أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق الهوا - ملك ورئيس وزراء وفاروق الفيشاوي














المزيد.....

ملك ورئيس وزراء وفاروق الفيشاوي


طارق الهوا

الحوار المتمدن-العدد: 8069 - 2024 / 8 / 14 - 10:21
المحور: كتابات ساخرة
    


لا أعلم لماذا تداعى إلى ذاكرتي نجم السينما فاروق الفيشاوي، بينما كنت أقرأ تصريحات الملك تشارلز ورئيس الوزراء ستارمر، عما يحدث في بعض مدن بريطانيا من أحداث، موجهة ضد ما أطلق عليه الناشطون والمعترضون فاشية إسلامية وأسلمة بريطانيا.
أعلن فاروق الفيشاوي عن اصابته بسرطان قاتل أثناء أحد المهرجانات السينمائية، وتجاهل كلمات طبيبه بأنه سيموت خلال ستة شهور، وقال انه يتعامل مع السرطان على انه نزلة برد، وسيكون في السنة القادمة في المكان نفسه ليحتفل بالأفلام الفائزة.
قد يكون الفيشاوي أصيب بمتلازمة عدم تصديق اصابته شخصيا بمرض قاتل، وهذه متلازمة نفسانية معروفة، يقابلها متلازمة عدم تصديق الناس العاديين بوجود مشهور مريض في المستشفى، فالمشهورون صورة ذهنية في خيال الناس وذكرياتهم، ومرضهم أو شيخوختهم أو موتهم يصيب الناس بالصدمة أو الهستيريا التي قد تصل لحد انتحار بعضهم عند سماع وفاة أيقونة فنية.
بعد أيام من أعمال عنف متواصلة لعدم حسم المملكة موقفها سياسياً تجاه جدول أعمال أسلمتها، والامر ليس مجرد نظرية مؤامرة أو تهويل، بل معروف لدى كبار علماء المسلمين ويبشرون به علانية في مساجد بريطانيا، ندد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر بكلمات سوقية للغاية بما وصفه "بلطجة اليمين المتطرف"، مع استمرار المظاهرات العنيفة وأعمال الطعن في عدة مدن بالمملكة المتحدة.
قال ستارمر من داونينغ ستريت: "لا شك في أن الذين شاركوا في هذا العنف سيواجهون القوة الكاملة للقانون". وأضاف: "هذا ليس احتجاجا. إنه بلطجة عنيفة منظمة. وليس لها مكان في شوارعنا أو على الإنترنت"، مؤكدا أن الشرطة ستجري اعتقالات، وسيتبع ذلك إدانات لكل من كتب بوست أو ساهم على الانترنت بنشر صور العنف.
نسى ستارمر أنه يعيش في أعرق ديمقراطيات العالم ورفع عقيرته كأي حاكم من دول العالم الخامس: "أؤكد لكم أنكم ستندمون على المشاركة في هذه الفوضى، سواء بشكل مباشر أو من يحرضون على هذا العمل عبر الإنترنت، ثم يفرون".
وشكر الملك شارلز الثالث، كما يبدو بعد شرب شاي الساعة الخامسة مع حلوى بريطانية كلاسيكية في قاعة شرقية من قصره، الشرطة على تحركها في مواجهة أعمال الشغب لليمين المتطرف في المملكة المتحدة، ونسب هذا العنف إلى "جنوح عدد محدود" ودعا إلى "الاحترام والتفاهم المتبادلين"، وشكر الملك خدمات الطوارئ على كل ما يفعلونه لاستعادة السلام في المناطق التي تأثرت بالفوضى والعنف العنصري" ، وأعرب عن أمله في "أن تستمر القيم المشتركة للاحترام المتبادل والتفاهم في تعزيز وتوحيد الأمة".
واضح أن أعلى السلطات في بريطانيا تتعامل مع خلايا سرطانية بالغة الخطورة على الهوية والثقافة ووحدة الأمة البريطانية، بنفس منطق متلازمة فاروق الفيشاوي.
يتعاملون مع جدول أعمال مُعلن وفي منتهى الجدية وبدء تنفيذه فعلا منذ سنوات ويُطلق علانية على عاصمته لندنستان، بمتلازمة عدم التصديق، تماما كما قال ديفيد كاميرون منذ أكثر من عقد رداً على صحافي سأله عن مدن متشددة مغلقة داخل بريطانيا، بأنه معتوه لا يعرف عن ماذا يتحدث، وانه لا يوجد ما يُسمى مدن مغلقة.
واضح أن عقيدة الشرطة والجيش البريطاني اليوم هي محاربة اليمين المتطرف البريطاني، وليس محاربة الفكر التكفيري الذي يريد تدمير الهوية البريطانية.
إذا كانت أعلى السلطات البريطانية والغربية بشكل عام ستتعامل بالطريقة الأمنية الشرق أوسطية مع تيار تكفيري، فلله الأمر من قبل ومن بعد، كما يقول التكفيريون، فقد حارب الغرب الكنيسة بضراوة حتى أزاحوها عن السياسة، وأزاحوا المسيح عن الحياة العامة والشخصية، وأفرغوا العقول من كل مضمون والثقافة في أحد معانيها النفسية بين الانسان وما يعتقد، ومهدوا الطريق لتأجير كنائس خالية، واتخذوا من رجل الدين المسيحي عدوا، ثم (يا للهول كما كان يقول يوسف وهبى في مسرحياته) رحّب الغرب بدخول فقهاء الاسلام للسياسة من أوسع أبوابها، ونسوا بسبب ادمان أموال النفط العلمانية السياسية، وأفسحوا المجال لإحلال ما يقول الفقهاء من أساطير وتلفيق في الفراغ النفسي الذي خلقوه في نفوس الناس بالفهم الخاطئ للعلمانية وهي فصل الدين عن الدولة أساساً، ومارسوا الديمقراطية بترهل، وسمحوا للشذوذ بكافة أنواعه على انه حرية واختيار يجب احترامه.
اليمين وإن تطرف، عقيدته واضحة وهي انه لا يعادي الدين الإسلامي كعبادة، لكنه يرفض أن تتحول دول الغرب إلى إيران، أو باكستان، أو اليمن، أو ولاية داعش، أو لبنان كمشروع مستقبلي قريب جداً لولاية الفقيه.
ما هي عقيدة حكومات الغرب الحالية؟
هل هي التحول من العلمانية السياسية إلى نموذج الخلافة الإسلامية أو الداعشية أو ولاية الفقيه في الدول الفاشلة سياسياً واجتماعياً وعلمياً وتقنياً وانسانياً المذكورة أعلاه؟
أختم بحوار ضاحك، والمصائب تُضحك أحياناً، بين رجاء الجداوي وعادل إمام في مسرحية "الواد سيد الشغّال".
قالت الجداوي: يا شماتة أبلة ظاظا فيّا.
سألها عادل: أبلة طازة دي تبقى مين؟
ردت رجاء: اخرس ما لكش دعوة.
أبلة ظاظا أو طازة هي أبو بكر البغدادي وحسن البنا والملا عمر والخميني والقرضاوي في قبورهم، في سياق المقال الساخر.



