أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاشم عبد الرحمن تكروري - إسرائيل -الأردن وجهان لعملة واحدة.















المزيد.....



إسرائيل -الأردن وجهان لعملة واحدة.


هاشم عبد الرحمن تكروري

الحوار المتمدن-العدد: 8069 - 2024 / 8 / 14 - 10:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعل من أكثر ما يثير التساؤل، النشأة المشتركة للأردن وإسرائيل، فقد نشأت الدولتان في فترة زمنية متقاربة، وقد تم انشاؤهما بمساعدة مباشرة وحثيثة من المملكة المتحدة (بريطانيا)، وقد كان لنشأة الأردن قبل عامين فقط من اعلان تأسيس دولة الاحتلال نشأة لها مدلولاتها، فقد قامت المملكة المتحدة وبتعاون وثيق من آباء الصهيونية المقيمين في بريطانيا واللذين كان لهم يد طولى في تسيير السياسة البريطانية وفق مصالحهم الخاصة وعلى رأسهم والتر دي روتشيلد ورئيس إسرائيل الأول حاييم فايتسمان (بروفيسور الكيمياء) في جامعات المملكة المتحدة، إذ عمل هؤلاء ضمن منظومة محكمة لتعبيد الطريق أمام إقامة دولة صهيونية يهودية في فلسطين التاريخية وقد تم التمهيد لذلك عبر وثيقة سرية قُدمت لمجلس الوزراء البريطاني بعنوان مستقبل فلسطين، كتبها أول يهودي صهيوني يصل لمنصب وزير بريطاني، - هيربرت صموئيل-.
وقد جاء في الوثيقة أنَّ "الحاضر ليس مناسبًا لإنشاء دولة يهودية مستقلة، لذا يجب وضع فلسطين تحت السيطرة البريطانية لتعطي تسهيلات للمنظمات اليهودية لشراء الأراضي وإقامة المستعمرات وتنظيم الهجرة، وعلينا أن نزرع بين المحمديين (الفلسطينيين) من ثلاثة إلى أربعة ملايين يهودي يتم إحضارهم من أوروبا. وبعد عام واحد، وافق مجلس الوزراء البريطاني برئاسة ديفيد لوي جورج على إصدار وعد بريطاني بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، كتبه على شكل رسالة من وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور إلى اللورد الصهيوني والتر دي روتشيلد. وتم اصدار تصريح إيرل آرثر بلفور والمعروف بـ(وعد بلفور) بتاريخ 2 نوفمبر 1917م والذي أكد فيه على تأييد حكومة المملكة المتحدة على إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وفي خطوات وطرق متعددة -ولها نفس المهمة- عملت الحركة الصهيونية –قبل ذلك بسنوات- على محاولة استمالة الدولة العثمانية بكافة الوسائل للسماح لليهود بإقامة وطن قومي في فلسطين، وقد حاول الأب الروحي والتنفيذي للصهيونية (ثيودور هيرتزل) مقابلة السلطان العثماني (عبد الحميد الثاني) والذي عرض عليه تسديد كافة ديون السلطنة العثمانية والغاء كافة صكوك الدين والحقوق التي اكتسبتها بعض الدول الغربية في أراضي السلطنة، لكنه لم يوفق في مسعاه، مما جعله ينتقل لخطته البديلة والقائمة على تقويض الدولة العثمانية وتفكيك أطرافها بمساعدة من بعض الأتراك أنفسهم ومن بعض العربان وعلى رأسهم العميل الأول للإمبراطورية البريطانية في المنطقة (الحسين بن علي)، وقد نجح هذا المتواطئ في إشعال ما يسمّى بالثورة العربية الكبرى عام 1916م، وقد كان يعمل تحت إمرة ضابط الاستخبارات البريطاني توماس إدوارد لورانس، الذي توجه للجزيرة العربية وعمل مع القوات العربية غير النظامية لعامين متتاليين. وأصبح لورانس ضابط اتصال ومستشارًا لفيصل، نجل زعيم الثورة حسين بن علي في مكة، وقد تم الاتفاق في ذلك الوقت معه على أحقية اليهود في إقامة وطن قومي في فلسطين على أن يتم تنصيب أولاده حُكّام للجزيرة العربية وبلاد الشام، لكن لم توفِ بريطانيا بكامل تعهداتها له فيما بعد -وهذه الأحداث ليس هنا مكان نقاشها- وذلك عبر مراسلات سرية تسمى مراسلات (الحسين- مكماهون)، وهي عبارة عن عشر خطابات تم تداولها بين الطرفين، ولم يفرج حتى اليوم عن النصوص الكاملة لهذه المراسلات لحساسيتها البالغة وتأثيرها على استقرار حكم أحفاد الحسين بن علي في الأردن، وقد تبع هذه المراسلات ما يعرف باتفاق فيصل –فايتسمان وهي اتفاقية وقعت من قبل فيصل ابن الحسين بن علي مع حاييم وايزمان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية في مؤتمر باريس للسلام عام 1919م ويعطي بها لليهود تسهيلات في إنشاء مجتمع للتعايش في فلسطين والإقرار بوعد بلفور. وقد قدمها الوفد الصهيوني إلى جانب رسالة كتبها تي إي لورانس في مارس عام 1919 باسم الامير فيصل إلى الزعيم الصهيوني الأمريكي فيليكس فرانكفورتر كوثيقتين للقول بأن الخطط الصهيونية لفلسطين حظيت بموافقة مسبقة من العرب.

وتنص الاتفاقية على الآتي:
إنَّ الأمير فيصل ممثل المملكة العربية الحجازية والقائم بالعمل نيابة عنها والدكتور حاييم وايزمن ممثل المنظمة الصهيونية والقائم بالعمل نيابة عنه، يدركان القرابة الجنسية والصلات القديمة القائمة بين العرب والشعب اليهودي ويتحقق أن أضمن الوسائل لبلوغ غاية أهدافهما الوطنية هو في اتخاذ أقصى ما يمكن من التعاون سبيل تقدم الدولة العربية وإسرائيل، ولكونهما يرغبان في زيادة توطيد حسن التفاهم الذي بينهما فقد اتفقا على المواد التالية:
- يجب أن يسود جميع علاقات والتزامات الدولة العربية وإسرائيل أقصى النوايا الحسنة والتفاهم المخلص وللوصول إلى هذه الغاية تؤسس ويحتفظ بوكالات عربية ويهودية معتمدة حسب الأصول في بلد كل منهما.
- تحدد بعد اتمام مشاورات مؤتمر السلام مباشرة الحدود النهائية بين الدول العربية وإسرائيل من قبل لجنة يتفق على تعيينها من قبل الطرفين المتعاقدين.
- عند إنشاء دستور إدارة فلسطين (إسرائيل) تتخذ جميع الإجراءات التي من شأنها تقديم أوفى الضمانات لتنفيذ وعد الحكومة البريطانية المؤرخ في اليوم الثاني من شهر نوفمبر سنة 1917.
- يجب أن تتخذ جميع الإجراءات لتشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين على مدى واسع والحث عليها وبأقصى ما يمكن من السرعة لاستقرار المهاجرين في الأرض عن طريق الاسكان الواسع والزراعة الكثيفة. ولدى اتخاذ مثل هذه الإجراءات يجب أن تحفظ حقوق الفلاحين والمزارعين المستأجرين العرب ويجب أن يساعدوا في سيرهم نحو التقدم الاقتصادي.
- يجب ألّا يُسن نظام أو قانون يمنع أو يتدخل بأي طريقة ما في ممارسة الحرية الدينية ويجب أن يسمح على الدوام أيضًا بحرية ممارسة العقيدة الدينية والقيام بالعبادات دون تمييز أو تفصيل ويجب ألّا يطالب قط بشروط دينية لممارسة الحقوق المدنية أو السياسية.
- إنَّ الأماكن الإسلامية المقدسة يجب أن توضع تحت رقابة المسلمين ، وهذا البند انبثقت عنه فيما بعد الوصاية الهاشمية التي أَعطت سلطات الاحتلال فيما بعد لشركائهم الهاشميين الحق في الوصاية على المقدسات الإسلامية في القدس العربية.
- تقترح المنظمة الصهيونية أن ترسل إلى فلسطين لجنة من الخبراء لتقوم بدراسة الإمكانيات الاقتصادية في البلاد وأن تقدم تقريرًا عن أحسن الوسائل للنهوض بها وستضع المنظمة الصهيونية اللجنة المذكورة تحت تصرف الدولة العربية بقصد دراسة الإمكانيات الاقتصادية في الدولة العربية وأن تقدم تقريرًا عن أحسن الوسائل للنهوض بها وستستخدم المنظمة الصهيونية أقصى جهودها لمساعدة الدولة العربية بتزويدها بالوسائل لاستثمار الموارد الطبيعية والإمكانيات الاقتصادية في البلاد.
- يوافق الفريقان المتعاقدان أن يعملا بالاتفاق والتفاهم التامين في جميع الأمور التي شملتها هذه الاتفاقية لدى مؤتمر الصلح.
- كل نزاع قد يثار بين الفريقين المتنازعين يجب أن يحال إلى الحكومة البريطانية للتحكيم
- وقع في لندن، إنجلترا في اليوم الثالث من شهر يناير سنة 1919.
وقد أصبحت هذه الاتفاقية حجر الأساس في التعاون بين أبناء الحسين بن علي والحركة الصهيونية فيما بعد. وقد تم الاتفاق على أن تنشأ إمارة شرق الأردن بداية، وقد اعترفت المملكة المتحدة وبمباركة من الحركة الصهيونية في 25 مايو/ أيار من عام 1923، باستقلال إمارة شرق الأردن تحت حكم الأمير عبد الله بن الحسين، وقد دأب الطرفان على وضع الخطط الملائمة لتهويد الأراضي الفلسطينية وتفريغ الأرض من السكان وبالمقابل تسهيل توطين مئات الألوف من اليهود القادمين من أوروبا إلى فلسطين.
