أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - الملالي بين القمع والخوف... والنهاية تقترب














المزيد.....


الملالي بين القمع والخوف... والنهاية تقترب


مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

(Mehdioghbai)


الحوار المتمدن-العدد: 8069 - 2024 / 8 / 14 - 15:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد انتهاء ما يسمى بالانتخابات الرئاسية في إيران وظهور الشخصية الجديدة على رأس السلطة، بدأت الأمور تتكشف بسرعة متزايدة، مما أبرز هشاشة النظام السياسي الإيراني وازدياد حدة الصراعات الداخلية التي لم تعد خفية على أحد. النظام الإيراني، الذي يعتمد على ولاية الفقيه كمبدأ حاكم، دخل منذ فترة طويلة في مرحلة من التراجع والانحدار، حيث أصبحت الأزمات الداخلية والخارجية تهدد بقاءه واستقراره. كانت المقاومة الإيرانية قد حذرت منذ سنوات من أن النظام يعيش حالة من الانهيار التدريجي، وأكدت أيضًا أن "الأفعى لا تلد حمامة"، في إشارة إلى أنه في نظام ولاية الفقيه لا يمكن أن يخرج منه إصلاحيون أو معتدلون، وهذا ما بدأ يظهر بوضوح مع كل أزمة جديدة تمر بها البلاد.
مع اندلاع الانتفاضات الشعبية في عام ۲۰۱۷، دخل النظام في مرحلة حساسة وخطرة من تاريخه. هذه الانتفاضات لم تكن مجرد احتجاجات عابرة، بل كانت صفعة قوية للنظام، وأكدت أن الشعب الإيراني لم يعد يثق بالسلطة الحاكمة ويرفض استمرارها. خامنئي، الذي أدرك خطورة الوضع، سارع بعد انتفاضة ۲۰۱۹ إلى تبني مشروع "التصفية" كوسيلة للسيطرة على الوضع وقطع الطريق أمام أي محاولات جديدة لزعزعة النظام.
في هذا السياق، لعب فيروس كورونا دوراً غير متوقع في خدمة النظام، حيث منح خامنئي الوقت اللازم لترتيب أوراقه وتشكيل برلمان متجانس يمكنه من فرض سياساته دون معارضة حقيقية. وبالفعل، تمكن خامنئي من فرض إبراهيم رئيسي على كرسي رئاسة الجمهورية في عام ۲۰۲۱، ودفع ثمناً كبيراً بتهميش شخصيات مثل علي لاريجاني، أحد أقرب المقربين إليه، في محاولة لتوحيد السلطة تحت راية واحدة وتأمين استمراريته.
إبراهيم رئيسي، الذي كان يعتبر رمزاً لمشروع التصفية، كان يمثل نقطة محورية في استراتيجية خامنئي، حيث سعى إلى تقليص القاعدة الحاكمة حتى ضمن التيار الموالي له، مستبعداً شخصيات بارزة مثل لاريجاني من التيار المحافظ. إلا أن هذه السياسة جاءت بنتائج عكسية، حيث أدى تقليص القاعدة إلى زيادة التوترات الداخلية وتفاقم الخلافات بين الفصائل المختلفة داخل النظام. كل فصيل بات يرى أن مصالحه أصبحت مهددة، وأنه لم يعد له مكان في السلطة المتضائلة.
مع مقتل رئيسي، تلاشت جميع آمال خامنئي في الحفاظ على التوازن النسبي الذي كان موجوداً سابقاً. الفراغ الذي تركه رئيسي في قمة السلطة فتح الباب أمام صراعات جديدة، حيث لم يعد بإمكان خامنئي توحيد الصفوف كما كان الحال في السابق. الانقسامات الداخلية أصبحت أكثر وضوحاً، والفصائل المختلفة بدأت تتصارع بشكل علني، مما زاد من هشاشة النظام وزاد من تعقيد الأوضاع.
في ظل هذه الأوضاع المتأزمة، لم يجد النظام الإيراني أمامه خياراً سوى تصعيد القمع وزيادة معدلات الإعدام والاعتقالات العشوائية لمحاولة إحكام السيطرة على الوضع ومنع انفجار الأوضاع. ووفقاً لتقارير المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، فقد شهدت البلاد في الأسابيع الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات الإعدام، حيث تم تنفيذ 51 إعداماً في أسبوع واحد فقط. وقد أدى هذا التصعيد إلى إطلاق حملة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي تحت وسم "#حکومت_اعدامی" تعبيراً عن استياء الشعب من هذا القمع.
السيدة مريم رجوي، زعيمة المعارضة الإيرانية، أكدت أن زيادة الإعدامات لن تؤدي إلا إلى مضاعفة الغضب الشعبي ضد النظام، وانتقدت تقاعس المجتمع الدولي الذي يشجع النظام الديني على مواصلة جرائمه داخل إيران، والإرهاب وإثارة الحروب في الخارج.
هذا التوجه القمعي يعكس حالة الرعب التي يعيشها النظام من احتمالية اندلاع انتفاضات جديدة. وقد عبر عن هذه المخاوف أحد المحللين للنظام وأستاذ الجامعة، تقي آزاد أرمكي، الذي حذر في مقابلة حديثة قائلاً: «إذا لم يعمل پزشکیان بالشكل الصحيح، أؤكد لكم أننا خلال أربعة أشهر سنشهد احتجاجات كبيرة في شوارع طهران، وسيحدث القتل والمذابح في هذا البلد».
النظام الإيراني يقف الآن على مفترق طرق خطير، حيث بات واضحاً أنه يعتمد على القمع والعنف كمحاولة يائسة للبقاء في السلطة. ومع تزايد الغضب الشعبي والانقسامات الداخلية، يبدو أن النظام يتجه نحو مرحلة جديدة من الأزمات التي قد تكون بداية النهاية لحكم ولاية الفقيه.



