أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - هل أصبحت إسرائيل ضرورة قومية؟














المزيد.....

هل أصبحت إسرائيل ضرورة قومية؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1770 - 2006 / 12 / 20 - 09:47
المحور: كتابات ساخرة
    


تبدو إسرائيل، وبالرغم من الموقف المبدئي والثابت في إدانة الإجرام، والعدوان، وقوى الاحتلال، يوماً بعد آخر، كضرورة عربية، وعنصر تهدئة، وعاملاً هاماً، من عوامل الوحدة وتوحد العرب المنشود، أكثر من أي شيء آخر. وفي ظل هذا التردي الهائل في العلاقات العربية العربية، فإنّ أفضل العلاقات القائمة في المنطقة، والتي تـُحترم فعلاً، ويحافظ عليها الجميع هي بين إسرائيل والدول العربية، سواء تلك المعلنة منها، أم التي تجري في الخفاء بين عشاق متيمين، لا يخون، ولا يخدع أحدهم الآخر، بل لديهم شبق فطري جارف للاتصال والوصال.

وصار لزاماً، من الآن وصاعداً، على الدول التي تستهويها "همروجة" الوحدة العربية، أن تضيف إسرائيل لمناهجها التربوية التعليمية، وخطابها الوحدوي كواحدة من العوامل التي أدت للحفاظ على ماء الوجه العربي، والنوع العربي، وشجعت على تنمية العلاقات بين الدول العربية وأوصلتها إلى أفضل حالاتها، وحافظت على الحد الأدنى من التضامن العربي. كما ساعدت في التئام الكثير من القمم العربية. ويجب أن يتم الإفصاح عن أن الخطر الحقيقي الذي يتهدد المصير، والمستقبل العربي، هو العرب أنفسهم، قبل أي عدو آخر. ولولا هذا الوجود الإسرائيلي في المنطقة لكانت حروب، وغزوات القبائل العربية البينية جارية على قدم وساق. وأن الضغط الأمريكي والدولي يجب ألاّ يكون موجها بالدرجة الأولى ضد إسرائيل، بل ضد العرب أنفسهم، لكي يصفحوا ويكفوا، ويعفوا عن بعضهم البعض. وأن يكون هناك مندوب سام مقيم بشكل دائم في بهو الجامعة العربية مهمته الأساسية جمع الشمل وتبويس شوارب النشامي والأشقاء.

وصارت الدعوة لإقامة مؤتمر عربي للمصالحة والسلام والاعتراف المتبادل وعلاقات احترام وحسن جوار بين الدول العربية أكثر من ضرورية ومُلـِّحة. وأن القرارات الدولية المنطقية يجب أن تكون لفك الاشتباكات، وحل الخلافات، وفض المشكلات بين الدول العربية بعضها مع بعض، وإقامة معاهدات عدم اعتداء بين الطوائف والطوائف، والمذاهب والمذاهب، والجماعات والجماعات، والأشقاء والأشقاء، والقوميات والقوميات، والإثنيات والإثنيات، والعشائر والعشائر، والبطون والبطون، والأفخاذ والأفخاذ على أن يكون هناك قوات فصل دولية من النـَوَر، والغجر، و"القرباط" وأكلة لحوم البشر، والقبائل المنشورية، والسلالات المنغولية، و الفصائل الكونغولية، والهوتو والتوتسي والخمير الحمر والزرق والصفر، للفصل بينهم جميعاً، والحيلولة دون انقضاض أحدهم على الآخر، غيلة، وخلسة، وخفية في ليلة موحشة ليلاء.

وأن الخوف الحقيقي الذي يكتنف مصير هذه الشعوب والدول ليس مما هو قادم من وراء الحدود، وإنما مما هو نابع من الدواخل، والذوات التي تكتنز كل عوامل التشرذم والانفجار، وتضمر كماً هائلاً من التحفز، والكراهية، والبغضاء، وتنتظر اللحظة المواتية للثأر، والانتقام، وتصفية الحسابات. وأن كل تلك الدعوات الشريرة والآثمة سابقاً للتخلص من إسرائيل كانت باطلة وغايتها الاستعداد والتفرد للمعركة الكبرى والفاصلة بين الأشقاء، والأهل، وأبناء العمومة، والأقرباء.

