|
الحلفُ الإلهيُّ وأتباعُهُ بدأ يجني ثمارَ أتعابهِ
سعيد علم الدين
الحوار المتمدن-العدد: 1771 - 2006 / 12 / 21 - 06:37
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
وهل ممكن للنصر الإلهي على إسرائيل ومن وراء إسرائيل، أي أمريكا وكل الأساطيل، الذي احتفل به الشيخ حسن نصر الله أمام مئات الألوف من اللبنانيين وغير اللبنانيين الشرفاء فقط - حسب تصنيفه- في ضاحية بيروت قد جاء من أي حلف عسكري وضعي أرضي؟ غير ممكن. لأن النصر الإلهي لا يمكن أن يكون قد تحقق إلا من خلال الحلف أو المشروع الإلهي الإيراني السوري وأتباعه التابعين في العراق ولبنان وفلسطين، في مواجهة المشروع الشيطاني الأمريكي الإسرائيلي وأذلائه من العرب، حسب تصنيف خامنئي في خطبة عيد الفطر. وبما أن المشاريعَ تشبهُ الأشجار، وهي بحاجة ماسَّةٍ إلى الأرضِ المخصَّبَةِ بالسَّماد، ثم بالرعاية والرَّيِّ والاعتناء، والتعبِ الشديد الجاد، حيث يتصببُ عرقُ الجهاد، من جباه الرجالِ الأشداء، الفاعلين بجدٍ واجتهاد، لكي تورقَ المشاريعُ بالأوراقِ الخضراء، وتزهوا بأجملِ الأزهار، وتحقق مجد أهدافها في حمل الثمار. لهذا فهي تكلف أصحابها بالدولار، الملايين بل مئات الملايين من العملة الخضراء المزكاة بأيدي بررة أطهار، بالإضافةِ إلى ساعات متواصلة من العمل النبيل الشاق، في السرِّ ودون أضواء، طوال الليل والنهار، وأحيانا حتى الإرهاق الروحي والإعياء وربما أيضا حتى ما بعد الإعياء، أي ما بعد حيفا، أي حتى التوترُ والنفاق، والتشنجِ والانفلاق في القول والشخصية، ثم الإغماءِ والانهيار، أو ربما الموت والاختناق إذا انقطع الأكسجين أي الدولار عن الوصول إلى الرئة في مربعات الضاحية الجنوبية الأمنية المخابراتية. إلا أنه عندما يجني الإنسانُ بعضَ ثمارِ أتعابه واقفا على رجليه، عندها تصبحُ ضحكتهُ كما شاهدناها في وقتها وسمعنا رنينها ونقلتها كل الفضائيات، مِلءَ شدقيه: كضحكة وليد المعلم الممتلئةِ العريضة ونائبه فيصل المقداد الخبيثةِ الواشيَةِ، وبسمة بثينة شعبان الظاهرةِ الشامتة، وقهقهة بشار الأسد الخافتة العالية، عندما كان الطيران الإسرائيلي في حرب يوليو الإلهية يدك لبنان دكاً ويكسِّرُهُ على رؤوس اللبنانيين المرتاعينَ تكسيراً. فمن الحرب الإلهية على القوى الشيطانية لا بد وأن يولد النصر الإلهي! أو عندما يجني الإنسانُ بعضَ ثمارِ أتعابه جالساً القرفصاء تحت شجرة مشروعه منتظرا تساقط المزيد من الثمارِ عليه، رَطَباً، عندها تأخُذُهُ الفرحةُ طرَباً من قمة رأسهِ إلى أخمص قدميه، وتغمرهُ السعادةُ بالامتلاء فيشعرُ بالارتياح ويشكر الله العلي القدير على هذا النجاح. كيف لا ومن طلب العلى سهر الليالي، ومن زرع حصد، ومن جد وجد، ومن سار على الطريق المستقيم إلى الهدف على الخط السريع وصل. وهكذا فإن مشروع الهلال الفارسي التوسعي الأكبر بإرشادات ونواهي وأوامر مرشد الأمة خامنئي وبقيادة القائد المطيع أحمدي نجاد الأسمر، والممتد من قم وبسدرانها المظفر مرورا ببغداد ودمشق وبيروت وصولا إلى غزة بدأ يحقق نجاحاته بشكل ملفت للنظر أمام تراجع وانحسار، أو قل أفضل تقهقر واندحار، أو حتى انهزام وانكسار مشروع "الشرق أوسط الجديد بدل العتيق"، التآمري الذي يريد شرذمة المنطقة وتفتيتها إلى دويلات ضعيفة والذي بشرت به السياسة الأمريكية الغبية البوشية، وجاءنا على دبابتها الغارقةِ جنازيرها في رمال الصحراء العراقية. ولكي يتم أيضا ضرب أصحاب مشروع "الشرق أوسط الجديد بدل العتيق" أي الأمريكان في اقتصادهم لشلهم حربيا فقد أعلنت ايران منذ أيام انها ستعتزم اعتماد اليورو بدل الدولار في عائداتها وأرصدتها في الخارج. وقال إلهام "ان الموارد الخارجية والعائدات النفطية ستحسب باليورو وسنتقاضاها باليورو لوضع حد لاعتمادنا على الدولار". ضربة إلهية قوية أيضا وصاعقة لم يكن الحلف الشيطاني المتقهقر يتوقعها