وقد نظرت الحركة الصهيونية إلى إمارة شرق الأردن بعناية بالغة، فقد كانت هذه الإمارة صاحبة أطول حدود مع دولة الكيان التي كان يخطط لإنشائها في فلسطين التاريخية، مما يعني أن هذه الحدود يجب أن تكون بأيدِ أمينة للحفاظ على استقرار الدولة اليهودية التي ستنشأ قريبًا على الجانب الآخر، كما أن هذه الحدود كانت ذات أهمية استراتيجية، فهي لا تبعد عن عمق الدولة القادمة سوى أمتار محدودة وبحال كان بها نظام غير موال فمن السهل القضاء على هذه الدولة بسهولة، كما أنَّه كان ينظر لها على أنها الوطن البديل لمن سيرحل من أراضي فلسطين التاريخية، كذلك كانت بمثابة عمق استراتيجي مهم يفصل بين العرب ودولة الكيان الصهيوني الناشئ في فلسطين التاريخية. كذلك لعب شرق الأردن دورِ بارزٍ في تاريخ الكتاب المقدس، إذ تقع ممالك مؤاب وجلعاد وأدوم التوراتية القديمة داخل حدودها الجغرافية.
وبعد استقرار إمارة شرق الأردن واكمال المخططات المطلوبة تم العمل على تحويلها لدولة ذات سيادة منقوصة، وذلك قبل نشأة إسرائيل بعامين لا غير، فقد تم الاعلان في 25 مايو عام 1946 عن الاستقلال وقيام المملكة الأردنية الهاشمية. وتوج الملك عبد الله الأول ملك على هذه الدولة الناشئة، ولكن نصت اتفاقية الاستقلال في وكذلك دستور عام 1928 على أن المسائل المالية والعسكرية والشؤون الخارجية ستظل في أيدي "المقيم" البريطاني. وهذا كان مطلب من الحركة الصهيونية ذاتها، فهي كانت بحاجة لمزيد من الوقت للتأكد من اخلاص العائلة الهاشمية للحركة الصهيونية وحفاظها على دولتها الناشئة حديثًا في فلسطين فيما بعد، وطوال سنوات ما بين الحربين العالميتين، كان عبد الله الأول يعتمد على الدعم المالي البريطاني والصهيوني السخي. كما ساعده البريطانيون على تشكيل قوة نخبة تسمى الفيلق العربي، تتألف من قوات بدوية، ولكن تحت قيادة وتدريب ضباط بريطانيين. وخلال فترة مولد الجيش الأردني والذي عرف بالفيلق العربي برز اسم الضابط البريطاني غلوب باشا. وغلوب باشا هو السير جون باغوت غلوب الذي وُلد في 16 أبريل/ نيسان من عام 1897 في بريستون بلانكشاير في إنجلترا وتوفي في 17 مارس/ آذار من عام 1986 في مايفيلد بشرق ساسكس وكان ضابطًا بالجيش البريطاني تولى قيادة الفيلق العربي في الفترة من 1939 إلى 1956، وهو جيش من رجال القبائل العربية في شرق الأردن، وقد التحق غلوب، وهو ابن ضابط في الجيش البريطاني، بالأكاديمية العسكرية الملكية ثم ترقى في صفوف الجيش البريطاني. وخدم في أوروبا في الحرب العالمية الأولى ثم ذهب للخدمة في العراق. وفي عام 1926 استقال من الجيش البريطاني ليصبح مفتشاً إدارياً للحكومة العراقية. وترك هذا المنصب في عام 1930 حيث تعاقد للعمل وبمباركة من الحركة الصهيونية في قوات الفيلق العربي في شرق الأردن، والتي كانت قوة شرطة داخلية قبل الحرب العالمية الثانية. وقد أصبح غلوب قائدًا للفيلق العربي، وفي عام 1939 قام بتحويله إلى جيش منضبط يدعم الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وبنفس الوقت يعمل على الحفاظ على مكتسبات اليهود غربي النهر (فلسطين التاريخية). وقد تم تعريب الجيش فيما بعد على يد الملك حسين وبمباركة من الحكومة البريطانية وموافقتها. وذلك في الأول من مارس/ آذار من العام 1956.
وفي العام 1947 ولدى صدور قرار الأمم المتحدة الخاص بتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية، كان الملك عبد الله الأول هو الحاكم العربي الوحيد الذي قبل القرار. وأثنى عليه وعمل على تدعيمه.
وكما أسلفنا فقد تم إعلان انشاء دولة إسرائيل بعد عامين تمامًا من إعلان إنشاء المملكة الأردنية الهاشمية ككيان شبه مستقل، وذلك في تاريخ 14 مايو 1948م، إذ أعلنت بريطانيا انسحابها من فلسطين في ذلك اليوم ومباشرة وبتنسيق كامل مع الحركة الصهيونية أعلن دافيد بن غوريون قيام دولة إسرائيل وارتكبت مباشرة العشرات من المجازر الدموية في عموم أراضي فلسطين عام 1948 وذلك لإجبار المواطنين الفلسطينيين على مغادرة أكبر قدر ممكن من الأراضي ليتم الاستيلاء عليها من قبل الصهاينة، وقد كان الخيار الأول للفلسطينيين في ذلك الوقت هو الأراضي الفلسطينية التي عرفت فيما بعد بالضفة العربية، وقد تم التنسيق مع الملك عبد الله لتدخل قواته لهذه الأراضي تحت حجة حمايتها وعدم دخول قوات عربية أخرى غير موالية للدولة الوليدة (إسرائيل) وقد تم بالفعل دخول الفيلق العربي (الجيش الأردني فيما بعد) إلى هذه الأراضي ومن ضمنها القدس وحافظ بقوة على عدم وجود أي مقاومة للاحتلال الصهيوني من خلالها لدولة إسرائيل.
