أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمل فؤاد عبيد - ممر خلفي .. قصة قصيرة














المزيد.....

ممر خلفي .. قصة قصيرة


أمل فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 1775 - 2006 / 12 / 25 - 03:30
المحور: الادب والفن
    


يستيقظ مبكرا .. يتناول أوراقه .. يخرج كعادة وجهته .. عبر أزقة ضيقة .. تحاصرها أبنية شاهقة قليلا وربما كثيرا .. يعتمر لحظاته .. ربما هي لحظات صحوه .. قبل أن يحاصره سؤال مدير فظ .. هو دائم الشكوى من موظفيه .. يختلط عليه في لحظات .. نداءات متفرقة هنا وهناك .. وأصوات نساء يتبادلنا أخبار المساء .. فيما هو ساهم .. يفكر .. في جولة حسابات قديمة .. هو الرجل عندما تعتصره ألف قضية .. يذيبها حد المساءلة .. و وجوده خارج مألوف ما .. يتبادر إلى خاطره .. دعوات والدة أرهقها .. زحف الأيام .. بصعوبة .. ورجل يشيب على وجهه عمر أزمنة مرت دون سلام .. يتخير أوقات الصلاة .. حتى يتبارك المساء بين يديه .. لم يجد بدا من معاصرة أحداث كانت عليه قاسية .. لربما كان من المعقول جدا .. أن يتدارك أخيرا .. فجوة الأزمنة .. عند مراحل تحولها .. ليمتلك فلسفة ما .. و لربما وجهة نظر .. يتأسس عندها حق اليقين في لحظة ما .. كانت خواطره تسبق الخطوات .. الممتدة به خارج حدود الزمن .. لم يكن يعيقها .. زحمة المارين على الدقائق وربما الثواني .. يتعجل حضوره .. قبل أن يدق النفير.. استعاد نشاط اللحظة .. بعد مزاحمة الطرقات و إرهاق سفر الأفكار..التي حضرته صباح اليوم .. على غير دعوة .. كأنها تباغته مشاكلة إحساس ما .. وكأنها تعاند فكرة رحيلها للأبد .. تأخذه اللقطات .. وتعتصره حسرة ما .. متفكرا ومتسائلا .. عبر شريطها .. حركة القدر ومداخلة الأشياء والأحداث عبر الزمكان .. حيث لا يكون هناك مجالا لتشكيك ما .. بين وهم الحدث وحقيقة المعاناة .. تصبح للوقائع والحياة .. رونقا آخر .. يعاني حضورا شاقا .. ليستفتي القلب مرات مرات .. عما يبادر الذهن .. من ملامح لا تعدو مجرد .. لقطات .. تستدعي السؤال والتساؤل .. وتتكالب عليه .. حيث يكون قرار التراخي .. قد أصاب مرامه .. ولكن خارج الهدف .. ليصبح أمام مغالبة لشوق قديم .. ويتقاسم وقلبه .. نزاعاته القديمة .. والعقل شاهد .. سلبي .. يصارع استسلامه لحد الفكرة .. وإقامة حد العقاب .. يستتبع الدمع .. فينساب بلا قيد .. لا يريد هو أن يتذكر .. لا يريد أن يستحضر .. شقاقات الزمن الغابر.. فيما هو يبدأ معانقة الحال .. بلا تعقيد .. إنما هو انفلات الروح في لحظات انعتاقها .. بلا سابق تخطيط .. فيكبر جلالها .. وإجلالها .. وتصبح الذاكرة قاب قوسين أو أدنى .. فأين المفر والى أين الرحيل .. ليتخللها .. إيقاع مباغت يعلن .. عن ضرورة وقفة .. يتعانق فيه السؤال بالسؤال .. وتلاحقه الأفكار .. حتى يبات .. وكأنه حوصر في قاعة محكمة .. لا قاضي فيها .. ولا دليل .. ليقف موقف المتفرج .. خلف مقاعد خالية .. إلا من ذاكرته .. يحاوره العقل فيه لحظة .. ويخاطبه منه الضمير لحظات .. ويتعانق خلجاته عبر ممر خلفي يشق طريقه .. في قلب يتخلق فيه الحنين من جديد .. فيستشعر حضور الغائب .. ويغيب الحاضر .. ويتعمق إحساسه .. مرحلة الكشف .. الذي بات .. يترسم المعالم من جديد .. ويتقبل مراد الغايات .. دون مهادنة .. أو تضليل .. ويسائل الذات التي أعلنت سخطها .. عوالم حضورها وتعليل الغياب .. فتتجاهل .. لوم العتاب .. وصوت الراوي الذي .. يحتلها .. يتقاسم وإياها .. صمت مرير .. يتعوذ الساعات .. مع دقات وقت الرحيل .. يحمل أوراقه .. شاهرا كلماته .. يترجل قدميه .. يخلع أردية الحوار .. ليصمت في قلبه السؤال .. ويذهب .. حيث أراد لنفسه .. تحديد .. مصير .



