أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مالك ابوعليا - المشاعات الزراعية في الشرق الأدنى القديم















المزيد.....



المشاعات الزراعية في الشرق الأدنى القديم


مالك ابوعليا
(Malik Abu Alia)


الحوار المتمدن-العدد: 8064 - 2024 / 8 / 9 - 12:21
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مؤلف الموضوع: ايغور ميخايلوفيتش دياكونوف*

ترجمة مالك أبوعليا

الملاحظات والتفسير بعد الحروف الأبجدية بين قوسين (أ)، (ب)... هي من عمل المُترجم

ليس لدي وقتٌ كافٍ(أ)، ولذلك يتعيَّن علي ببساطة أن أُعبّر عن أفكاري بشكلٍ سريعٍ وقاطِع، على الرغم أن الهدف من كلمتي ليس إعلان حقائق "قاطعة وجامدة"، بل وضع معالم بعض المنهجيات والمسائل التي تبدو ذات أهميةٍ بالنسبة لأبحاثنا. لا شك أنني سأضطر الى التعبير عن وجهة نظري الخاصة بطريقةٍ مُتماسكة. قد يعتبر بعض الحاضرين أن استعراضي لكلمتي لا تأخذ بعين الاعتبار وجهات النظر الأُخرى بما يكفي، ولكني أرجو منهم أن يعتبروا أن شكل العرض فقط هو سبب ذلك. إنني أُدرك تماماً أن الآراء الأُخرى موجودةً حقاً، وبالطبع لا أعتقد أن النتائج التي أتوصل اليها نهائيةً بأي حالٍ من الأحوال.
عندما ينتقل مُجتمعٌ من حالةٍ اقتصادية-اجتماعية مُحددة تاريخياً من تطور البشرية-وهذا ما نُسميه التشكيلة الاقتصادية-الاجتماعية(1) الى حالة التطور التالية (أو التشكيلة)، فإنهُ يُحافظ، الى حدٍّ ما، على الطبقات السابقة (أو الشكل ما قبل الطبقي) الذي كان يُميّز التشكيلة السابقة، في شكلٍ مُعدَّل.
وهكذا، فإن المُجتمع الذي ينتقل من العصور القديمة (العبودية) الى العصور الوسطى، لا ينقسم على الفور الى طبقةٍ إقطاعية وطبقة أقنان، بل يكون لا يزال يتضمَّن عادةً مجموعاتٍ من العبيد ومالكي العبيد. في الحالات التي تم فيها غزو المُجتمعات القديمة من قِبَل قبائل تعيش المُستوى الاجتماعي ما قبل الطبقي المُتأخر (ما قبل الدولة)، فإنه حتى داخل مُجتمع العصور الوسطى ظلت هُناك جماهير من السُكّان الأحرار.
بنفس الطريقة التي وَرَثَ بها مُجتمع العصور الوسطى سمات مُعينة من بُنية المُجتمع القديم، وَرَثَ المُجتمع القديم بعض البُنى القديمة من المُجتمع الذي سبقه.
لم يكن من المُمكن للمُجتمع العبودي القديم، بنشوءه من المُجتمع ما قبل الطبقي، أن ينقسم على الفور الى عبيد ومالكي عبيد. ولا يُمكن للقسم الأعظم من السُكان الا أن يتكون من جماهير سُكان المُجتمعات ما قبل الطبقية. هذه الجماهير كانت تتكون من مجموعات أكثر أو أقل تعقيداً (ولو لم تكن طبقات بالمعنى الدقيق للكلمة)، أو كان يُمكن أن تكون بهذا التجانس أو ذاك، لكنها كانت بالتأكيد مجموعاتٍ من الناس الأحرار، على الأقل بقدر ما يتعلق الأمر برؤساء العائلات.
إن الجماعات ما قبل الطبقية، التي كانت قائمةً قبل ظهور الطبقات لم تعد ذات أهمية في إطار المُجتمع الطبقي الناشئ. ومن المؤكد أن هذه الجماعات الحرة، سوف تتضائل بشكلٍ مُستمر لأن أعضائها سوف ينقسمون، من جهة، الى طبقة مالكي عبيد، وطبقة عبيد من جهةٍ أُخرى. ولكنني أفهم أن هذه الجماعات الحُرّة ظلَّت موجودةً حتى في روما. ولهذا السبب، تحدث ماركس عن التاريخ الروماني باعتباره تاريخ الصراع بين مجموعات مُختلفة من الأحرار، ولو أن هذا الصراع كان مُتأثراً الى حدٍّ كبير بخلفية الصراع بين مالكي العبيد والعبيد. ولعل قطاع الدولة في الاقتصاد في مصر القديمة، وهو قطاعٌ كان يتمتع بسُلطةٍ شبه مُطلقة، كان يُسيطر على هذه المجموعات الحُرّة من أفراد المُجتمع. ولكن في ظل مُستوى تطور القُوى المُنتجة آنذاك، ثبُتَ في النهاية أن الادارة المركزية لهذا القطاع العملاق مُرهقة للغاية. ويُمكن للباحث التاريخي أن يُلاحظ ظُهور أشكال اجتماعية-اقتصادية في مصر داخل قطاع الدولة المُفترض، وهو قطاعٌ يُشبه ذلك الذي نمى في بُلدانٍ أُخرى بعيداً نسبياً عن القطاع الحكومي (قطاع المشاعات).
