عبدالرحيم قروي
الحوار المتمدن-العدد: 8066 - 2024 / 8 / 11 - 15:14
المحور:
الارشيف الماركسي
الاقتطاع على شكل أراضي:
على الرغم من أن الكوندافي لم يتوصل، مثله في ذلك مثل الكلاوي أو العيادي، إلى أن يقيم ممتلكات مهمة في الحوز، فقد استفاد مع ذلك من الحجز على ممتلكات القياد المغلوبين أو المقالين.
وفي نهاية سنة 1903 أجبر القبائل الموجودة حول تارودانت على دفع الضريبة وقضى على انشقاقاتها وقد لفت الكوندافي الأنظار إليه بقدرته على الحرب وفعاليته. ولكن ما أن دخل إلى مراكش حتى أصدر إليه الحاكم الأمر بالاستعداد للذهاب في حملة ضد بوحمارة الذي كان يستولي على جبل تازة . وحين كان موجودا أثناء «الهدية» في عيد الأضحى حصل كتعويض عن المصاريف التي سيتحملها من أجل «الحركة»، على حق حيازة أملاك الحسن المزميزي القايد السابق لكدميوة.
الحمد لله...
يعلم من كتابنا هذا أعز الله أمره أننا بحول الله وقوته كلفنا خديمنا الأرضى القائد الطيب الكنتافي بحيازة الأملاك التي كانت للخديم الحسن المزميزي بقبيلة جد ميرة وكذالك الدور التي له بمراكش وإذ ناله في التصرف فيها الجانب المخزن بحسب ما يراه من المصلحة ما عدى الأملاك التي ثبت أنها ارث للمزميزي عن آبائه فتبقى له ولا تحاز تكليفا وتصرفا تامين فنأمر الواقف عليه من عمالنا وولاة أمرنا أن يعلمه ويعمل بمقتضاه ولا يتعداه صدر به أمرنا الشريف في 20 حجة عام 1321هـ» .
وقد تلقى الطيب في نفس التاريخ بظهير أيضا مسؤولية إدارة «الأملاك المخزنية» الموجودة في قبيلة الكدميويين.
الحمد لله
يعلم من كتابنا هذا اسماه الله وأعز أمره أننا بحول الله وقوته وشامل يمنه ومنته كلفنا خديمنا الارضى القائد الطيب الكنتافي بسائر أملاك المخزن التي بقبيلة جدميوة والمحوزة من متروكات العمال هناك وخصصناه بالقيام بمقابلتها ونفذنا له التصرف فيها على وجه المصلحة تكليفا وتنفيذا تامين فنأمر من كانت... صدر به أمرنا المعتز بالله في 20 حجة عام 1321 هـ» .
والظهيران ب و حـ المختلفان يؤكدان الفرق الواضح بين الأملاك المخزنية المتخلى عنها باسم «التنفيذية» (الربح في المعنى الفرنسي في القرون الوسطى) ومصادرة الأراضي بعد إقالة مزيمزي باسم حق التمتع والتصرف (jouissance) أما بالنسبة للقايد الكوندافي فقد كان الأمر لا يختلف عن ذلك: فهو المستفيد الرئيسي بكل شيء ما عدا الهدايا والتشريف المقدم من هذه الأملاك إلى السلطان مهما كانت وضعية الأراضي.
وبعد خمسة أيام عين الطيب في إدارة زوايا سيدي أحمد أو موسى الواقعة في مجاط ولدى ولاد مطاع .
وقد أصبحت الأملاك والثروات المركزة بيمن أيدي القياد المتتالين عادية تدريجيا ودخلت في نطاق ملكيات المخزن. ولم يكن القايد يتلقى هذه الاقطاعات إلا على شكل تصرف جزئي بما أنه يجب أن يحتفظ بنصيب من الأرباح لصالح الخزينة العامة. وبالتالي سيحاول أن يوسع ممتلكاته بالاستيلاء على أراضي ما زالت في يد أفراد القبائل التي تخضع لإمرته. وخطوة خطوة استولى على مجموع الأراضي لصالح المخزن في النهاية. والإقالة والحجز كانا وسيلتين طبيعيتين لاستيلاء المخزن قانونيا على الأملاك، أي أنه في الواقع تزايد الضغط الضريبي على نفس الشركاء الفلاحين.
يتبع
#عبدالرحيم_قروي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