#مهدي_عقبائي (هاشتاغ)       Mehdioghbai#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام الإيراني يذبح شعبه ليثبت قوته الوهمية
- تعيينات الحكومة تُشعل صراعات داخل النظام الإيراني
- السرج المذهب لا يجعل الحمار حصانا
- فك رموز تصريحات خامنئي أثناء تعيين رئيس جديد للنظام الإيراني
- آخر مسمار في نعش الإصلاحات مع تحلیف پزشكيان
- تعيين پزشكيان رئيساً لإيران وسط نزاعات سياسية حادة
- تأزم الوضع الداخلي في إيران ولجوء خامنئي إلى تصعيد النزاعات ...
- مأزق خامنئي والتحديات التي تواجه حكومة بزشكيان
- المقاطعة الشعبية وتفاقم أزمات خامنئي
- انقسامات عميقة تهز أركان النظام الإيراني
- بزشكيان: هل هو بداية النهاية للنظام الإيراني؟
- النظام الإيراني وتداعيات رئاسة بزشكيان
- مسعود بزشكيان: اتفاق لا يختلف عليه اثنان وضعف خامنئي في اختي ...
- مقاطعة الشعب الإيراني للانتخابات وصفعة خامنئي للنظام
- حدثان بارزان: برلمانات وقادة العالم يقفون مع الديمقراطية في ...
- إيران تواجه أكبر مقاطعة انتخابية في تاريخها
- برلين: صرخة الحرية الإيرانية تهز أركان النظام وتكشف زيف الان ...
- مستقبل النظام الإيراني في مواجهة انتخابات مثيرة للجدل
- حقبة جديدة بدأت بهلاك رئيسي: انهيار النظام في مستنقع الأزمات ...
- لماذا الانتخابات الإیرانیة هي مجرد مسرحية؟


المزيد.....




- العثور على قيء يعود إلى 60 مليون عام على شاطئ في الدنمارك
- قلق من اشتعال حرب تجارية -قذرة-.. كندا ترد على أمريكا بفرض ر ...
- وزير الدفاع الأمريكي يعقّب على نتائج الضربة في الشرق الأوسط ...
- خبير أوروبي يحذر ترامب من -صراع لا مفر منه- في أوكرانيا
- نجاة أمريكي بأعجوبة من شظية كادت أن تودي بحياته جراء تحطم طا ...
- شاهد.. الشرطة الأمريكية تستعين بكلب شرس لإخراج رجل ملاحق من ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر بيانا عاجلا إلى سكان جنوب لبنان
- واشنطن: سنواصل العمل مع إسرائيل لتحرير كافة الرهائن في غزة
- نتنياهو: قراراتنا خلال الحرب غيرت ملامح الشرق الأوسط بشكل جذ ...
- ترامب يقرر فرض رسوم جمركية على كندا والصين والمكسيك والبلدان ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - الملالي بين القمع والخوف... والنهاية تقترب