أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق الهوا - صادق خان ولعبة الأقنعة















المزيد.....

صادق خان ولعبة الأقنعة


طارق الهوا

الحوار المتمدن-العدد: 8066 - 2024 / 8 / 11 - 00:15
المحور: كتابات ساخرة
    


حسب تجارب شخصية وسماع عشرات تجارب أناس مختلفين في قارات مختلفة، يستحيل أن يصل مسلم إلى منصب رفيع في الغرب بدون انتماء للإخوان المسلمين أو لأي فرع من فروعهم.
هم من يتبنوا المواهب الصاعدة ويمولوا ويفتحوا الابواب الخلفية والامامية للمنتمين العقائديين الذين سينفذون خطة أستاذية العالم في كل القطاعات، بل أن المسلم الذي ينتهي عقد عمله أو يترك الوظيفة لسبب ما في الغرب، يلجأ إلى المسجد أولا للبحث عن وظيفة، مع طلب المساعدة الشهرية من الجهات الحكومية أياً كان البلد الذي يعيش فيه. هذه وقائع شاهدتها أو سمعتها.
صادق خان عمدة لندن يستحيل أن يخرج عن اطار المنتمين أصحاب المناصب الرفيعة المسلمين في الغرب، والتدقيق في تاريخه يؤكد ذلك بالقرائن، فقد عمل بالمحاماة وأنشأ شركة خاصة في هذا المجال قوامها حوالي خمسين موظفا، وتخصص في قضايا حقوق الإنسان ومتابعة ضحايا التمييز، وهو في عشرينات عمره من طبقة فقيرة ووالدين باكستانيين مهاجرين تدينا ليعلماه.
من أين له هذا المال؟ المصدر معروف. لماذا قضايا حقوق الانسان وضحايا التمييز؟ لأن هذا المجال الحقوقي وصلة الدخول لجمعيات حقوق الانسان، ولمساعدة المسلمين المهاجرين شرعياً أو بشكل غير شرعي في الغرب.
شاء مخططو مسار صادق خان ان ينضم إلى حزب العمال البريطاني، وكان أصغر منتخب لعضوية مجلس محلي في لندن حين التحق في 1994 بمجلس توتينغ وعمره 23 عاما، ثم انتُخب لعضوية مجلس العموم عام 2005، وعينه رئيس الوزراء السابق غوردن براون في يونيو/حزيران 2007 في منصب مستشار الحكومة لشؤون البرلمان. ثم عُين وكيل وزراة شؤون الجاليات والحكومة المحلية في أكتوبر/تشرين الأول 2008، ثم وزيرا للدولة لشؤون النقل في يونيو/حزيران 2009. هذه المناصب يستحيل الحصول عليها بالكفاءة فقط بدون وسطاء ومستشارين ووممولين لحملات انتخابية وتكاليف حفلات وصداقات أعضاء صالونات سياسية وفنية واجتماعية وعسكرية.
وصفت جريدة "إندبندنت" صادق خان بأنه "لا يخسر"، فالرجل ظاهريا صاحب مسار ناجح في الانتخابات التي خاضها خلال مسيرته السياسية المدهشة القصيرة، التي اختتمها بعمادة لندن.
ركز منافسه غولد سميث في انتخابات عمدة لندن هجومه على خان انطلاقا من دعم "المتطرفين"، وهي تهمة يصعب للغاية لصقها بشخص في بلد كبريطانيا بدون أدلة، غير أن ممولي حملة خان حاربوا بنفس السلاح وجعلوا شعاراته التعهد بمحاربة "الإرهاب"، وحماية مدينة لندن من هجمات مشابهة لهجمات باريس وبروكسل، وهو ما لم يحدث اطلاقا، وخاض خان الانتخابات تحت شعار "لكل اللندنيين"، تماماً مثل حسين أوباما "لكل الأميركيين"، ومحمد مرسي رئيس "كل المصريين".
وعد صادق خان بأن تكون العاصمة البريطانية لندن مدينة فيها فرص متكافئة لجميع الموهوبين والعاملين بجدية، وأكد أنه سيحرص على التناغم والتعايش بين الناس في لندن بدون النظر إلى خلفياتهم الثقافية أو الدينية أو الإثنية.
مسألة التعايش مجرد تلفيق سياسي أنيق، لأن والديه جاءا إلى بريطانيا تحت بند التعايش والاختلاف، فما التعايش والاختلاف اللذين قال عنهما صادق خان؟
