أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)
الحوار المتمدن-العدد: 8068 - 2024 / 8 / 13 - 06:57
المحور:
القضية الفلسطينية
وبينما أدان القادة العرب واستنكروا اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، يظل المغرب الدولة العربية الوحيدة التي لم تعلق على اغتيال أبرز شخصية من رجالات المقاومة الفلسطينية، على خلفية تعبئة واسعة ومكثفة لمناهضة للتطبيع في الشوارع المغربية، ما يفسر صمت سلطات البلاد على أنه تشجيع ودعم للمجازر والإبادة الجماعية الصهيونية في غزة.
وزارة الخارجية المغربية، التي يتولى ملكها رغم ذلك رئاسة لجنة القدس، والتي وقعت على اتفاقات أبراهام للتطبيع مع الكيان الصهيوني نهاية 2020، لم ترد حتى الآن على اغتيال هنية.
ويأتي ذلك على خلفية الانقسام الصارخ بين سلطات المملكة وبقية السكان.
هكذا اندلعت، يومي الجمعة والسبت الماضيين، تظاهرات غاضبة شارك فيها مواطنات ومواطنون من أنصار فلسطين في عدة مدن مغربية وأمام مبنى البرلمان بالرباط، تنديدا بالاغتيال الجبان لزعيم حركة حماس، ملوحين بشعارات قوية تدين استمرار النظام المغربي في سياسة التطبيع.
كما أعربت عدة حركات وأحزاب سياسية بالمغرب عن إدانتها ورفضها لعملية الاغتيال التي ارتكبها المحتل الصهيوني.
وفي الـ 24 ساعة التي أعقبت اغتيال إسماعيل هنية، الذي قُتل في طهران يوم 30 يوليوز أثناء حضوره أداء اليمين من قبل الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بيزشكيان، أعربت الجزائر، الكويت، العراق، قطر، سلطنة عمان، اليمن، لبنان، السلطة الفلسطينية، مصر، ليبيا، تونس وموريتانيا، بالإضافة إلى عدة دول مثل باكستان وإندونيسيا وماليزيا وتركيا، عن قلقها العميق ودعت إلى وقف التصعيد.
وحتى بعض الأنظمة العربية المطبعة، التي وإن أبدت إحجاماً عن إلقاء اللوم على الكيان الصهيوني، أعربت عن رفضها "للانتهاك الصارخ للسيادة الإيرانية".
في هذه الأثناء، التزم الملك والسلطات المغربية الصمت إزاء التصعيد الخطير للتوترات من قبل الكيان الصهيوني.
إن الشعارات الداعية إلى قطع كافة العلاقات مع الكيان الصهيوني ودعم المقاومة والشعب الفلسطيني، التي رفعتها الحشود المغربية التي خرجت بشكل دوري في الشوارع منذ عدة أشهر، تسلط الضوء على الاستنكار العميق والغضب الذي يشعر به المغاربة حيال صمت المخزن، الذي تم تفسيره على أنه دعم وتشجيع غير مشروط لحليفه الصهيوني على مواصلة جرائمه ضد الإنسانية.
وبحسب المنظمات المناهضة للتطبيع، فإن تطبيع المغرب يتطلب منه “التطبيع مع صور المجازر والأشلاء البشرية وتزايد أعداد الشهداء دون أن يكون لديه القدرة على التنديد والتعبير عن سخطه وإدانته”.
وأضافت أن "التطبيع يعني وضع اليد في يد مجرم مذنب بأفظع جرائم الإبادة الجماعية في تاريخ الإنسانية"، والاستمرار في فتح الموانئ والمطارات أمام سفن وطائرات الاحتلال الصهيوني المجرم، وتزويدها بالوقود والمؤن وهم في طريقهم لذبح أطفال ونساء فلسطين وتحويل أجسادهم إلى أشلاء متناثرة.
#أحمد_رباص (هاشتاغ)
Ahmed_Rabass#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