وفي 20 يوليو/ تموز من عام 1952 وبينما كان الملك عبد الله الأول يدخل المسجد الأقصى تعرض للاغتيال حيث أطلق عليه مسلح الرصاص، وهكذا لقي جزاؤه وانتهت حقبته القصيرة التي كانت بمثابة حقبة ميلاد لدولة الاحتلال في فلسطين، وقد استلم الحكم من بعده ابنه الملك طلال وقد كان على ما يبدو ملكًا صالحًا فسارعت بريطانيا وإسرائيل للتخلص منه عن طريق زوجته الملكة زين والتي كانت تقوم بدس السم البطيء له في طعامه وأعلن فيما بعد عن فقدانه لقواه العقلية وتم تنحيته عن العرش وانتقل الحكم إلى ابنه الملك حسين بن طلال، والذي عمل فيما بعد على مسح ذكرى والده من التاريخ حيث سمّى ابنه على اسم جده وليس على اسم والده حتى لا يعود ذكره إلى الاذهان مرة أخرى.
وقد لعب الملك الحسين بن طلال دورًا محوريًا وهامًا بالحفاظ على أمن دولة إسرائيل، كيف لا وهو الفتى المدلل للصهيونية العالمية وقد تربّى على أيد الماسونية العالمية، فقد احتل الملك حسين المرتبة ال33 في سلم الماسونية وهذا المنصب لا يصله إلا اليهود حصريًا في سلم هذه المنظمة السرية.
وفي عهد الملك حسين لم تتوقف العلاقات الاستراتيجية والتنسيق المشترك مع دولة إسرائيل وقادتها للحظة واحدة، وقد كان يتمتع بصلات وعلاقات حميمة مع اللوبي الصهيوني في واشنطن والمحفل اليهودي في المملكة المتحدة والقيادة السياسية في إسرائيل، وقد عمل على تطوير هذه العلاقة وجعلها علاقة مثمرة لإسرائيل، فقد صرحت رئيسة وزراء إسرائيل (غولدا مائير) بالقول: "أنه يوجد لدينا على الحدود الشرقية حارس أمين لا يمكن أن تلد مثله إلا أنثى عبرية". فقد عمل طوال سنوات على قمع أي عمل مقاوم أو توجه وحدوي يهدف إلى مقاومة احتلال الصهاينة لفلسطين، وقد توج ارتباطه السياسي بارتباط اجتماعي عندما تزوج من (توني جاردنر) اليهودية البريطانية (الأميرة منى فيما بعد)، وأصبح على علاقة صهر ونسب مباشرة مع إسحاق رابين أحد رؤساء وزراء إسرائيل السابقين، فهو وإياه تزوجا من اختين (توني، وليئة)، وتطورت العلاقة لمزيد من خدمة إسرائيل عندما قام بتنفيذ مجازر أيلول الأسود ضد التنظيمات الفلسطينية وبدعم مباشر من الجيش الإسرائيلي ومجموعة من المستشارين الأمريكيين، وقد تكللت مساعيه في النجاح بالقضاء المبرم على فصائل المقاومة الفلسطينية وابعادهم عن حدود فلسطين المحتلة (إسرائيل) وطرد الآلاف من الفلسطينيين إلى الدول المجاورة، وقد حاولت الجمهورية السورية التدخل لإنقاذ الفلسطينيين في الأردن عبر التدخل البري، لكن تدخل الطيران الإسرائيلي حال دون ذلك، فقد طلب الملك حسين وعبر عديله (إسحاق رابين) وقد كان في ذلك الوقت سفيرًا لدولة الاحتلال في واشنطن تدخل الجيش الإسرائيلي لحمايته وعدم السماح للسوريين الدخول إلى الأراضي الأردنية، وقد وافقت إسرائيل على الفور بتقديم المساعدة للملك حسن وقامت أسراب من طائرات الفانتوم الإسرائيلية بالتحليق فوق الدبابات السورية على الحدود الأردنية السورية مما أدى إلى تراجع القوات السورية إلى خلف الحدود، وقد طالب الملك حسين بتواجد قوات إسرائيلية وأمريكية لحمايته حتى لو تطلب الأمر بدخول قوات برية إسرائيلية إلى الأردن.
وأشارت المحاضر التاريخية إلى أن نيكسون (الرئيس الأمريكي) طلب أن تصدر إسرائيل بيانًا بموازاة تدخلها لصالح العاهل الأردني تؤكد فيه خلوها من دوافع احتلال الأرض وضمها ولكن لا مانع لدى نيكسون من سيطرة إسرائيل على الأرض في حال تغيرت الأوضاع في الأردن، وأن واشنطن ستقبل ذلك بتفهم، وأوضحت المحاضر أن بيان إسرائيل كتب على يد الجنرال فكارد نائب وزير الدفاع الأميركي وتلي على لسان رئيسة الحكومة الإسرائيلية غولدا مائير لتبرير تدخلها ضد القوات السورية "الغازية للأردن". وأوضحت أنه لم تكن هناك حاجة لتدخل إسرائيلي واسع، فقد كان كافيًا التلويح بالقوة، وهذا ما حصل بالفعل.
