أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - هواجس ثقافية 260















المزيد.....


هواجس ثقافية 260


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 8069 - 2024 / 8 / 14 - 15:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تخف من الموت، أرمه وراء ظهرك ولا تفكر فيه، أنه قادم على حصان أبيض، لن ينساك، إطمئن.
إنه عزيز على قلب سائر المخلوقات.
عندما تكون شابًا ترى الحياة بمنظار وردي جميل، وتندفع نحو المستقبل بقلب قوي مقبل على الحياة، لكن عندما تصل إلى خريف العمر ويبدأ المرض يأكل جسده وعقلك تبدأ تفكر بشكل مغاير، تتحسر على الحياة، وجمالها.
الدكتور في علم النفس، إيرفين يالوم، يتحدث في كتابه، مسألة موت وحياة، والكتاب عبارة عن مذكرات، عن خريف العمر عندما وصل إلى الثامنة والثمانين، وزوجته في السابعة والثمانين، وهذه الأخيرة دكتوراه في الأدب المقارن، عن ثقل المرض وكيف أنهما ينتظران الموت.
أحبا بعضهما في فترة المراهقة هو في السادسة عشرة وهي في الخامسة عشرة، واستمر حبهما وزواجهما سبعين سنة.
في الخريف ترى الأشجار صفراء طوال السنة، تحاول الهروب من الوقت القاهر لكنه يحاصرك، يقول لك كفى، صار وقت الرحيل، لا مفر من الضريبة القاتلة، الموت.
لإيرفين ثلاثة روايات رائعة قرأتهم وكتبت عنهم، عندما بكى نتيشه، وعلاج شوبنهاور، ومشكلة سبينوزا.
يستحقون القراءة.
أنصح جميع أصدقائي ومعارفي، وزملاء هذه الصفحة على قراءة هذا العمل، إنه خلاصة تجربة عالمين مهمين وناجحين في الحياة، وعاشا الحياة بالطول والعرض.
الحياة بحد ذاتها سلطة تمارس هيمنتها على أتباعها كالإنسان والنباتات والحيوان والمياه والمحيطات والأرض والتراب.
والحياة استبداد وسيطرة،
من هذه السلطة تتفرع جميع أنواع السلطات على من يقعون تحت رحمتها وقوتها.

تستطيع أن ترفع شأن قضيتك إلى أعلى أعالي السماء، وفي يدك أن تحط من قدرها إلى أسفل السافلين.
والخيارات متعددة وكثيرة

مفاهيم عديدة كالحرية والجمال والحق والعدالة، هي خارج.
إنهم أمل.
الإنسان المعاصر غير مهيأ ليتمثل بهذه المفاهيم العليا أو يرفعهم أو يحملهم، وبينه وبينهم مسافات زمنية طويلة جدًا.
إنهم حلم الإنسان الحالم، النقي الرقيق الصادق المحب.
إن الإنسان لا يستطيع أن يحمل هذا العبء الجميل، لأن ما به من جمال ليس به، إنه خارجه، لهذا لا يمكنه الوصول إليه.
وبالرغم من أن الغرائز من المفاهيم العليا إلا أن الإنسان يستخدمها باسوأ شكل، في المضمون والسطح. وبابتذال.
إن نزول الإنسان إلى الابتذال ضيع عليه الحلم بالحلم، وفوت عليه الوصول إلى الجمال.
إنه يقبع في البشاعة والنرجسية والعبودية والبشاعة. وسيبقى ما دام سيعيدًا بعبوديته.

