أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شنوان الحسين - القلق الترابي والهوية، تعابيره قطريا وعالميا. وجهة نظر خاصة















المزيد.....

القلق الترابي والهوية، تعابيره قطريا وعالميا. وجهة نظر خاصة


شنوان الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 8067 - 2024 / 8 / 12 - 04:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في زمن الذكاء الاصطناعي والانسان الالي وعمل الغرب على تعميم هوية الآلة العاملة صناعيا وعلميا ومحاولات استبدال هوية الانسان الحقيقية بهويات مستمدة من حقوق جزئية في ظل حركات المثلية والانوثة وحركات الاصل والنقاء العرقي والجنسي ومحاولة صقلها كثقافة في مرحلة اولى ليحولها الى كيانات لها رموز تعبير وأعلام خاصة وفي الوقت نفسه يغدي حروب العرق والنسب والإنتماء خارج مجاله الجغرافي.
فإذا كان الغرب قد دفع ثمن العرقية والنقاء السلالي وأدى ثمنها باهضا سابقا، ففي اوروبا الحديثة بعد الانوار والثورة الصناعية خلقت صراعات عرقية وصراع النقاء السلالي بين القائل انا جرماني حقيقي وانت فرنكوفرنجي مختلط او صلافي وتطور هذا الصراع حتى صقل ايديولوجيا وسياسيا بالتفاوت الداخلي والتصنيف المجتمعي وإدعاء الاستعلاء الثقافي والهوياتي على باقي العالم عند الفيلسوف هيكل ومن بعده فرانك ريتر منظر النازية وأصلها واستغلها هتلر على شكل حركة وتيار سياسي ولم تهدأ هذه التجربة التي بدأت كما كانت تبدو بسيطة الا بالحرب العالمية الثانية كإجابة لإخفاقات بعض الانظمة في الحرب العالمية الأولى ونتيجة للأزمة، جاءت الإجابة بكل بساطة بإلغاء الإيديولوجية لتحل محلها العرقية فكانت النتيجة 120 مليون قتيل وخراب جزء كبير من اوروبا في الحرب العالمية الثانية.
في الجهة الأخرى من العالم المتشبعة بقيمها الذاتية المتراكمة طوال تجربتها الإنسانية كذاكرة جماعية وبعد نهاية الحقبة الإستعمارية خرجت حركات قومية من رماد الدمار الاستعماري، والذي شمل كل مناحي الحياة من قيم ومعيشة وتعبيرات ثقافية، لتتبنى طرح العرقية كمنهاج لتحقيق الديموقراطية وباشرت عملها بمهاجمة كل شيئ موروث بداية بالثقافات المحلية الاصلية ووصولا الى موروثها الديني وعملت جاهدة على استكمال التصورات الإستعمارية للوجود وحاولت التماهي الثقافي والسياسي مع الغرب من خلال إحتقار ذواتها المنتجة لخصوصياتها وتغليف استراتيجيتها في مركزية الثقافة والهوية والسياسية.

