|
من دفتر اليوميات/ محمود شقير2
محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 8069 - 2024 / 8 / 14 - 15:51
المحور:
الادب والفن
صباح الجمعة 10 / 5 / 1996 ذهبت إلى مقر وزارة الثقافة في رام الله لحضور اللقاء الثقافي مع محمود درويش. كان اللقاء غنياً بالحوار. وقد شارك فيه حوالي سبعين كاتبًا/ة وفنانًا/ة، بحضور ياسر عبد ربه وزير الثقافة، ويحيى يخلف وكيل الوزارة. صدر العدد الثاني من دفاتر ثقافية وقمنا بتوزيعه على المثقفين الذين جاءوا للقاء مع محمود درويش. العدد الثاني أثار ارتياحاً لدى الكثيرين، وهو أفضل من العدد الأول. في اليوم التالي بقيت في مكتبي بالوزارة حتى المساء. قرأت بعض مواد العدد الثاني من دفاتر ثقافية للتأكد من عدم وجود أخطاء مطبعية. في تمام الثامنة، كنت عند مدخل مطعم البردوني، حيث دعتني "هيئة حقوق المواطن الفلسطيني" إلى حفل عشاء تقيمه على شرف محمود درويش. وجدت عند الباب الإذاعي يوسف القزاز. دخلنا معاً. كان هناك العديد من الزملاء والأصدقاء، منهم: بشير البرغوثي، عبد الجواد صالح، أحمد هاشم الزغير، أحمد البطش، فيصل الحسيني، علي الخليلي، د. علي الجرباوي، عزت الغزاوي، المتوكل طه، وليانة بدر. أجرى التلفاز الفلسطيني لقاء قصيراً معي حول أهمية عودة درويش إلى أرض الوطن؛ تحدثت عن ذلك. وكنت اتفقت مع محمود على نشر الحوار الذي جرى معه في مقر الوزارة مضافاً إليه الحوار الذي جرى معه في الإذاعة الفلسطينية، في العدد الثالث من دفاتر ثقافية. عدت إلى البيت في الثانية عشرة ليلاً.
*** في تمام الساعة الثالثة من بعد ظهر الأحد 12 / 5 / 1996ر جاءتني سيارة من حيفا. ذهبت مندوباً عن وزارة الثقافة للمشاركة في افتتاح شهر الثقافة العربية ومعرض الكتاب الذي يقام في بيت الكرمة؛ وكان معي الفنان زهير النوباني. وجدت هناك: محمد على طه، أنطوان شلحت، سميح القاسم، نبيه القاسم، قاسم شعبان، وآخرين. ألقيت كلمة مرتجلة في الافتتاح لاقت ارتياحاً لدى الجمهور، انتقدت فيها الذين يفضلون دوي الطائرات الحربية على صوت الموسيقى، وطالبت برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقطاع. بعد الاحتفال، ذهبنا أنا وأنطوان وقاسم إلى مطعم شكسبير، تناولنا طعام العشاء. ثم اتجهنا إلى فندق دان بانوراما على جبل الكرمل. قضيت ليلة في غرفة في الطابق السابع عشر من الفندق، حيث كنت أرى الأضواء اللامعة تنتشر على قمة الجبل وسفحه، مضفية على ليل حيفا شاعرية وجمالاً. استيقظت صباحًا في تمام الساعة الثامنة. اغتسلت ولبست ملابسي ثم اتجهت إلى مطعم الفندق. تناولت طعام الفطور. ذهبت صحبة أحد العاملين في بيت الكرمة إلى معرض الكتاب. انتقيت بعض الكتب الأدبية والتراثية (بينها ديوان المتنبي) قدمتها الإدارة هدية لي. في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف ركبت السيارة عائداً إلى رام الله ثم إلى القدس.
***
هذا اليوم الخميس 16 / 5 / 1996، بعد يوم من ذكرى النكبة، احتفل الإسرائيليون بذكرى "تحرير" القدس. امتلأت المدينة وما حولها بالجنود وبرجال الشرطة، ما اضطرني إلى تغيير الطريق وأنا عائد إلى البيت، حيث كانت حواجز كثيرة في الطرق. تسامرت بعض الوقت مع الوالد والوالدة. الوالدة قدمت لنا عصير البرتقال. تحدثنا في أمور عادية. تصفحت جرائد اليوم. تفرجت على مباراة النادي الفيصلي الأردني مع نادي الرياض السعودي بكرة القدم. فاز الفيصلي وكانت المباراة قوية ممتعة. قرأت عدة ساعات في رواية "مسك الغزال" لحنان الشيخ التي تتحدث فيها عن قمع المرأة العربية في مجتمع الصحراء. الحفيد محمود تسامر معي عدة دقائق في المساء. فرحت لما يتمتع به من ذكاء، لكنني أشفقت عليه لأنه لا يتكلم حتى الآن.
*** إنه يوم الجمعة. استيقظت في حوالي الساعة الحادية عشرة صباحاً. تفقدت ما يحيط بالبيت من أشجار وورود. أسفت لشجرة الليمون التي يتساقط الحب عنها قبل أن يكبر. أزلت بمقص التقليم بعض الأغصان الزائدة من تحت شجرة الزيتون. تسامرت مع الحفيد محمود قليلاً، حاولت تعليمه بعض الأحرف، لكنه لا يتقدم إلا ببطء شديد. جاء ابني أمين وولده بشار إلى البيت. لاعبت بشار بعض الوقت. وضعت جهاز التليفون أمامه وراح يحرك قرصه مبتهجاً بذلك. جاء محمود وأخذته الغيرة، وأخذ يشاركنا اللعب. لم أغادر البيت طوال هذا اليوم. الساعة الآن تقترب من الواحدة بعد منتصف الليل، سأقرأ حتى الواحدة والنصف ثم أنام.
