أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد الحاج - بقايا سياسي عتيق على أطلال واقعنا المأساوي الغريق !!















المزيد.....

بقايا سياسي عتيق على أطلال واقعنا المأساوي الغريق !!


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 8065 - 2024 / 8 / 10 - 10:06
المحور: كتابات ساخرة
    


أخيرا وبرغم هدوئي المعهود وبعد أن أعطبت الـ يو بي أس الأول، ودمرت الـ مذر بورد الثاني، وحطمت الكيبورد الثالث، وفي أعقاب إلقاء الماوس الرابع من الطابق الثامن في العمارة القديمة التي أعمل فيها والتي أرغم على صعود سلالمها - باية باية - يوميا تارة لعطل المصعد الوحيد ، وتارة لانقطاع الكهرباء الوطنية وتوقف المصعد ، وثالثة لشدة الزحام داخله ، ورابعة بسبب زملاء يعانون من فوبيا الأماكن المغلقة ما يضطرني الى صعود السلالم معهم مجاملة سيرا على الأقدام لأصل الى المؤسسة التي اختارت الطابق الأخير لرخص بدل الايجار وأنا في حالة يرثى لها من التعرق والسعال واللهاث، وبعد أن حوّلت شاشة الكومبيوتر الخامسة الى حوض لأسماك الزينة أتحلق حوله لأراقب الصراع من أجل البقاء داخل الحوض بين الفينة والأخرى حيث الأسماك الكبيرة تأكل نظيراتها الصغيرة بكل شراسة ووحشية برغم وفرة الطعام وغزارته إلا أن محاولات فرض الإرادة ، وثقافة لي الأذرع ، واحتكار الموارد وإثبات الوجود بمثابة طبيعة بيولوجية وفسيولوجية وسايكولوجية وأيديولوجية أبتلي بها كوكبنا الأزرق في بره وجوه وبحره ولا مناص عنها البتة ، وبعد أن أضعت فلاشي العاشر المملوء بالفايروسات في آخر باص أحمر بطابقين يسير بسرعة السلحفاة بين الشوارع والطرقات ولاسيما في قلب العاصمة بغداد حتى أن أحد الركاب ونتيجة للازدحامات المرورية الخانقة قرر النزول من الباص وبكل اريحية ليشرب الشاي متبوعا بالحامض مع تدخين سيجارة – مضروبة – من انتاج شركات "جبل علي " الصناعية الفالصو في دبي ، قبل أن يعود الى الباص مجددا ولما يزل الباص الأحمر الأنيق متسمرا في مكانه ولم يتحرك قيد أنملة بعد ، وبعد اجتيازي لأربع دورات متتالية تمكنت في ختامها من محو أميتي الالكترونية ببعض البرامج التقنية المهمة، لتبدأ الرحلة اليومية المعتادة مع جولة سريعة حول الحرب التي غطس الروس بقيادة عضو الكي جي بي السابق بوتين ببركها الآسنة الى الاذقان في أوكرانيا قبل أن أمر على الحرب الأهلية السودانية بين حليف الروس وفاغنر المدعو"حميدتي"مقابل حليف أوروبا والاميركان المدعو" البرهان" بغية نهب وسرقة كل خيرات ومعادن السودان وفي مقدمتها النفط والذهب ! لأثلث بصراع الفيل الجمهوري ، والحمار الديمقراطي للظفر بقيادة العالم أمريكيا لأربع سنين عجاف مقبلة يستعد خلالها الميليادير "بيل غيتس" المشؤوم من خلال مؤسسته المتخصصة بالتطعيم واللقاحات ومكافحة الأوبئة " بيل وميلندا غيتس " لإطلاق فايروس جديد يشغل العالم ويشله تماما كما فعل مع فايروس كوفيد - 19 بمتحوراته المتتابعة ، إلا أن غيتس وعلى ما يبدو حائرا في الوقت الحالي بين إطلاق "فايروس الخيول القاتل " الذي ينتقل عن طريق البعوض وينتشر حاليا في ولاية فلوريدا الامريكية ، وبين فايروس "هانتا " المميت الذي ينتشر حاليا عن طريق الفئران والقوارض في ولاية أريزونا ،أم تراه سيختار فايروس "جدري القرود" الذي ينتشر حاليا في جمهورية الكونغو الافريقية ولاسيما وأن منظمة الصحة العالمية تدرس مدى خطورة هذه الفايروسات مجتمعة وهل يستحق بعضها اطلاق حالة الطوارىء أم أن الطبخة ما زالت قيد الاعداد وأن الأمور ما زالت مبكرة على الانذار ودق ناقوس الخطر فيما لم يصل قرار بشأن نشر الفايروس بين بني البشر بزعم تسربه من أحد المختبرات أو انتقاله من خلال بعض السياح المصابين بالوباء أو نشره عبر "غاز الكيمتريل "القاتل على شكل سحب بيضاء تنشرها بعض الطائرات التجارية في الأجواء وبما يعرف بـ" الذيل الدخاني " الذي حاول المعادون لنظريات المؤامرة تسخيفه والتقليل من شأنه مرارا فيما بالغ المؤمنون بالنظرية بتهويله ، ومهما يكن من أمر فإن من يتابع تاريخ التسميم البايولوجي الجوي" بالغازات السامة وبالأخص ما يسمى بـ" العامل البرتقالي" أو العامل أورانج ، الذي انتجته شركة مونسانتو الامريكية الكيمائية المشبوهة لصالح الجيش الأمريكي ليلقى على مساحة 30 ألف ميل فوق الاراضي الفيتنامية بين عامي 1961-1971 بحسب صحيفة الاندبندنت البريطانية بهدف إبادة الغابات التي يتحصن بين أحراشها المقاومون الفيتناميون والذي ما تزال آثاره السامة تشوه الأجنة وتنشر أنواع الأمراض والسرطانات بين الفيتناميين حتى كتابة السطور ، تماما كما فعل ويفعل اليورانيوم المنضب والفسفور الابيض الأمريكي بالعراقيين ، ولعل من بديع ما قاله أحد مقاتلي الفيتكونغ يومئذ ونقله المؤرخ الامريكي ديفيد هاكوورث ، عن سر صمودهم وانتصارهم الساحق آنذاك وبما أنقله حرفيا الى المقاومتين الفلسطينية واللبنانية الباسلة ليزدادوا صلابة في مواجهة العدوان الصهيوني الغاشم قوله "كنا نعلم بأن مخزون الاميركان من القنابل والصواريخ سوف ينضب في وقت أقرب من نفاد معنويات مقاتلينا"وفقا لروسيا اليوم ، فلن يجد صعوبة بتصديق جانب من هذه الفرضية على غرابتها ، لأمر بعد كل ما تقدم على آخر أخبار التلوث البيئي، والتغير المناخي ، والاحتباس الحراري ، وحرائق الغابات ، والزلازل، والفيضانات والسيول والانهيارات الارضية حول العالم ، قبل أن أنتهي بتقارير تخص العراق ومنها ماكشفت عنه النقاب صحيفة "انفورمايشن كليرينك هاوس"،مؤكدة بأن عدد العراقيين الذين قتلوا بين عامي 2003 - 2010 بلغ مليونا و455 الفا معظمهم من المدنيين فيما كشف تقرير آخر عن أن العراق يعد ثاني اكبر دولة عربية في معدلات الطلاق بعد تونس، وأن المحاكم العراقية استقبلت الالاف من دعاوى الطلاق والتفريق خلال السنوات الأخيرة، لأختم بتقرير ثالث للخبير الامريكي ستيوارت بوينغ ، الذي يفيد بأن "ثلثي المياه الثقيلة غير المعالجة تصب في دجلة بمعدل مليون الى مليون ونصف المليون متر مكعب في بغداد وحدها وترتفع وتيرتها صعودا الى البصرة!".
ولعل مما يؤسف له حقا والذي بات كالشمس التي لاتحجب بغربال هو أن صِدام العقليات الصنمية مع بعضها ، علاوة على صراع الطبقات بات حتميا، وهذا الأمر إن كان يصدق على شيء فإنما يصدق على ما يعيشه الشرق الاوسط الملوث أخلاقيا واجتماعيا ومناخيا وبيئيا وسياسيا وأيديولوجيا إلا ما رحم ربك،ولا شك أن الكيان الصهيوني اللقيط الذي زرعه الغرب الاستعماري في قلب هذا الشرق الغني بالنفط والغاز والكبريت والفوسفات والذهب واليورانيوم ومعظم الموارد الطبيعية المهمة زيادة على التاريخ الحضاري العريق الضارب بالقدم ، والموقع الاستراتيجي،والمياه العذبة،والاراضي الخصبة،تخلصا من الصهاينة وخبثهم ومؤامراتهم ومشاكلهم التي لا تحصى في بلدانهم أولا ، ولنهب ثروات دول الشرق الأوسط وبناء القواعد العسكرية المؤقتة والدائمة على أديمها ثانيا، ولإسقاط النظم الحاكمة أو تنصيبها تباعا مشفوعة بسحق الشعوب وظلمها على الدوام بذريعة الدفاع عن أمن الكيان ثالثا، ولضمان وجود حليف جرثومي ودائمي لهم رابعا، حليف لم ولن يكف يوما عن نشر الجائحات الوبائية وإثارة الفتن والقلاقل وزعزعة الأمن والاستقرار في قلب هذا الشرق المبتلى بالكيان الصهيوني الذي يستدعي حلفاءه، ويستعديهم على كل من حوله - شعوبا وحكومات- وإن كانوا من المطبعين معه كلما سنحت له الفرصة لضمان ابقاء كل دول الشرق الاوسط وشعوبها ضعيفة وهزيلة ومتناحرة فيما بينها بدوافع سياسية أو قومية أو دينية أو قطرية أو طائفية وبما يسمح له بالتفرد بالقوة والصدارة والاستقرار وتسويق نظامه الاجرامي على أنه الأنموذج الديمقراطي الوحيد في الشرق الاوسط ولولا طوفان الاقصى لانطلت هذه الخرافة على ملايين البشر، كل ذلك أملا بتحقيق حلمه الدائم" دولة اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات "على حساب حلم مناهض ومناقض له يتهدد وجوده كليا ألا وهو" فلسطين من النهر الى البحر"ليتهم كل من يتبنى الشعار الثاني أو يترنم به بأنه "معاد للسامية "ومواز للنازية، ومناظر للفاشية، ومتبن للراديكالية ،وعاشق للديكتاتورية ، ومناهض للديمقراطية وهلم جرا مع أن كل الاوصاف التي يطلقها الكيان المسخ على خصومه وأعدائه إنما تنطبق عليه حرفيا منذ نشأته المشؤومة بوعد بلفور عام 1917م والى كتابة السطور ،وقد عقد الكيان المسخ العزم على تصفية آخر جيوب المقاومة الحقيقية المتمركزة في غزة العزة ليتبعها بتصفية بقايا المقاومة في الضفة الغربية قريبا ليضمن ادخال ما تبقى من القطيع في ركب وقطار التطبيع لاسمح الله ، ليكشف لنا أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو الدكتور جون مير شايمر،وله كتاب سابق مهم جدا بالاشتراك بعنوان"اللوبي الاسرائيلي والسياسة الخارجية الامريكية "السبب الرئيس الذي يقف وراء الدعم المتواصل واللامحدود وغير المفهوم للكيان المسخ أمريكيا،مؤكدا بأن السبب"ليس اخلاقيا ولا استراتيجيا كما يتوهم كثيرون،بقدر ما هو استجابة الادارات الامريكية المتعاقبة ذليلة وصاغرة لضغط اللوبي الاسرائيلي المتغلل والمتوغل والمتغول في امريكا والذي يعرف اختصارا بـ" أيباك ".