الأصوات اليمينية التي تدعي النقاء العرقي ما هي الا محاولة نمطية لتفسير العالم من زاوية الإنتماء النقي. فهذه الموجة ليست حديثة اليوم بل هي تصور نظر له سابقا في الفلسفة الغربية وقبلها في ما يسمى بالإكتشافات الجغرافيا للعالم، فدائما ما الغازي يعتبر نفسه الأنقى عرقيا والاسمى ثقافيا.
إننا نعيش مرحلة دقيقة من عملية إعادة هيكلة العالم عرقيا بالتوازي مع انتاج عالم جديد يقوده الربو (الانسان الآلي) في افق عقدين على اكثر تقدير.
ومنه فإن اي شيئ على علاقة بالأعراق يعتبر سلاحا بيولوجيا وقنابل موقوتة تشكل خطر على الانسان فهو السلاح الأخطر في عصرنا الحالي، وهذا الخطر إكتشفه الغرب من قرون. في أزمنة الخطر من خلال حركية العالم والبحث عن توازناته يجب استبعاد العاطفة بالنسبة للأمم الخنية حضاريا والفقيرة إقتصاديا وصناعيا ويجب إستحضار مفعول الصدمة لكي يستفيق البشر، موجة تحليلات ADN الحالية ليست بريئة، ففي الوقت الذي تصنع بها خريطة عرقية للعالم في نفس الوقت تزود بنك معلومات واسعة عن الشعوب وصبغاتها الجينية وتبني بها مداخيل مستقبلية للحرب البيولوجية علما أن لكل صبغة جينية في الكرموزوم مرض قاتل خاص للذات الأم له والعالم يسير في الطريق الصحيح في تزويد أعداءه بالمركبات الصبغية لكل فصيلة بشرية. تحليل الإنتماء الجيني هذا آلية فعالة اخترعها الغرب لإعادة هيكلة العالم (استحضار تجربة كوفيد) وهو نفسه من قام بنهج سياسة التعقيم للسكان الاصليين وللسود ولولا هذه العملية لكانت امريكا اليوم افريقية من ناحية العنصر البشري وهنا يكمن الوجه الاخر والإيجابي لهوس المؤامرة لكي نتقي هول ما سيأتي لاحقا. فالنظام العالمي الجديد لا يؤمن بالنقاء العرقي بقدر ما يؤمن بالمصالح ولا أرى مصلحة اكبر من نسج شبكات الوحدة والتنوع والإيمان بالإختلاف والحق في العيش لجميع من يقتسمون الجغرافيا عموما والفضاء العام خصوصا وقبل هذا وذاك يقتسمون نفس الوطن.
الخطورة الكبيرة تكمن في ان الاخر يقوم بإنجاز مخططات لمئة عام فما فوق وعليه يجب ان نكون حديرين جدا في تناول اي ملف وأولها داخليا فيما يتعلق بالإنتماء لوطننا وخارجيا في تناول ملف فلسطين كنموذج.
فلسطين لم تكن في يوم من الأيام مسألة عرق وإن نجحت الصهيونية وأياديها العميلة بصباغتها بلون العرقية "الصراع العربي-الاسرائيلي-" كتحليل قومي فإنها في الطريق الصحيح ايضا للأسف لإلباسها لبوس الصراع الديني، وهنا يجب ان نكون دقيقين في اختيار مفاهيمنا. إن فلسطين هذه تجمع كل اديان العالم وأعراقه فقوة هذه القضية في تنوع المدافعين عن حقها الثابت في الارض وفي العرض وفي الحرية. غزة خاصة وفلسطين عامة لا يجب أن نتناولها من زاوية العرق ونستعدي شعبها بناء على أساسه، فلسطين هي الحق الثابت في العيش لكل احرار العالم ومشاعر الانتماء الديني وإن كانت عاطفية لا يجب ان تغلب على الحق الاساسي في حق ابناء فلسطين في ارضهم وفي حق غزة في العيش وفي الحياة، وبعيدا عن الزوايا السياسية الضيقة فبأي حق يقتل طفل لم يختر التوجه السياسي السائد فيها اليوم وبأي حق يباد شعب على نهج لم يختره لنفسه بل فقط بقي صامدا على ارضه ويدافع عنها بدمه وعرضه.
إن العرقية عندما تدخل السياسة تفسد كل شيئ ويصبح حاملها عميلا من حيث يدري او لا يدري، لأن العرقية لا تعبر عن نفسها آليا بل من يحملون قيمها الحضارية من هوية وثقافة هم من يعبرون عن حقها في احترام لحقوق المختلف أو المخالف إن وجد، فحقي لم يكن ابدا مرهون بهضم حقوق الأخرين، والإستعمار والإمبريالية لا تفرق بين الشعوب من خلال العرق بل تبني مصالحها على الاراضي التي تريد استعمارها او تخريبها خدمة لأوطانها ولمصالح صناع القرار العالمي فيها.
الاستثناء في المغرب هي ان الكوارث والفواجع توحدنا اكثر مما تفرقنا وحب هذه الأرضوالحرص على مصاله العليا تجمعنا، وهذا هو الموروث الأخلاقي الذي غرسته فينا الثقافة الامازيغية خصوصا والمغربية عموما، فمتى احسسنا ان الكوارث الطبيعية او الحربية التي تتعرض لها الانسانية وفلسطين نموذجا لا تعنينا في شيئ فهناك يجب دق نقوس الخطر، وعندما نجعل شعار أنا ومن بعدي الطوفان عقيدة فهناك خطر، لأن الأنا لا يمكن ان تعبر عن الجماعة والأنا لا سلطة لها على تصورات الذوات الأخرى المبنية لهذا الوجود الجمعي قطريا فكفانا من التضخيم ومن البحث عن جيوش تخدم الأنا الضيقة وتنسى الأنا الجمعي والذي هو الوطن.