الطبيعي أو ما يسمى الملحد أصدق وأكثر نبلًا من المؤمن.
المؤمن مقيد بالفكرة، منغلق داخل هذه القوقعة.
هذه الفكرة في المقام الأول والمؤمن في المقام الثاني، كلاهما ظل.
الفكرة المسبقة تتلبسه فيركض وراءها في محاولة القبض عليها، فتفر من يده، لهذا فإن كل تصرفاته تأتي تنفيذًا لخلفية، ووراء هذه الخلفية ارتزاق ونرجسية وانتهازية ومكاسب للحصول عليها في الآخرة.
أما الطبيعي أو الملحد فلا يحتاج إلى من يربت على كتفه ويقول له سأدخلك جنتي لأنك تنفذ الوصايا والأخلاق التي علمتك اياها.
الملحد يؤمن بأن الأخلاق والقيم التي يحملها نابعة من وجدانه، من ذاته. وليس لمنة من سيمننه عليها أحدهم، يقول عن نفسه أنه الله وسيمنحه أشياء كثيرة في جنته.
لهذا أغلب المؤمنين غير متصالحن مع أنفسهم، يريدون أن يكسبوا ويعيشوا حياتهم بالعرض والطول، ويريدون في الأن ذاته أن يكونوا صالحين إرضاءًا لربهم.
هذا التناقض الجارف يجعل من المؤمن إنسانًا مهزوزًا ضعيفًا، مريضًا، يعيش أكثر من أزدواجية وبأكثر من وجه وأكثر من انكسار في الأن ذاته.
بين أن يرضي نفسه الأمارة بالسوء، الراغبة المتطلبة، أو يرضي ذاك القابع في الأعلى ينتظر أخطاءه ليدخل جهنمه الحارقة.


الكثير من الناس يخلطون بين الحرية والديمقراطية نتيجة عدم القراءة أو الاطلاع أو الاهتمام.
كل مفهوم من هذه المفاهيم له مكانه وموقعه، فالأول واسع وسع الوجود.
مع الحرية يمكنك التحليق مع النجوم والكواكب والشمس والقمر وفوق سطح البحار وتحته، أما الثاني فهو صغير ومحدود.
إن الديمقراطية ترتبط بالقوانين الوضعية، جاءت لتقييد حركة الدولة والمجتمع، وتضع لكل واحد حده.
ولمصلحة النخبة العليا، المالية والقوة، أما المجتمع فمكانه هو شراء العلكة وعلكها.
والقانون هو بناء سياسي ونفسي وسلوكي، وحاجز نفسي. يمنحنا الأمان من خارجنا، ولكنه لا يحقق لنا السلام الداخلي والحرية والسعادة.
إنه قيد. فكيف يستوي القيد مع الحرية؟
إن استبداد القانون أقسى وأمر من الاستبداد العاري والواضح، لأنك لا تستطيع أن تدخله وتعريه. إنه غير مكشوف، ولهذا تحتاج إلى شراين ودماء وأفكار وقيم ومفاهيم لتفيكك المغلق والمتماسك في انغلاقه.
وقلنا سابقًا، أن القانون هو اسوأ اكتشاف اكتشفه الإنسان سواء القانون الديني أو الوضعي.

والجهل أيضًا استعداد نفسي وإرادة وفعل.
لا يريد الجاهل أن يعرف الحقيقة، ولا يرغب الدخل في مملكة النور والوعي، لإدراكه أن المعرفة عملية تراكمية تجلب المتاعب.
والجهل مريح نفسيًا، لا هم ولا غم للعقل والدماغ.
عندما تنظر إلى الناس الذين حولك، تعلم علم اليقين أنهم مجرد أجساد متحركة تركض وراء بقاءها البيولوجي فقط.
لو أن الجهل في بلادنا لديه لسان، لبكى وناح على حالنا.

روايات سلمان رشدي صعبة جدًا للقارئ العادي وللمثقف كمان، متعبة، تجلد قارئها.
بعدين لأزم نقف باحتراز عندما يشهر الغرب روائي ما، لأن هناك غايات سياسية كبيرة وراء ذلك.
لأن النهج العام في الولايات المتحدة عمل ويعمل على تخريب الفن والأدب والموسيقا، وابعادهم عن الوسط الشعبي العام، ووضع الغلة في يد النخبة النخبة.
الثقافة في ظل الحداثة وما بعد الحداثة لم تعد تعبر عن مصالح العامة، مثلًا رواية مئة عام من العزلة لماركيز وخريف البطريرك، سنة موت ريكاردو ريس لساراماغو، ما فائدتهما للعامة، وكم واحد فهمهما وأخذا نوبل، وما الغاية من هكذا روايات، ولماذا تم قتل روايات جورج أمادو مثلا أو أبتون سنكلير. ولماذا يشهروا الناس الشاذين ثقافيًا.
ما الغاية من كتابة رواية معقدة جدًا، ما الهدف؟
وتمت شهرة خالد حسيني الافغاني بسبب ترحيبه بالاحتلال الامريكي لوطنه أفغانستان، وليس لأنه موهوب ومبدع.
هل هناك واحد في عصرنا لم يقرأ فيودور دوستويفسكي، تولستوي، همنغواي، مورافيا، عبد الرحمن منيف، وكم واحد قرأ لرشدي أو ساراماغو؟
الرواية جاءت بالأساس لتدخل كل بيت، وليس لجلد القارئ العادي.

تم الإعلان عن تطبيع العلاقة بين الأمارات المتحدة وإسرائيل قبل أربع سنوات .
ربما هذا الأمر أثار حفيضة الكثير من العرب والمسلمين، وهذا شيء طبيعي.
بالنسبة لي، لا يبدو الأمر مفاجئًا على الأطلاق. التطبيع بين النظام العربي وإسرائيل كان قائمًا فعليًا، من تحت الطاولة
عمل النظام العربي المأجور على تهيئة الظروف للوصول إلى هذا السلام المختلس.
داس على رقاب الناس وذلها ونال منها يوميًا في لقمة العيش في كم الأفواه والسجون والقتل والسحل للوصول إلى هنا.
كانت إسرئيل والولايات المتحدة تتفهمان حاجات النظام العربي، عدم نضوج التطبيع الكامل اجتماعيًا طوال العقود الماضية.
للتذكير، أن الزعيم حسني الزعيم، الذي قام بالانقلاب العسكري الأول في العالم العربي في العام 1949، كان على صلة مع الإسرائيليين عبر الولايات المتحدة، والتقى علنًا بوزير الخارجية الإسرائيلي موشيه شاريت في فندق بلودان بدمشق، ثم طلب الزعيم من فرنسا أن يتم ترتيب لقاء بينه وبين بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل وقتئذ للتوقيع على السلام والهدنة، للحصول على نصف مساحة بحيرة طبريا إلا أن هذا الأخير رفض.
ما نريد قوله أن النظام العربي جزء لا يتجزء من النظام العالمي المرهون للهيمنة الأمريكية وإسرائيل، وأن إعلان السلام بينهما مسألة وقت لا أكثر، إلى أن تنضج الظروف كاملة لذلك.


بين المعذب والمعذب تقبع آلة رهيبة، تأكل الأخضر واليابس.
نحن نرى الظاهر الشكل، أما الباطن فهو المستور والمخبأ.
هذه الآلة تمنح نفسها الحق والقيّم والمنفذ والمشرع وصاحب الكلمة والقرار.
في يدها القصاص، والغفران، الحق والباطل، وإدارة ما لا يدار وفق رؤيتها ورغبتها.
إن العلاقة بين المعذب والمعذب فاصل زماني ومكاني، لا التقاء بينهما، كلاهما في مكان وزمان، ولا وحدة بينهما ولا تقاطع، إلا في جبر الزمن والمكان أن يبقيا معًا
وإن تفكيك أحدهما يحتاج إلى تفكيك الاخر المختلف.
إن المعذب الأول يعلي الحاجر، يسوره، أما المعذب الثاني يعمل على تكسير هذا السور والحدود من أجل الانكشاف.
وبين الانكشاف والتورية أو التعمية، ومحاولة الانكشاف، يستمر الطرفان في وحدتهما أو بنيتهما في التداخل أو الانفصال.
وسيستمر التداخل والانفصال إلى أن يثبت أحد الطرفين مكانه بالكامل.

قال لي:
قلبي كالأبواب العتيقة, يحن إلى يد حانية, يد مسكونة بارتعاشات العشق والصباحات الندية, كيد الكون, كانفلاق الليل في النهار. يد امرأة, يدق على ذاك الخشب المعرق, االموجوع, القديم, ليتسلل من خلاله وجهها, ودفقات الموج وبقايا الزمن. وأردف:
القلب, ذلك الغصن الأخضر, لا ينكسر أو يهزم, يحب الترحال على أجنحة الربيع, ولا يتقيد بالفصول ولا يحط على منحنى.

