أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - عبدالرحيم قروي - من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - بول باسكون - الفترات الكبرى للقايدية 12















المزيد.....

من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - بول باسكون - الفترات الكبرى للقايدية 12


عبدالرحيم قروي

الحوار المتمدن-العدد: 8064 - 2024 / 8 / 9 - 22:15
المحور: الارشيف الماركسي
    


وفي الواقع في 21 فبراير/شباط 1905 أصدر السلطان ظهيرا يعين فيه الطيب على إدارة قبيلة غيغاية . وقد حصل الطيب في 9 مارس/آذار من دار بروشفيك وشركاؤه شيكا مؤرخا بـ 5 مارس/آذار. «بعد شهرين من هذا التاريخ نرجو أن تدفعوا مقابل هذه الرسالة مبلغ 5 آلاف دورو نقدا مخزنية قيمة مستحقة على السيد القائد الطيب الكوندافي في مراكش». وقد كتب الطيب على الهامش بالعربية ندين للتاجر برونشفيك بـ 5 آلاف ريال نردها له في بحر شهرين «2 محرم 1323». وقد أعيد الشيك للسيد عبد العزيز برادة (وزير المالية). ووقع على ظهره بتاريخ 25 ابريل/نيسان 1905 في طنجة. ورسالة أخرى للتبديل Change 1200 دورو مثل الأولى وموقعة من طرف نفس الشخص وكتبت في 12 مارس/آذار. وفي 14 مارس/آذار عين الطيب في إدارة زاوية تامصلوحت وسكتانة، وعلى قبيلة مجاط في الحوز .
وفي 3 مايو/أيار بعث الطيب بورقة إلى أخويه وابنه تحمل هذه الكلمات الألغاز: «ابعثوا البغال لحمل الأشياء الثقيلة. يجب أن تكون قوية، وانتبهوا. افعلوا ذلك بسرعة ذلك أن الشريف (السلطان) سيخرج بوم السبت. ابعثوا 10 بغال من كدميوة، و4 من أولاد مطاع، 4 من وزكيتة. 4 عن سكتانة الجميع 22». وهذا يعني نقل القطع النقدية للفرض، ومن هنا يمكن تقييم الضغط الضريبي النسبي الممارس على القبائل الاربع. ونذكر هنا أن سكان تلك القبائل كان على النحو التالي وذلك في سنة 1917
أسر عدد البغال
كدميوة 5600 10
ولاد مطاع 1400 4
وزكيتة 1160 4
سكتانة 1200 4
والرسائل المتعلقة بتأدية المبالغ ظلت تصل إلى نهاية شهر يونيو/حزيران. فمثلا كتب يوشا. كوركوس إلى الطيب في 13 يونيو/حزيران: لقد توصلنا برسالتك التي تطلب فيها أن أسلم لصديقك سيدي على بن ولد الدرقاوي مبلغ ست مائة ريال. وقد سلمتها له بحضور سي لحسن راني. وأديتها له على حسابك».
ولكن بعض القبائل قاومت ذلك فأرسل الطيب بعض الفرسان. وقد كتب الطيب إلى أخيه رسالة بتاريخ 23 يونيو/حزيران 1905:
أخبرت به من مشافهتك أعيان شرفاء تمصلحت وعوامها على أداء الترتيب وصوبتم لها الزمام وقرأ عليهم وسمعوا وأطاعوا وقاموا للأداء وصار مولاي الحاج يوسوس لبعضهم لخ ما شرحت كنا من ذلك يبال كما كنا ببال من كونك نازلا بسجتانة لتحريضهم ووزكيتة على أداء الترتيب وأن الناس شرعوا في الأداء معاذ شياطين غغاية لا زالوا يتلوون ويروغون لخ وبما وقع للظالم الفأر ببهائمه وتبعه الأصحاب ووقع عليه البارود مع فساد دوار تكانة ودوار مولاي إبراهيم نفع الله ومات من المفسدين موتين دمرهم الله لخ صرنا من ذلك ببال فقد كتبنا للمخزن بذلك وأنت فلا بد أصلحك الله رغم الناس على أداء ترتيبهم عزما عاجلا وارتكب السياسة لأولاد الحرام حتى نقضو الغرض.
وفي 30 يونيو/حزيران انتهى مجموع العملية بوصل محمد التازي: «أنا الموقع أسفله اعترف أنني توصلت من الطيب الكوندافي (المبلغ) الذي يدين به لصاحب الجلالة أي 25 ألف ريال. 26 ربيع الثاني 1123».
وفي النهاية يكون الطيب قد أدى 23350 ريال (170000 فرنك 1974) وللحصول على حكم ولاية غيغاية ومجاط وزاوية تامصلوحت أي حوالي 4000 أسرة. ولجمع هاته المبالغ باع كل محصول اللوز والجوز إلى شركة برانشفيك Braschewig المقرضة إلى صمويل Samuel وكوركوس Corcos وجعل القبائل يدفعون المبالغ. وقد دفع المخزن في الصويرة لتأدية الأقساط السنوية للدين وشراء الأسلحة لكي تستخدم ضد القبائل لاقتطاع الضرائب بصفة أكثر، الخ.
وقد كانت هذه هي الحلقة المفرغة التي تدور فيها الوضعية السياسة الاجتماعية التي تدهورت أكثر فأكثر وأعطت سلطة أكبر للقايدية إلى حد انهيار دولة المخزن والاحتلال الأجنبي. وسنرى فيما بعد أنه لملء هذا الفراغ السياسي الناجم عن هدم المنظمات القبلية اضطرت السلطة السياسية الجديدة للحماية إلى ترك المنظمات التي عملت هي على خلقها، دون وعي منها في مكانها.
