|
طهران.. الرد على اغتيال هنية بين حسابات الربح والخسارة..!
سليم يونس الزريعي
الحوار المتمدن-العدد: 8066 - 2024 / 8 / 11 - 10:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اليوم الأحد يكون قد مر على اغتيال إسماعيل هنية زعيم حماس أحد عشر يوما، كان الكل خلالها ينتظر على ضوء تهديد إيران بالرد بدءا بالمرشد خامنئي مرورا برئيس الجمهورية الجديد وصولا للحرس الثوري الذي كان زعيم حماس في عهدته الأمنية، مما شكل صدمة بالمعنى السياسي والأمني، أكدت أن الوضع الأمني في إيران هش على ضوء تكرار حالات الاختراق الأمني في العديد من المناطق من عملاء الموساد، حتى بدا وكأن إيران بوابة مفتوحة أمام عملاء الكيان الصهيوني، لكن أن يصل الموساد إلى ضيف الدولة الإيرانية في معاقل الحرس الثوري الأمنية، فتلك كانت بمثابة اختراق كشف ضعف أداء الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإيرانية. ولذلك وهذا صحيح اعتبر استهداف ضيف بمستوى زعيم حماس بما تمثل بالنسبة إلى إيران، مسا خطيرا بشرف وهيبة الدولة الإيرانية، مما جعل كل المسؤولين يتحدثون عن الرد في سياق العقاب ليس من أجل إسماعيل هنية فقط، ولكن لرد اعتبار الدولة الإيرانية التي مس الاغتيال أمنها وشرفها، وهي التي تفاخر بقوتها وقيادتها لمحور المقاومة، وقد توعد المسؤولون الإيرانيون بمعاقبة الكيان الصهيوني على هذا التطاول على شرف الجمهورية الإسلامية. لكن بالنظر إلى الوقت الذي مر دون رد، فيمكن القول إن طهران خيبت توقعات أولئك الذين حددوا توقيت الرد وحتى أهدافه، فيما ذهب البعض مع كل يوم تأخير في رد إيران لاعتبارها والوفاء لدم إسماعيل هنية، أن هذا التأخير في حد ذاته هو رد كونه بمثل ضغطا نفسيا على مسؤولي الكيان واستنفارهم المستمر، بما يشكل ذلك من ضغوط هائلة على جيش الاحتلال وجبهته الداخلية التي تعيش محبوسة الأنفاس في انتظار الهجوم الإيراني الذي تأخر كثيرا، ويفسره حلفاء إيران على أنه تكتيك متعمد لمزيد من الضغط على الكيان الصهيوني. لكن المسرح بدا أنه تغير بعد عملية الاغتيال إذ قامت الولايات المتحدة بحشد آلتها العسكرية في المنطقة وسعت لتشكيل تحالف يضم دولا عربية وغيرها للدفاع عن الكيان الصهيوني في مواجهة حق إيران في الرد، وحذرت واشنطن والعديد من الدول طهران من الانزلاق إلى حرب شاملة لن تكون في مصلحة إيران والمنطقة، وستؤثر بالضرورة على مساعي الوصول لصفقة لوقف إطلاق النار وإنهاء المحرقة المستمرة منذ أكثر من عشرة أشهر.في غزة، .وقد أكدت تلك الدول ذلك عبر البيان الثلاثي بين الرئيس بايدن والسيسي وتميم قطر على بدء المفاوضات الخميس المقبل، وهو ربما الفخ الذي قد تخشى إيران أن يصطادها والمتمثل في قرار الرد على المس بشرفها والخشية من ان يفجر الرد فرصة وقف الحرب على غزة إذا ما اتسع وجرى تبادل الردود بين الطرفين، ولهذا بادرت طهران عبر بعثتها لدى الأمم المتحدة التأكيد على أن إيران ستسعى للرد على اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية بشكل لا يضر بوقف إطلاق النار المحتمل في غزة. وقالت البعثة في بيان لها، يوم الجمعة، إن "أولويتنا إحلال نظام ثابت لوقف إطلاق النار في غزة، وإن أي اتفاق تقبله "حماس"، سنعترف به نحن أيضا. وفي الوقت الذي قال فيه مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بالعبرية، " تهيأت الظروف لإنزال أشد العقاب بإسرائيل". إلا أن إيران أكدت في وقت سابق السبت أن التوصل إلى وقف إطلاق نار في الحرب الدائرة في غزة هو "أولوية" لطهران" في حين أن القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني سبق أن أعلن رفض إيران المقترح الأمريكي بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تقدم به الرئيس جو بايدن.منذ عدة أشهر. لكن أن تقول طهران إن وقف إطلاق النار هو أولوية إيرانية ، وإعلان بعثتها في الأمم المتحدة أن أي رد إيراني سيكون "بشكل لا يضر بوقف إطلاق النار المحتمل في غزة"، هو بمثابة خطوتان للخلف من قبل طهران، وهذا ربما يطرح سؤال حول أين ذهبت حرارة الوعيد بمعاقبة الكيان الصهيوني؟ التي تراجعت ليحل محلها التفكير والتروي سواء لحسابات داخلية أو خارجية، وربما يضيء على ذلك ما يقال عن وجود تباين حسب مصادر إعلامية غربية بين الحرس الثوري ورئيس الجمهورية المنتخب الذي لم يقلع عهده بعد، حول طبيعة ومكان الرد بين الرئيس بزكشيان والحرس الثوري، ووفق صحيفة "تليغراف يسعى الرئيس الجديد لمنع اندلاع حرب شاملة مع إسرائيل"، وحسب الصحيفة البريطانية فإن الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان "يخوض معركة" ضد الحرس الثوري في محاولة لمنع اندلاع حرب شاملة مع إسرائيل. وذكرت الصحيفة البريطانية أن السلطات في طهران منقسمة بشأن كيفية الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية يوم 31 يوليو. ووفق المصدر ذاته، يصر كبار الجنرالات داخل الحرس الثوري الإيراني على توجيه ضربة مباشرة إلى تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى مع التركيز على القواعد العسكرية لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين، ولكن مسعود بزشكيان اقترح استهداف قواعد إسرائيلية سرية في الدول المجاورة لإيران. لكن فيما تحاول طهران التأكيد على حقها في الرد على اغتيال هنية، مع حرصها على إبرام اتفاق لوقف الحرب على غزة، واستعدادها لتأييده، يتسرب الوقت من يدي طهران، بعد أن لم يبق أمامها سوى عدة أيام إن كانت ستفعلها أم لا، قبل بدء مفاوضات وقف إطلاق بمبادرة رئاسية أمريكية مصرية قطرية مدعومة دوليا الخميس المقبل. كون أي رد بعد بدء مفاوضات وقف الحرب قد يكون ذريعة ينتظرها نتنياهو ليفجر المفاوضات ليواصل حربه، بانتظار ما يعتقده من عودة ترامب بكل صلفه وعجرفته وعدوانيته نحو الفلسطينيين وإيران. وهذا أيضا قد يكون مبررا لطهران للتروي وإعادة حساب الرد وربما تداعياته في سياق حساب الأرباح والخسائر..
#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عرب التطبيع يدافعون عن مرتكبي محرقة غزة..!
-
في انتظار رد طهران..واشنطن تحرك قواتها وشويجو بطهران
-
رد إيران والحزب.. وكأن الولايات المتحدة هي المستهدفة..!
-
-إسرائيل -.. وحديث التغكك
-
اغتيال هنية ورسائل نتنياهو للداخل والخارج
-
جريمة معتقل سدية تيمان..تقول لنتنياهو..من هم الهمج..؟!
-
الوحدة الوطنية.. وثقافة الوطن الغنيمة..!
-
غزة.. والتباس مفهوم الصمود
-
محمود عباس.. عندما تكون اللغة مفارقة
-
مقاربة.. النقد في مواجهة تصنيم الوقائع والوسائل والأدوات
-
هل ينجح اتفاق بكين في إحباط مشاريع الوصاية؟
-
عندما يزعم الفاشي بتسلئيل سموترتش أنه ديمقراطي..!
-
رأي محكمة العدل الدولية.. وخرافة نتنياهو عن -أرض الآباء-*
-
أمام وعيد ترامب.. هل تتجاوز حماس وفتح الخيبات السابقة?
-
انفجار فقاعة الحريديم.. وهشاشة الكيان الصهيوني
-
حماس وشبح ترامب ونهاية فترة استثمار الوقت
-
نتنياهو.. مجازر.. تجويع.. مرواغة بانتظار ترامب
-
المصالحة التركية السورية..بين إرادتي الطرفين وألغام المتضرري
...
-
درس اليسار الفرنسي.. ودور اليسار الفلسطيني
-
توافق حمساوي- إسرائيلي على إطار الصفقة.. ولكن!
المزيد.....
-
-معاد للإسلام-.. هكذا وصفت وزيرة داخلية ألمانيا المشتبه به ا
...
-
-القسام-: مقاتلونا أجهزوا على 3 جنود إسرائيليين طعنا بالسكاك
...
-
من -هيئة تحرير الشام- إلى وزارة الخارجية السورية.. ماذا تعرف
...
-
جزيرة مايوت المنسيّة في مواجهة إعصار شيدو.. أكثر من 21 قتيلا
...
-
فوائد صحية كبيرة للمشمش المجفف
-
براتيسلافا تعزز إجراءاتها الأمنية بعد الهجوم الإرهابي في ماغ
...
-
تغريدة إعلامية خليجية شهيرة عن -أفضل عمل قام به بشار الأسد
...
-
إعلام غربي: أوروبا فقدت تحمسها لدعم أوكرانيا
-
زعيم حزب هولندي متطرف يدعو لإنهاء سياسة الحدود المفتوحة بعد
...
-
أسعد الشيباني.. المكلف بحقيبة وزارة الخارجية في الحكومة السو
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|