أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - اللغة .. هي اللاشعور - اللاوعي















المزيد.....


اللغة .. هي اللاشعور - اللاوعي


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 8070 - 2024 / 8 / 15 - 00:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اللغة هي ما نريد قوله بأسلوب كل منا، وهناك فروق فردية بين الأفراد في طريقة إيصال الكلمة أو الفكرة ونحن نعرف أن الكلمة تبقى هي الوسيط بين البشر وكما علمنا التحليل النفسي بأن الإنسان بما هو إنسان بقدر ما يتكلم ، وهناك فروق في الفرد نفسه في اللغة التي يتكلم بها، وهي أسلوبه في كيفية طرح ما يريد قوله ، من حيث نغمة الفرح أو الحزن في الكلام ، وهي بنفس الوقت تعبر عن لحظات الموقف الذي يتكلم به الشخص وهي كيفية استخراج أصوات الكلمة ، أو الكلمات والجمل التي تكون مرتبطة بعضها البعض ، فهي نمط شخصياتنا ، نريد إيصاله لمن نتحدث معه ، هي التي تجمعت وتراكمت وغدت لغة اللاشعور – اللاوعي ، تعطي الاحترام لمن نتحدث معهم تارة ، وتارة أخرى تعطي عدم الرضا ، آه .. عندما نُجبر على قول ما لا نريد قوله ، نرفضه ونخاف من هذا الرفض ، فيداهمنا شيء من أعماق اللاشعور – اللاوعي هي الهفوات ، أو ربما زلات اللسان والقلم ، إذن لغتنا هي لاشعورنا – لاوعينا ، وما نَكَنهُ للمقابل ، في فرحٍ أو لحظة حزن ، هو تمثيل نجاري به المواقف الحياتية ، هي شخصياتنا.. علمنا بذلك ، أم تغافلنا عن هذه المعرفة .
اللغة تكشف عما يدور في دواخلنا حتى وإن تم كبت ما نكرهه وما يؤلمنا ، وما أحدث فينا شرخ في النفس، لابد وأن يعود ، عودة المكبوت بسلوك آخر ، لا كما كُبتَ ، لؤم ، أنانية ، حقد دفين ، كره لا يطاق لمن نتعامل معهم في الخفاء وتكشفه الهفوة في العلن، إنها النفس التي تخبئ بين حناياها ما لا نريد قوله ، ولكنه يظهر ، حتمًا سيظهر وإن كنا مع أقرب الناس معنا وهن زوجاتنا ، إذا ما أصبحت موطن أسرارنا ، وهو بالتأكيد لأنها تسمع تآوهاتنا في اللحظات الحميمة خلال العلاقة ، وهي كذلك . أنه أمر محير أننا نعرف أنفسنا ولا نريد معرفتها !! هي اللغة الوسيط الذي به نستعين ، وبه يكشف المضموم، المتخبأ لكل ما في أنفسنا . ويزودنا " فريدناند دي سوسير" عالم اللغة السويسري بأن الكلام الحقيقي والكلام الكامن بقوله : نسمي مقطعًا ما كان كلامًا حقيقيًا ، وهو التوليفة من العناصر المحتواة في قطعة من كلام متحقق، أو هو أيضًا النظام الذي ترتبط بموجبه العناصر فيما بينها ، من خلال ما يليها وما يسبقها ، وهو مقابل للتوازي ، أو الكلام الكامن " سوسير، في جوهري اللغة ، ص 210" ويضيف " سوسير " إن التوازي أحادي الطرف للماضي غير المحدد هو ذلك الذي يجمع بين ، من خلال استحضار وحدة فكرة ما . واستعراضها في الإبدال ، وعلى رأي "سوسير" أن نستخرج مباشرة في كل لسان ، وفي كل فترة من فترات وجوده ، فضلا عن أننا نستطيع في بعض الأحيان التعرف على الظروف الموسومة بـ الصوتية ، التي ينشأ فيها عنصري الإبدال ، أو أحدهما على الأقل .. أنه اللاشعور – اللاوعي الذي يتحكم في لغتنا ، وكان محقًا المحلل النفسي الفرنسي " جاك لاكان " قوله بأن للاشعور – للاوعي لغة خاصة . وقوله " نحن مسؤولون عن لاوعينا – لاشعورنا " وقوله أيضًا : الذات مسؤولة عن لاوعيها – لاشعورها . لذا فهو على حق حينما يقول أن اللاوعي – اللاشعور مبنيًا مثل لغة. واللغة عند "جاك لاكان" هو الواقعي الذي يرتبط به الرمزي والخيالي عن طريق هذه اللغة والخيالات – التخييل " دون أن يستنفذاه ، بحيث يبقى الواقعي في مكانه ، ويكتفي الخيالي وضع حجاب عليه ، ويحاول الرمزي إيجاد وجهة له مقصيًا إياه حتى يصبح الواقعي ممكنًا ، أي يتحول إلى واقع، وبذلك فالهذيان ناجم عن انبثاق الواقعي مستحيل ، وهو في الوقت نفسه محاولة لدرء عنف هذا الواقعي المستحيل " النص منقول".
ولو عدنا إلى أن اللاشعور – اللاوعي باعتباره حامل خبايا اللغة ونقول عبر التخييل حيث أورده "سيجموند فرويد" في كتابه الشهير تفسير الأحلام حيث يشير إلى التخييلات بوصفها أبنية Structures كذلك يشير إلى وجود عدد وفير من التخييلات في النطاق اللاشعوري – اللاواعي كما تدونها " د. نيفين في كتابها التخييل" ويحق لنا القول بأن للاحلام

