أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد رضا عباس - غزة كشفت أيضا زور بعض القيادات الدينية














المزيد.....

غزة كشفت أيضا زور بعض القيادات الدينية


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8065 - 2024 / 8 / 10 - 20:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وانا في عمر الشباب أتذكر جيدا كيف هرعت قيادات دينية في اصدار فتوى و ارسال " المجاهدين " الى أفغانستان لمحاربة القوات السوفيتية بحجة حماية " الإسلام " من الكفار عام1979 . القوات السوفيتية لم تدخل أفغانستان من اجل احتلاله , فما كان لدى السوفييت من أراضي شاسعة تعادل القارة الكبرى اسيا , وانما دخلت القوات السوفيتية الى أفغانستان بطلب من رئيسها الجديد بإبراك كرمال, لحماية نظامها الجديد . وهنا قامت قيامة علماء الدين وانصافهم في الدول التي تسير في الفلك الأمريكي , واقنعوا الشباب ان 72 حورية عين تنتظرهم يوم وصول روحهم الى السماء وان النبي الاكرم محمد سيكون في استقبالهم وربما العشاء معه , وكيف ان جنات الفردوس ستخضر بقدومهم وتبتهج سماءها .
خرج السوفييت من ارض أفغانستان ودخلت البلاد في حرب أهلية اكلت الأخضر واليابس , اما شيوخ الدين الذين كانوا يلعلعون في كل صلاة يحثون الشباب للذهاب الى أفغانستان " لحماية الدين" , فقد اختفت أصواتهم وكان أصاب حناجرهم البرد .
اندلعت حرب أهلية في يوغسلافيا بعد موت رئيسها جوزيف بروز تيتو عام 1980 . وطالما وان البلد يتكون من عدد من الجمهوريات تختلف في اديانها ومعتقداتها , فاراد الصرب من تأسيس دولة صربيا الكبرى على حساب باقي الجمهوريات ولكن حصة البوسنه من حرب الإبادة كانت الأعظم , ربما لم تشهدها اروبا من قبل . في هذه الحرب استشهد من المسلمين 300 الف مسلم واغتصبت 60 الف امرأة وطفلة وهجر مليون ونصف . استمرت عمليات الإبادة نحو 4 سنوات , هدم الصرب فيها اكثر من 800 مسجد واحرقوا مكتبة سراييفو التاريخية . تامر الصرب على المسلمين لتسليم أسلحتهم مقابل الأمان في سربرنتسا , ولكن بعد ان سلم المسلمون أسلحتهم للصرب انقضوا على المدينة فعزلوا ذكورها البالغ عددهم 12000 عن اناثها , فذبحوهم جميعا . كانت الام تمسك بيد الصربي ترجوه الا يذبح طفلها فيقطع يدها و يحز رقبة طفلها امامها .
كل هذه الصور المروعة و المرعبة لم تحرك ضمير عالم دين من الذين دبجوا الكلمات العصماء التي كانت تحث الشباب للتوجه الى أفغانستان . لقد صمتوا صمت أصحاب القبور , او قل لم تأتيهم تعليمات لإصدار فتوى تندد بالجرائم في ذلك البلد. انها اروبا القوية وليست أفغانستان الفقيرة.
عام 2003 تغير النظام في العراق ودخل تنظيم القاعدة له , وفعل الافاعيل بأبناء العراق تعجز عنه حتى وحوش الغاب . لقد وصل الامر بأنصار القاعدة ان يفجروا المواطنين وهم سائرون لزيارة قبر ابن بنت نبيهم , الحسين بن علي , وفجروا المواطنين في الأعياد الدينية التي خصها الإسلام للرحمة والمودة , وقتلوا طلاب المدارس الابتدائية وهم ذاهبون الى دورهم , وقتلوا حتى الذين كانوا يتجمعون في باب الطب العدلي لأخذ جثامين احبتهم الذين قتلوا قبل يوم , وفجروا الأسواق والمساجد والحسينات . في مثل هذه الظروف كان المواطن العراقي ينتظر من رجال الدين العرب والعجم التدخل وإعلان ان هذا القتل حرمه القران ثم محمد . لقد وصل الامر ان يقف احد النواب العراقيين امام العدسات ليقول للعالم " نحن عراقيون عرب ومسلمون ونشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وان قتلنا حرام " , ولكن المفاجئة ان عشرات من رجال الدين السعوديين ومن غير السعوديين يطلقون فتوى الجهاد في العراق , ويدعون القتلة بالصبر والمثابرة على الجهاد , وان أشجار الجنة تنتظرهم لتخضر اوراقها . الكل كان يعرف مصادر هذه الفتاوى ولماذا صدرت .