تعاملت أوروبا لعقود طويلة مع الارهاب الإسلامي الذي يهدف بدون مواربة إلى أسلمة القارة بالقنبلة السكانية كما قال القرضاوي، والارهاب للرضوخ مرة أو التهديد مرة أخرى. ولم يدن صادق خان الإرهاب الذي ضرب مدينته عدة مرات، وأقوى تصريح قاله في آذار/مارس 2017 عن هجوم في لندن "منفذ هجوم لندن إرهابي حاول تدمير طريقة حياتنا وتقسيم مجتمعنا". لم يشعر صادق خان مطلقا بالانزعاج ولم يدن هذه الارهاب الذي يقع ضمن مسلسل طويل.
لكن العمدة بدأ أخيرا "يشعر بالانزعاج" من أعمال شغب واحتجاجات يمينية متطرفة تشهدها بريطانيا وتستهدف مهاجرين ومسلمين بشكل خاص، لأن كيل الناس العاديين بدأ يطفح من محاولة فرض ثقافة صحراوية على بريطانيا وممارسة جريمة منظمة ترهب من يقف ضد فرض هذه الثقافة، وخلق مدن مغلقة تنطلق منها هذه الثقافة إلى الجوار، ولا يستطيع الجيش أو الشرطة الدخول إليها، وتعيش وفق شريعة الصحراء وتتلقى المساعدات من المملكة وتنجب الاطفال تنفيذا لخطة القنبلة السكانية.
لم يشعر صادق خان بالحزن على التحول المؤسف الذي يحدث لبلد أوى والديه اللذين هاجرا هربا من تخلّف باكستان وشريعتها وتعصبها، ولم يشر ولا مرة إلى البريطانيين الذين يتجنبون زيارة لندن، أو يبرر عدم وجود منقبة واحدة أو صاحب لحية شرعية واحد في وداع الملكة الذي دام لأيام، لكنه شعر بالحزن لأن جيل ابنتيه "يشعر بالخوف" وفقا لما قال لصحيفة "غارديان" المحلية، بعد إسبوعين فقط من تحرك اليمين في الشارع.
وعندما سألته الصحيفة إذا كان يشعر بالأمان كسياسي مسلم، قال: "من الواضح أني لست آمنا، ولهذا السبب أعيش بحماية الشرطة على مدار الساعة". غير مفهوم كيف يخاف صادق خان وحارب من أجل فترة ثانية لعمادة لندن في نفس الوقت؟ الخائف يعتكف، لكن يبدو أن الخائف الإخواني يمارس العهر السياسي بدون حياء، لينفذ جدول أعماله.
قال صادق خان أن شعوره بالخطر والانزعاج تضاعف بسبب أحداث الأيام الأخيرة "مثل الكثير من الناس من جيلي. من الصعب تفسير التغيرات عندما يتم استهدافك بسبب دينك أو لون بشرتك، ولا يمكنك تغيير أي من هذه الأشياء. وسواء كنت ترى أعمال عنف جسدية تجري في الشمال الغربي أو الشمال الشرقي، فإنك تشعر بها في لندن"، حسب ما نقلت عنه صحيفة "غارديان".
قال خان أيضا: "ما يعصر قلبي، هو أن جيل أطفالي لم يختبر ما مررت به. ولأول مرة، كانت ابنتيّ خائفتين. اعتقدتُ أني سأكون الجيل الأخير الذي يشعر بالخوف، لمجرد أني أنا. وهذا يحطم قلبي".
لم يقل خان لماذا يشعر بالخوف من مجتمع جعله محافظ عاصمة كبرى، بينما هو اليوم لا يستطيع أن يكون محافظ اسلام أباد لو عاد لمسقط رأس والديه، ثم اتهم السياسيين المحافظين باستخدام لغة "تلعب على مخاوف الناس، والحديث عن الغزو، وعن الإسلام الذي يحكم البلاد، وعن الإسلام الذي يحكم لندن. هذا النوع من اللغة يؤدي إلى تصديق الناس لبعض هذه الأشياء" وفق كلامه الزئبقي.
الرجل لا يستخدم تقنية الدفاع بالانكار فقط، لكنه يكذّب علماء أمته الذين يحضون على أسلمة أوروبا بدون مواربة وفي مساجد لندن التي ساهم في اعطاء تراخيص بعضها. يكذّب صادق خان الواقع!
لم يدن صادق خان نوايا أسلمة أوروبا، لكنه يخاف ممن يحاولون وقف أسلمتها ويتهمهم بالمبالغة أو استخدام لغة تلعب على مخاوف الناس.
يريد صادق خان فرض الغباء على الناس ويتهمهم برؤية خداعات بصرية وسمعية، ويتهم السياسيين اليمينيين بالاسلاموفوبيا، ويأمر بإزالة علم بريطانيا من على تاكسيات لندن الشهيرة لأنها تشتت الانتباه!!
الفارق الخطير بين العاهرة والسياسي العاهر، هو أن المرأة تستعمل جسدها لكسب قوتها، بينما العاهر السياسي يستعمل أجساد وعقول الناس لينفذ مخطط من أتوا به.



