أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - الوطن














المزيد.....


الوطن


آدم دانيال هومه

الحوار المتمدن-العدد: 8069 - 2024 / 8 / 14 - 15:53
المحور: الادب والفن
    


آدم دانيال هومه.
الوطن....
أجمل من بيادر النجوم
وأغلى من ملكوت السموات
بين ثناياه أجساد الذين لن يبرحوا مخيلاتنا
على مدى العصور والدهور
لا عطر في الكون يضاهي شذى ترابه
إنه أعطر من الندى والمطر
والمسك والعنبر.

سقطت الورقة من الشجرة
فأجهش العصفور بالبكاء.

كانت أشجار الصفصاف على ضفاف الخابور
ترقص على أنغام أوتار المطر
وتُشرّع له أبواب الفصول
لتأتي إليه جميع الطيور
لتُجفف على ضفتيه قمصانها المبتلة برذاذ الضوء.

قبّرة تغسل وجهها بالندى والضياء
تحلق على أجنحة الريح
تلملم ورود السماء
لتهديها إلى شعبي الذي... لايموت.

قلبي يرتعش بين صقيع الحزن
مثل زنبقة عارية على ضفة الريح
ولكن....
حينما يطلق الفرح أسرابه في سمائي
أشرب نخب الله
فيستفيق من نومه صادحاً بالشروق
ويبدّد جميع أوراق الأحزان من فضائي
فينهمل وابل المسرات على أفنان قلبي
وتصهل جميع خيول الأرض في دمائي.

عندما أتوضأ برحيق الشمس
أرسم شارة الصليب
وأمضي مدججاً بالشوق والحنين
نحو بوابة عشتار
وطن الجبابرة والأنبياء
حاملا روحي السرمدية
لأتجسّد في صورة كادح
يتلظى تحت شمس بابل المحرقة.

كلما أتأمل وطني الغارق في غياهب الظلمات
تنتابني أحزان الثكالى
تتلوى عصافير الألم على أغصان مهجتي
يختنق صوتي بالبكاء
وأنا أرى مقابر أهلي الأحياء الأموات
يعبث بها الغرباء.

يستيقظ قبل بزوغ الفجر
قبل كل الطيور
يمتطي صهوة الحلم
يرفرف كالنسيم على شرفة الهجير
يومئ نحو قمم الجبال
تحفّ بها فراشات الغيم
فيقرع باب أنليل المغلق
منذ رحيل گلگامش إلى دلمون
موطن أوتونابشتيم
بحثاً عن نبتة الخلود.

في هدأة الليل
أصغي إلى نبضات قلوب الآلهة
تصهل كالجياد الجامحة
بين النار الأزلية.

أيها النهر!...
ولدنا على ضفتيك كالزغاليل
وترعرعنا على أنغام أمواجك كأيائل الجبال
كانت مياهك ألذ من أعسال السماء
وأشهى من فتاة عارية على شاطئ البحر
لقد كانت مياهك تترقرق في دمي
كالصلاة التي كانت تترقرق على ثغر أمي
لقد هبت العاصفة الهوجاء في منتصف الليل
واقتلعتنا من جذورنا
وقذفت بنا إلى أقاصي المنافي
وأصبح وطننا المترنح بين الحزن والجنون
حصاناً يمتطيه اللصوص وقطاع الطرقات.

الميت....
لم تعد له أية أحلام أو أمنيات
لا ماضٍ... ولا مستقبل
لم يعد يتنزه في حدائق العشاق
ولم يعد يتذكر متى مات
ولا من سار في جنازته
كل الذي يتذكره...
أنه لم يزل يغوص في أعماق بحر الموت.

أحدق في أروقة الشمس
فأرى يسوع يمشي مجللا بهالة قوس قزح
تتبعه الأنجم والأقمار
نايات وقيثارات الأزمنة والعصور
والورود والأزهار وأغصان الأشجار
يورق الحصى بين يديه
ويجهش الموج تحت قدميه بالبكاء
يفتح باب القيامة على مصراعيه
يوزع على العالم كله
الماء والخبز والحياة
ليخلد إلى ظله مستمتعاً بخلاص البشرية.

ملائكة تتسكع على أرصفة السماء
تتشمم عطور الشفق
تستمتع بسقسقة الغيم
وقهقهة البرق
وانتفاضة الرعد
وعويل الأمطار
تمتطي صهوات النار
تتناثر تحت حوافر جيادها أجرام السموات
تمتشق سيوف الموت
لتقود قطعان البشرية إلى الأصقاع الظلماء
ثم تأوي إلى أعشاشها في كهوف السماء.

أبحث في هذا العالم عن ملاذ آمن
يحمي أطفالي
ويصون كرامتي
في عزلة عن آكلي لحوم البشر
الذين يعيشون في الأوطان الأشبه بالأدغال
والغابات السوداء
يسيرون عكس اتجاه الساعة
يتضورون جوعا
فيلتهمون لحوم آلهتهم
ينتظرون على الشاطئ حوريات البحر
فتنهشهم أسماك القرش.

Adamhomeh@hotmail. com



#آدم_دانيال_هومه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقرأ باسم أمي سورة الأرض
- آشور يوقد جذوة الشمس
- دراسة موجزة عن ديوان (قصائد في قصيدة واحدة)
- بصيصضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديث
- أتمرغ في ضفائر أمي
- الثالث والعشرون من شباط
- مزامير أوروك
- قؤاءة متأنية في شعر نينيوس نيراري
- القامشلي تتطيب برحيق الشمس
- سليلة الحضارات
- زنبقة الفجر
- أمي تتوهج في مرآة التاريخ
- تقاسيم على أوتار الريح
- الطفل اليانع
- کلکامش يمخر عباب النار الأزلية
- قنديل الليل
- أتلهى بذفائر الشمس
- صهيل التراب
- في قريتي تراءى وجه الله
- اللغة الآشورية


المزيد.....




- بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
- -الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
- -الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
- فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
- أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
- إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
- الكاتبة ريم مراد تطرح رواية -إليك أنتمي- في معرض الكتاب الدو ...
- -ما هنالك-.. الأديب إبراهيم المويلحي راويا لآخر أيام العثمان ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - الوطن