كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي
الحوار المتمدن-العدد: 8068 - 2024 / 8 / 13 - 18:11
المحور:
الادب والفن
في شعاب المصهرات
قصائد
كاظم حسن سعيد
(معرقلات)
يقوم : يصفعه السقف ويستريح
يلسع ...
يستلقي على اشرطة الافاعي
يحاول الهرب
يعيقه من خلفه الكلّاب
يجتاز
تل مسامير , قمامات
من صدا الصفيح
يعوم في مهشم الزجاج
يجتاز لكن حفرة , يبرق لكن ذئبة
سرية الوحوش
تلقيه في كمائن الاشباح
يعالج العثرة بالقفزة
والوهن المرير بالوثوب
يهادن الذاكرة العميقة الوحشة
يبارز الاحلام
مدرّعا بخرقة هشة
12-1999
******
(التحنيط)
في المحجر
نفذت كل الاقوال
قلت له (نحن عجوزان اذن جالستان
على عتبة
( الجمهور من الفئران )
وبدأنا فاختلط الصوتان
لكنا كنا نتلعثم ,احيانا , او نصمت , ينقصنا حب فضول , لا نتقن دور اليأس ولا نعرف اسرار النسوان
سهوا , حنطنا الحزن الاعمق
وابتعد الانسان عن الانسان
2-4-1993
***********
(اغتصاب الموتى)
يهتدي حارس الجثث
بالسجل الذي في يديه لكل العذارى
ويفض البكارة
فجأة تتحرك كف لانثى مجمدة
وتمسكه من قفاه.
ــــــــــــــــــــــــــ
(الاكراه)
كلما بزت بمرآتك تمسكوا باقنعتهم
او فروا
وبقيت جليس الرصيف او اعمدة المصابيح ..
تستقطبهم البقع المظلمة
والارشادات البالية
مكتباتهم مثل مخازن الرزم الكهربائية في دائرة الكهرباء القديمة
وحواراتهم تجاري الموضات
لا تمس بركهم المطمئنة
فللعرف سكته الصارمة
دعهم يتآكلون
دعهم فحلولهم تكفيهم
يستفزهم ظلك وصمتك
يعرفون كل شيء من شدة الجهل
ابتكروا حججا شرعية للدعارة
وللنهب والهبوط .
زهاد حتى تبرق المصلحة
وعفة حتى يكشف عن ساق
اما انت
فعليك ان تكتشف الكهف .
11-3-2002
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(بدائل)
سنينا حاصرهم الفيضان
فتأقلموا مع السطوح
سنينا حاصرتهم العاصفة
ابتكروا الكهوف
سنينا حاصرهم الجوع
مضغوا المسامير
وبعدما كفنت تلك الحقبة العجيبة
لم يهتدوا لانفسهم
لانهم ابتكروا البدائل لكل شيء
1-1999
************
(خطبة السوق)
ايتها النساء :
لقد نفذ العطر والامشاط .
ايها الصغار : اعذروني لانكم نسيتم عجوزكم المقفر الطرقات , ونسيت ان استورد لكم الدمى والحلوى .
ايها الفقراء : لقد نفذ الطحين
ايها اللصوص : مرحبا بكم , وآخر ما لدي طاقية الاختفاء ..
وللحب والدجل عطارون لا يخطئون
اعذروني ايها الطيبون
مكرها اغلقت بابي لاستريح
اعذروا شيخوختي
فهي تصغي لخطى التابوت
اوصيكم بالعفة
واحيلكم الى كتب الزهاد
(البصيلة الزجاجية)
ابحث في ذاكرة صدئة
عن ايام منسية
تأتي في صورة طرق
اتصورها مثل كهوف غرقى
عن سر كآبات تقفز كالبرق
ابحث عن شط حماس ثلج
وصبي مات مبكر
لا ابحث عن فجر
احيانا ابحث عن بحث ... 8-4-1993
(القديس)
1
هم يجيئون , يفرون
يجيئون يفرون
ويأتي غيرهم ,
ويفر
انه قديسهم حي مسجى في الظلام .