لغة ، وما نتحدث عنه من لغةٍ هي من بقايا تم خزنها في اللاشعور – اللاوعي ، وأزاء ذلك فإن الكبت يظل مطلق القوى ، إنه يسبب الكف للأفكار في لحظة تولدها ، وقبل أن يفطن لها الشعور ، ذلك إذا كان من شأن شحنتها أن تستثير اللا - لذة " نيفين زيور – التخييل ص24" ولذلك حينما نتكلم بلغة ونحاول إيصال فكرة ، أو موضوع فإننا نتهيب " رهبة " الكلمات ، ونوع الخطاب في الحديث أمام المقابل الذي يستمع لنا ، ويتدخل الكف في أحيان كثيرة ، وَيُستدرج الكبت بلغة اللاشعور – اللاوعي مهابة الحديث ، فتفلت الكلمات وتحضر بهفوة ، أو زلة لسان ، هذا هو تأثير خبايا اللاشعور – اللاوعي في ما نريد قوله. إذن أن الحقيقة لا تقال كلها في لغة الكلام والتحدث ، تظهر مُجَملةٌ – محسنة قدر المستطاع، ويكون حديثنا إلى من هو ، إلى هو ؟
ولو عدنا مرة أخرى لرؤية "جاك لاكان" عن اللغة وجدنا أن اللاوعي – اللاشعور مبني مثل لغة كما ذكرنا في السطور الماضية ، ويذكر "جان ميشال بالميي" قوله : لقد أظهرت لنا الملاحظات السالفة كيف يمكن التعبير عن آليات الدفاع من خلال عمليات لسانية ، صيغ بلاغية تضيء تُشكل العرض العصابي ، إلا أن كل ذلك لا يكتسب معناه إلا عبر الاقرار بهذه الأطروحة الأساس : إن اللاوعي – اللاشعور يشاغل اشتغال لغة مَبنية " جان ميشال بالميي ، تشكلات اللاوعي.
" ويفترض " Meringer " أن الأصوات المنطوقة المختلفة لها تكافؤ نفسي مختلف ، فعندما ننطق الصوت الأول في الكلمة أو في الجملة بتعصيب فإن عملية الإثارة تمتد بالفعل إلى الأصوات اللاحقة والكلمات التالية، ويضيف أيضًا قوله إذا أردنا معرفة أي صوت في شدة أعلى ، يجب أن نلاحظ أنفسنا عندما نبحث عن كلمة منسية ، أو أسم شخص ، فأول أسم يعود إلى الوعي هو من له أكبر كثافة قبل نسيان الكلمة، كما أن الأصوات ذات التكافؤ الأعلى هي الصوت الأول في المقاطع ، والصوت الأول في الكلمة وأحرف العلة ، هذه الرؤية يختلف معها "سيجموند فرويد" مؤسس التحليل النفسي قوله : لا يسعني سوى معارضته فسواء كان الصوت الأول أحد عناصر التكافؤ الأعلى لكلمة أم لا ، فمن غير الصحيح بالتأكيد أنه أول من يعود إلى الوعي في كلمة منسية ، لذلك فإن القاعدة المذكورة أعلاه غير قابلة للتطبيق" فرويد ، علم النفس المرضي ، ص 52" وخلاصة القول نستعير هذا النص : إن ما يقبع في اللاشعور – اللاوعي هو ما تنحني أمام سلطانه رقاب الناس.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعضٌ من أعراض عصاب الحرب
- النفس وبنية النقد من الداخل .. ما لا نراه.. ولكنه يؤثر فينا
- النفس .. وما تُخفيه !!
- أفكار التحليل النفسي .. ضياءٌ وشفاء
- التحليل النفسي علاقة إنسانية -بين التحويل والاسقاط -يبرز الا ...
- لغة النفس
- مأساة الطف .. للدمعة لغة حزن
- ديالكتيك الحب والكراهية - ثنائية الوجدان - .. نحملها ونمقتها
- الحقيقة في النفس
- ما يجود به اللاشعور -اللاوعي- هو سلوكنا
- لماذا ندرس التحليل النفسي ؟
- ما لا يمكن قوله.. سَيُبكيّ !!
- شيء من الأحلام في التحليل النفسي
- مداخل في التحليل النفسي .. ما نتعلمه من التحليل النفسي
- ما نتعلمه من التحليل النفسي
- آفة التحضر .. المثلية!! هو مَن هو؟
- الأبناء والبناء القيمي في عالم آخر متخيل
- الإنسان ودينامية الوجود -حتمية السلوك والأفعال-
- التحليل النفسي مع رابطة الفضاء الفرويدي الدولي
- عرض لبعض أفكار -مصطفى صفوان- من كتاب ما بعد الحضارة الأوديبي ...


المزيد.....




- غزة: التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس
- فيديو يُظهر جانبًا من احتفالات أهالي خان يونس وغزة باتفاق وق ...
- انخفاض تاريخي.. فرنسا تسجل أدنى معدل مواليد منذ الحرب العالم ...
- تركة بايدن لترامب.. جحيم الحرائق والحروب
- زيلينسكي يقترح مجددا نشر قوة عسكرية غربية في أوكرانيا
- لماذا ينبغي عدم استخدام منتجات غسل الشعر في غسالة الملابس
- تحذير أممي من مخاطر الذخائر غير المنفجرة على أطفال سوريا بعد ...
- مصدر مصري يكشف تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة 
- لجنة آلية تنفيذ وقف الأعمال العدائية في لبنان: الجيش اللبنان ...
- المرشح لمنصب وزير الخارجية الأمريكي: الولايات المتحدة لن تسم ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - اللغة .. هي اللاشعور - اللاوعي