أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - عزيز الموسوي رذاذٌ ناعمٌ ، في حقول النقد.. جزءٌ ثانٍ















المزيد.....


عزيز الموسوي رذاذٌ ناعمٌ ، في حقول النقد.. جزءٌ ثانٍ


هاتف بشبوش

الحوار المتمدن-العدد: 8068 - 2024 / 8 / 13 - 23:24
المحور: الادب والفن
    


ماورد في الكتاب عن اهم سمات حقل الإنفتاح : النص المقروء والمكتوب ، فالنص المقروء يتعلّق في كيفية ايصاله للقاريء ، اما المكتوب يتسم لما بعد الحداثة / ويفرق (رولان بارت) بين النص المقروء والمكتوب : المقروء يجعلك تشعر بالممل اما المكتوب يشعرك بالهيجان والاستنفار . وهناك من يقول أن النص المفتوح هو الإنفتاح الآجناسي على بقية الآجناس ، أو الإنفتاح التأويلي الذي يؤول المعنى أو الانفتاح المعرفي الذي يعتمد على معرفة القاريء وثقافته ، علاوة على ذلك يرى البعض أن التداخل بين الاجناس الادبية ليس غريبا فكتابات الجاحظ تشمل ما بين الشعر والنثر . اما الانفتاح على مستوى النص وتاويله وتفسير معانيه فقد ذهب اليه عبد القاهرالجرجاني فيقول (المفهوم من ظاهر اللفظ والذي تصل اليه بغير واسطة ومعنى المعنى ان تعقل من اللفظ معنى ثم يفضي بك المعنى الى معنى اخر ) ، وايضا انفتاح النص عند قول الامام علي ( القرآن حمال أوجه ) . أما اشكالية موسومية النص المفتوح فمنهم من يقول انه الشعر بعينه أو أنه جامع الاجناس ، ومنهم من قال أنه جنس مركب ، وغيرها من المسميات . حتى وصلنا الى نهاية كتاب عزيز الموسوي الى الادب الرقمي ووسائل الاتصال الجديدة فحتما يخلق لنا كتابة جديدة وانماط جديدة من التجريب والانفتاح الذي نراه قد أخذ أبعاداً عظيمة هذه الأيام . في كل ماتقدم من عرض واسع وشامل من قبل عزيز الموسوي مفاده : أن الحداثة لم تثبّت أقدامها حتى الآن في الوطن العربي وبقيت خائفة وتمشي عرجاء أو لربما تخفي وجهها بعباءة كي تتحجب عن أنظار الآخرين . لكن ماهو السبب وراء كل ذلك في أننا لانتقبل الحداثة بمافيها سواء على مستوى الأدب أو الحياة بمجملها وبما أننا ندرس حالة الآدب هنا فقط فيتوجب أن نعطي أمثلة عن الحداثة الأدبية لبعض الشعراء وكيف واجهت الكثير من الصعوبات والتكفير من قبل المنظومة الإجتماعية والسلطات القمعية . على سبيل المثال في قول السيّاب الذي إتهم بالتكفير والإستهتار ونال مانال من التقريع بسبب حداثته لآنه قال :
فنحن جميعنا أموات
أنا ومحمد والله
هذا قبرنا أنقاض مئزرةٍ معفرةٍ
عليها يكتب أسم الله
ثم يأتي بعده ( أمل دنقل) حين يقول :
شفتاي نبيذ معصور
صدري جنتك الموعودة
وذراعاي وسادة الرب

هذه الأمثلة البسيطة لكل من السياب وأمل دنقل واجهت الصدود من قبل المعنيين بالشأن الأدبي العربي المحمي من قبل سلطات القمع فقالت عنها : أن الإلحاد أو العبث والاستهتار بالأديان والعقائد ومايتصل بهما من عقائد ورموز هو من الإصول الفكرية البارزة في شعر الحداثة لكل من السياب وأمل دنقل .
أما محمد مفتاح الفيتوري قالوا عنه من انه يشك في الأديان جميعها ويعدّها كذبا ولايرى في الكون سوى الإنسان وكإن الله كذبة بالنسبة اليه ، لنقرأ الفيتوري أدناه :
وهمٌ بهتانٌ
ليس على الآرض سوى الإنسان
الطاغية العبد الأكبر
ماثمّ إلهٌ يتجبّر
كذبٌ..
ماقالتهُ الأديان ..

ثم يأتي ماقاله بلند الحيدري الذي هو الآخر نال مانال من التقريع حين يقول متشككا في الحياة بعد الموت :
ما أكبر الخسارة إن لم يكُ
خلف الوجود الاّ الفناء

أما كل من أدونيس وعبد الوهاب البياتي قد وظفا قصة (وضاح اليمن) وعلاقته بزوجة الوليد بن عبد الملك ، فذات مرة أخفته عن زوجها بصندوق ثم جاء الوليد بعد إن علم بحبيب زوجته وضاح فدفن الصندوق في الآرض ووضع كرسي منبرهِ فوقه . هذه القصة كلاهما وظّفاها كتعبيرٍ للظلم واَلإضطهاد للفرد العربي من قبل الحكام والأفكار والديانات ، وبإعتبار أنّ وليد بن عبد الملك أمير المؤمنين فلايجوز التطاول عليه ولهذا نعُت كل منهما بالكفر . لنقرأ أدونيس أدناه بهذا المنحى :

