مزهر جبر الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 8065 - 2024 / 8 / 10 - 16:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(العراق: شعب واحد في وطن واحد)
اشتدت الدعوة في الفترة الأخيرة؛ لإقامة اقليم سني او اقليم عربي؛ تختلف التسمية باختلاف الدعاة له. هذه الدعوات تتواصل؛ بالاعتماد على ما جاء في الدستور، بل الركون الى مواد معينة في الدستور بقوة. علما بان الجميع يعرف بان الدستور كان قد تمت كتابته بعقل امريكي وان كان بأيدي عراقية، من حيث الجوهر، في فترة حرجة جدا، في العراق المحتل؛ بالقوات الامريكية الغازية التي احتلت الوطن وجثمت على صدور العراقيين. الدستور الذي شُرع امريكيا من حيث النوايا والاهداف المستقبلية لجهة تفتيت الوطن، ولو من قبل البعض ممن ساهم في كتابة الدستور بنفس وروحية وعقلية قومية؛ لتحقيق اهداف قومية من خلال فقرات محددة في الدستور، وبالدعم وبالمشورة الامريكية من وراء الباب المغلق؛ عبر التأسيس القانوني؛ لفدرالية كل جغرافية العراق. اشتداد الدعوة الى فدرالية جغرافية العراق، فدرالية غربية جدا، لاتشبه اي فدرالية في كل العالم، ولا حتى تشبه اي كونفدرالية وايضا في كل العالم. هذه الدعوة تثير لدى المتابع الكثير من الشكوك والاسئلة حول والنوايا والاهداف. أذ؛ لا توجد اي فدرالية، او حتى كونفدرالية في الكون كله؛ تشبه ما يدعون إليه؛ من فدرالية متفردة. يدعوا البعض من العراقيين لإقامة اقليم سني او اقليم عربي في مناطق شمال وغرب، على ان يكون الاقليم كما هو اقليم كردستان. نسوا او في الواقع على الارض والحقيقة أو في الاصح والادق توصيفا؛ تناسوا؛ ان اقليم كردستان؛ دولة وليس اقليم تابع للعراق او هو جزء من العراق؛ الا بالشكل الاسمي والبروتوكولي، تلك حقيقة يعرفها الكل. في اي فدرالية في العالم او حتى كونفدرالية في جميع بقاع المعمورة؛ يحمي حدودها جيش واحد، ووزارة دفاع واحدة، وزارة خارجية واحدة ووزارة مالية واحدة؛ اقليم كردستان العراق لا يرتبط مع العاصمة بغداد؛ الا بالاسم فقط؛ أما من الناحية الواقعية فله الجيش الخاص به، وله اتصالات الخارجية مع كل دول العالم الخاصة به، حتى من دون علم حكومة المركز في بغداد. اشتداد المطالب الحالية حول اقليم السنة؛ هذه المطالب او الدعوات لا تمثل باي شكل او باي صورة، عرب العراق في الشمال وفي الغرب، بل انها تمثل اسواق او سوبر ماركات سياسية؛ تشكلت وتوسعت اثناء الاحتلال. كما ان قوى سياسية في محافظات غرب وشمال الوطن، لا يستهان بها، او بقدرتها في التأثير الشعبي والفعل ترفض هذه الدعوات رفضا تاما، وهذه المواقف تحسب لها وطنيا وتاريخيا وليس عليها. في الختام اقول ان هذه الدعوات مصيرها الفشل؛ بإرادة الشعب الواحد، في الوطن الواحد.
#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