منور نصري
الحوار المتمدن-العدد: 8064 - 2024 / 8 / 9 - 20:19
المحور:
الادب والفن
قد تطيل الطريق لأنك لا ترغب في الرجوع إلى المنرل
تذهب في أنهج لست تعرفها
وتضيع خطاك وراء سراب تبدى لك في الطريق
ولست تريد الرجوع
لأن المكان خلاء وبرد وأغنية للحنين
وحزن نما في جميع الفضاءات
يا منزلا عاش حزني وصمتا كئيبا
وبردا وريحا محملة بالتراب وشمسا
تضيع الأماني يضيع الطريق أمامي
ووجهها مبتسما في فضاءات روحي ينادي
سأتبعه لا يهم إذا ضاع مني طريقي
أنا بطبيعتي لا أرغب في الرجوع إلى منزلي
هي ليست هناك وليست هنا الآن
لكن صورتها تتبدى بذاكرتي وأراها كأنها قادمة
مثل حلم بديع
أغار عليها وأمسكها من يديها
ونذهب صوب عواطف ضمأى
وأنسى زماني وتكبر صورتها في خيالي
ويزداد سخطي على منزل ليس يعرف صورتها
فأقول لنفسي أنا لا أريد الرجوع إلى منزلي
منزلي قد أعود إليه إذا اليأس أتعبني واختفت صورة في خيالي
أعود إلى منزلي وإلى غربتي في فضاء أليف
وأحقد عن منزل لم ير وجهها ثم أحسد نفسي
لأني ملأت فؤادي بها وتنفست عطرا تضوع منها
أقول لنفسي أنا أستحق الربيع لأني عرفتها منذ زمان
وعشت بجانبها لحظات سعيده
وكانت أمانيها لا تتعدى الحياة معا
وأنا الآن لا أستطيع الرجوع إلى منزلي
أشعر أنه بارد وخلاء ولايعرف وجهها
أقول لها لا ربيع بدونك
أنت ربيعي وأنت غنائي وبهجة روحي
وكم مرة قلت لي أنك منزلي
وضحكنا َولكنني الآن أدرك أن وجودك كان لنا منزلا وربيعا
وحقلا حلمنا به
حقلنا كان يزهر كل ربيع وفيه غلال كثيره
وكان جميلا كما نشتهيه
وكنا إذا شئنا نزرع فيه زهورا جديده
فيا أنت ما عاد لي رغبة في الرجوع إلى منزلي
منزلي بعدك فارغ بارد موحش مقفر
وأنا أتجنب برد الشتاء وحر الهجير ورائحة للفراغ تفوح.
3/4/2024
#منور_نصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