إن حقيقة وجود جمهور كبير من الفلاحين الأحرار في العصور القديمة، وفي أحيان كثيرة، جُمهور مُهيمن عددياً، يعني أيضاً وجود تنظيم ما لهذا الجمهور. ولم يكن بالامكان وجود جمهور فوضوي غير مُنتظم من جماعات الأحرار في ذلك العصر. وعلى هذا، فإن الشرط المُسبق لوجود الفلاحين هو وجوب أن يكون هناك تنظيم اجتماعي أو مؤسسات تُنظمهم.
إن كان الفلاحين تابعين لقطاع الدولة الاقتصادي، فقد تضمّنَ هذا القطاع مؤسساتٍ تُنظمهم، وهذا يعني أن اقتصادات الفلاحين الفردية كانت حاضرةً داخل التنظيم الحكومي (الملَكي أو الخاضع للمعابد). وهُناك مسألة أُخرى تتعلق بالفلاحين الذين يعيشون خارج إطار القطاع الحكومي. إذ لا بُدَّ أن يُقيم هؤلاء الفلاحين تنظيماً خاصاً بهم، أي تنظيماً مشاعياً. في العصور القديمة الباكرة، لم يكن الفلاح الذي يعمل خارج القطاع الحكومي تابعاً بشكلٍ شخصي لأيٍّ من أعضاء الطبقة الحاكمة (أو الطبقة ككُل)، ولم يكن أعضاء الطبقة الحاكمة، الذين كانوا ينتمون الى نفس الجمهور السكاني الحُر قبل ظهور الطبقة، ينتمون الى أي فئةٍ أو مرتبة مُنفصلة تختلف عن تلك التي كان ينتمي اليها الفلاح الحُر. ومن هُنا، فإن مثل هؤلاء الفلاحين، والذين سنُطلق عليهم (تنظيماً مشاعياً)(ب)، كانوا أحراراً. لقد كان هذا التنظيم المشاعي، هو التنظيم الوحيد الذي كان بوسع الانسان الحُر، أنه يمارس داخله أقصى قَدَرٍ مُمكنٍ من الحرية في أي مُجتمعٍ من مُجتمعات العصور القديمة الباكرة. ومن بين هذه الحُريات، حُرية امتلاك المنقولات، والمُشاركة في المُلكية الجماعية للأرض، والمشاركة في الحُكم الذاتي للمشاعة الزراعية أو مُجتمع النوم Nome(جـ).
إن المشاعة الريفية في العصور الوسطى-بصرف النظر عن بقايا الأشكال القديمة والبدائية مثل مشاعة المارك الجرمانية- كانت في العادة تنظيماً يُعزز تبعية الفلاح ويُيسّر استغلاله. وكانت المشاعة القديمة في أشكالها الأصلية، عبارة عن تنظيمات تحمي حُرية أعضائها، بما في ذلك الفلاحين، وتُعوّق استغلالهم.
إن مسألة "الحُريات" أو "الحُرية" في المُجتمعات الشرقية القديمة المُتنوعة، هي مسألة مُتنازع عليها بحدّة، ومن الهام أن نتناولها بالتفصيل في مُناقشاتنا. يبدو لي أن الانسان الحر في آسيا الغربية القديمة كان: 1-انسان غير خاضع للاستغلال العبودي (وهذا يعني على الأقل، حرمانه من مُلكية جميع وسائل الانتاج). 2- إنساناً قادراً، في ظل ظروفٍ مواتية، أن يستفيد من عمل أشخاصٍ آخرين، و3- انسانٌ لديه الفرصة لمُمارسة السُلطة الاقتصادية على وسائل الانتاج، وبالدرجة الأولى على الأرض، حيث تستند هذه السُلطة الاقتصادية على لقبين قانونيين اثنين: مما يسمح له إما بالمُشاركة في المُلكية الجماعية للأرض، وإما حيازة حصة من أراضي الدولة بشرط تقديم الخدمات لها، 4- المواطن الحُر كان له الحق أيضاً في المُشاركة في الحُكم الذاتي للمشاعة.
اذا اتفقنا على هذا التعريف لـ"الانسان الحُر" في غرب آسيا القديمة، فيجب أن نُقرّ بأن "الانسان الحُر" هي مقولة قانونية، وليست اقتصادية وحسب. من الناحية الاقتصادية، يُمكن إدراج مُمثلي طبقات مُختلفة من المُجتمع في فئة الأحرار. ولكن يتضح أن هُناك تعريفات أُخرى يُمكن أن نُناقشها.
علينا أن نُلاحظ، أن أعضاء المشاعة القديمة كانوا مُلزمين بدفع الضرائب على الرغم من حُرياتهم، لأنهم كانوا يعيشون داخل بُنية المجتمع الطبقي والدولة. من بين أُمورٍ كثيرة، كانت الضرائب تُدفَعُ عينياً، وضرائب وعلى شكل تقديم خدمات العمَل، وضرائب "الدم" بتقديم الخدمة العسكرية. وهذا لا يعني أنه يُمكننا اعتبار جميع أعضاء المشاعات القديمة بأنهم ينتمون الى الطبقة المُستَغَلَّة. فهُناك العديد من المجموعات، على مر التاريخ، التي كانت تدفع الضرائب وتخدم في الجيش دون أن تكون مُستغلَّةً لهذا السبب. وبطبيعة الحال، من نافل القول أن جميع السُكان في العصور القديمة كانوا يتحملون أعباء صيانة وتدعيم جهاز الدولة الذي كان جهازاً للطبقة الحاكمة. ومع ذلك، لم تكن الضرائب هي الوسيلة الوحيدة لاستخلاص الفائض الانتاجي من الطبقة المُستَغَلَّة في العصور القديمة. كان هناك طبقة العبيد التابعين، وهي طبقة يتم استخلاص ناتج عملها من دون فرض ضريبة عليها. إنها طبقة لم تكن تخضع للضريبة. كان جُزءٌ من الضرائب، يُنفَقُ لصالح أعضاء المشاعات أنفسهم (كأعمال الري والدفاع وغير ذلك)، وكان هذا صحيح في "الغرب" و"الشرق".
