أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - دور طاقة الكلام والزمن في خوارزمية الوجود/ رؤية شخصية















المزيد.....


دور طاقة الكلام والزمن في خوارزمية الوجود/ رؤية شخصية


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 8069 - 2024 / 8 / 14 - 18:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يتكون صوت الانسان من مجالين، مجال مغناطيسي ومجال كهربائي، والمجالين متعامدين على بعضهما الاخر ومتعامدين أيضا على مسار الانتشار، وكلما انتشر الصوت بعيدا ضعفت سعته وزاوية انتشاره اللولبي وقلت طاقته، فللصوت طاقة كهرومغناطيسية طوريه، كما للضوء طاقة كهرومغناطيسية تأتي الى الأرض من الشمس وتستفاد منه الكائنات على الأرض وهي حقيقة واقعــــــــة، فلولا طاقة الشمس لم يكن حياتنا ممكنا، فالنبات تستخدم تلك الطاقة في التمثيل الغذائي لإنتاج غذائها، وتعطي الانسان غالبية حاجته من فيتامين (د) وقدرة مناعية.. وتتعدد فوائد الطاقة الشمسية (اشعة الضوء والحرارة الصادرة من الشمس)، والصوت كذلك ينقل طاقة للآخـــرين، وهذه الطاقة تكون بناءة أي ايجابية او هدامة أي سلبية اعتمادا على طبيعة مخزون الذاكرة لدى المتلقي، فان كانت الطاقة الفكرية التي ينقلها الصوت متناغمة مع القياسات الفكرية في مخزون ذاكرة المتلقي حصلت ظاهرة الرنين وانتقلت أعظم طاقة مخزونة في كلام المرسل الى المتلقي. لذلك يجب اعارة الأهمية الى اختيار الكلام متناغما مع قناعات وثوابت لشخصية المتلقي، وإذا اردت منه قبول التجديد وجب أولا فتح افاق قياساته الفكرية وتغيير الصور الفكرية المخزونة في ذاكرته بصورة علمية تجريبية قدر الإمكان، وقد تحتاج في تجديد فكره وتحديثه الى محفزات مادية تشبع غريزته الانانية.
اذن ما هي آثار الطاقة وعلاقة بعضها بالآخر؟ في علوم الهندسة الكهربائية الأساسية هناك ظاهرة تسمى الرنين تُنقل عندها أعظم طاقة من عنصر التوليد الى عنصر الاستهــلاك، بشرط تساوي مقاومتيهما الداخلية، تلك المقاومة في الانسان (بالتماثل) تعتمد على طبيعة الأفكار المخزونة في ذاكرة عقل كلا المتحاورين، فاذا كانا بدويين مثلا، حصل الرنين بينهما، فتنتقل اعظم طاقة ايجابية بناءة من المتكلم الى المتلقي. نحن نعيش مع طاقة الكلمات تؤثر علينا سلبا وايجابا وتفرغ طاقتنا وتمحي قدرتنا. والمشكلة ان الانسان اوجد الكلمات وأطلق الأسماء حسب رؤية بدائية، مثلا شجرة او باب او نهر، وأخرى بما يتحسس بها بلا رؤية، كمثال الحب والمروءة والرحمة والشفقة.. وكل ما يتحسس به روحيا لا يمكن تحديثه او تطويره لأنها متناغمة مع الغرائز والصفات الإنسانية ضمن خوارزمية الوجود، اما التي يراها ويلمسها أي التسميات التي يحسسها بالبصر، فهي تتباين بين البشر وهي قابلة للتحديث او الترقية من خلال التأمل. فمثلا كلمة النهر، جاءت في العربية من خلفية البداوة، فحين يصادف البدوي (وهم كثيري الانتقال مع حيواناتهم من مكان الى اخر) ماءا يجري بسرعة وينهر انتقاله من ضفة الى أخرى، فأسماه نهرا.. الكلمة تستقيم مع الحاجة البدائية ولكنها لا تعطي مكنون واقع ما يراه، وهذه الكلمات تتوارث جيلا بعد جيل وعصرا بعد عصر، وبقيت كالأوثان مجمدة في الذاكرة. ان طاقة الكلمة لن تكون مؤثرة في المتلقي إن لم تتناغم مع مخزون ذاكرة المتلقي او لنقل ان الجدال بين مستويين متباينين في النظرة الوجودية وثقافة التأمل غير منتجة وتمهد للانقسام والصراع، وانني أرى بان العواطف كالمحبة والرحمة والشفقة تذوب بعض الخلافات الفكرية الجدلية، بسبب مكنون طاقتها الهائلة ويمهد لاستيعاب الفكرة من قبل المتلقي، وكلما تقبل المتلقي الأفكار كلما سهل تغيير موروث الواقع الاجتماعي من وثنية المعتقدات والتسميات البالية..