في المغرب اليوم لا يمكن الفرز بأنا حقيقي وانت غير حقيقي، التعبير عن حق الإنتماء هو المحدد وكذالك الإيمان بالحق في العيش المشترك ولا ارى ارقى اساليب الانتماء خارج الانتماء للجغرافيا وبالتالي للوطن، واحسن تعبير هو ان تقول انا مغربي أصطف مع الإنسانية جميعا ومع الحق في العيش لكل شعوب العالم. نحن نقاوم بالإنتماء في عصر التكنولوجيا فلا الحروب ستبني لنا هوية كما بنته للغرب ولا غزو الفضاء ستبني لنا ذاتا مستقلة لأننا لا نملك اساليب أي منها تكنولوجيا ومؤسسات البلاد الرسمية تكفينا شر مواجهة من بنو وجودهم بالحديد والنار في هذا العالم الشاسع ويبقى التدافع الداخلي والإختلاف شيئ محمود لتعميم الحق في الرأي وفي إعداد السياسات القطاعية. إز ركن انتمائنا الوحيد بعد الانتماء للوطن والولاء له هو ثقافة الدفاع عن الانسان وحقوقه وطبيعته الإنسانية والعالم يسير اليوم الى الانسان الالي والذكاء الاصطناعي فعلينا ان نتشبت بقيمنا الحضارية كمستخلفين في الارض بجوارحنا وأحاسيسنا بأبعادها الجمالية واكبر بعد جمالي هو ان ارى قلبي ينبض حصرة على مآسي إخواننا في غزة وفي فلسطين عموما.



#شنوان_الحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة هوية وطن: المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم
- جزائر تبون وشنقريحة والعقد المروثة
- الدولة المغربية بقانون تمهيدي في المغرب
- ادب المراحيض او -الفايسحيط- قبل ثورة الفايسبوك
- اليك يا طالب العلم بالمغرب، الحياة تستحق الايمان بالتعايش
- قبيلة ما فوق الحمار وما تحت البغل بالمغرب، قبيلة غشاشة
- اللغة في زمن المتاجرة بالدين
- سنوات الرمل وامناي الامازيغي او الهوية السرية، بوصلة الحركة ...
- الجغرافيا واللغة، من الفضاء الضيق تعبديا وايديولوجيا الى الف ...
- جلد الذات، بين الهوية والدين، الى الاستاذ عزيز هناوي
- الى الشهداء...
- -صورة القرن- بالمغرب، قضية سياسية ام مؤامرة
- الاسلام كعنوان والطائفية كمنهج
- الى الاستاذ عزيز هناوي، التاريخ لا ينسى والموقف لا يُصطنع
- العدل والاحسان والنضالات القطاعية بالمغرب، الحركة التلاميدية ...
- هل هناك فكر اسلامي؟
- سؤال الهجرة بقوارب الموت: مقاربة حكومة الاخوان المغربية
- -اكوش- الامازيغي المناهض للعرقية
- الى من يسمي الامازيغ بالاكوشيين
- المعيش والثقافة والامبرالية


المزيد.....




- روسيا.. اختبار مدافع جديدة ذاتية الحركة
- عالم روسي: لا يمكن التنبؤ بآثار ظاهرة الاحتباس الحراري بدقة ...
- إيطاليا.. العثور على قبو نبيذ عمره 1800 عام
- روسيا تطور درونات جديدة للأعمال الزراعية
- ??مباشر: نزوح متكرر للنازحين في غزة والولايات المتحدة تعزز م ...
- إنسولين -ذكي-.. علماء يطورون طريقة لعلاج السكري من النوع الأ ...
- الجيش الأميركي ينشر غواصة صواريخ موجهة بالشرق الأوسط
- إخماد حريق زابوريجيا وسط تبادل الاتهامات بين روسيا وأوكرانيا ...
- كيف بدا حفل ختام دورة الألعاب الأولمبية في باريس؟
- تقرير دولي: انخفاض معدل بطالة الشباب إلى أدنى مستوياته منذ 1 ...


المزيد.....

- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شنوان الحسين - القلق الترابي والهوية، تعابيره قطريا وعالميا. وجهة نظر خاصة