عندما نتحدث عن التنظيمات المشاعية القديمة، يجب أن نذكر أنها متنوعة للغاية. ومن الطبيعي أن يُبالغ الاختصاصيين في الاختلافات بينها على حساب سماتها المُشتركة. فالأور Ur السومرية والديمتو الحوريانية(د) Hurrian dimtu والغراما grama الهندية والبوليس اليونانية، تختلف كثيراً من حيث ظاهرها.
ولكن كانت الاختلافات تكمُن على الأغلب في البناء الفوقي السياسي والايديولوجي، وفي الميكانيزمات الملموسة التي مكّنَت المواطنين الأحرار أو الفلاحين في كُل حالة من حماية حرياتهم الشخصية ونشاطاتهم الانتاجية. وقد تتنوَّع هذه الميكانيزمات بالتأكيد: فقد كان البشر القُدامى يُنشئونها في كُل مرة بأفضل ما يستطيعون، مُكيفين أنفسهم مع ظروفهم الخاصة، وكان الأمر الرئيسي هو ايجاد آلية لتأمين الانتاج بدون عوائق. وهذا هو السبب الذي يجعلنا نُلاحظ التنوع الكبير في أشكال المشاعات البدائية. ففي آسيا الغربية وحدها، تمكنت المؤرخة والمُستشرقة نينيل بوليسلافوفنا يانفوفسكايا Ninel Boleslavovna Yankovskaya من الاشارة الى عدد من أشكالها. ولكن لا شك أن هُناك عدة أشكال وأنواع أُخرى مُمكنة وموجودة بالفعل. واذا ما قُمنا بادراجها، فإن القائمة تشمل "العشيرة" أو "العائلة المُمتدة" أو المُجتمع القرابي lineage communityفي الألف الثالث قبل الميلاد، وجُزئياً في الألف الثاني في بلاد ما بين النهرين أو بلاد الحوريانيين، وبقايا مُختلفة من الوحدات القَبَلية والأبوية، مثل القبائل الرومانية، والمشاعة الريفية Rural Community التي تتألف من عائلات ذات قرابة وعائلات بدون قرابة تستقر في مكانٍ واحد، وهي الشكل النموذجي لعددٍ من البُلدان القديمة سواءاً في الغرب أو في الشرق، والمشاعة المدينية City Community (لاحظ أن المُصطلحات الشرقية القديمة لا تُميّز بين "المدينة" و"القرية")، والنومة أو النومات، بما في ذلك هرميات "المدينة" و"القرية" كما في بلاد ما بين النهرين بل وفي جميع أنحاء الشرق الأدنى حتى أوائل القرن الأول ق. م، ومُجتمعي المدينة والمعبد في الألف الأول ق.م وحتى النصف الأول من الألف الأول م، وأخيراُ وليس آخراً، البوليس اليوناني والمونيسيبيوم municipium الروماني. جميع هذه التنظيمات تتألف من أُناسٍ أحرار كانوا يعملون في الزراعة، فضلاً عن أعمالٍ أُخرى، ويحرصون على ضمان السير الطبيعي لعملية الانتاج. ومن هذا المُنطلق، فإننا نؤكد أنه لا يوجد أي اختلاف من حيث المبدأ بين هذه الأشكال، مع أن هذه النُقطة بالذات هي التي كثيراً ما يُجادل بها عُلماءٌ آخرون. إن الحُجّة التي يطرحها خصومي عادةً، هي أن نشوء هذه الأشكال المُتنوعة ليس واحداً على الاطلاق. ولا أعتقد أن هذه الحُجة صحيحة: فحين نُناقش بُنيةً اجتماعيةً مُعينة، فإن عامل المنشأ، الهام بحد ذاته، ليس ذو صلةٍ بالمسألة التي نحن بصددها.إن مسألة المنشأ هي أكثر أهميةً بالنسبة لتطور هذا الشكل الفردي أو ذاك من أشكال التنظيم المشاعي. وقد تكون هذه المسألة هامة كذلك بالنسبة لكيفية تطور هذه المُجتمع ككُل، مع التأكيد على أن هذا التطور يتم في جميع الأحوال داخل نفس التشكيلة الاقتصادية-الاجتماعية. ولكن حقيقة أن هذا التنظيم، هو تنظيم يحمي مصالح المُنتجين الأحرار قد يظهر في إطار أشكالٍ مُختلفة، مثل مشاعات "العائلة المُمتدة"، أو اتحاد ما من المشاعات، أو مشاعاتٍ اقليمية "مدينية أو قروية" حسب الظروف التاريخية، لا ينبغي أن يحجب عنا التكافؤ الوظيفي بين جميع هذه الأنواع وغيرها من التنظيمات المشاعية، فالأنواع المذكورة آنفاً هي تلك التي تُميّز العصور القديمة الباكرة في غرب آسيا.