ستؤدي إلى الإسراع في انهياره. وهكذا بعد اليوم فسيتحدث الشيخ حسن نصر الله فقط عن اليورو الطاهر وسيوزع اليورو الشريف بعد أن فقد الدولار طهارته وشرفه إيرانيا. كما أسلفنا فالحلف الإلهي الإيراني السوري وأتباعه يجني الآن ثمار أتعابه ويحصد ما زرعه في العراق ولبنان وفلسطين. ففي العراق استطاع بهمة أتباعه من إرهابيي "القاعدة" السنية "وميليشيا جيش المهدي" الشيعية، يدا بيد هزيمة مشروع "الشرق أوسط الجديد بدل العتيق" الشيطاني، وذلك بإشعال الفتنة البربرية الدموية لقتل وتفكيك العراق وشعبه وتحويله إلى دويلات مهزومة ضعيفة شماتة بأمريكا. وفي فلسطين استطاع الحلف الإلهي وأتباعه من قوى كحماس وغيرها إشعال الفتنة الرهيبة المرعبة في شوارع غزة وتغيير اتجاه السلاح الى صدور الفلسطينين بدل جيش الاحتلال الصهيوني، لكي تضيع القضية العادلة سدى في سبيل ضرب مشروع "الشرق أوسط الجديد بدل العتيق" المستورد عبر خارطة الطريق وقوى الشيطان الرباعية. وفي لبنان وما أدراك ما لبنان حيث مركز النصر الإلهي صار عنوانا للشرفاء، وحيث ستنهزم أمريكا كما تنبأ المرشد خامنئي هزيمة نكراء، فقد استحكمت برقبته قوى الحلف الإلهي ممثلة برمزها الشيخ حسن نصر الله وصواريخه وأتباعه من قوى 8 آذار وتحولت بهمتهم الجبهة من خنادق الحدود الجنوبية في وجه إسرائيل الى انتفاضة النراجيل في وسط بيروت لكي تنهزم حكومة السنيورة الفليتمانية ومعها المحمكة الدولية وقوى 14 آذار الإسرائيلية وعلى رأسهم مشروع "الشرق أوسط الجديد بدل العتيق" وقواه الشيطانية. ويوميا تطل الفتنة برأسها عبر المخابرات السورية وعملائها وتحريضا علنيا من قناة "المنار" الإلهية، إلا أن حكمة أحرار 14 آذار بعدم الرد على الاعتداء وتحمل الأذى على طريقة المعلم مهاتما غاندي السلمية وترك الأمور للجيش اللبناني ليعالجها، هو فقط الذي أوقف الفتنة عند حدها. وكما قال أحد الإخوة الفلسطينيين " يولِّعوها بفلسطين ولبنان والعراق وبقعدوا يترجوا إسرائيل وأمريكا عشان تفاوضهم.. حسبنا الله عليكم يا نظام الأسد! ما تحلوا عنا بقى!
#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-حزب الله-: -ملكي أكثر من الملكيين-
-
-حزب الله- يكمل ما عجز عنه النظام السوري
-
بث حي من ساحة الانتصار الإلهي
-
نصر إلهي، كيف ؟
-
وماذا يعني الحصار يا أهل الانتصار؟
-
حزب الله يضع لبنان على كف عفريت. ومن جديد!
-
لبنان في رعاية الأسرة الدولية وسيبقى
-
حكومة السنيورة الراقية باقية، يا أهل الرابية
-
الذي يلعب مع القط عليه بتحمل خراميشه
-
فرسان الشرق الأوسط الثلاثة
-
نصر أم دمار -استراتيجي- ياشيخ نصر الله؟
-
السنيورة يبكي ونصرالله يُمَنِّنْ
-
لبنان ليس سوريا ولا إسرائيليا يا سيد حسن نصر الله
-
خمسمئة يوم مرت، والجريمة لن تمر دون عقاب
-
لا تَحْزَنَّ أيها الكويتيات!
-
ضرورية العلمانية بالنسبة للدولة الحديثة
-
العلمانية والديمقراطية وجهان لميدالية ذهبية واحدة
-
الأوطانُ تُنْهِضُها الهامات وليس التهديد والعنتريات أيها الع
...
-
الصوت أمانة شراؤه وبيعه خيانة
-
أيها اللبنانيون البسوا ما يفصل لكم حزب الله وأنتم الناجون!
المزيد.....
-
شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب
...
-
خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
-
وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا
...
-
جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
-
زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
-
كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
-
مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
-
ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
-
مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
-
جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|