وتأسيسا على ما تقدم فقد أصبح شعار العرب أسوة بكل من جاورهم من قوميات هو"مات الصنم،عاش الصنم"حتى غدت تلك المنظومة بمثابة أهزوجة لمعظمهم ما فتئوا يرددونها طوال حياتهم ما خلا حقب قليلة "وما بين كل خازوق وخازوق..راحة " كما يقول المثل الدارج، نعموا خلالها بالأمن والأمان، وبالسلم والسلام،ومابين كل صنم زائل ونظير له صائل، هنالك أرحام تدفع ومعتقلات محلية وأجنبية تبلع...أكتافتخلع وأظافر تقلع...معاصم تقيد وأفواه تكمم وألسنة تقطع...أجساد بفعل الكهرباء -اللاوطنية- تحت التعذيب وبتهمة اللاشيء تضيء وتسطع ..رقاب للاستبداد المستورد تسجد على مدار الساعة وتركع ،للطغيان المحلي المبارك أجنبيا تنبطح وتخضع ..جامعات وكليات ومعاهدومدارس ومساجد تهدم - إن لم يكن ماديا فمعنويا - وتُمنع، يقابلها ملاه وخمارات ومسارح وكباريهات وحلبات وكازينوهات للالهاء المتواصل تجاور معابد للبوذية والهندوسية والسيخية على حساب الأديان السماوية تُشيد في كل شهر على رؤوس الاشهاد وتُرفع ..وياويل و سواد ليل كل من لا يقدم فروض الطاعة والولاء لينصت مليا ويبارك ويفتي بجواز هذا الصنيع ويخضع، والمحصلة النهائية هذي أصنامهم وتلك قطعانهم فحيثما شئت يا ذئب السلطان المتوج والمبارك أورو..صهيو..أميركيا جب وارتع ،وعلى الشعوب الشرق أوسطية قاطبة أن تصفق للجميع وترقص بحضراتهم طربا كطيور مذبوحة من شدة الالم وتبارك لهم فوزهم المتتالي،وقراراتهم المزاجية،وبشاراتهم الوهمية، وانتصاراتهم الفضائية،وخطاباتهم الكاريكاتورية، وطلتاهم الكارتونية،وهتافاتهم الثورية الوهمية في كل مرة لتقنع قبل أن تعود الى حظائرها بصمت الحملان وهيتجر أذيال الخيبة والخذلان استعداد ليوم تطبيل تال تعيد في اصبوحاته وأمسياته الكرة ثانية وتهجع ، وإذا ما قررعبد ما التغريد خارج السرب المنوم مغناطيسيا فلن يؤيده أحد ماخلا النزر اليسير بل ولن يستجيب لندائه الى الحرية عبد ولن يسمع ، فالعبيد الذي نأدمنوا الاستعباد وكما تقول الحكمة واذا ما أمطرت السماء يوما حرية، فسيفتحون اتقاء خيرها المظلات !والنتيجة الحتمية لتلكم الدوامة المقيتة حيث الكيان الصهيوني اللقيط من أمام الشعوب الشرق أوسطية ،بينما الحكومات المستبدة أو الراضخة أو المنبطحة أو المائعة أو المطبعة من ورائها، هي ما زحزحت أصنام عن عروشها قط إلا بأصنام أمثالها،وما جثم صنم على صدور المواطنين إلا بـ(جئنا محررين لا فاتحين) وما رحل عنهم الإبعبارة لويس السادس عشر (وليكن بعدي الطوفان) ، ففي ظل