إنني أرى أن الدراسة التفصيلية لأشكال التنظيم المشاعي تُظهِر أن هذه الأشكال تشترك في سمة رئيسية، الا وهي شكل المُلكية (كمقولة اقتصادية). والنقطة الأكثر أهميةً هُنا، هي أن حيازة الأرض داخل القطاع المشاعي من الاقتصاد غير مشروطة بالخدمة. والواقع أن الأرض لا تُوزّع حسب أي شرط، ولكن المُلكية الكاملة لا يُمكن أن تتحقق الا بناءاً على كون الفرد عُضواً في ذلك التنظيم المشاعي. وعلى هذا، فإن أعضاء التنظيم المشاعي المعني يحصلون على أقصى الفُرَص المُمكنة التي تُقدمها المشاعة.
تختلف الصورة تماماً في القطاع الآخر من الاقتصاد القديم، أي في القطاع الحكومي. هُنا، لا يُمكن تملّك الأراضي الا بشرط تقديم خدمات عمل مُعينة أو الخدمة في القصر أو المعبد. قد يُشير هذا الى مُلكيات مثل ما كان الأمر عند الهيلوت helot في سبارطة، أو مُلكية الموظفين الحكوميين أو الكهنة أو غيرهم من أفراد الطبقة الحاكمة من مُلّاك العبيد. يخضع القطاع الحكومي لسُلطة الملك التقديرية أو لإدارة المعبد، في حين تمتلك المشاعة هيئاتها الخاصة بالحُكم الذاتي: التجمّع الشعبي، ومجلس كبار السن، وما الى ذلك.
يوجد في عدد من الحالات، كما ذكرت آنفاً، تسلسل هرمي لتنظيمات المشاعات. تقع مشاعات المدينة أو البوليس، أو النومات، التي تُوحّد عدداً من المشاعات الاقليمية ذات المرتبة الأدنى حول مصدر مياهٍ مُشترك، في أعلى التسلسل الهرمي. قد تشمل المشاعات التابعة قُرىً أُخرى أدنى، ويأتي في مرتبةٍ أدنى منها (أو على قدم المُساواة معها في بعض الأحيان) ديمتو مشاعات العائلات المُمتدة. لا أعتقد أن هذه الأخيرة يُمكن أن تُعتَبَرَ شيئاً قديماً جداً: في الواقع لا تزال هذه موجودةً في أجزاءٍ مُعينةٍ من أوروبا في النصف الثاني من القرن العشرين الميلادي.
وفي حالاتٍ أُخرى، يبتلع القطاع الحكومي المشاعات القروية، بحيث يُصبح سكانها تابعين. وهذا ما حَدَثَ في مصر، وجُزئياً في غرب آسيا بدءاً من القسم الأخير من الألف الثاني ق.م، وتصير هذه الظاهرة عامة في غرب آسيا في الألف الأول ق.م. ولكن حتى في تلك الفترة، كانت لا تزال هُناك مشاعات مدينية وأُخرى مدينية-معابدية وأُخرى معابدية من الحرفيين والمُزارعين، التي استمرت في حماية الأحرار من الاستغلال.
إن أشكال تبعية المواطنين الأحرار والفلاحين الأحرار للطبقة الحاكمة سوف تتطور عاجلاً أم آجلاً. فضلاً عن ذلك، فإن الأشكال المشاعية التي أقامها الأحرار تُساهم في فقدانهم لحريتهم، مثل المونيسيبيا municpia الرومانية. ولكن ما دام المُجتمع القديم قائماً، فإن بعض أشكال التنظيمات المشاعية الحُرة، تظل قائمةً أيضاً. وعندما تختفي هذه التنظيمات، فإن هذا يُشير الى أن العصر الوسيط قد حلّ(هـ).
إن هذا، من وجهة نظري، أمرٌ يُميّز العصور القديمة عن العصور الوسطى. يظل العبيد موجودين بعد زوال العصور القديمة، ويكونون في بعض الأحيان أكثر عدداً في العصور الوسطى (كما في عهد الخلافة على سبيل المثال)، ولكن، يلعب عمل العبيد، في ظل الظروف الاقتصادية-الاجتماعية للاقطاعية، دوراً ثانوياً: إن أي فئةٍ اجتماعية لم يتغير اسمها وشكلها القانوني، تتغيّر من حيث النوع داخل البُنية الاجتماعية، بمُجرّد أن تتغيّر الظروف الاقتصادية الاجتماعية العامة بشكلٍ جذري، أي عندما ينتقل المُجتمع الى تشكيلةٍ اجتماعيةٍ اقتصاديةٍ أُخرى.
إن الفارق الأهم بين العصور القديمة والعصور الوسطى، هو أن الأحرار السابقين في العصور القديمة صاروا الطبقة الرئيسية المُستغلَّة في العصور الوسطى، وبالتالي، تختفي تنظيمات الفلاحين والمواطنين الأحرار السابقة.