*** وأنا في مكتبي بالوزارة، شعرت بدوخة في الرأس. هذا العارض الصحي جاءني عدة مرات خلال الأسابيع الماضية. لم تنفع الأدوية. أكتب الآن والطوق الطبي على رقبتي. أشعر بإرهاق، وأكاد أنسى أسماء الناس الذين أعرفهم. ذهبت في المساء إلى مسرح السراج في رام الله. هناك، كان الممثل زهير النوباني وبقية طاقم مسرحية "ديموقراطي بالعافية" والمخرج وليد عبد السلام. تحدثنا عن إجراء اختصارات على المسرحية تمهيداً لعرضها من جديد. كانت في المسرح فتاة اسمها "ضحوك" جاءت ضمن المجموعة التي اتفق معها زهير لإجراء عملية تسويق للعروض القادمة. بدت الفتاة متحمسة لأداء المهمة الموكولة إليها. غادرت المسرح إلى البيت، وأنا أشعر بالتعب، وبشيء من الأسى. في الطريق توقف المذياع الذي في سيارتي عن البث. يبدو أنه احترق، واعتقدت أن وصلة الكهرباء الخاصة بالهاتف النقال هي التي أحرقته، إذا كان فعلاً قد احترق.
*** انتهيت من مراجعة الحوار الذي دار بين محمود درويش ومجموعة من المثقفين في الوزارة، تمهيداً لنشره في "دفاتر ثقافية". ذهبت بعد الظهر إلى عيادة التأمين الصحي في الشيخ جراح. علمني الممرض بعض التمارين الرياضية للتخفيف من آلام الرقبة. انتهيت من قراءة رواية "مسك الغزال" لحنان الشيخ. إنها رواية جيدة تفضح واقع القمع الذي تعيشه المرأة العربية. شاهدت المناظرة التي بثها التلفاز الإسرائيلي بين شمعون بيرس وبيبي نتنياهو قبل موعد الانتخابات الإسرائيلية بثلاثة أيام. تبارى الاثنان في التأكيد على ضم القدس إلى إسرائيل.
*** اتصل بي سليمان النجاب وأخبرني أنه أحضر لي كتباً من القاهرة. ذهبت إلى مكتب الحزب في رام الله. كان هناك إضافة إلى سليمان، بشير البرغوثي وعبد المجيد حمدان. شكرت لسليمان إحضاره هذه الكتب، وبقيت هناك حوالي ساعة، تجاذبنا خلالها أطراف الحديث، وتمازحنا قليلاً ثم عدت إلى الوزارة. بعد انتهاء الدوام، بقيت في مكتبي. تناولت غدائي (جبنة، بندورة، خيار، تفاحة) ثم ارتحت قليلاً. بعد ذلك، قرأت بعض قصص سميرة عزام في مجموعتها "الظل الكبير". في تمام الساعة السادسة مساء، جاء نعيم الأشهب، ذهبنا معاً إلى مركز خليل السكاكيني الثقافي لحضور حفل افتتاح المركز. هناك التقيت عدداً غير قليل من المثقفين والكتاب والفنانين ورجال السياسة. ألقيتْ كلمات بهذه المناسبة، ثم عزفت فرقة موسيقية من الأطفال، تابعة للمعهد الموسيقي معزوفات موسيقية. شعرت بالفرح وأنا ألاحظ هذه الجهود التي بدأناها في وزارة الثقافة، وها هي ذي تتطور إلى الأمام نحو الحلم الذي نصبو إليه. عدت إلى البيت. لعبت بعض التمارين الرياضية للتخفيف من آلام الرقبة. الساعة الآن الثانية بعد منتصف الليل. يتبع...3 ***
#محمود_شقير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من دفتر اليوميات/ محمود شقير1
-
محمود شقير في ابنة خالتي كوندوليزا: تزامن ما لا يتزامن/ د. ا
...
-
أدب الناشئة ودوره في تعزيز الرواية التاريخية والهوية الفلسطي
...
-
توفيق زياد في ذكراه الثلاثين
-
رشيد ونفيسة/ ست قصص قصيرة جدا
-
تأملات على هامش الصراع
-
الأدب بوصفه تعبيرًا عن الجرح
-
باسم خندقجي أسير بثلاثة مؤبدات شاعر وروائي
-
أنا ومدينتي الأولى: القدس4
-
أنا ومدينتي الأولى القدس3
-
أنا ومدينتي الأولى: القدس2
-
أنا ومدينتي الأولى: القدس
-
ما قلّ ودل3/ على هامش هذه الحرب
-
القدس في كتابات الأسيرات والأسرى8
-
القدس في كتابات الأسيرات والأسرى7
-
القدس في كتابات الأسيرات والأسرى6
-
القدس في كتابات الاسيرات والأسرى5
-
القدس في كتابات الأسيرات والأسرى4
-
القدس في كتابات الأسيرات والأسرى3
-
القدس في كتابات الأسيرات والأسرى2
المزيد.....
-
بعد الحادثة المروعة في مباراة غينيا ومقتل 135 شخصا.. جماعات
...
-
-عاوزه.. خلوه يتواصل معي-.. آل الشيخ يعلن عزمه دعم موهبة مصر
...
-
هل تعلمين كم مرة استعارَت أمي كتبي دون علمي؟!
-
رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية تركي آل الشيخ يبحث عن
...
-
رحيل الفنان المغربي مصطفى الزعري
-
على طريقة الأفلام.. فرار 8 أشخاص ينحدرون من الجزائر وليبيا و
...
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|