الاقتطاع الضريبي:
لن نعود هنا إلى التمييز بين الاقتطاعات القانونية والاقتطاعات القايدية. نريد فحسب أن نأتي ببعض النصوص التي توضح الظروف التي كانت تتم فيها تلك الاقتطاعات خلف المستوى الرسمي والعبارات المخزنية.
وقد كان قصر تاكونتافت الذي بناه والد الطيب الكوندافي كأشغال شاقة مفروضة، على أعلى وادي نفيس، يشتمل في مدخله، مثل باقي الحصون في ذلك العهد، على ملحق يحصنه باب مزدوج ضخم من الحديد حيث كان يقيم الحراس والبواب وحيث كانت تدفع الضرائب على شكل تموين وكان البواب يقوم في الحقيقة بحساب المخزون في سجل الدخول والخروج وكان يسلم وصولات تدفع كل اعتراضات لاحقة. وقد عثر على بعض الصفحات من هذا السجل ممزقة ومبتورة، في أنقاض تاكونتافت مع بعض الوصولات. وطيلة السنوات 1896-1897 نجد أن عبارة «مونة» (تموين) تتكرر أمام أسماء بعض الأسر فمثلا في صفحات سنة 1314 (1897-1896) 5 ربيع الثاني (13 شتنبر/أيلول 1896):
آيت علي 30 دجاجة
3 خرفان
6 أكياس شعير (غرارة)
6 ريال عوض 11 كيلو تقريبا زبدة».
وهذه الإشارة الأخيرة لها دلالتها من حيث تطور الاقتطاع من شكل عيني إلى اقتطاع نقدي. وفي بداية 1314 (أي منتصف، يونيو/حزيران 1896):
«وهذه لائحة قصب الحدائق بتاكونتافت، كل واحد يجب أن يؤدي «غرارة» من الشعير أو القمح...» تليها لائحة بأسماء الأشخاص.
وبعد بحث قمنا به في عين المكان استطعنا أن نوضح طبيعة هذه الضريبة فالأراضي المسقية في تاكونتافت قد سجلت كلها في سجل المساحة، بواسطة قصب مقياس طول يساوي قامة. (1.75م تقريبا) وفي الحقول المنتظمة والمستقيمة السفلى، و«القصب» كان هو مساحة قطعة لها 10 قصبات وكان يقال عنها أيضا «أفوس» يد أي عشرة أصابع –عرضا في رأس الساقية وطولا، كل القطعة الأرضية الصالحة للزراعة المتقاطعة مع ضفتي الواد .
«والقصب-المساحة» للقطع السفلي قد أصبح نوعا ما يقوم بوظيفة عيار متري بالمقارنة التقريبية للمساحة في المناطق القليلة الانتظام. وما يجب ملاحظته هو إحلال فكرة مساحة مقاسة محل مساحة-سعة. فالطريقة التقليدية الجاري بها العمل كانت تقوم على تقدير مساحة الأراضي بواسطة الحجم (وزن) الحبوب التي يمكن زرعها فيها. وإن مقاييس دقيقة تبين أنه في الحوز مثلا يمكن بذر 60 إلى 120 كلغ من الحبوب في الهكتار، حسب منسوب الماء المتوفر، بوزن يقدر بـ 80 كلغ. غير أن الضريبة هنا تتناسب مع مساحة مسجلة فهي إذن ضريبة عقارية وليست تقديرا على المحصول (خرس)، ويلزم أن يتناسب معه ذلك بطريقة غير مباشرة.
ونجد في السجل أيضا أنه بالنسبة للسنة 1316 (1899) تسليم الجوز المقشر (مكسور) من طرف عمر نايت عبد الله وأهله كفرض ثم يلي ذلك لائحة للأشياء التي نقلت مكالة بالصاع . وفي المجموع كيل 147 وسجلت وسلمت إلى «القاعة» المعينة. وسلم لهم وصل بذلك: فبين ورقتين من السجل نجد ورقة طائشة:
فيها بيد الحامل ثلاثين ريال من ثمن الجوز بايت احسين وان ثمانين ريالة عند الهاشمي بن وحمان فإن جاء بهم فذاك وان دفعهم لنا يصلك في القرب وثمن الجميع مائة وعشر ريالة 110 وكيفية الإخبار في رأس الحامل والسلام.
ونعلم أن في سنة 1906 كان الطيب الكوندافي يبيع كل الجوز الذي يملكه لدار برانشفيك وكوركوس. ويظهر أن في سنة 1901 لم يكن هو المحتكر الوحيد لتجارة الجوز في نفيس بما أن أحد رعاياه باع جوزه في الشجر لآخر غيره. وبما أن القياد كانوا يقومون بدور الوسيط بين المنتجين والمشترين الأجانب فقد عملوا على إطالة نظام الاقتطاع عينا وقد كان من الجائز أن لا يطول ذلك لو كانت التجارة حرة. وقد علمنا من خلال برقية وجهتها وكالة تابعة للقنصلية أن الكوندافي كان يعارض المعاملات التجارية الأجنبية.
غير أن القياد حين يقعون تحت ضغط الحاجة إلى النقود في فترة لا يجدون ما يجني فيها أو يباع، فإنهم يرغمون الأهالي على دفع المبالغ نقدا ويرفضون الضريبة العينية.
«لقد تلقينا رسالتك مع المائة ريال الا بسيطة مقابل الفريضة عن الزيتون «وموزونة» عن الكراء (ملزوم). وقد دفع المسؤولون عن اللزوم من 80 إلى مائة ريال أما أنت فقد بعثت موزونة، فما هي هاته الموزونة؟ ألم أطلب إليك أن تأتي بنفسك؟ لقد وصلني من جهة أخرى أنكم اتفقتم على أن تعلنوا بأن محصول الزيتون كان سيئا هذه السنة بحجة أنكم يجب أن تدفعوا عنه نقدا...
يتبع