برأيي، أن المُجتمع لا يستطيع أبداً أن يقفز فوق التشكيلة القديمة، حتى ولو كانت هذه التشكيلة قصيرة وغير مُتطورة بشكلٍ واضحٍ في بعض البُلدان. إن هذا يتوقف على المُستوى العام لتطور القُوى المُنتجة في الزمان والمكان المعنيين. وفي نظري فإن انجلترا الانجلوساكسونية، والدول الاسكندنافية القديمة، وروسيا القديمة، هي مُجتمعات قديمة من الناحية النمطية وليست مُجتمعات عصور وسطى. في العصور الوسيطة، كان الفلاحون الأحرار موجودين إما كبقايا من العصور القديمة، أو كجنينٍ لعصر الرأسمالية اللاحق.
إن الحد الفاصل بين العصور القديمة والوسيطة لا يتحدد بتوقف الانتاج العبودي عن أن يكون الشكل الانتاجي القيادي في المُجتمع وحسب، بل يتحدد كذلك بالاستغلال الذي لَحِقَ بالفلاحين الأحرار في السابق والذي تحوّل الى الشكل القيادي للانتاج. يتضح هذا الأمر بشكلٍ خاص من خلال اختفاء تنظيمات الحُكم الذاتي للناس الأحرار. ومن المُثير للاهتمام أن نُلاحظ أن الفارق الاجتماعي-الاقتصادي بين العصور القديمة والعصور الوسطى ليس واضحاً مثل الفارق بين العصور الوسطى والرأسمالية. وفي الوقت ذاته، فإن الفارق في المجال الايديولوجي واضح للغاية، ومن السهل معرفة سبب ذلك.
وبما أن غالبية السكان في العصور القديمة ذات أُصول من الجماهير الحرة في المُجتمعات ما قبل الطبقية، فمن المنطقي أن تكون ايديولوجية العصور القديمة الباكرة هي أيضاً، الى حدٍّ ما، ايديولوجية العصر البدائي. وهذا هو السبب في أن الأديان القديمة تتصف بسماتٍ طقوسيةٍ وسحرية، وهذا هو السبب في أن العبادات المشاعية تشمل في مُعتقداتها، قبل كُل شيء، أعضاء المشاعة أو المجموعات المشاعية المُتجاورة. فالانسان الحُر الذي ليس عضواً في تلك المشاعة المعنية، لا يُشارك في العبادة، وبالتالي لا يكون عُرضةً للتأثير الايديولوجي الذي يخلقه دين المشاعة. وفي الوقت نفسه، ورُغم أن دين المشاعة لا ينسجم مع التطويع الايديولوجي الذي يُمارَس على العبيد، فإن العبد، وخاصةً عبيد المنازل ومنهم المولودين في المنازل، قد يُشاركون في بعض العبادات في بعض الحالات. في هذا السياق، تبرُز الحقيقة المُتمثلة في إعادة تسمية العبيد بأسماء آلهة محلية. نُلاحظ أيضاً، أنه من وجهة النظر الاجتماعية-النفسية، لم يكن العضو العادي في المشاعة يُفرّق بين نفسه وبين سيد العبيد (وعادةً ما يكون العكس صحيحاً، لأن سيد العبيد، على الأرجح كان ينتمي الى نفس المشاعة). كانت العبادة القديمة متوجهة نحو أعضاء المشاعة وليس الى العبيد، والتي تعود جذورها الى العصر البدائي. عندما يحلُم عضو المشاعة القديمة بحياةٍ أفضل، فإنه كان ينظر الى الماضي، وليس الى المُستقبل، أي الى المُجتمع ما قبل الحضَري، أي الى ذلك الزمن الذي نشأت فيه ديانته. هذا هو السبب وراء الاعتقاد العام بأن "العصر الذهبي" يكمن في الماضي، وباعتبار الماضي شيئاً قد تجاوزنا، والمُستقبل هو شيءٌ يأتينا من وراءنا. إن "المُستقبل" في اللغة الآكادية، هو "الما وراءنا" (آركاتو Arkatu).
إن إنحلال مشاعات الأحرار في زمنٍ كان العالَم القديم يُطوّر أشكاله الاجتماعية-الاقتصادية والسياسية والايديولوجية، والوضع اليائس الذي وَجَدَت الجماهير الحُرة نفسها فيه الآن، خَلَقَ في نفوسهم حاجةً الى تفسيرٍ مُتفائلٍ للعالَم. ومن هنا جائت فكرة الخلاص، والاعتقاد بالعقاب بعد الموت، والأُسلوب البوذي للخلاص من خلال عملية عزل الفرد نفسه عن العالَم الخارجي القاسي. إن ظهور مثل هذه المُعتقدات كان علامةً على انهيار المشاعات، بوصفها تنظيمات تُعتَبر وسيلةً للدفاع عن الجماهير الشعبية الحُرّة. وقد حلّت مرحلة جديدة حيث تم اضفاء الطابع الدوغمائي على هذه العقائد الجديدة، وهو ما يُشير الى أنها أصبَحَت في خدمة الطبقة الحاكمة كوسيلةٍ لإقامة سيطرةٍ ايديولوجية على المُستَغَلّين، وخاصةً على الفلاحين. في الواقع، ينشأ وضعٌ جديد في ظل ظروف انحلال مشاعات الأحرار والاخضاع المُتزايد للشعب الى الاستغلال. لم يكن الإكراه المُباشر كافياً لإرغام الناس على العمل، لأن جماعة المُستَغلين الجديدة، على النقيض من العبيد والهيلوت، تمتلك وسائل الانتاج. في فترةٍ سابقة، شَعَرَت الطبقة الحاكمة بالحاجة الى تفسيرٍ أكثر اكتمالاً لظواهر الكون، وهو ما قامت به الفلسفة. والآن، تنشأ حاجةٌ مُلحّة لبناء اخضاعٍ ايديولوجي للجماهير المُستَغَلَّة، وهو ما يتم عن طريق مُراجعة وتعديل العقائد الطوباوية التي خَلَقَتها الجماهير نفسها أو المتحدثون باسمها، بطريقةٍ تُفيد مصالح الطبقة الحاكمة. ولهذا السبب، تختلف أفكار العصور الوسطى عن تلك في العصور القديمة، حيث تُصبح الايديولوجيا أكثر روحانيةً وأكثر عقائديةً وأقل تسامحاً.