وبعد أحداث أيلول الأسود توطدت العلاقات بصورة أكثر كثافة بين الطرفين لدرجة اعتماد الملك حسين كمستشار فوق العادة للحكومة الإسرائيلية، وأخذ مشورته في كثير من القضايا التي تخص الوطن العربي، وكما أوضحت غولدا مائير أنه كان:" خير مُعين للدولة اليهودية في المنطقة".
ومما يذكر أنَّ الملك حسين ورئيسة وزراء إسرائيل غولدا مائير اتفقا بعد إعلان إقامة إسرائيل في لقاء جمعهما بعمان على وجود مصلحة مشتركة واحدة هي: منع إقامة دولة عربية أخرى (فلسطينية) بين الدولتين.
وقد ردّ الملك حسين المعروف لإسرائيل أضعاف مضاعفة، ففي حرب عام 1973م، عمل الملك حسين ليكون طرفًا علنيًا فيها مع العرب وطرفًا خفيًا مع إسرائيل، فقد كشفت وثائق رفعت إسرائيل السرية عن بعضها بعد انتهاء فترة التقادم لصلاحية نشر الوثائق السرية في الأرشيف الإسرائيلي، عن دور للعاهل الأردني الملك حسين في حرب أكتوبر 1973 بعد الكشف عن تبليغه إسرائيل عن تجهيزات الجيوش العربية للحرب، وذكر الوثائق أن الملك حسين منح في المكاتبات السرية للتغطية على هويته لقب "تينوكا"، والكلمة في العبرية تعني الطفل نسبة الى تنصيبه على العرش قبل بلوغه سن الثامنة عشر.
وكانت المعلومات التي قدمها "تينوكا" الملك حسين عاملًا هامًا ساعد إسرائيل في رصد الاستعدادات لحرب سوريا ومصر ضدها، أذ أبلغ الملك حسين نقلًا عن مصدر وصف ببالغ الحساسية أن القوات الجوية والصواريخ السورية في عملية تعبئة كاملة للهجوم وأنها متخفية تحت ذريعة التدريب.
وقد أوصل "تينوكا" تلك المعلومات خلال لقاء سري بطلب منه جمعه مع رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك غولدا مائير تحديدًا في الخامس والعشرين من شهر ايلول/سبتمبر 1973 في منشأة أمنية تقع في ضواحي تل أبيب وسط إسرائيل، أي قبل أسبوعين من اندلاع الحرب، ومع ثقة الجانب الإسرائيلي به إلا أنَّ المستوى الأمني في إسرائيل رفض تحذيرات الملك بداعي أنها غير كافية. وتضيف الوثائق أن آخر مراسلة بين الملك حسين وغولدا مائير كانت قبل ساعات فقط من اندلاع القتال، وعبر فيها العاهل الأردني عن تخوفه من دخول جيوش عربية إلى المملكة.
وبعد تأكد إسرائيل من مدى اخلاص الملك الأردني أنعمت عليه بمنتجع خاص في مدينة طبريا في منطقة تسمى " بيت جبرائيل"، ويعتبر هذا المنتجع الملاذ الآمن للأسرة الهاشمية في المنطقة، إذ تتواجد فيه عند حدوث أي توتر كبير في المنطقة، ونقل هذا المقر فيما بعد للنقب في منطقة قريبة لمزرعة أرئيل شارون، رئيس وزراء إسرائيل الأسبق.
بعد ذلك عملت إسرائيل على دمج الأجهزة الأمنية الأردنية كوحدات مرتبطة بأجهزتها الأمنية وتم توحيد المنظومة الأمنية فيما بينهما، خاصة فيما يتعلق في الشأن الفلسطيني والأردني المحلي، ويتم الإشراف على عمل الأجهزة ضمن لجنة أمنية مرتبطة مباشرة بالقصر الملكي الأردني ورئاسة الوزراء الإسرائيلية، وقد توجت العلاقات الرسمية بينمها على أعلا مستوى بعد توقيع اتفاقية السلام بينهما في وادي عربا في 26 أكتوبر/تشرين الأول 1994، ونصت على أن الهدف منها، هو تحقيق سلام عادل وشامل بين البلدين استنادًا إلى قراري مجلس الأمن 242 و338 ضمن حدود آمنة ومعترف بها.
وقد نقلت هذه الاتفاقية العلاقة فيما بينهم من مستوى الخفاء إلى مستوى العلن، وهذا ما صرح به عديل الملك ورئيس وزراء إسرائيل الراحل "إسحاق رابين" بالقول:" أنّ العلاقة بين البلدين حميمة وتعود إلى ما قبل تأسيس الدولة، وما هذه الاتفاقية إلّا لإعلان هذه العلاقة وخروجها إلى العلن".
وقبل توقيع اتفاق السلام ومنذ العام 1967 يعتبر الموساد هو المسؤول الوحيد عن العلاقات بين الدولتين، وكان رئيس الموساد أفرايم هليفي الشخصية الأكثر تميزًا في العلاقة بين الموساد والملك. لدرجة أن الملك كان يفضل تناول إفطاره في كثير من الأحيان برفقته، وكان ضيفًا دائمًا في القصر الملكي.