لا تعش مع الكلمة فهي حين تنطلق من الفم لتخرج بطاقتها الى المتلقي. ان الكلمة حين تتم استقبالها تجعل الافكار تطلق العنان للمعالجة، فمثلا إذا قلت بانك حسود، فان رد فعلك سياتي من مخزون العبارة في الذاكرة، فتنتظم الأفكار لتهيئة رد الفعل.. اما إذا استقبلت الكلمة بدون مخزون الذاكرة فإنها تنهار بدون طاقة. فمعاني الكلمات مخزونة في ذاكرة العقل، وهي ليست حقيقية كما أسلفنا القول، بل موروثات سطحية غير مبرهنة وغير مدققة باستفاضة..
هل هناك حاجة لاتخاذ القرار إذا رايت شيئا خطرا؟ هل العقل بامكانه استهلاك كلية الافكار في العقل؟ حيثما توجد اتخاذ قرار هناك مقاومة، مثل نهر يجري بكمية هائلة وتريد مقاومة جريانه من عمق الماء! وحـــــــتى لو كان له موانع الا انها تجري. ولا يفيد فيها اية مقاومة طالما هناك جريان، فاتخاذ القرار تاتي حين لا يكون هناك جريان، فهل هناك طريقة للعيش بدون اتخاذ اي قرار. هذا يجرنا الى الشعور بالرغبة، اي افعل هذا لانه جيد ولا تفعل ذاك! ونظن ان الرغبة هي جزء من الحرية. هنا سنستجوب كل شيء الاديان وصلاحيــــــــــة الامتثال لها، وكيفية التحرر من الخوف كليا، وفهم معنى الحب لانك عندما تطيع الاوامر ستنتهي بعدم اليقين من صحتها، لكن اذا بدأت بعدم اليقين ستصل الى التأكد واليقين.
لنتفحص جذور الرغبة ومن اين تاتي، وطالما ان هناك رغبة فهناك خيال ووهم لان الرغبة هو اساس كل تطلع، وهي الشكل لمقاومة كل انعزال واستثناء. فهل بالإمكان ان نعيش كل يوم بلا اية تطلع ورغبة؟
إذا كنا مبرمجين على ثوابت حماية النفس، ومساحة الحرية الفكرية عندنا مقيدة وتلوح لنا بجزاء عظيم، اذن ماذا تعني لنا الحياة؟ هل هي الشعور بالملذات؟ فلماذا لا يستدام اذن؟ ولماذا تلغي الشيخوخة جمال كل اللذات؟ وهنا يلوح للفكر فلسفة الموت، لماذا نموت؟ ولماذا يُستخدم الزمن سلاحا فتاكا ضد البشر والوجود؟ نعم انه سلاح مخيف، حيث تغوص في الزمن دون إرادة، ويبدأ فعلة بالنخر في جسدك، فتتآكل شيئا فشيئا، رغم أنك تسعى في الحياة جاهدا وراء المتع والسعادة ووراء أسبابها من انانية واقتناء المال والثراء وكل القيم التي تقدرك بها المجتمع، وبين ذلك وتلك تزداد المعاناة وتكبر فلن تجد على الأرض انسانا يرضى ويقتنع بما لديه وبما عليه الحال! ليأتي الزمن ويضع النهاية لكل ذلك بعد ان تمضي سكاكينه في جسدك شيئا فشيئا ليحولك الى شكل ثان، تتعجب حين تقارنه بصورك الماضية، ومع ذلك تنتهي كل امالك وطموحاتك.. اننا في حرب غير متكافئ مع الزمن، لقد باءت كل محاولاتنا على انهاء حياة البشرية على هذا الكوكب بالفشل. وباتت معاركنا لإيقاف الزمن فاشلة، لأننا نحارب مجهولا لا ندرك ماهيته، بل مجرد نتصوره ونستنتجه بوضع المعادلات النظرية لتلك التصورات كما فعل نيوتن بتعريف الزمن خلال عاملي السرعة والمسافة! لكن الزمن كظاهرة أقرب الى ان يكون مركبا كيماويا، فهل الزمن مثلا حامض كيماوي بتركيز متصاعد نذوب فيه يوما بعد الاخر؟ هل الزمن في هذا الفراغ الذي يفصلنا؟ وهل يدخل الهواء في مكونات الزمن؟ يفترض ان نجد الزمن ونعرفه أولا لكي تكون معاركنا معه متكافئا! ان الزمن مركب غازي (مجهول التركيب) يتواجد في الفراغ الشاسع الذي يفصل بيننا وبين الموجودات، ولا يكمن في تعاقب الليل والنهار بنتيجة سرعة دوران الارض والمسافة التي يقطعها، لان الشمس لاتتعاقب عليها الليل والنهار!..
لنتصور عجلة الزمن خلال هذه الخوارزمية، إذا لم تأكل غذاءك تموت، وإذا اكلت خلال مسيرة الحياة بدافع الجوع، فانت تنغمس بحامض (الزمن) فتشيخ وتموت في النهاية، الزمن هو المساحة بين حالتين، معدة فارغة ومعدة ممتلئة! وبين الحالتين أيضا مطحنة تعمل باستمرار لحرق الغذاء بوساطة الحركة، اذن إذا عملت جعت، وإذا جعت اكلت، وإذا اكلت تعبت خلايا جسمك وبدأ زمن وجودك بالتقلص، وان لم تعمل تجوع ببطء شديد فيطول زمنك نسبيا.. الغذاء هو سر الوجود، فكل الاحياء تتغذى ولكل غذاء طبيعته الملائمة لخوارزمية تصميم الاحياء، وقد يحدد هذا الغذاء زمن بقاءه على الأرض، وقد يكون الماء والهواء واشعة الشمس عوامل مساعدة لإتمام هذه العملية التآكلية. لو اوجد الانسان بديلا للغذاء لإجراء فعالياته اليومية او غير من طبيعة العوامل المساعدة لأصبح الخلود ممكنا..