هذه هي السمات الرئيسية للمُقاربة التي أتبعها فيما يخص مسألة المشاعات القديمة، وفي هذا الاتجاه أعمل مع تلامذتي. وقد أكّدت سابقاً أن هذه المُقاربة، هي ليست المُقاربة الوحيدة المُمكنة وآمل أن نسمعَ عن مُقاربةٍ أُخرى، أو أن تُتاح لنا الفُرصة لكي نُناقش حوافز نظرية جديدة في الوطن، نابعة من هذا المؤتمر.
وبالعودة الى موقفي، أود أن أُؤكّد مرةً أُخرى على الفرضية القائلة بأن المشاعة الريفية القديمة، في الغرب، كما في الشرق، كانت آليةً للدفاع عن الناس وللتعاون بين السكان الأحرار، وخاصةً بين السكان الريفيين الأحرار خارج قطاع الدولة.
لقد كان الهدف من هذه المُقدمة العامة، هو التعبير عن وجهة نظر مُحددة، فيما يتعلق بالمسائل الرئيسية التي واجهتها المشاعات في العالَم القديم ككُل، وذلك لأنني لا اؤمن بوجود فارق تاريخي بين الشرق والغرب. ولكنني أشعر بأن جميع ما قُلته للتو، يُمكن تطبيقه على المشاعات الريفية في الشرق الأدنى، والتي تُشكّل الموضوع المُباشر لجلسة اليوم. ولا أُريد أن أستبِقَ المُناقشة. لذلك، اسمحوا لي أن أقول بضع كلماتٍ، باختصارٍ شديد.
لقد أظهَرَت الدراسات التي أجراها روبرت ماك آدامز Robert McCormick وتلاميذه أن المُجتمعات القروية (المشاعات) في أسفل بلاد ما بين النهرين كانت تختفي ثم تعاود الظهور تبعاً للظروف السياسية، وخاصةً الظروف العسكرية. وكانت المشاعات تميل الى الاختفاء خلال الفترة التي كان فيها الدور القيادي من نصيب دُول المُدن المُسماة "مُجتمعات النومات". وظَهَرَت المشاعات الريفية مع ظهور أُسرة أور الثالثة وما بعدها. وكان الفارق بين المشاعات "المدينية" و"الريفية" في بلاد ما بين النهرين، يتلخص في المقام الأول في التسلسل الهرمي المشاعي.
ومن المؤسف أن 90% من جميع الوثائق المُتاحة لنا تأتي من اقتصادات الدولة والمعابد التي انفَصَلَت عن القطاع المشاعي في زمنٍ مُبكرٍ للغاية، أو هي تأتي، على أفضل تقدير، من أرشيفات الشخصيات المُرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمعبد أو القصر. وعلى الرغم من ذلك، يُمكننا أن نعتبر أنه من الثابت، أنه الى جانب أراضي الدولة والمعابد، كان هُناك أراضٍ لم تكن مُلكاً للقصور أو المعباد. ويُمكن ملاحظة ذلك من خلال مثال قيام الملك مانيشتوشو Manishtushu، وهو ثالث ملوك الامبراطورية الآكادية، وابن الملك سرجون الآكادي، بشراء الأرض (في القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد). يبدو لي أن هذا الشراء كان إلزامياً، لأن السعر كان اسمياً تقريباً. لكن هذا لا يُغيّر جوهر الصفقة، أي نقل حق المُلكية من أعضاء المُجتمع الى الملك. إن بيانات مسلّة مانيشتوشو Manishtushu Obelisk تُظهِر أن الأرض كانت مملوكةً بشكلٍ مُباشرٍ لعائلاتٍ مُنفصلة (سواءاً كانت فرديةً أو مُمتدة، فهذا لا يُهم، لأن كُل عائلة مُمتدة كانت تنقسم في الجيل الثالث أو الرابع الى عائلاتٍ فرديةٍ تنمو مرةً أُخرى لتُصبح عائلات مُمتدة، وبالتالي، لم تكن العائلة الفردية أكثر من شكلٍ مؤقتٍ لوجود عائلةٍ مُمتدة).
اذاً، كانت هذه العائلات، تمتلك الأرض. ولكنها كانت جُزءاً من مجموعاتٍ قرابيةٍ أكبر تتألف من عدة "طوابق"، ولكن لم يكن من المُمكن نقل مُلكية الأرض الأرض الا اذا شارك مُمثلو هذه المجموعة الأكبر. وكان هؤلاء المُمثلون، من ناحية، شهوداً على نقل مُلكية الأرض، حيث كانت مُشاركة الشخص في العقد كشاهد، تُشير، وفقاً لقانون ما بين النهرين، الى موافقته على العقد. وكان نفس المُمثلين مُستحقين لقبض مبلغٍ رمزيٍّ الى حدٍّ ما. وإذا كانت قطعة الأرض التي استحوذَ عليها الملك كبيرةً بشكلٍ خاص، حينها تكون مُشاركة الجمعية الشعبية للمشاعات الاقليمية بأكملها ضرورية. والتسلسل الهرمي للمشاعات واضحٌ بشكلٍ خاص في هذه الحالة، ولكن هناك عدد من الوثائق الأُخرى المُماثلة.