داعش أصبحت أمر واقع, تسرح وتمرح في طول البلاد وعرضه, تذبح من تشاء وتعفي عن من تشاء, لا يقيدها حدود أو قانون أو ضوابط. لا إدانة من دول, لا شجب, لا تهديد, لا تدخل لمساعدة الناس الابرياء, لا اهتمام.
كل شيء يسير بسلاسة مطلقة. وكأننا في سيرك أو مسرحية.
ما زالت الولايات المتحدة دولة مهيمنة على الشرق الأوسط, وهذا الشرق الأوسط السياسي ما زال لها, في قبضتها, تتحكم به كما تشاء. وتراقب بدقة شديدة ما يحدث وإلى أين تسير الأمور.
نعم, داعش هي الولايات المتحدة الأمريكية. ولا تتجرأ أية منظمة سياسية أو دينية أو دولة, أن تفعل ما تفعله داعش, لولا رضاها بالكامل. وتبصم عليه.


يعيش الشرق أزمة بنيوية فظيعة, منذ اكتشاف الأوروبيون, طريق رأس الرجاء الصالح, وانتقال خطوط التجارة العالمية من وسط العالم إلى أطرافه. حاول العثمانيون ملء الفراغ, احتلوا سوريا ومصر والعراق واتجه نحو البلقان, احتلوه, ليشكلوا قبضة على شكل نعل فرس لمحاولة استعادة دور الشرق والحصول على المردود المالي التجاري ومرور الناس, الذي كانت تدر أموال طائلة على الخزينة.
وبعد انكسار العثمانيين في العام 1683 على أبواب فيينا, تقهقر الشرق دراماتيكيا, بسرعة, نحن ننزل, والغرب يصعد.
علينا ان نبحث عن بدائل. منذ خمسمائة عام, ونحن نجر الهزيمة وراء الهزيمة, والعجز وراء العجز. وأن نحدد خياراتنا, بدقة ووضوح تام. البكاء على الماضي لن ينفعنا. أما أن نندمج بالنظام العام للعالم. أو نأخذ موقف ثوري, عبر تطوير أدواتنا المعرفية والمفهومية, ونكون في مقدمة الشعوب, ونحمل مشعل التغيير الجذري. لا مكان وسط بين هذا وذاك.

عندما تخونك الثقافة التي تحملها, لا ترتقي بك, بله, تتركك عاجزًا مثل جسد هرم, في أسفل سلم الأمم والشعوب. عليك أن تبحث عن مخارج, لترمم هذا العجز قبل أن تتوقف خلاياك كلها عن العطاء. فالميت لا يسند الميت. ودائما نقول, الثقافة الحية, هي من تتجدد, تتعرش مثل دوالي العنب إلى الأعلى
والحياة لا تقبل منازل الأمس.
كل من يحمل سيفًا هو ضحية بشكل أو أخر. إنه ضحية ثقافة مريضة, عنصرية, مغلقة باحكام. عملت هذه الثقافة على عزله عن هذا العالم الواسع, الجميل, ودجنته ضمن قالبها الضيق.
أكاد ابصم, إنه لا يوجد بيت شرقي من الصين والهند إلى نهاية المغرب, لم يغرز الأهل في أطفالهم عقد الدونية, والخضوع, وبث سموم الطائفية, المذهبية, القومية والدين بشكل عنصري . وغرس, الشعور المرضي, في نفوسهم وعقولهم, وتغذيته بالتفوق والاستعلاء الفارغ.

لدي تساؤل, لو أن هذه القوى, التي تحارب تحت اسم داعش, لها برنامج وطني واضح ومحدد, وتسعى إلى التغيير الديمقراطي, السياسي والاجتماعي, والسير بالعراق وسوريا نحو عالم أفضل؟ هل كانت الولايات المتحدة ستقبل؟ هل كانت ستصمت؟ للتذكير, فقط, لقد لاحقت غيفارا في الجبال, كان مع بضعة رجال, ولم تتركه الا بعد أن صفته جسدياً.
يا زلمة, العهر ليس له حدود, يبدأ من الرأس ولا ينتهي إلا في الرأس.

الجهاد ولد في ظرف اجتماعي محدد, في زمن محدد, لم يكن هناك تنظيم عسكري, وزارة دفاع, أركان, مؤسسات دولة, مرجعية يعود إليها أصحاب القرار عندما يأخذون قرارًا للحرب او السلم, أو ما شابه ذلك. لهذا خلق مفهوم الجهاد, وهي مسألة أقرب للفكر العشائري, القبلي, يأخذ كل إنسان سيفه ويتجه نحو الساحة العامة. ومن هناك يتجه المجاهدون للغزو أو الحرب أو القتال.
في هذا العصر, بعد أن استقرت البلدان, وانتظم الجيش في مؤسسات, لم يعد للجهاد من معنى إلا في عقول من يفكرون بأنهم ما زالوا أسياد الأرض وسيطهروها من الكفار والشياطين والانجاس.