2
كفن التبجيل , ماتت شهوة فيهم بأن يرضى ..
هم , الليلة , لا يشغلهم
غير غسل الذاكرة
ليس يعني الان حتى نملة محتضرة
او بقايا من غبار
صارخا في وحشة الوحدة والظلمة
والجمع يجيء
مسرعا , ثم يفر ..
(كان قديسا !!) يفرون
يجيئون ويأتي غيرهم , ويفر ...
ـ
ــ
موته وحدته
استيقظ هذا الرجل المبيض مبهورا على مستنقع
مسح الركعة عن جبهته
سأصلي قال :
لا جمع ولا دمع سوى
مطر والليل محشوا بهول العاصفة
نفض الجبة عن اوساخها
برقت كل عصور السوط في احداقه
قال : (سامحهم ).. تخطى جثة
ابّد الليل على الجسم وسار .
1996
******
(فجأة)
القط يقبض على عنق الجرذ المسموم
النمل يزدحم على الروبيان والطفل يرقب
وفي يده صفيحة النفط ... سيتسلى بدوائر
تحجز ثم يجهز..
العروس نشوى ببعل ساديته تتجسد بالكهرباء, الواثق يرتجز بالرجولة في مقهى فيما امرأته تطرز فراش الخيانة
القوادة تقود الصبية على قنطرة اللاهوت
خبراء الاعلام منهمكون , الحدائق في طوارىء
الضحية تعد مائدتها للجاني
عصي العبودية تنحت سرا للارداف
تستعد الشاحنات
لنقل مورفين الخواء
اكداس التوابيت تخنق المسافة
الصدور تحمر من اللطم
فجأة ـ كلمة لا يتحويها أي قاموس ــ ينطلق البركان .
3-2002
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(التمركز الذاتي)
مقاتلون
يتقدمون بلا اسلحة
يتباهون
بلا انتصارات
من عقود تحرس الاقفال رتبهم العسكرية التي اغتصبوها
وخطبهم جاهزة
لم يكتشفوا العمل فوظفهم الفراغ
لم يجدوا عدوا غير انفسهم
فهزموها .
9-2004
ــــــــــــــــــــــــ
(وجوم)
هذا الشيخ
كيف ينفث الدخان , ويطرق واجما
من ملامحه تسيل هزائم المصرين
وفي عينيه تشع ,اذا حدق ,اليقظة
هندامه انيق
وفي لسانه المرارة
احجبوه عن الصغار
عن المراهقين الوقحين
والصبايا الطموحات
لكي لا يموت امل
اويتفتت تصميم
8-2000
ـــــــــــــــــــــــ
(القهر)
خمسون عاما من البحث والترحال
قربته وقوسه واللثام
...... انه الهدف تماما !!
القلعة الحلم !!!
واستراحة العظام !!
يا للهول
انه العرين !! .
9-2002
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(استخفاف)
لقد زرع جرثومة اليقظة
في ذاكرته المحاصرة
في الثكلى
بالعسكري الذي خدعته الاوسمة
بمدمني الخمور
بالبنائين الذين تثيرهم الطراف الجنسية
لقد طهر الاصدقاء السنتهم من ذكره
انه يشمت الان بالنجارين
فلقد تاخر تابوته كثيرا
15-2-1989
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(الضيف)
الموت ظاهرتي
ومقابري تجري بوسط ازقتي
وانا الفت منيتي
قطفت او انقلبت رياحا
فهنا ملايين تفكر بالزناد
ويشلها خوف خرافي
وهنا الصغار المولعون بلعبة الحرب
والمخبرون ذويّ والملل
زادي , ورعبي طلقة في الراس
اذ اسهو تباغتني
وهنا اشاهد رغم ليل هيكل الاحتجاج
1987-994
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(الكراسي)
العيون تزوغ قبيل ... , على كرسي الكهرباء
تستعرض الوانها , رائحتها على الشوارع
تراود الاقدام المتعبة
وتركلها لحظة الاقتراب
اقدامها من السعف او الالمنيوم , النحاس , الطين , الخشب , المرمر..