الاصنام رقاب تلو الرقاب على حبال المشانق تأرجحت، ومعاصم تلو المعاصم بقيود السجانين رزحت، وبأمرهم ظهور بريئة بسياط الجلادينتقرحت، أجيال بين قطعان الضباع ترعرعت، أزهار بحقول الالغام تفتحت، عقول راجحة تحجرت،مصانع عملاقة تعطلت، مزارع خضراء مترامية الاطراف تصحرت، كفاءات لا تبارى هاجرت، ملايين نزحت ،عوائل كريمة تشردت، أسر متماسكة تفككت،بطون جاعت، أجيال خُدَِرت وتخدرت ، أرامل ناحت ، أطفال تيتمت ، ضمائر حية ماتت، عصبيات طائفية تأججت،فتن نائمة استيقظت، آثارومعالم ضاربة في عمق التاريخ طمست وهُرِّبت ، ثروات لا تعد ولا تحصى نُهبت، موازانات مليارية سرقت ، ولا يزال العرض مستمراً وبنجاح ساحق لمن فاتته المشاهدة وحتى اشعارآخر، عاش الملك مات الملك ، أطول عرض هزلي قدم على مسرح الشرق الاوسط ، إن مكث المظلوممرغما لمتابعة ما تبقى من مشاهده وفصوله يندم، وإن ولى يا لهف نفسي عليه فراراً دون إذن من حاشية الاصنام-يُعدم- وهكذا ضاعت بلادي بين نوح باك وترنم شاد أو بين خنوع ماسيوشي وتجبر سادي ؟
وما أحوج الشرق الأوسط برمته على مستوى الحكومات والشعوب الى وقفة شجاعة مع النفس لوأد الروح -الصنمية- والانهزامية التي تقمصته وتحكمت بمصائر أجياله على مدى عقود طويلة، لتنعم بالامن والحرية والعدالة الاجتماعية و، أما المراهنة الدائمة والدائبة على الأصنام فهذه لن تسمع أنين الثكالى، ولن ترى معاناة الضحايا ،ولن تستشعر الآم الجماهير ، إذ ليس للاصنام آذان تسمع بها، ولا أعين تبصر بها ، ولاقلوب تفقه بها، ذاك أن قلوب الاصنام من حجر، ولا يفلح قوم ولوّا امرهم حجراً، واذا كانت الخمر أم الخبائث، فان العقلية الصنمية المتوارثة كابرا عن كابر ولاشك في ذلك، أبوها ، ولله در القائل : شكوت وما الشكوى لمثلي عادة ...ولكن تفيض الكأس عند امتلائها فيا من تبنون بكل يوم لكم قصرا، أتعلمون أن غالبية شعوبكمأوسطية الشرق المقهورة لا تملك في أرضها شبرا؟ يا من تنهال عليكم الثروات تترا، أتدرونأن شعوبكم تكد ولا يُدفع لها أجرا؟! أتدرونهم أضحوا لا ماء صالح للشرب ولا كهرباء،لا دواء ناجع للمرضى ولا مستشفيات - مال أوادم - ولا غذاء؟! لا تعليم رصين ولا خدمات عمومية ولا انجازات رياضية ولا نجاحات ثقافية ولا رخاء ، لا ضمان جودة ولا اختراعات ولا اكتشافات ولا تصنيع محلي ولا تحسين أداء ، وإنما مجرد ضحك وسفه وعته وبله وترفيه هنا ، يقابله بكاء وعويل ويتم وعزاء هناك ولا جديد فوق أرض الشرق الاوسط المبتلى بأصنامه أو تحت السماء !
ودعونا وقبل الختام نوجز ولا نسهب، ونختزل ولا نطنب، فخير الكلام ما قل ودل، وشر الكلام ما طال وخل.. وكلامنا موجه حصراً الى من نظموا في حب أسيادهم أشعارا، واتخذوا من لبوس الصالحين دثارا، الى من قطعوا الأعناق وسبّحوا، الى من بدماء الأبرياء ثملوا وسَبَحوا، الى من بقطع الأرزاق يُسر بعضهم ويفرح، والى من بآلام المضطهدين يغني ويصدح
والكل يسأل من أين لك كل ما تملك ياهذا ؟ كيف ومتى وأنّى ولماذا؟ إن كنت تعلم فتلك مصيبة، وإن كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم ، والسؤال موصول الى هذه الفاشينيستا المطبلة لهذا ، والى نظيرها في الرقص والتطبيل السياسي لذاكا !ولاشك أن الهوّة السحيقة التي تتسع يوما بعد آخر بين الاغنياءوالفقراء ، وبين السعداء والتعساء، في ظل تضخم وبطالة خانقة وغلاء فاحش وركود وانكماشاقتصادي مخيف وغير مسبوق ، لم تعد مقبولة بالمرة شرق اوسطيا وستسفر عن "صِدَام قادم بين الطبقات" لا محالة ولو بعد حين ولات حين مندم ، ومن يمعن النظر في الفوارق الطبقية الكبيرة التي أسفرت عن اختفاء الطبقة الوسطى برمتها وبما بات يمزق النسيج الاجتماعي، ويقطع أوصاله ويهدد شعوبنا وبلداننا بأسرها بما لا تحمد عقباه البتة سيصاب بالذعروالاحباط الشديدين،ولاغرو أن مَن يقلب الطرف مليا فلن يجد صعوبة باكتشاف أن الافراطوالتفريط ،والاسراف والتقتير،اضافة الى استشراء الفساد المالي والاداري والسياسي والحزبي،والتعصب القبلي، والاصطفاف الطائفي، والتعنصر القومي ،زيادة على التبعية المذلة للأجنبي، والتخبط الاقتصادي وغياب الخطط والبرامج التنموية والاستثمارية الحقيقية علاوة على الاغراق الشعبوي في ثقافة الكماليات والاستهلاكيات المشفوعة بالترفيه والتسطيح والتسفيه اللامحدود، تأتي في صدارة الاسباب التي أدت الى اتساع الفوارق الطبقية، واختلال الموازين الاخلاقية،وتصدع اللحمة الوطنية، وانهيار العملات المحلية، وتكدس الثروات المليارية لدى القلة القليلة من دون السواد الاعظم الذي يلوك الصخر خبزا، ليجد الباحث الجدي وبعد تأمل عميق بأن الحل الأمثل لهذه الآفات مجتمعة انما يكمن في تبني الوسطية والاعتدال منهجا في كل شيء والاخيران لن يأتيا إلا بالخيرالعميم ، لأن الوسط وكما تعلمون هو فضيلة بين رذيلتين.
ومن سخرية الواقع المعاش وقبل أيام قليلة وأثناء تصفحي لبعض المواقع الالكترونية على الشبكة العنكبوتية ظفرت بصفحة أحد أنصاف السياسيين القدامى-اونلاين- وهو يتسكع بين البلدان الاوربية بشعره السبايكي الصاعد، وزلفه الهوليوودي النازل،وقلادته الذهب التي تطوق رقبته كطوق الحمام، زيادة على اسواره وخاتمه الذهبيين فكتبت له معلقا :
شفتك على شبكة الانترنت
لا أهل ولا وطن ولا بيت
عصّابة على عينك حطيت
وبوادي الاثام ترديت
لهل الدرجة يا سياسي الماضي انحطيت؟
شفتك مرابط على أشهر رابط
ضغطك صاعد ، وزنك هابط
تتذكر من جنت تزامط
وتكلي خلينا نرابط
تالي لأوربا فريت ؟!
شفتك على صفحات تويتر
ثوب مدهن صاير فيتر
يكفخك -هنري- يهينك -بيتر-
مجرش لا صوبة ولا هيتر
متكلي ليش اشسويت ؟!
شفتك على الياهو دوم مداوم
تذكرتك من كلت مانخضع ، لا أبدا مانساوم
تالي بالكازينو الليلي طلعت اداوم
للهتلي بس كلي شبقيت ؟!
شفتك على صفحات اليوتيوب
لاعكال ولا غترة ولاثوب
بطرك الفانيلة والروب
شعندك بس كلي النوب ؟
ياريتك لا رحت ولاجيت !
