ايزيدخان الجنوبية(ايزيدخانا باشور)...إبادة الايزيديين في العراق

امين دنايي

الحوار المتمدن-العدد: 8065 - 2024 / 8 / 10 - 13:39
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

ايزيدخان الجنوبية هي تسمية تطلق على أراضي الايزيديين في العراق والذي تعرضوا فيه إلى إبادة جماعية في آب ٢٠١٤ ،
ورغم مرور عشر سنوات على إبادتهم، إلا أن معاناتهم لازالت مستمرة ،إذ يعيش اغلبهم في مخيمات النزوح في شمال العراق وتحديداً في محافظة دهوك ويعانون من الاستغلال والفقر والجوع والمرض والمستقبل المجهول ، وهاجر ويهاجر المئات منهم إلى تركيا و واليونان هرباً من المعاناة والتهميش والظلم على أمل الوصول إلى إحدى الدول الأوروبية. وأما العائدين الى سنجار ، رغم الاستقرار النسبي فيها، إلا أنهم يعانون أيضاً في ظل إهمال الحكومة وعدم تعويضهم وكذلك قلة الخدمات المقدمة لهم مقارنة بحجم المعاناة وتدمير منازلهم سواء بشكل جزئي أو كلي والتغيير الديموغرافي الذي يتعرض له مناطقهم ،فضلاً عن وجود البككة على أرض سنجار ومخاوف الأهالي من حدوث صراعات اقليمية ودولية عليها. ولايزال اكثر من ٢٦٠٠ مختطف مجهول المصير ،ومن اصل ٨٩ مقبرة جماعية ،تم التعامل مع ٤٩ منها فقط لحد الآن.

عودة النازحين:

قررت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية في وقت سابق من هذا العام(٢٠٢٤) أن آخر موعد لغلق المخيمات وعودة النازحين هو ٣١ تموز من نفس العام. وخصصت منحة تقدر ب ٤ ملايين دينار عراقي لكل أسرة عائدة ، غير أن هذا القرار واجه تحديات كبيرة امام عودة النازحين منها:
١ إن المدة المقررة لم تكن كافية لعودة جميع النازحين في ظل تباطؤ وتعقيد إجراءات العودة.
٢قلة المنحة المخصصة للعائدين.
٣عدم تهيئة الأرضية المناسبة للعودة ، إذ أن منازل اغلبهم مدمرة وينصبون الخيم من جديد عند العودة.
٤عدم شمول النازحين خارج المخيمات بقرار المنحة.
وبالتالي توقفت الوزارة عن العمل بهذا القرار.
وفي يومي الخميس والجمعة ٨ـ٩ آب ،غادر حوالي ٢٥ ألف نازح ايزيدي من مخيمات النزوح نتيجة تصعيد خطابات الكراهية وتهديد المتطرفين بالهجوم على الايزيديين، إلى سنجار ،وزيرة الهجرة"ايفان جابرو"توجهت بإستنفار كوادر الوزارة لاستقبال وتسجيل الأسر الأيزيدية التي غادرت من مخيمات دهوك إلى سنجار
داعيةً الأسر الأيزيدية إلى التوجه إلى مكتب الوزارة في قضاء سنجار لتسجيل عودتهم وشمولهم بالمساعدات العينية والمنح المالية.
رغم أن ذلك خطوة جيدة قامت بها وزارة الهجرة والمهجرين إلا أنها مقصرة وتباطئت كثيراً بمسألة عودة النازحين.
لذلك عليها أن تقوم بتصريف المنحة بشكل فوري دون إجراءات معقدة وتقدم مساعدات جيدة للعائدين وإلا ستتحمل جزء من المسؤولية في حال حدوث هجوم على المخيمات.

والمسألة الأخرى المهمة والخطيرة والتي تتعلق بعودة النازحين هي تدخل حكومة اقليم كردستان ومعارضتها للقرارات المتعلقة بعودة النازحين لأنها مستفادة منهم إقتصادياً و وسياسياً ، إذ انها تستغل النازحين في مسائل سياسية وبخاصة أثناء الانتخابات كما انها تريد عودة سلطتها إلى سنجار من خلال تطبيق اتفاقية سنجار(أكتوبر ٢٠٢٠)بين بغداد واربيل.