وقد قدمت الأردن لإسرائيل الكثير من المكاسب بعد هذه الاتفاقية، فقد حافظت إسرائيل على سيطرتها الفعلية على منابع المياه وجزء من الأراضي الاستراتيجية كما مهدت لاختراق الشركات الإسرائيلية للوطن العربي عبر مسميات وهمية لشركات أردنية متعددة، حيث أصبحت البضائع والمنتجات الإسرائيلية تغزو الأسواق العربية تحت مسميات عربية، وتم انشاء مدينة صناعية متكاملة على الحدود بين البلدين (إربد الصناعية) حيث يتم الانتاج في المصانع على الجانب الإسرائيلي من الحدود والتغليف والتعبئة على الجانب الأردني ومن ثم تسويق هذه المنتجات للوطن العربي والسوق الإفريقي، كما تم العمل على بناء معسكرات مشتركة للمخابرات الإسرائيلية والأمريكية في جنوب المملكة وقرب قاعدة الأزرق لتدريب العناصر الأمنية لصالح إسرائيل والولايات المتحدة للعمل في الدول العربية المناوئة لإسرائيل مثل تدريب عناصر تابعة لحزب الكتائب اللبناني، والأجهزة الأمنية الفلسطينية وبعض قوى المعارضة السورية وغيرها، كما تم بناء مخازن للأسلحة الإسرائيلية في مناطق متعددة من الأردن وذلك لتزويد إسرائيل بها في حال وقوع هجوم شامل عليها، كما تربض عشرات المقاتلات الإسرائيلية في القواعد الجوية الأردنية لاستخدامها في الضربات الاستباقية والدفاعية وقبل وصول الطائرات أو الصواريخ للأجواء في فلسطين المحتلة (إسرائيل)، وتعمل الدفاعات الجوية الأردنية لحماية أجواء إسرائيل على طول الجبهة العراقية والسورية والإيرانية، وهي أنظمة دفاع جوي متقدمة قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لهذه الغاية، كما تم فتح ميناء العقبة بصورة كاملة لتسهيل وصول البضائع والمواد الخام من الدول الأسيوية لإسرائيل، وتم بيع مئات ألوف الدونمات من الأراضي الأردنية لمستثمرين يهود جنوب الأردن وفي منطقة البتراء ووادي موسى والطفيلة وغيرها من المناطق، وذلك تحت مسميات وجوازات سفر يحملها هؤلاء من دول أخرى، وتقوم بعض الشركات بتكرير الفوسفات الأردني لاستخلاص مادة اليورانيوم في مناطق خاصة على الحدود بين البلدين، بالإضافة لسرقة موارد البحر الميت، ومما يذكر أن الحرس الملاصق للملك جله من قوات النخبة في الجيش الإسرائيلي، والتعاون بين البلدين بما يخدم المصالح الإسرائيلية تجاوز كل الحدود، بل يمكن القول أن الأردن مسخر بكامله لخدمة مصالح إسرائيل والعائلة المالكة.
ويمكن القول أن الأردن لعب فيما بعد دورًا محوريًا لبناء علاقات قوية ووطيدة بين حكام الامارات والسعودية والبحرين وقطر وسلطنة عمان وإسرائيل، حيث مهد الأردن الطريق لهذه العلاقات والتي تطورت مع بعضها حتى أمست علاقات استراتيجية تماثل علاقة الأردن في إسرائيل أو تقترب منها، خاصة الإمارات العربية المتحدة.
وعند اشتداد المرض على الملك حسين وانتشار سرطان الغدد اللمفاوية في جسده وتأكد الجانب الإسرائيلي أن الملك حسين ذاهب بلا عودة، طلبوا منه استبدال ولي عهده الأمير حسن بإبنه من توني غاردنر (الأمير عبدالله)، وفعلًا عاد من مشفاه (مايو كلينك) في مينيسوتا في الولايات المتحدة وقام بعزل أخيه وتعيين ابنه عبد الله بمخالفة واضحة للدستور، إذ ينص على أن يكون من يتولى عرش الأردن من أم وأب عربيان!!!
وكان اعتراض إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية على شخص الأمير الحسن بأنه مقرب من الإسلاميين وأن أجندته السياسية لا تتوافق مع أبناء عمومته من بني صهيون، وكان لإسرائيل ما تريد وأصبح الأمير عبد الله ملكًا للأردن تحت مسمى الملك عبد الله الثاني بن الحسين، وذلك في 2شباط 1999م، وهذا الملك الشاب لم يتربَ في الأردن ولا يعرف عنها في ذلك الوقت أي شيء، فجل وقته كان في المملكة المتحدة حيت درس في كلية ساندهيرست البريطانية 1980م وأكمل دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية في جامعة جورج تاون متخصصا في العلاقات الخارجية وحصل على درجة الماجستير عام 1987م وخدم في وحدات الجيش الأمريكي وفي قواعده في ألمانيا العربية سابقا وتلقى تدريب رفيع المستوى في كلية الأركان والحرب الإسرائيلية باسم وهمي وكما حصل على دورة في قيادة طائرات الهليكوبتر من طراز كوبرا والمضادة للدبابات، ومن المعروف أن الملك عبد الله مدمنًا للكحول ولعب القمار كوالده الحسين بن طلال ونادرًا ما يكون في وعيه، وفي عهده تطورت العلاقات مع الجانب الإسرائيلي لدرجة التنسيق الكامل والعمل المشترك في كافة الميادين، خاصة الأمنية والعسكرية ويقال أن هناك اتفاق دفاع مشترك موقع سرًا بين الطرفين يعود إلى زمن والده الحسين، وعادة ما تقوم إسرائيل بتكليف الأردن بمهام وعمليات استخبارية وأمنية بالنيابة عنها في الدول العربية وهناك تعاون وثيق بين جهازي المخابرات في البلدين بحيث يتم التنسيق الدائم بينهما وعادة ما يقوم ضباط مخابرات اردنيون بالتحقيق مع المعتقلين العرب نيابة عن المخابرات الاسرائيلية، وغالبًا ما يصرح المسؤولين الاسرائيليين بتصريحات عامة تفيد بأن العلاقة بين الجانبين ترقى لأن تكون علاقات وجودية وأن البلدين في مركب واحد وعليهما أن يحسنا قيادة الدفة لسلامة البلدين الشقيقين.