شفتك على صفحات التيك توك
راسك جوه،ورجلك فوك
ظهرك مدبغ من آثار السوك
شبيك ما جزعت ، ما مليت ؟!
شفتك على صفحات الانستغرام
حب ..وعشق ...وغرام
ماظل بقاموسك لا حلال ولا حرام ؟
للمراهق والطايش بس كلي شبقيت ؟!
شفتك على صفحات سناب شات
مثل الثعلب بذيلو سبع لفات
كل ظني بطلت اطير فيالة وتوزع بين الوادم ساختات ..
بالليل مطوخ تضرب صفنات
وبالنهار تبيع بخبز الناس اليابس فرارات
دومك مدمن خزعبلات ، ومعجون كلاوات
إن صبحت بـ ستوكهولم أو بـ سدني مسيت !
شفتك مرة بلوغر، ومرة فلوغر
مرة تضرب ركعة ، ومرة تلعب بوكر
شكلك راح تظل جوكر
حتى لو السن التسعين تعديت ؟!

اودعناكم اغاتي



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا حبيبنا -أسيد -الخديج وليعش أطفالنا الخدج من المحيط الى ...
- بانوراما إبليس إنطلاقا من حفل افتتاح أولمبياد باريس !
- الى المحللين غير الموضوعيين والناشطين المتحيزين !
- لماذا يعاني رؤساء أميركا وجنودها من الشبقية والجنون ؟!
- الخطبة التموزية للرد على أكاذيب -بيبي- أمام جوقة الكونغرسيين ...
- واقعنا الهابط بظل الموكبانغ والتنجيم والمحتوى الخارط !
- كوكب الأرض في خطر بسبب السلاح النووي وجنون قادة البشر !
- لا لمشاركة الكيان الصهيوني الخسيس في أولمبياد باريس !
- إنها حروب وجودية يا شعوب الصعادات والنفاخات!
- رصاصات وخناجر غيرت مجرى الماضي والحاضر !!
- أين جيشك الجرار من جرائم الصهاينة الفجار يا أمة المليار ؟!
- العدالة والإنسانية الى زوال بسبب أنصاف القادة وأشباه الرجال ...
- شيفرة وكود-الفيلطوز-الرنان لإرباك وتضليل الكيان !
- إذا أردت أن تهز الضمير الغائب بمقال صائب في زمن الكوارث والم ...
- نظارات ومناظرات ونظرات وانتظارات تحسبا لما هو آت !!
- كلاب ولكن كالبشر!!
- غربان وجواسيس مهمتهم تأجيج الفتن وإشعال الحروب وصنع الكوابيس ...
- سجون وأسلحة محرمة وجرائم ضد الإنسان فعلام التطبيع مع الكيان ...
- -جائزة الخلود- لتكريم ابتكارات وبطولات المقاومة والصمود!
- أميركا والكيان سيهزمان في غزة ولبنان !


المزيد.....




- قطر تحظر عرض فيلم رومانسي بسبب -قبلات-
- سياسي تركي يردّ باللغة العربية على هجوم وزير خارجية إسرائيل ...
- إيقاف فنان المهرجانات المصري عصام صاصا في دبي
- تضامنا مع فلسطين.. 60 فنانا فنلنديا يقاطعون مهرجان فلو الشهي ...
- أجدد الأفلام العربية .. استقبل تردد قناة روتانا سينما الجديد ...
- تردد قناة mbc3 الجديد 2024 لمتابعة أفلام الكارتون والبرامج ا ...
- غضب جماهيري واسع ضد ظهور محمد رمضان مع أحد منتجات المقاطعة
- وزير حرب الاحتلال يوجه رسالة باللغة العربية إلى اللبنانيين! ...
- أفضل 10 أفلام عن القتلة المتسلسلين في السينما العالمية
- موسكو تستضيف معرضا لمصورين من بلدان -بريكس-


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد الحاج - بقايا سياسي عتيق على أطلال واقعنا المأساوي الغريق !!