#عبدالرحيم_قروي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - بول باسكون - الفترات الكبرى لل ...
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - بول باسكون - الفترات الكبرى لل ...
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - بول باسكون - الفترات الكبرى لل ...
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - بول باسكون - الفترات الكبرى لل ...
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - بول باسكون - الفترات الكبرى لل ...
- في الحياة ما يستحق الذكر11
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - بول باسكون - الفترات الكبرى لل ...
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - بول باسكون - الفترات الكبرى لل ...
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - بول باسكون - الفترات الكبرى لل ...
- في الحياة ما يستحق 10
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - بول باسكون - الفترات الكبرى لل ...
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - بول باسكون - الفترات الكبرى لل ...
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - بول باسكون - الفترات الكبرى لل ...
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - حول الطبقة العاملة - عبدالسلام ...
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - حول الطبقة العاملة - عبدالسلام ...
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - حول الطبقة العاملة - عبدالسلام ...
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - حول الطبقة العاملة - عبدالسلام ...
- ن أجل ثقافة جماهيرية بديلة - حول الطبقة العاملة - عبدالسلام ...
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - حول الطبقة العاملة - عبدالسلام ...
- 1من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - حول الطبقة العاملة - عبدالسلا ...


المزيد.....




- حمدين صباحي: روسيا قادرة على لعب دورها في نصرة القضية الفلسط ...
- اغتيال هنية وشكر.. إسرائيل تستعد لمهاجمة لبنان وإيران
- محلية النجف للحزب الشيوعي العراقي: اعتداء آثم مدان
- مظاهرات كبيرة في لندن ومدن بريطانية أخرى مناهضة للعنصرية وعن ...
- حالة التأهب ترهق-اسرائيل-وجهود أميركا الإحتوائية لا تثمر.. ب ...
- لماذا يتدخل إيلون ماسك بأعمال العنف بسبب اليمين المتطرف في ب ...
- الحقيقة كاملة ومحاكمة الجناة في ملفات الشهداء والمختطفين جزء ...
- ماذا بعد تفويت السلطة الفلسطينية؟! (1)
- “طوفان الأقصى” وغياب اليسار الفلسطيني المؤلم
- سلام للبيع: أزمة التفاوض في السودان


المزيد.....

- العصبوية والوسطية والأممية الرابعة / ليون تروتسكي
- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى
- تحديث.تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - عبدالرحيم قروي - من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - بول باسكون - الفترات الكبرى للقايدية 12