يولد الإنسان جاهزًا. المرجعيات في انتظاره, لتغلفه, وتخرجه آلة جاهزة لاستمرار ما هو مستمر

هذا العالم قائم على مرجعيات, أصنام, أدوات تحنيط متعددة, كيس, غلاف, عزل, يعزل الإنسان عن الحقائق.
هذه المرجعيات الميتة أكثر التجسيدات استيقظًا.
الأصنام المجسدة, بريئة

الاعتدال يحتاج إلى أقصى درجات التعقل, التواضع, الاتزان, ضبط النفس والتسامح. هو خطوة نحو الارتقاء, وبناء عالم أقل قسوة.
الاعتدال, أيضًا, ثقافة, علم, بناء عالم متكامل, من فترة الطفولة, في البيت, الشارع والحياة.
الاعتدال, بشكل أو أخر ثورة
الثورة كمفهوم, تحتاج إلى عقل من طراز رفيع. عقل يتفوق على عصره, يحلل الحاضر بأدوات من ابداعه, ليتجاوزه إلى ما هو أفضل منه.
الثورة في جوهرها ابداع, خلق, ووضع الاسس لعالم أجمل, أرقى إنسانيًا وروحيًا.

لقد طرأ على القرن العشرين تحولات خطيرة, الحرب العالمية الأولى, الثانية, الثورات الكبيرة, الاستقلالات الهشة, انهيارات كبيرة لدول واقطاب. ومع كل تحول تخرج قوة سياسية قديمة من المعادلة السياسية لتترك المكان لقوى جديدة. ففي الحرب العالمية الأولى خرجت النازية والفاشية والشيوعية, وانذثرت امبرطوريات والقوى الحاملة لها. وفي الحرب الثانية انهارت قوى قديمة وخرجت قوى جديدة.
ففي بلادنا العربية, غابت قوى سياسية تقليدية من المسرح مرتبطة بفرنسا وبريطانيا, وخرجت قوى جديدة سياسية, قومية وماركسية ودينية إلى الواجهة.
مع انيهار الاتحاد السوفييتي, يشهد العالم انهيار القوى المرتبطة بتلك المرحلة لصالح قوى تتفاعل مع ما يطرأ على التطورات الحالية

الطائفة, تمنح بسطائها احساس كاذب ومزيف بالامان. وهي بيت للمرضى فيها تراتبية الخضوع بابشع اشكاله. وفي داخلها شراء للذمم وتسطيح للعقل.
في الانحناءات التاريخية الخطيرة, يقفز من اسفل معادلات الحياة قوى سياسية دنيئة, قذرة, برغماتية بامتياز, وصولية, تقبض على التاريخ وتحوله لمصلحتها. هذا ما نراه في اكثر من مكان في التاريخ البشري برمته.
الثياب, قناع لخداع الأخرين, غطاء وستر للجسد العاري, الاعزال, المسكين الخائف من الانكشاف على الأخرين في ضعفه
نحن مثقلين بالنرجسية المريضة التي عززت في ذواتنا منذ مرحلة مبكرة من طفولتنا. أذكر أغلب طرق التعليم كانت تعزز لدينا النرجسية والذاتية العالية, كشعر الفخر والتعالي وذم الاخر المختلف. ودائما يحسسونا أن تاريخنا مليء بالابطال والصناديد. وصلنا لمرحلة, يمنع علينا أن نقيمهم كبشر. هم أكثر من آلهة.
وربما طريقة التربية التي نتلقاها تجعلنا نراوح في المكان ذاته. وأن تعزيز قيم الدين في عقل الفرد تجعل منه كائن غير نقدي. مجرد متلقي. بالإضافة الى أن التكوين النفسي للانسان المتدين عاطفي, وخاضع ويتقبل ما يلامس وجدانه أكثر من عقله.
ليست الغاية من الكتابة أن نذم الغير, المختلف عنا, أنما من أجل أن نفكر ونحلل معًا:
لماذا نحن لا نعرف نفكر؟ ولماذا نرفض بعضنا؟