والتنسيق الأمني والعسكري أهم ما يميز العلاقة بين الجانبين فخلال الحرب الأهلية السورية والحرب بين حزب الله وإسرائيل كان للأردن دور كبير في الدعم اللوجيستي للأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي تعمل في من خلال الأردن في الأراضي السورية واللبنانية وتزويدهما بالوثائق الضرورية مثل جوازات السفر الأردنية وتراخيص السيارات التي يتنقلون من خلالها بسهولة في سوريا ولبنان والعراق، وعادة ما يتم هروب أعضاء الخلايا الإسرائيلية بعد تنفيذ مهامها في سوريا ولبنان والعراق وإيران إلى الأردن ومن ثم يعودون إلى إسرائيل، ومن العمليات المشهورة سرقة الآثار العراقية من المتحف العراقي ونقلها إلى عمان وخاصة الآثار الخاصة في بابل وفترة وجود اليهود فيها، وخلال انتفاضة الأقصى الفلسطينية كان للجهد الاستخباري الأردني دور كبير في احباط مئات العمليات ضد الجانب الإسرائيلي ووصل الأمر إلى القول أن الأردن جزء لا يتجزأ من الأمن القومي لإسرائيل.
ويبدو أن الارتباط العضوي والمصيري بين الطرفين وما يربطهما من صلات يجعل منهما وجهان لعملة واحدة، فتصريح بنيامين نتنياهو بالقول أن سقوط إسرائيل هو سقوط للأردن وأن ما يمس إسرائيل سيمس بالأردن تصريح يدل على عمق العلاقة ومدى الارتباط الحقيقي بينهما، ولعل تصريحات بعض المحللين الإسرائيليين والتي تتحدث عن أن الملك عبد الله الثاني بن الحسين هو الملك الأخير للأردن ذات ارتباط وثيق بتحليلهم أن عمر دولتهم لن يتجاوز الثمانون عام ويربطون ذلك بعمر الدول السابقة لليهود التي لم تستمر أكثر من ذلك.
ولعل في أحداث 7أكتوبر العظيم (طوفان الأقصى) ما يدل على ذلك فمنذ بداية الأحداث والأردن يقوم بدور الرئة والشرايين للاحتلال، فبعد اغلاق ميناء إيلات وتضرر التجارة عبر ميناءي أشدود وحيفا يقوم الأردن بتزويد دولة الاحتلال بكافة ما يلزمها من الخضروات والطعام والنفط ونقل المواد الخام عبر ميناء العقبة إلى حيفا لتجاوز حظر الحوثيين في البحر الأحمر، وأكثر من ذلك قيام الأردن بصد الضربات الصاروخية والمسيرات الإيرانية واستخدام دفاعاته الجوية لحماية الأجواء الإسرائيلية وحماية إسرائيل من تلقي الضربات.