وأُنزلَ الصندوقُ في البئر
مثلك ياوضاح
وكلّ حبٍ يعيش ، وكلّ حبٍ يموتُ في صندوق

وكذلك الحال لدى البياتي :
مت ُبصندوقٍ والقيتُ ببئر النيل
مختنقا مات معي السر
ومولاتي على سريرها

وغيرهم من الشعراء الكبار كمحمود درويش وسميح القاسم وسعدي يوسف والقائمة تطول ممن نالوا التكفير لآنهم ركبوا سفينة الحداثة . ومن هذا المنطلق نجد شعوبنا لم تصل الحداثة بما نريدها في شتى الميادين ، بل حتى هذا اليوم تراجعت الشعوب وأصابها النكوص وما كتبه العمالقة لم ينفع بشيء . ولهذا قال زياد الرحباني الشاعر والموسيقي المعروف( أرى نفسي لاشيء في هذا المجتمع ) بسبب ماوصلته لبنان وبقية البلدان العربية من إقتتال طائفي وحروب لم تتوقف حتى الآن . وكإن هذه الشعوب ينطبق عليها القول ( تهيج النار لو نفخت فيها ، ولكن أنت تنفخ في رمادِ ) . فلم( ثرثرة فوق النيل ) المأخوذ من رواية نجيب محفوظ ، في نهاية الفلم يقول الممثل عماد حمدي ( الفلاحة ماتت ولازم نسلم نفسنا) يعني أننا لم نفعل شيء وسط هذا العالم العربي الغارق بالخرافات وعلى المثقف التسليم والتسليم لآن الغالبية العظمى هم مع صف الخرافة وأما المثقفون فهم مجرد أعداد وأفراد . وماكتبه طه حسين للإنسان العربي ، وماكتبه نزار قباني من شعر للمرأة ذهب هباءاً وسط ظلامية العامة التي لاتتقبل الحداثة ولا التغيير ، وكإنهم لم يكتبوا شيئاً أو أن آذان العربي بكماء وعيونه عمياء فلايرى ولايسمع .
بالمختصر : إتهم ادباء الحداثة من قبل سلطة العقل العربي التي لاتريد التغيير من أنهم : يصفون الحياة عبث والوجود عبث ولابد من الحرية المطلقة ، والتخلي عن أي ضابط أو قيمٍ أو معايير ، لا إحترام لأي رأس مهما كبيراً ، ولاثقة بأي أيديولوجية أو دين وقانون مهما كان مصدره . وهذه إتهامات خطيرة جعلت من الحداثة أن تقف عند حدها حتى يومنا هذا .
سطور أخيرة بحق عزيز حسين الموسوي ..
دكتور في النقد الأدبي ، رئيس إتحاد أدباء المثنى ، وقد أصدرت له العديد من الكتب ومنها ( دراسات في الثقافة والأدب) و( بلاغة الرسائل الأندلسية) و ( الفكر النقدي عن سلمى الخضراء الجيوسي) وغيرها . عزيز حديقة جوراسية أثمرت وابلاً من الكلمات والتفاسير، أنه القلب العاشق والهائم في تيه اللغة وسحر النعوت ، له القدرة في العزف بالكلمات والشروحات والتوضيح بالتفصيل المبهر لا الممل وقد فعلها وأنتج لنا هذا الكتاب المرجع في النقد بل هو تأريخ النقد العربي مع الإشارات الكثيرة للنقد الغربي . إستطاع عزيز أن يوضح كيفية الصراع الدائم عند العقل العربي والمتمثل في عدم قبوله للتفكير الغربي وحداثته ، أو عدم قبوله المتأتي من غير المسلم ، في حين أننا نجد على المستوى العراقي أن كل الذين أثروا الفن العراقي في مجال الموسيقى والغناء هم كل من صالح الكويتي الملحن المعروف فهو يهودي الجنسية والذي غادر العراق مرغما الى اسرائيل ، ثم عفيفة إسكندر مسيحية والمطربة سليمة مراد يهودية أيضا والتي تحدّت كل أصناف الضغوطات كي تغادر العراق لكنها بقيت في بغداد حتى مماتها في السبعينيات لحبها الشديد للعراق . عزيز الموسوي هو ذلك الحالم في أن يكون ذات يوم ذو شأن في عالم الادب الأليم لا في عالم الترافة والضياع ولم لا فالحلم من هذا النوع أرّق الكثيرين حتى وصلوا الى ذرى المجد ومن طلب العلى سهر الليالي ، وهذا الحلم تناوله الفيلم الجميل من تمثيل ( جيرمي أيرون ) البارع في تجسيد الشخصيات الأدبية حيث كان يحلم في أن يكون كاتبا وفعلها لكنه في الطريق لطباعة كتابه حصل حادث في القطار الصاعد به الى المكان الذي يريده لغرض طباعته ، مما أدى الى فقدان كتابه وبعد مضي العديد من السنوات وبعد ان أصبح شيخا وجد كتابه مطبوعا بأسم أخر ، ويطارده ويجده حتى يحصل على مبتغاه الأخير . هذا هو الحلم في كيفية أن يكون المرء كاتبا أو أديبا . عزيز له من الإراردة العميقة في البحث عن حب الإبداع والإصرار على الإنجاز وهو في هذا العمر الزهري المشع فلابد له أن يسطع فينير ظلال الكلمة على أكثر من مفصل ومفصل . عزيز في هذا الكتاب عبارة عن شروحات وادبيات بليغة وجمالات من الكلمات والإقتباسات التي تسر النفس وكلها تعطي إنطباعا بثقافة من كتبها وموسوعيته الفائقة . في النهاية أقول : أن عزيز الموسوي صانع الجمال وعلى غرار ماقاله الجواهري ( لو كنت أملك جبلاً من ذهب لآنفقته على الجمال ) . لم يترك لنا عزيز أي شيء حتى ذكره . ولكم تمنيتُ أن يتحدث عن الشعر الغنائي الوجداني لما له الأثر الكبير عالميا ومحلياً في رسم الحداثة فيقول مظفر النواب ( قبلة لكل شاعر يجمع الناس ويطرد الهواء الفاسد ويغني ) . ثم الشاعر اليوناني (يانيس ريتسوس) في قصيدته ( أغنية شقيقتي) حيث المرثاة المرّة التي ينوح بها الشاعر على إختلال عقل أخته النهائي مما أثار هذا روح الإبداع لدى (الشاعر بالاماس) في أن يكتب رباعيته المهداة الى ريتسوس ثم يقول قولته الشهيرة ( نتنحى أيها الشاعر الكبير، كي تمر أنت ) . الشعر الغنائي أو الاوبرالي أعطانا الفلم الجميل (البؤساء) رائعة فكتور هيجو ، فلم موسيقي غنائي درامي تمثيل هيو جاكمان ، رسل كرو ، آن هاثاواي إنتاج 2012 كتب السيناريو ويليام نيكلسون وقد حاز على الكثير من جوائز الأوسكار. ايضا الشعر الغنائي يعطينا الأغاني الثورية التي أنشدها العديد من الثوريين والوطنيين امثال ( بوب مارلي ) أو مؤسس فرقة البيتلزالشاعر والمغني والملحن ( جون لينون ) والذي قتلته المخابرات الآمريكية لوقوفه ضد الظلم والجوع والكولونيالية. ويبقى عزيز الموسوي كاتبا ناقدا قادرا على منحنا قابلية التذكر لتأخذ الأشياء مكانها الحقيقي ، قادرا على منحنا الذاكرة كي نحصل على زهور الإبداع في كانون الأول ، قادراً على خلق المتعة والمغامرة وتحدّي الشكل والتقنين ، وعلى تحويل أنفسنا مع العالم في ظل الحداثة التي تخترق حدود الجغرافية والأمم .
هاتف بشبوش/ شاعر وناقد عراقي