تتحور عصا وتنبسط ,
تستبدل بمخافر على الشاطيء ,
تتحمل الصخب في الموائد المستديرة
تتضخم وتترشق ,
تستقر على القمر مستخفة بالاهرام
تستعار للمآتم والاعراس ..
مخلفة الحسرة في القطن والاسفنج
مفردتها في القرآن تندد بالطاغوت
تشويها الصواريخ , وتؤلفها المحبة والنفاق
يغتصبها الملوك, ويستعيدها الثوار
يقول طبيبها انها في محنة
واوصى ان تعلق شهادة وفاتها عليها , لتعرف
لماذا ؟!
الأنها وحيدة في العراء او معدة لكروش نتنة ؟
ألأن المسامير الصدئة تؤذي اضلاعها ؟
ألأن العناكب تقصدها ؟
وذروق الحمام وقوة التراب ؟
الأن الاجسام نسيت اللياقة واخذت تتهاوى عليها ؟
او لأن جريهم المزمن يشغلهم عنها ؟.
4-2002
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(ثوان في حضرة الرعب)
والجا في الزقاق
آخر الليل مستوحشا
قبضة الصمت تقلقه
يعبر الحفر الموحلة
آخر الليل ...(اسبقه قبل ان ..)
كان يدنو الى صدأ الباب
( اسرع افضل .. )
يسرع ..
قوس النباح
كان اسرع , يشتد اقسى من الرعد ..
انياب كلب توحش , تنهش بالريح من خلف باب
ثم يقذف مرتقيا سلما
ظاهرا , مستتر
يتناحر ظلان فوق الحجر
موعد لك يا طينة الله , عزلاء , حيث القدر
حيث انياب كلب ( تسعّر)
يهاجم في شكل ذئب
بآخرة الليل
اوقفني , كنت اقرا حين تأملت وجها لوجه
صورة الافتراس
روحها اللاتجسد , ينبح , والشعر مستنفر ذهبي
لثوان تملكني الرعب في صوته وتوقفت حتى توهمت شيئا من الحسن ـ سبحان ربي ـ بعينين محمرتين .
تصورت ان الفضاء
قفره .
أي ذئب بهي يحاورني في محيط الظلام .
رافعا مقلتي , مطمئنا رغبت اقول له ( - مشفقا للتوتر في جبهته ... للعيون الشرر - ) .. اكتفيت ؟!! فرعب الخطر
بالجدار الذي بيننا يتثلج , كالكهرباء .. نعانق اسلاكها , مغلفة , بالقلوب الحجر
مثل ايامنا: غابة ونهادن ... كالموت بالوهم نحجزه .
ايها الكلب هل نكتفي ؟ !
فتهبط من سلم خائبا ,
وامضي الى امرأة تنتظر ؟!!!
1999
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(العجز)
رجل كان نجى من الف كمين
مربوط هذي الساعة في البر على خشبة
طفلته تحبو قرب البئر
والصرخات يصادرها الرمل
16-5-1988
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(تجارب في تحنيط السأم)
(باليدين تصارع والحزن فكّان : معركة خاسرة
برهة , ساكبّله , ثم اغطس في بهجة الذاكرة
اقتني الحصى
يمرون او لا يمرون , تأتي الخيول
او تغيّب , يطرق من سوف يطرق او يستريح .
الطفولة تسحق شيخوخة بالغراب تلوح
ألموت : قلت له ( لحظة ) ثم نمضي معا .
ايها الموت كم صدفة
باعدتنا ؟َ! وكم صدمة ساحرة
قربتنا , تهددني الآن بالقلق المر او لحظات السأم
اتحداك , ابتكر الجنح
ها أن لي
صيغا للتغيب كالسحر
لي في صميم الثلوج
(لحظة هاجرة )
2-1999
ـــــــــــــــــــــــــــ
الفهرست
معرقلات
التحنيط
اغتصاب الموتى
الاكراه
بدائل
خطبة السوق
البصيلة الزجاجية
القديس
فجأة
التمركز الذاتي
وجوم
استخفاف
الكراسي
ثوان في حضرة الرعب
العجز
تجارب في تحنيط السام
#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