وبعد قيام إسرائيل باغتيال المسؤول العسكري لحزب الله (فؤاد شكر) في 30-7-2024 واغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران -بعد اثنتي عشرة ساعة من اغتيال فؤاد شكر- خلال وجوده للمباركة في تعيين الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، وتصريح محور المقاومة (إيران- حزب الله- المقاومة الفلسطينية-اليمن) بأنها سترد ردًا قويًا، سارعت الولايات المتحدة والدول الغربية (بريطانيا-ألمانيا- إيطاليا-فرنسا-المجر-اليونان- قبرص،...) وخط الحماية الأول لإسرائيل (الأردن- مصر- الإمارات- السعودية- البحرين) بالإعلان عن دعمها اللامحدود لإسرائيل، فقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية بنقل عتاد عسكري لإسرائيل والأردن وقطر يعادل ما تم استخدامه طيلة الحرب العالمية الثانية وحرب الدول الثلاثين ضد العراق عندما احتل العراق، وتم جلب سرب طائرات F22وهي الطائرات الأكثر تطورًا والتي لا تمتلكها سوى الولايات المتحدة الأمريكية ولم تزود بها حتى أقرب حلفاؤها (المملكة المتحدة وإسرائيل) ووضعها في قاعدة موفق السلطي في الأردن وقواعد أخرى قرب العاصمة عمّان، بالإضافة لإرسال مجموعة من الغواصات النووية على رأسها الغواصة النووية يو إس إس جورجيا وحاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن، وهي حاملة طائرات من نوع f35 وطائرات f18بالإضافة لمجموعة المدمرات والفرقاطات الخاصة بها كما تم نقل مجموعة من طائرات هذه الحاملة للأردن تجنبًا لقيام إيران باستهدافها حال نشوب صراع قريب، بالإضافة لمجموعة حاملة الطائرات "يو. إس. إس. ثيودور روزفلت" التي تعمل في مياه الشرق الأوسط منذ عدة أسابيع، كما تعمل مجموعة "يو. إس. إس. واسب" للعمليات البرمائية، والتي تضم الآلاف من قوات مشاة البحرية القادرين على القيام بالعمليات الخاصة، بالفعل في البحر المتوسط، مما يمنح الولايات المتحدة وجودًا هائلًا في المنطقة. وهناك جسر جوي لا يتوقف لنقل المعدات العسكرية من الولايات المتحدة إلى الأردن لتخزينها هناك وامداد إسرائيل بها عند حدوث الحرب، كما تم نقل سرب الطائرات الأسود من قاعدة زاخرون يعقوب قرب تل أبيب إلى احدى القواعد الأردنية، وهذا السرب الإسرائيلي مهمته كمهمة الغواصات الإسرائيلية توجيه ضربة قاصمة لمن يهاجم إسرائيل وهو مزود بالأسلحة النووية ويطلق عليه أحيانًا سرب يوم القيامة، ونقله إلى الأردن يدل على خشية إسرائيل من تعرض هذا السرب للهجوم، وكذلك للحفاظ عليه في الأردن للقيام بالضربة الثانية، كما تم تجهيز غرفة قيادة وسيطرة للقيادة الإسرائيلية تتواجد في مكان سري في الأردن بحال تم قصف المقر الرسمي لحكومة الاحتلال في تل أبيب والمسمّى بالكرياه، وهذه الإجراءات المعلنة وغير المعلنة تدل على متانة العلاقة والشراكة بين الطرفين والتي تكاد تصل لأن يكونا دولة واحدة.
والحرب الحالية بحال وقوعها ستكون حرب كارثية بكل المقاييس على جميع دول المنطقة بلا استثناء، وتدل التحضيرات الحالية من جميع الأطراف أن هذه الحرب قد تكون ممهدة لحرب عالمية ثالثة ستغير وجه كوكب الأرض تمامًا ومن الممكن أن يكون هذا العالم بدون إسرائيل والأردن لتعود خارطة الوطن العربي لتصبح خريطة وطن واحد.
وهذا ليس بحلم، فعندما تقع الحروب تنهار الدول والكيانات العميلة كما تنهار أحجار الدومينو، وقد نرى هذا اليوم قريبًا، واليوم في عمر الدول والحضارات غير اليوم بعمر الإنسان منفردًا، يرونه بعيدًا ونراه قريبًا.



#هاشم_عبد_الرحمن_تكروري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف أكتبُ كتابًا؟
- غرور معرفي؛ ضئيل وقاتل.
- العباسية
- الديمفراطية
- قراءة تعريفية لدور المفوضية السامية لحقوق الإنسان
- يوميات الحجر الصحي في العصر الكوروني
- جرائم حرب تُرتكب في غزة
- المصالحة الفلسطينية على أُسس منهارة
- فيروس كورونا؛ كوفيد-19 ومناعة القطيع بين المنطق الطبي والاقت ...
- مشروع مقترح لمقاضاة المملكة المتحدة لجرائمها ضد الشعب الفلسط ...
- القهوة؛ الخمر الحلال
- مَيَا خليفة والخليفة البغدادي
- المغربي الذي خدع اسرائيل
- هل سيمسي الكون في جوف ثقب أسود عملاق؟
- نشأة اﻹله، فرضية منطقية للتطور
- الأسس الفلسفية للرب
- قوم مدين؛ أول من فرض الضرائب في التاريخ
- المتلازمات وأنواعها وإمكانية التوظيف السياسي والاجتماعي والث ...
- الذهب الحي
- الصهيونية العربية


المزيد.....




- معلقا على -عدم وجوب نفقة الرجل على علاج زوجته-.. وسيم يوسف: ...
- مشتبه به يشتم قاضيا مرارًا وسط ذهول الأخير وصدمة متهم آخر.. ...
- نائب رئيس الوزراء الصربي: لست -عميلا روسيا-
- -نيويورك تايمز-: التدريبات المشتركة بين روسيا والصين تثير قل ...
- بالضفة الغربية.. مقتل 5 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية ...
- -معاناتي لم تنته بخروجي من السجن، لكن فقط تغير شكلها- - أحد ...
- شاهد: الرضيعة ريم أبو الحية الناجية الوحيدة من عائلتها الـ11 ...
- صحيفة SZ: بولندا لم تقدم أي مساعدة في تحقيق تفجيرات -السيل ا ...
- بولندا والولايات المتحدة توقعان عقدا لشراء 96 مروحية -أباتشي ...
- -إسرائيل ترغب في احتلال سيناء من جديد-.. خبراء: لا سلام مع ت ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاشم عبد الرحمن تكروري - إسرائيل -الأردن وجهان لعملة واحدة.