#هاتف_بشبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزيز حسين الموسوي ــ رذاذٌ ناعمٌ ، في حقول النقد.. جزءٌ أول
- أشياءٌ في الحب ، والدمية سامانثا ..
- إمرأةُ الكوزمَتِك ..
- رحلة القدموس/سوريا
- لصبيٍ في غزة ..
- علي لفتة سعيد ـ إنثيالُ عَواطفٍ ، ومآلاتُ وطن ..جزءٌ ثانٍ11
- حبُّ البالغين Loving Adults
- تحت نصب شاكيرا/ كولومبيا 11
- علي لفتة سعيد ـ إنثيالُ عَواطفٍ ، ومآلاتُ وطن ....جزءٌ أول
- آيروتيكٌ شيوعيّ 11
- تحية كاريوكا ..أم اليسار11
- سليم يوسف هاتف بشبوش ثكنات عسكرية وإعدام !!!
- مادَلين ..كولومبيا
- سليم يوسف ـ هاتف بشبوش ـ ثكنات عسكرية وإعدام11
- رياض محمد ، بين جاذبيةِ الألمِ وباب الورد..جزءٌ ثانٍ
- ريم البياتي ـ سيناريو الشعرِ، وملحمة ُالقصيد111
- رياض محمد ، بين جاذبيةِ الألمِ وباب الورد..جزءٌ أول
- المجرم عبد الرزاق عبدالواحد..شاعر المنائكة!!!
- حُبُّ كبارِالعُمر!!..
- 11محمد فرج المعالي ، وفن توليد الفكرة ..جزء أول


المزيد.....




- دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة ...
- Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق ...
- الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف ...
- نقط تحت الصفر
- غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
- يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
- انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
- مدينة حلب تنفض ركام الحرب عن تراثها العريق
- الأكاديمي والشاعر المغربي حسن الأمراني: أنا ولوع بالبحث في ا ...
- -الحريفة 2: الريمونتادا-.. فيلم يعبر عن الجيل -زد- ولا عزاء ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - عزيز الموسوي رذاذٌ ناعمٌ ، في حقول النقد.. جزءٌ ثانٍ