الحديث هذا كان ينطبق على سوريا الجريحة . حسب ما جاء على لسان رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم ال ثاني , ان السعودية خصصت مبلغ 2 ترليون دولار , وهو مبلغ يعادل 80% من دخل الدول العربية السنوي للقضاء على نظام بشار الأسد . ولكن هذا كان غير كافي , حيث ان " فقهاء الدين " جندوا الشباب والشيبة للانضمام الى المجاميع المسلحة ضد النظام السوري. فخرج يوسف القرضاوي و العريفي وسعود الفنيسان و حذيفة عبد الله عزام يدعون الى الجهاد , و النتيجة كانت قتل عشرات الالاف من المواطنين السوريين الأبرياء , نزوح اكثر من مليونين شخص , البعض منهم اكلتهم كواسج البحار , تقطيع اوصال سوريا , وأصبحت دولة تتصارع على ارضها أمريكا وروسيا وايران وتركيا , وأصبحت عمليا خارج نطاق القدرة على رد أي عدوان صهيوني على أراضيها . رجال الدين لعبوا دور التخريب وأداة قتل وتمزيق لحمة أبناء الشعب العراقي وأبناء شعب سوريا.
وبالمقابل , لم نشاهد تحمس رجال الدين لنصرة إخوانهم في غزة كما فعلوا في أفغانستان والعراق , بل بالعكس وقوفوا موقفا سلبيا من عملية " طوفان الأقصى" , فخرج منهم من يستهزئ بخطابات أبو عبيدة , ومنهم يقول ان مكان الأقصى ليس في فلسطين , ومنهم من يقول ان الفلسطينيون ليس عربا , وانما لملوم من اجناس مختلفة . كل هذا والعالم الحر اصبح مذهولا بجرائم الكيان الصهيوني بأبناء غزة . حتى تصريح وزير المالية الإسرائيلي الذي طالب بتطبيق سياسة تجويع اهل غزة لم تحرك لهم ساكن بالوقت الذي ندد بهذا التصريح , جزاهم الله خير , وزير الشؤون الخارجية الأوروبية , فرنسا , المانيا , وبريطانيا . بالحقيقة علماء الدين ما زالوا منشغلين بأمر مقتل إسماعيل هنية , هل مات مسلما او كافرا ؟! حيث ان على قاعدتهم بان من التعاون مع بلاد الكفر ( ايران ) فهو كافر , ولكن بنفس الوقت نسى علماء السوء عندما استعانوا بالقوات الامريكية والبريطانية وبكل " دول الكفر" من اجل تحرير الكويت من يد صدام حسين .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا على ايران الانتظار؟
- الى اجيالنا القادمة : هكذا استعمر الشرق الأوسط من جديد
- العراق صفر ديونه , فمتى تنتعش الطبقة الوسطى فيه ؟
- مقال قد ينفعك : لماذا حان الوقت بان نعامل السكر معاملة التدخ ...
- من ذاكرة التاريخ : معركة الموصل – الجزء الرابع
- سلام في اكرانيا ربما , في الشرق الأوسط لا
- من ذاكرة التاريخ : الغزو التركي للعراق عام 2015
- ماذا قال العراقيون حول تشكيل التحالف الإسلامي لمحاربة الإرها ...
- ويتهمون الامبريالية بتخريب البيوت
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل – الجزء الثالث
- الفن العربي ليس في خدمة المعركة
- من ذاكرة التاريخ : معركة الموصل – الجزء الثاني
- من ذاكرة التاريخ : عقبات قبل معركة الموصل . الجزء الأول
- يواف غالانت يهدد .. العالم ليس بخير
- من ذاكرة التاريخ : لماذا لا تناسب السلفية الجهادية ذوق العرا ...
- البداية الحقيقية لتراجع الهيمنة الاقتصادية الامريكية على الع ...
- من ذاكرة التاريخ : هل كانت معركة الفلوجة الثانية معركة طائفي ...
- تفسير راديكالي لظاهرة التضخم المالي
- من ذاكرة التاريخ : كيف علق قادة السنة في العراق على تمرير قا ...
- من ذاكرة التاريخ : كيف مررت القراءة الأولى لمشروع قانون الفي ...


المزيد.....




- استقبلها فورا.. تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديد على النايل ...
- اضبط الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل سات وع ...
- “أغاني البيبي الممتعة لطفلك” استقبل تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- إيران .. أسلحة جديدة لبحرية حرس الثورة الإسلامية
- الولايات المتحدة تتراجع عن قرارها فرض عقوبات على وحدة -نيتسا ...
- الولايات المتحدة لن تعاقب كتيبة -نيتساح يهودا- المتهمة بقتل ...
- واشنطن تستأنف المساعدات لوحدة -نيتسح يهودا-بالجيش الإسرائيلي ...
- الأولى في المسجد والثانية في المحكمة.. إمام جزائري يتعرض للض ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديدة على النايل سات ...
- بالصور.. اسلحة جديدة تسلمتها بحرية حرس الثورة الاسلامية


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد رضا عباس - غزة كشفت أيضا زور بعض القيادات الدينية