انتصرت طالبان مرة أخرى، انتصرت الهزيمة والتخلف والجهل والذل، وهزم المجتمع الأفغاني المنكوب مرة أخرى، بعد مرات عديدة.
لم يترك هذا الشعب المسكين يقرر مصيره منذ أكثر من ثلاثة وأربعين سنة وإلى الأن.
ولم ينعم بالراحة والأمان والحياة الكريمة.
ليس لدى طالبان أي برنامج سياسي أو قتصادي أو وطني، ولا تفكر بالانتماء إلى العصر، بالرغم من أنها منتمية إليه في كل مجالات الحياة، فهي تستخدم السيارة والطائرة والسلاح الحديث والتلفون المحمول، وما تقدمه على أنها متشددة بالدين ليس الا اضغاط أحلام، لأن هذا العصر ليس عصرها، ولن يكون، وليس عصر الأديان، وليس عصر الإسلام.
فأفول الأديان مجرد وقت، وسيزول غصبًا عن اللي يريد أو الذي لا يريد، وقانون السوق يهصر الجميع ويحولهم إلى فضلات.
ولن يكونوا سوى استثمار سياسي، تلعب بهم هذه الجهة أو تلك، أنها مجرد فرط عملة في سوق السياسة العالمية، وستعمل كمستخدم لمصلحة القوى النافذة في تلك المنطقة.
كما أن طالبان ستنكس اسم الدين الإسلامي مرة أخرى، مثلما فعلت داعش والنصر وغيرهما.
طالبان تطرح مفهوم الشريعة كبديل عن البرنامج السياسي التكتيكي والاسترتيجي، والدولة، في زمن تجاوز البشرية الكثير من المفاهيم العالمية العامة، والمسلم به، كحقوق الإنسان والحريات.
فالشريعة لا تعني الدولة، ولا تعني القانون أو العدالة، ولا التشريع أو القضاء، ولا يعرف من أين جاءت هذه الشريعة بالاساس.
هذه الشريعة، مجموعة أفكار عامة وضعها واحد اسمه البخاري، لا يعرف عنه أي شيء، سوى ما جمعه في كتاب، سماه صحيح البخاري.
نريد القول، الشريعة لا علاقة لها بالسياسة، فهي تمس الأحكام العامة في القرآن، ولم يتفق عليها مجموع المسلمين في العالم كله،.
إن الشريعة مفهوم فضفاض، لا رأس له ولا أطراف.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس ثقافية ــ 259 ــ
- هواجس ثقافية ــ 258 ــ
- هواجس ثقافية وأدبية وسياسية ــ 257 ــ
- هواجس ثقافية 256
- هواجس سياسية وفكرية ــ 255 ــ
- هواجس ثقافية وفكرية 254
- هواجس ثقافية وفكرية ــ 253 ــ
- هواجس نفسية وأدبية وفكرية 252
- هواجس أدبية ودينية ــ 251 ــ
- هواجس أدبية 250
- هواجس أدبية 249
- هواجس أدبية وفكرية 248
- هواجس عامة 247
- هواجس ثقافية وسياسية 246
- هواجس متنوعة 245
- هواجس متعددة 244
- هواجس عامة 243
- هواجس وتأملات 242
- تأمألات 241
- هواجس الديمقراطية والعبودية ــ240 ــ


المزيد.....




- ترامب و نتانياهو، علاقة دعم وصداقة، فهل تلتقي المصالح؟
- المحافظون الألمان يشككون في نظام اللجوء بالاتحاد الأوروبي
- القناة -14-: ارتفاع عدد إصابات عملية تياسيير إلى 8 بينها حا ...
- المكسيك تعلن نشر 10 آلاف جندي على الحدود مع الولايات المتحدة ...
- شاحنات المساعدات تتحرك من مصر إلى غزة
- -إسرائيل صغيرة كرأس القلم-.. تصريح صادم من ترامب يثير الجدل ...
- -بوليتيكو-: قوات كييف تحاول إخفاء الخسائر الفادحة بتقارير عن ...
- الجيش اللبناني ينتشر في بلدة الطيبة بعد انسحاب إسرائيل
- مكتب نتنياهو: إسرائيل تستعد لإرسال وفد إلى الدوحة لمناقشة تف ...
- -حماس- تبارك عملية حاجز تياسير وتؤكد أن -الجرائم الإسرئيلية ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - هواجس ثقافية 260