أمل فؤاد عبيد
الحوار المتمدن-العدد: 1776 - 2006 / 12 / 26 - 08:10
المحور:
الادب والفن
كثيرا ما استشعر اغترابه .. وكثيرا ما أراد استباق الوقت والزمن .. لرحيل منتظر .. حتى باتت جرائد اليوم .. تثير كثيرا في نفسه .. اشمئزاز ا ما .. وكأنه يدفع ثمن الرياء .. رغم علمه المسبق بان كل شئ .. قد أمسى يتحنى بلون لا لون له .. وحقيقة المعنى بدت غائبة .. ولربما قتلت حيثما مات هناك .. أخر جندي مجهول الهوية.. يغلق النوافذ والأبواب .. ويتعقب انحدارات الصمت حيث تأخذه .. بعيدا .. يفتح دفاتره و يقلب الفكر بين أساطير الأولين .. وسطور تحمل عبق التاريخ .. وانطلاقات فكر .. لا يتقيد المساحة .. يتشاور المقامات والجدل بين بين .. ومسائل شائكة .. تأرجحت كثيرا .. بين سماء وارض .. مستهلكة الحلول بين ولادة وعقم .. هو يتعاطى كمدمن .. سطور الكلمات .. وأحرف العبارات .. يتوجس عدم الفهم والإدراك .. متخوفا هاجسه .. حيث لا يوجد مع إبحار الكلمة .. قرار .. ويترقب صدى معرفة .. تجاوزت القاع .. حد الارتواء .. ويعيد تعرف الأشياء .. عبر مساحات القراءة .. ويتحسس مراهنة القلب .. على حقيقة نورانية .. يأخذه الوقت فيغالب مرارة انتظار الساعات .. وتصبح عادة الأمور والحوادث .. يفارقها لديه .. مبدأ القبول أو التسليم .. ليتحسس من جدد وجهة خارج أطواق حصارها ..
يعاود رحيل البشر .. والتلاقي عبر سلسلة علاقات .. هو يتفهم ما تعنيه مسائلهم الشخصية .. ومفردات معاناة .. تتغاير أشكالها .. عبر نسيج متشابك الخلجات .. لا يمكن تحريره .. ويعتبر غاية البدائل .. متاح من الوقت .. والعطاء .. فيقبل القسمة .. دون مشاركة .. ويقبل التوحد .. حتى النخاع .. يتشوق حنينه دوما .. للقاء متوحد العناق .. لمعنى سماوي .. يتفرد وحده فقط .. بنشوة خلاصه .. ويعرف أن سفر الآمال .. ما هي إلا محطة جديدة .. لبدء جديد .. فيها يخالط امتزاج الدماء .. ويتقشر منه الجلد ويتبدل .. تأهلا لعناق متوهج الحنايا .. بين الضلوع .. يخرج عن وعي التاريخ الصدئ .. ويدخل بوابة الرب .. باحثا عن تعويذة سحرية .. ويفتتح وجه مدينته .. بار الأيدي .. متوسما بارقة إشعاع .. تمسح وجه البحر .. ويختلط منه النفس برحيقها .. عاشقا يتحسس مناطق تواجده .. مرددا لنفسه : طالما حلمت أن تعيدني قواقع البحر إلى صدى أيامي .. وطالما شاقتني الورود عطرها .. أن تلهمني عطرا مغايرا .. وكثيرا ما اشتقت جذرا عاهدني .. أن يحاورني الكينونة والهوية .. يسير ممتد البصر .. حيث تسبقه الروح .. متبسما .. كمشتاق .. لعناق .. وردة سماوية ...
#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