أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - سنبقى نحب حسين نعمة!














المزيد.....

سنبقى نحب حسين نعمة!


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8068 - 2024 / 8 / 13 - 18:12
المحور: الادب والفن
    


لم أستعد حسين نعمة اليوم تحت وطأة خبر فني جديد أو لتفنيد الإشاعات التي تلاحقه وهو يعيش عقده الثمانيني هادئا في مدينته الناصرية بين أولاده وأحفاده ويدع الفرات ينام تحت جلده! بل لأنه أعاد اكتشاف صوته في هذا العمر، وكأنه يقدم اعتذاره المتأخر لملايين بقوا يحبون غناءه رغم كل الخيبات التي كسرت شغاف العلاقة الباهرة مع صوت وصفه الناقد الموسيقي الراحل عادل الهاشمي "بأجمل حنجرة، حيث تسري الحلاوة والعذوبة والشاعرية في كل نبرة من نبراته".
بلى، سنبقى نحب صوت حسين نعمة، وإن لم يُقّدر أبوعلياء قيمة هذا الصوت في مراحل كثيرة من تجربته الغنائية، لأننا نبحث عن ذلك الولع الذي يحيل الأشياء، كل الأشياء إلى حلم حينما نستمع لصوته القديم ولا نقبل منه تبريرا، الصوت الذي أرّخ لمعاناة ووله أجيال بأكملها.
ويبدو تحت وطأة هذا الحب الذي لم يأفل، وجد حسين نعمة ما يعيده إلى حنان وحنين الغناء، فاستعاد لحنا للفنان الراحل محسن فرحان "تائه أنا" في ما جدد التعاون في ثاني أغنية له مع الملحن علي سرحان بنص الشاعر محمد المحاولي "النهار بأوله" وكأنه نوع من التحدي للسنين في دلالة لامعة بأن الأغاني كالفضة لا تصدأ!
قال لي وهو يختصر المسافة بين ذي قار ولندن "ثمة ما يشبه الغموض يكتنفني، تماما مثلما قال شوبنهاور إن الفنان في حاجة إلى قليل من المس! حظّي أن أكون متعبا وأستمتع بهذا التعب. لا أقدر أن أصفه بالعبثية أو الجنون، شيء يشبه التمرد، ربما يعود إلى طفولتي القلقة، أنا مرهف جدا، شفاف، أبكي سريعا، أضحك لا أحقد، عصبي". يتذكر هنا فان كوخ ليقول قطع أذنه من أجل امرأة حسناء! ما الذي يسعى حسين نعمة إلى قطعه؟
حسين نعمة الذي فوجئ صباحا وهو يفتح نافذة الفندق العتيق في منطقة حافظ القاضي وسط شارع الرشيد في بغداد عام 1969، بأصوات الأطفال تردد "نخل السماوة يقول…" بعد أن أداها قبل ليلة واحدة فقط في الإذاعة العراقية آنذاك! ماذا بقي من كل ذلك؟ سأعيد إجابتي السابقة التي كتبتها عن أبي علياء قبل أكثر من ثلاثين عاما وأستبدل الحق الذي منحته لنفسي آنذاك عندما قلت "الخيبة"، بثمة ما يلوح في الأفق في ما يسمى المستقبلية في صوت حسين نعمة، عندما تستمعون قريبا إلى هذا الجديد في "تائه أنا" و"النهار بأوله".
لكنني سأعيد تعريف غناء حسين نعمة مع قديمه الذي أصبح جديدا! فقد استثمر المخرج السينمائي هادي ماهود إحدى أروع أغاني حسين التي لم تحظ بالقدر الذي يجعلها ضمن جواهر قلادته، ومع أنه أدى أغنية "ضيعنا القدر" التي كتبها الشاعر فايق عبدالجليل الذي ضاع في لجة الموت العراقي الكويتي المشترك عام 1990، ولحّنها الموسيقار الراحل محمد جواد أموري، في سبعينات القرن الماضي، إلا أنها لم تصل إلى الأسماع. واليوم يصور الأغنية على ضفاف الفرات وتحت زقورة أور وكأن “ضيعنا القدر” تقول للسنين إياك أن تشيخي، لأن أرواح كل مع عاشوا مع الأغاني بقيت غضة.
"ضيعنا القدر" التي أرسل لي أبوعلياء تصويرها التلفزيوني قبل أن تعرض على الشاشات بعد، هي فرصة رائعة لإعادة الصلة التي وهنت بين الجمهور وحسين نعمة، أغنية بمواصفات شاعر فذ ترك أروع لمساته في أصوات عراقية ولحن يُعبّر عن براعة صانع الجملة الموسيقية المبتكرة، ولطالما شكّل ظاهرة في صوت حسين نعمة.
استثمر المخرج ماهود ذلك البوح الباهر في "ضيعنا القدر تهنا/ فرحنا راح ودعنا/ انتهى كل شيء معانا كان/ بس الحب يجمعنا". وجعل كاميرته ترسم المشهد الذي طال انتظاره في صوت حسين نعمة وهو يعبر الثمانين!



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يمين متطرف أم لا إنسانيين؟
- الذكاء الاصطناعي لا يصل إلى نكهة القهوة
- معضلة تعليب وتسليع الأخبار
- ديمقراطية سامة وتصلب شرايين سياسي
- من يُعيد أيامنا العصيبة؟
- أعراض مرض الديمقراطية تسبق اغتيال ترامب
- إصلاحيون تحت عمامة خامنئي
- ماذا لو خسرت إنجلترا؟
- استثمار زائف في ديمقراطية مملة
- درس من مناظرة ترامب وبايدن
- ازدراء الحقائق في العراق الأمريكي الإيراني
- الحرية تكمن في الموسيقى وحدها!
- عزلة جو بايدن الأوروبية
- شطرنج كرة القدم
- أوروبا المحبطة أمام خطر مميت
- هل ضمرت روعة الصحيفة الورقية؟
- إيران والعراق ما بعد خامنئي والسيستاني
- مثالنا النهائي في الأخلاق والحب
- تدمير قرطاج أم هدم معبد فيسبوك!
- ماسك يعمل على كسر الصحافة


المزيد.....




- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...
- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة
- فنانون روس يتصدرون قائمة الأكثر رواجا في أوكرانيا (فيديو)


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - سنبقى نحب حسين نعمة!