الحكومة العراقية:

لم تقم الحكومة العراقية بجهود جدية وكبيرة لمساعدة الايزيديين وبناء مناطقهم واستقرارها و عودة النازحين الايزيديين ،بل هي ساعدت عوائل الدواعش اكثر من الايزيديين ، ولم تثبت أن داعش لا تمثل الإسلام والدلائل هي :
١ لم تعترف الحكومة العراقية بأن ما حدث للايزيديين إبادة جماعية رغم اعتراف ١٣ دولة للإبادة، منهم ٣ دول أعضاء دائمة في الأمم المتحدة وهي امريكا وبريطانيا وفرنسا.
٢ عدم محاسبة شخص واحد لحد الآن سواء من المسؤولين المسببين عن سقوط مناطق الايزيديين أو الذين ارتكبوا جرائم بحقهم.
٣عدم تشكيل لجان للبحث عن المختطفين منذ تحرير الموصل عام ٢٠١٧ إلى اليوم.
٤ مخيم الجدعة: قامت الحكومة ببناء مخيم الجدعة عام ٢٠١٨، التابع لمحافظة نينوى لعوائل الدواعش ونقلت الوجبة الأولى إليه عام ٢٠٢١ واستمرت بعد ذلك ، تمهيداً لاندماجهم في المجتمع ، وذلك بمساعدة الحكومة المحلية في نينوى و وزارة الهجرة والمهجرين و ومنظمة الهجرة الدولية(IOM). رغم احتجاجات الايزيديين لذلك القرار المجحف.
٥ إصدار أوامر إلقاء القبض على القادة والمقاتلين الايزيديين الذين قاتلوا داعش في جبل سنجار بتهم باطلة. وإصدار احكام الإعدام بحق الشباب الايزيديين ومحاسبتهم على أبسط الأخطاء بينما لا يتم نفس التعامل مع المسلمين ويتم الافراج عن قادة الدواعش بمقابل مادي.
٦ عدم تقديم الاعتذار للايزيديين وبخاصة عوائل الضحايا لأنها تسببت بإبادة بحقهم بعد تركهم لقمة سهلة لداعش وإهمالها للايزيديين منذ سقوط النظام السابق عام ٢٠٠٣ وترك مناطقهم و مصيرهم لحكومة اقليم كردستان.
٧ محاولاتها المستمرة للتستر على ابناء العشائر العربية الذين تعانوا مع داعش منهم وتبرئتهم ،لإرتكاب الجرائم ضد الايزيديين، والدليل على ذلك قانون العفو العام والذي كان من المقرر أن يتم القراءة الأولى له في ٢٠٢٤/٨/٣ والذي يصادف الذكرى العاشرة لإبادة الايزيديين، ولكن بعد رفضهم(الايزيديين) ذلك ، قامت الحكومة بتأجيله إلى اليوم التالي ليتم القراءة الأولى له.
جدير بالذكر،إن"عدم معاقبة المجرمين يخلق مزيداً من المجرمين"
٨عدم تعويض العائدين إلى مناطقهم لتخفيف معاناتهم وجبر الضرر ومساندتهم على العيش بكرامة من جديد ،بينما تم تعويض اغلب العائدين في مركز محافظة الموصل و محافظة انبار ومناطق أخرى.
٩ عدم قبولها بتشكيل قوات ايزيدية خاصة تابعة لها للدفاع عن مناطقهم.
١٠ عدم قبول الأطفال الايزيديين الناجيين من الإبادة بالعودة إلى المدارس كحالة استثنائية.


ورغم كل ذلك ،تحلّى المجتمع الأيزيدي بالصبر والمحبة والحكمة مثل اجدادهم القدماء،في مواجهة التحديات والمعاناة وتهميش وظلم الحكومة لهم ، ولم يقوموا بخرق القوانين وإساءة معتقدات مجتمع ما، ومعاناتهم لازالت مستمرة ومصيرهم مجهول في ظل تهميش الحكومة العراقية المستمر وصمتها تجاههم، وخطابات الكراهية المستمرة ضدهم.

#امين_دنايي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات