رحمة يوسف يونس
الحوار المتمدن-العدد: 8064 - 2024 / 8 / 9 - 20:19
المحور:
الادب والفن
من بين نظريات وتصورات (سيناريوهات) نهاية الكون، أقتنع بنظرية الانكماش أو الانسحاق الكوني، وهي باختصار عكس نظرية الانفجار الكوني، ونظرية الانفجار تقول إن الكون كان صغيرًا جدًا وكثيفًا جدًا، ونتيجة حرارة شديدة صار انفجار كوني وبدأ الكون يتسع ويتمدد حتى اليوم، وتقول نظرية الانكماش أنه سيتوقف عن التمدد ويحصل انكماش فيعود كما كان صغيرًا وكثيفًا جدًا..
أرى الإنسان يشبه الكون، كيف لا وهو ابن الكون، خرج من الأصلاب والأرحام بطاقة كبيرة، يركض ويلعب ويتعلم ويحلم أن يكبر، وتتسع أحلامه، ويتكاثر، وما إن يصل إلى عمر ما حتى يبدأ بالحنين إلى الماضي (النستالوجيا)، لا يرى أهمية لكل ما حصل عليه أو لم يحصل عليه، وحتى إن استمر بالطموح لا يكف عن الحنين، إلى والديه، وبيته القديم، ومنطقته التي نشأ فيها، وطفولته، وأصدقاء مدرسته، وتراثه وتاريخه، وكل ما له صلة بماضيه وأصله، وبالتقدم الكثير للعمر هناك مَن يصل به الأمر إلى ألّا يتقبل الموت فحسب بل يتمناه، ويبدو في ذلك أن الحنين بلغ منتهاه، الحنين إلى ما هو قبل الأرحام والأصلاب. ابن الكون يتسع كثيرًا ثم ينكمش حنينًا إلى ماضيه وأصله.
#رحمة_يوسف_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