ومن المُثير للاهتمام أن نٌلاحظ كُل "الطوابق" المُختلفة لهذه التنظيمات المشاعية، بدءاً من العائلة الفردية، وحتى السُلالة الفرعية، والمُسماة "البيت". أما بالنسبة للمشاعات الاقليمية فقط، أي المدينية والريفية، فيُستخدم مُصطلح آخر، ولكنه مُصطلح شائع أيضاً.
هُناك أدلةٌ على أن الأراضي المملوكة جماعياً استمرت في الوجود، على الأقل حتى العصر البابلي القديم.
ليس لدينا سوى القليل من البيانات حول نهاية الألف الثاني قبل الميلاد. بينما تغيّرت الصورة تماماً في الألف الأول قبل الميلاد. فقد أصبَحَت غالبية الأراضي الريفية الآن أراضٍ مَلَكية، وذلك من خلال الغزو بشكلٍ رئيسي. تُوجد الآن مُنظمات مشاعية في خزينة الدولة، ولكن يبدو أن السُلطة الملكية أقامتها لأغراض تحصيل الضريبة وفرض العمل القسري والعسكري، وما الى ذلك.
ومع ذلك، لا يزال هُناك تنظيم يحمي مصالح الأحرار، ولكن الآن فقط في شكل مدينة أو معبد أو مُجتمع مديني معابدي. وهذا الشكل من أشكال التنظيم الاجتماعي، كما أظَهَرَت دراسات السيد خاتشيك خورينوفيتش سركسيان Gagik Khorenovich Sargsyan والآنسة آناهيت جورجيفنا بيريخانيان Anahit Georgievna Perikhanyan وآخرين، هو تنظيم يُعادل وظيفياً المُدن الهيلنستية. لقد كانت هذه الأخيرة، من حيث أشكالها الايديولوجية، مأخوذةً من اليونان، ولكنها استمرت من حيث وظائفها الاقتصادية والسياسية في الأشكال التي كانت موجودةً في الشرق الأدنى في النصف الأول من الألف الأول قبل الميلاد.

* ايغور ميخايلوفيتش دياكونوف 1915-1999 مؤرخ وعالِم لُغات ومُستشرق ومُتخصص في اللغة السومرية والنحو والتاريخ المُقارن للغات الافروآسيوية والنصوص القديمة وتاريخ الشرق. دَرَسَ دياكونوف في كُلية العلوم التاريخية واللغوية في جامعة لينينغراد عام 1932. عَمِلَ عام 1941 في متحف الهيرميتاج، وكُلِّفَ مع غيره في نقل المجموعات الثمينة الى مكانٍ آخر أثناء الحرب، وشارَكَ مع الجيش الأحمر في التحقيق مع الأسرى النازيين بسبب معرفته باللغة الألمانية، وشارَكَ في حملة الجيش الأحمر في النرويج. عَمِلَ مُساعداً لمُدير كُلية اللغات القديمة في جامعة لينينغراد عام 1945، ودافَعَ عن اطروحته في الدكتوراة حول علاقات مُلكية الأرض في سومر. عام 1950 عَمِلَ في معهد الدراسات الاستشراقية في لينينغراد، ونَشَرَ بالتعاون مع باحثين آخرين دراسةً حولَ القوانين البابلية والآشورية والحيثيين، ونَشَرَ عام 1963 النصوص الأورارتية التي كانت مكتوبةً على الألواح الطينية.
كَتَبَ عام 1959 دراسةً بعنوان (البُنية الاجتماعية لبلاد ما بين النهرين القديمة-سومر)، وكَتَبَ عام 1983 كتاباً بعنوان (تاريخ الشرق القديم) و(الأساطير القديمة في الشرق والغرب) عام 1990.



أ- هذا الموضوع الذي نُترجمه هُنا، هو ورقة طَرَحها ايغور دياكونوف في المؤتمر الدولي السادس للتاريخ الاقتصادي الذي عُقِدَ في كوبنهاغن في 19 آب من عام 1974، والذي كان موضوعه الرئيسي: التاريخ الزراعي في العالَم القديم، وخاصةً المُجتمع القروي أو المشاعات في الشرق القديم الأدنى
1- في مُصطلحات المادية التاريخية، تُعتَبر التشكيلة الاقتصادية-الاجتماعية مرحلةً من مراحل التطور الاجتماعي للانسانية، تتميّز بعلاقاتٍ إنتاجيةٍ نموذجيةٍ مُعينة وبناءٍ فوقيٍ آيديولوجيٍّ مُعيّن. هذه العلاقات مشروطة تاريخياً مُستقلة عن إرادة الانسان. وتُثبت المادية التاريخية أن البشرية جمعاء، تمر بالتشكيلات الاجتماعية-الاقتصادية نفسها.