#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عناق .. وردة سماوية .. قصة قصيرة
- تيار الوعي .. دراسة نقدية تحليلية لرواية الخباء للكاتبة ميرا ...
- قراءة في قصائد متناثرة للشاعر الفلسطيني موسى أبو كرش
- قراءة نقدية .. تهويمات على صدى الحقيقة .. لديوان - أف - للشا ...
- ظهور الحركة الصهيونية وتحولاتها التاريخية
- جيل دولوز بين الطبيعية والتجريبية وفقا لهيوم
- جيل دولوز والسؤال الفلسفي
- تهويمات على صدى الحقيقة .. لديوان - أف - للشاعر الفلسطيني مو ...
- قراءة على هامش الأدب والنقد
- الفقد .. شرخ في ذاكرة فلسطينية
- -إدارة الأفكار وإرادة المعرفة - الرهان المعرفي عند الكاتب عل ...
- مكونات اليهودية من وجهة نظر غربية
- - إدارة الأفكار وإرادة المعرفة - الرهان المعرفي عند علي حرب


المزيد.....




- 60 فنانا يقودون حملة ضد مهرجان موسيقي اوروبي لتعاونه مع الاح ...
- احتلال فلسطين بمنظور -الزمن الطويل-.. عدنان منصر: صمود المقا ...
- ما سبب إدمان البعض مشاهدة أفلام الرعب والإثارة؟.. ومن هم الم ...
- بعد 7 سنوات من عرض الجزء الأخير.. -فضائي- يعود بفيلم -رومولو ...
- -الملحد- يثير الجدل في مصر ومنتج الفيلم يؤكد عرضه بنهاية الش ...
- رسميًا إلغاء مواد بالثانوية العامة النظام الجديد 2024-2025 . ...
- مسرح -ماريينسكي- في بطرسبورغ يستضيف -أصداء بلاد فارس-
- “الجامعات العراقية” معدلات القبول 2024 في العراق العلمي والأ ...
- 175 مدرس لتدريس اللغة الصينية في المدارس السعودية
- عبر استهداف 6 آلاف موقع أثري.. هكذا تخطط إسرائيل لسلب الفلسط ...


المزيد.....

- في شعاب المصهرات شعر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- (مجوهرات روحية ) قصائد كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- كتاب نظرة للامام مذكرات ج1 / كاظم حسن سعيد
- البصرة: رحلة استكشاف ج1 كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- صليب باخوس العاشق / ياسر يونس
- الكل يصفق للسلطان / ياسر يونس
- ليالي شهرزاد / ياسر يونس
- ترجمة مختارات من ديوان أزهار الشر للشاعر الفرنسي بودلير / ياسر يونس
- زهور من بساتين الشِّعر الفرنسي / ياسر يونس
- رسالةإ لى امرأة / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمل فؤاد عبيد - ممر خلفي .. قصة قصيرة