#طارق_الهوا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رابعة لأوباما أو ثانية لترامب (2)
- رابعة لأوباما أو ثانية لترامب
- قبلة حياة للولايات المنقسمة الأميركية
- حقوق التعددية محفوظة للإرهابيين
- البابا فرنسيس والإحلال الكبير
- أسئلة برسم الدعاة الفضائيين
- قطع الرأس سمة ثقافية
- باتريك زكي إرهابي بقرار من الدولة العميقة
- الفريد في رؤساء أميركا
- دارمانان: مهددون بالإرهاب الإسلامي السنّي
- حقوق المجرم أهم من أمن الوطن!
- تحويل البشر إلى أرقام
- تبصير في فنجان ترامب
- خنوعوفوبيا وليس إسلاموفوبيا
- نتائج نشر ديمقراطية أميركا!
- أول -رابعة العدوية- في أميركا
- نتائج تحريض دعاة الرولكس
- إمام المشعوذين والغرب غير البصير
- كريستوفر كولومبوس وعقبة بن نافع
- خواطر حول إمبراطورية في خطر


المزيد.....




- تنسق الثانوية العامة 2024 الشعبة العلمية والأدبية المرحلة ال ...
- سيلين ديون تنتقد استخدام أغنيتها بفيلم تيتانيك في تجمع انتخا ...
- -حماس- تنفي -الرواية الإسرائيلية- لقصف مدرسة -التابعين- بغزة ...
- بيت المدى يستذكر المسرحي والروائي محيي الدين زنكنه
- فيلم -إكس مراتي-: كوميديا مرحة تعاني من سيناريو متعثر
- القصة الكاملة لاعتقال مغني الراب ترافيس سكوت في باريس
- 14 رساما عالميا في قصر عائشة فهمي.. إحياءً للذكرى الـ60 لرحي ...
- أدرجتها اليونسكو كتراث عالمي.. قرية بتير الفلسطينية مهددة با ...
- بهدف رعاية المواهب المحلية.. السعودية تسعى لاستقطاب صناع الأ ...
- الادعاء الفرنسي يكشف مستجدات احتجاز مغني الراب ترافيس سكوت


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق الهوا - صادق خان ولعبة الأقنعة