ب- المشاعات الفلاحية في المُجتمعات الطبقية، هي تنظيمات الفلاحين الأحرار على مجموعة أراضٍ أو قُرى. هذه المشاعات كانت موجودةً في كل مكانٍ في العالَم، في العصرين القديم (العبودي) والقروسطي. في العصر القديم في الغرب مثل سبارطة، وفي الشرق مصر القديمة والهند القديمة. في العصور الوسطى في الغرب مثل المشاعات التي كانت سائدةً في البُلدان الاقطاعية الأوروبية، وفي الشرق مثل المشاعات في كمبوديا والهند. (التقسيم الغرب والشرق هُنا لتقريب المفهوم الى الأذهان فقط، لأن دراسات تاريخية كثيرة تفصل تاريخ الشرق عن تاريخ الغرب، أما نحن فمقتنعين بوحدة تاريخ العالَم أجمَع).
جـ- النومات، هي المشاعيات الفلاحية التي كانت سائدةً في مصر القديمة، والتي تم لاحقاً، توحيد جزء منها وتقسيمها الى مُقاطعات إدارية.
د- المشاعات السومرية المُسماة أور وهي مجمعات زراعية صاحبت وجود الدولة السومرية (جنوب العراق حاليا) التي استمرت منذ نهاية العصر الحجري الحديث وحتى منتصف العصر البرونزي 5500 ق.م-1800 ق.م.
المشاعات المُسماة ديمتو، التي صاحبت وجود الحوريانيين، وهم شعبٌ وُجِدَ في شمال سوريا وشمال العراق وجنوب الأناضول خلال العصر البرونزي من القرن الرابع ق.م وحتى القرن الأول ق.م.
هـ لست مُتأكداً، ما الذي يعنيه دياكونوف بقوله "وعندما تختفي هذه التنظيمات، فإن هذا يُشير الى أن العصر الوسيط قد حلّ". فالمشاعات الفلاحية القديمة، ظلَّت قائمةً في الصين والهند وأوروبا حتى في العصر الوسيط، ولم تختفِ وإن كان بعددٍ أقل بكثير. وهو نفسه يُشير الى ذلك في عدد من مقالاته وكُتبه الأُخرى. ويؤكّد على ذلك، عدد آخر من المؤلفين.

ترجمة لكلمة ايغور دياكونوف في المؤتمر الدولي السادس للتاريخ الاقتصادي الذي عُقِدَ في كوبنهاغن في 19 آب من عام 1974:
The Rural Community in the Ancient Near East," from Journal of the Economic and Social History of the Orient, Vol. 18, No. 2 (Jun., 1975), pp. 121-133



#مالك_ابوعليا (هاشتاغ)       Malik_Abu_Alia#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدراسات الاستشراقية الكلاسيكية والمسائل الجديدة
- الدفن الانساني الطقوسي الواعي: العصر الحجري القديم الأوسط، ب ...
- حول مسألة دراسة تاريخ المُجتمعات البدائية انطلاقاً من الاثنو ...
- مسألة المُلكية الخاصة البدائية في الاثنوغرافيا الأمريكية الم ...
- المراكز المدينية في المُجتمع الطبقي الباكر
- تاريخ الري الزراعي في جنوب تركمانستان
- الشروط الايكولوجية لنشوء الزراعة في جنوب تركمانستان
- سوسيولوجيا الدين الانجلو أمريكية المُعاصرة: مُشكلاتها واتجاه ...
- الرد الثاني لسيرجي توكاريف على ستيفن دَن
- بعض الأفكار في طُرُق دراسة الدين البدائي- رد على سيرجي توكار ...
- الرد الأول لسيرجي توكاريف الأول على مُراجعة ستيفن دن لكتابيه ...
- مراجعة ستيفن بورتر دن لكُتب سيرجي توكاريف
- مبادئ تصنيف الأديان 2
- مسألة أصل ثقافة العصر البرونزي الباكر في جنوب تركمانستان
- مبادئ تصنيف الأديان 1
- تاريخ انتاج المعادن عند القبائل الزراعية في جنوب تركمانستان
- ردّاً على نُقادي فيما يخص مقالة -حول الدين كظاهرةٍ اجتماعية ...
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين
- بصدد الفهم الماركسي للدين
- حول جوهر الدين


المزيد.....




- سقطت فوق منازل.. تحطم طائرة ركاب قرب ساو باولو في البرازيل
- بريطانيا: الشرطة في حالة تأهب عالية لمنع عودة الشغب خلال عطل ...
- فيضانات عارمة في أقصى الشرق الروسي تغرق مئات المنازل وتجبر ا ...
- نزوح يليه آخر.. إسرائيل تأمر الفلسطينيين بالرحيل مجددا عن شر ...
- الجزائر.. ملف فضائح التلاعب بالفنادق والمركبات السياحية أمام ...
- الحكومة اللبنانية تصدر بيانا حول التصعيد في المنطقة وتهديدات ...
- هولند تحسم موقفها من امكانية مهاجمة قوات كييف أهدافا في روسي ...
- سفارة المغرب لدى أذربيجان تبين تاريخ سريان اتفاقية الإعفاء م ...
- ليبيا .. ارتفاع حصيلة اشتباكات تاجوراء إلى 5 قتلى وإصابة 16 ...
- تحطم طائرة مدنية في البرازيل على متنها عشرات المسافرين


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مالك ابوعليا - المشاعات الزراعية في الشرق الأدنى القديم