعلان الحرب، تصفية الأخر، استعلاء، عنصرية، إلغاء الأخر، نكرانه، وتقديم نفسه أنه الأحق في الملكية والبقاء، منك يا أنت.
من يطرح هذا المفهوم العنصري المنحط، هو عنصري بامتياز، يريد القول أننا ما زلنا نعيش في الماضي، أيام السيف والترس والرمح والعقل الواحد والفكر الواحد والدين الواحد.
نريد القول، بعد قيام الدولة الحديثة، فصل السلطات، بناء مؤوسسات الدولة الفاعلة التي تجنب الناس من الاقتتال البيني هو المخرج للناس العاجزة، هذا الدولة الحديثة هي التي تستطيع استيعاب الناس كلهم فيها.
هنا يجب أن يصب نضالنا كبشر، أن نحول المكان إلى وطن للجميع، أن نبني دستور وطني واحد شامل، متفق عليه، دون تقسيمات على اسس عرقية وطائفية ودينية، بهذا نجنب انفسنا الاقتتال البيني.
العراق ولبنان نموذجان ساقطان لإدارة الدولة، لم يكسب من الطائفية الا السياسيين المنحطين مثل حسن نصر ونبيه بري وعون وجعجع وجنبلاط وفرنجية، والحكيم، المالكي، السيستاني، مقتدى الصدر، البرزاني والطالباني، وغيرهم.
لبنان والعراق دولتان فاشلتان ساقطتان بامتياز، أنظروا إلى شعبي البلدين أين وصلا.
#آرام_كربيت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