#طارق_الهوا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صادق خان ولعبة الأقنعة
- رابعة لأوباما أو ثانية لترامب (2)
- رابعة لأوباما أو ثانية لترامب
- قبلة حياة للولايات المنقسمة الأميركية
- حقوق التعددية محفوظة للإرهابيين
- البابا فرنسيس والإحلال الكبير
- أسئلة برسم الدعاة الفضائيين
- قطع الرأس سمة ثقافية
- باتريك زكي إرهابي بقرار من الدولة العميقة
- الفريد في رؤساء أميركا
- دارمانان: مهددون بالإرهاب الإسلامي السنّي
- حقوق المجرم أهم من أمن الوطن!
- تحويل البشر إلى أرقام
- تبصير في فنجان ترامب
- خنوعوفوبيا وليس إسلاموفوبيا
- نتائج نشر ديمقراطية أميركا!
- أول -رابعة العدوية- في أميركا
- نتائج تحريض دعاة الرولكس
- إمام المشعوذين والغرب غير البصير
- كريستوفر كولومبوس وعقبة بن نافع


المزيد.....




- ساويرس يرد على سؤال بشأن فيلم -الملحد-.. وهذا ما قاله عن -من ...
- -رأس الخس- يلاحق تراس من جديد ويخرجها من المسرح (فيديو)
- هيفاء وهبي تعلق على قرار منعها من التمثيل والغناء بمصر بآية ...
- بعد أزمة فيلم -الملحد-.. هل تأجل العرض بمصر أم مُنع العمل؟
- جيمي كيميل لن يقدم حفل الأوسكار المقبل لهذا السبب
- استقبل الأن.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 batoot Kids على جمي ...
- تنسيق الشعبة الأدبية 2024 مرحلة أولى كلية اقتصاد وعلوم سياسي ...
- في دورتها الـ10.. إعلان أفضل الأعمال المشاركة في جائزة كتارا ...
- بالصور| اقدم نقاش في العراق يحاور الخشب ويخلق لوحات فنية
- إيقاف تصاريح الغناء والتمثيل لهيفاء وهبي في مصر


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق الهوا - ملك ورئيس وزراء وفاروق الفيشاوي