وكم صار المرء يشعر بالسعادة، والاطمئنان، وبرغم مرارة الموقف ومأساوية الأمنيات، حين تقوم حرب في المنطقة وتكون إسرائيل أحد أطرافها. وحين يكون هناك اعتداء من قبل إسرائيل، وانتهاك من الجيش الإسرائيلي، ولسان حاله يقول الحمد لله فالدنيا لم تزل بخير حتى الآن، ولم تشتعل بعد النيران الحقيقية، والطوفان الهمجي الكبير المنتظر مازال كامناً وتحت الرماد. فالحقيقة القومية الوحيدة التي أثبتت وجودها، واستمرت عبر الأيام، هي أن الصراعات، والنزاعات، والغزوات، والمناوشات، والملاسنات، وضرب البوكس والرفس، ونتف الشوارب والمهاترات، هي ماركة، وصناعة عربية عربية بامتياز، ولا علاقة لإسرائيل بها البتة. وأن قرارات الشجب والإدانة والاستنكار العربية الشهيرة يجب أن تكون، في الحقيقة، ضد التناحر العربي العربي، والتنابذ القبلي القبلي، والتشاحن البدوي البدوي، والترافس الرسمي الرسمي، والتناطح الأخوي الأخوي.

فكم كان لإسرائيل الفضل في عشرات الاجتماعات العربية الطارئة والابتسامات الصفراء الظاهرية، والخلوات الباطنية، والبيانات المشتركة والاجتماعات وهي أضعف الإيمان في مظاهر "الوحدة" العربية ذاك السراب المخادع الذي حلمت به الملايين المفجوعة. وكم كان لها الفضل أيضاً في الكثير من المسيرات والاحتجاجات والاعتصامات والمهرجانات. ولولاها لكان تاريخ الدبلوماسية العربية صفراً على الشمال، ولـَحُرم الدبلوماسيون العرب المساكين من عشرات ملايين الدولارات كتعويضات سفر، وبدلات انتقال.

وفي ظل هذا الواقع الناشب أظفاره، والنفوس المتحفزة والمتوثبة في كل مكان، وما جرى، ويجري في العراق ولبنان وفلسطين والصومال والسودان، وما هو مرشح للحدوث في غير مكان، لم تعد الدعوات لإلقاء إسرائيل في البحر ذات جدوى، وتستثير أياً كان، هذا إذا كانت واقعية وقابلة للتحقيق أصلاً. وأصبح وجودها، وبالرغم من الإرث الإيديولوجي المعروف لهذا الكيان، والتركة الثقيلة لهذا المصطلح في الوجدان والعقل الباطن العربي، ضرورة قومية وإستراتيجية لبقاء واستمرار العرق والنوع العربي المهدد بالانقراض. لا بل، ربما، صار هناك ضرورة ملحة لوجود واستحداث أعداء، وفزاعات جديدة من شتى المشارب والأنواع، تـُلهي بعضنا عن الآخر، من الأسوجيين، والتتار، والساسان، وسلالات المالديف والكونفوشيوسيين، والبوذيين، والهندوس، والهكسوس والماو ماو وأخيراً وليس آخراً، قبائل الباشتون، ما غيرهم، "تبع" أصحابنا الطالبان.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاميرا الخفية
- أهلاً بكم في تلفزيون الحوار المتمدن
- انطلاقة لعصر إعلامي جديد
- الإنترنت السوري ومهمة الدعوة إلى الله
- سيدي الوزير: لا تعتذر !!!
- كيف فضحتهم إيران الصفوية؟
- انتفاضة محاكم التفتيش السلفية
- الهَيْلَمة السياسية
- نساء مصر، و-كامب- الشيخ محمد بن عبد الوهاب!!!
- هولندا والمسلمون: نهاية حقبة
- الفياغرا في زمن البداوة
- هل يعود السفير الأمريكي إلى دمشق؟
- الأمّة الافتراضية
- إيلاف وليبرالية الأعراب
- محاكمة صدام: فشل سياسة الجواكر البوشية
- حزب الله الفلسطيني: والخيارات الإلهية!!!
- الجريمة والنقاب
- هل هي قصة لحم مكشوف، أم فكر مكشوف؟
- جبهة الخلاص الوطنية الأمريكية وطريق الضلال
- مثلث برمودا الفكري: نقاب، وحجاب، وجلباب


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - هل أصبحت إسرائيل ضرورة قومية؟