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احزان تسافر معي في الحياة
- عند قبر امي
- التعليم يواجه زمناً عصيباً
- محاورة روحية
- عجبت لهذه الحياة
- الحروب البشرية الى اين؟
- اقتصاد العراق بين المطرقة والسندان
- كتاب العمر
- أيها الغائب الحاضر
- رحلة الحياة
- القضية الفلسطينية الى اين؟
- البحث في الجوهر
- التربية والتعليم في العراق
- البروتوكولات وقواعد العالم التي تحكمها الصهيونية
- خاطرة على البرلمانات والمجالس الشعبية
- لمحات من السياسة الامريكية المعاصرة في العراق والشرق الأوسط
- اية امة نحن؟
- كركوك في 2040
- حبيب الاحلام مع خالق الانام
- العدالة في مقياس الخالق ومقاييس المخلوق


المزيد.....




- شهقات.. تسجيل آخر محادثة قبل لحظات من اصطدام طائرة الركاب با ...
- متسلق جبال يستكشف -جزيرة الكنز- في السعودية من منظور فريد من ...
- المهاتما غاندي: قصة الرجل الذي قال -إن العين بالعين لن تؤدي ...
- الهند وكارثة الغطس المقدس: 30 قتيلا على الأقل في دافع في مهر ...
- اتصالات اللحظات الأخيرة تكشف مكمن الخطأ في حادث اصطدام مروحي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يشكر نظيره الأمريكي على رفع الحظر عن ...
- -روستيخ- الروسية تطلق جهازا محمولا للتنفس الاصطناعي
- الملك الذي فقد رأسه: -أنتم جلادون ولستم قضاة-!
- زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب ألاسكا
- سماعات الواقع الافتراضي في مترو الأنفاق تفتح أفقا جديدا في ع ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - دور طاقة الكلام والزمن في خوارزمية الوجود/ رؤية شخصية