أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -كَانََ الْعِيدُ-














المزيد.....

قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -كَانََ الْعِيدُ-


فاطمة شاوتي

الحوار المتمدن-العدد: 8064 - 2024 / 8 / 9 - 10:22
المحور: الادب والفن
    


قراءة في نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري :
Asaad Al-Jabbouri


كان دفتراً لتمارينَ الناسِ بالأفراح والبراءة..
وصارَ عيداً للكتابة عن الموتى والمفقودين والجياع والمحاصرين بالمدافع.
كان أغنيةً في شرايين العشاق..
وصارَ بئراً يتجمعُ بقعرها الفحيحُ ونعيقُ الغربانِ...
كان عيداً موفور اللحم كثير الدجاجات..
وصارَ قطعةَ همْبُرغرْ على بعد كيلو متر من الفم، تحتلُ غرف الأحلام الفارغة .
كان الله المُلوَّن ...
وصارَ خليفةُ المسلمين الأسود ...

.
للزمن انهياراتُه وإسقاطاتُه ؛وللعيد خشخشةُ الورق؛ وكعكةُ الإنتظار ؛لكن سُلم رايشتر زَلزلَ الزمن وأصابَ وجْهَ الأرض بندوب، سبَّبتها قشرة الجفافِ في عواطف المائدة...
لم يعد السُّكَّر سكَّراً أو سُكْراً، ولا الطحين طحينا أوْ طحينةً ، ولابودرة الكاكاو أو شوكولاطةً...
إنها بيغْ بينْ على ناصية زمن عربي، مات منذ إعلان أول شقٍّ في دماغ الحرب، لأن رصاصة غامضةً أصابت نخاعَ الصوت، فتوقف العرب عن التفكير خارج ساعتهم الطَّلَلِيَّة، تذكروا أنهم وأَدُوها في غارِ حِيراءْ مع نِعال الرمال في السرابِ، والتي ستُذيقُ القوافلَ لعنةَ الظمإِ،التي أصابت ظهر القبيلة بداء الصعاليك...
ففقد العيدُ لكْنَتَه الجاهليةَ وخيمتَه، ودِنَانَ خمْر معتَّقة لَعِقَها أبونواس والخيامُ رباعيات ،ولم يستمرئْ طعمَها إلا على مشارف مكّة حين أهدرُوا دم الحلَّاج ،وحين فقد ابن عربي عُذْريتَه مع سيدة جرجرته عشقا، فغادر مدينة فاس هاربا تحت جُنحِ الظلام، صوْنًا لِدَمِه بعد أن أهدره خليفة الله في الأرض...
عندها لاحَ على لوحة الإشهارات أن أعيادنا صارت تصنع حلوياتٍ حمراءَ، تمتد من الخريطة إلى الخريطة، فعلِمْنا من مصادرنا أن العيدَ وسحرَه وسَمَرَه وأزياءَهُ المزركشةَ، لم تعد ترقص فرحاً ،ولا المواويلَ والمُوشَّحاتِ عادت تشجو طرباً، فيرقص الهلالُ الخصيبُ كما كان على دبكته، قبل "سَايْكَسْ بِيكُو" إلى حرب الستة أيام قبلها نكبةُ الأرضِ، بعدها حصاراتٌ متتالية، وتقتيلٌ ممنْهج، وتحول العيدُ فديةً ذكرني بمجزرة "الْكَرَّادَةِ" ذات عيدٍ تحولتِ الكعكةُ جثثاً ،وصار قُرْباناً لإِلهٍ لانعلم عنه سوى أنه هناك يتأمَّلُنا بصمت ،بينما الأطفالُ يزْدردونَ اغتصابَ طفولتهم في بحيرة المسيحِ دون رغيفٍ...
العيد... ؟؟؟
بأية حالٍ عدتَ ياعيدُ
بمامضىَ أم لأمرٍ فيك تجديدُ.... ؟
انسحبت الكعكةُ من أفواه الصغار /
حلقت الأحلام دون فراشات على مائدة الكبار/

صارت الكعكةُ كابوساً في قبْو وذخيرةً حيةً تُؤْتِي اُُكْلَها،
يُتْمًا وثَكَلاً وتَرَمُّلاً،
وتبلّلت أسِرّةُ الوِلدانِ بهلعٍ رسمَ شيخوخةً مبكرةً، وقزَّمَ الغد إلى أمس مُتَجَعِّدٍ طويل، نظر اللهُ إلى نفسه، كانتْ ضحكتُه عرضُها السماواتُ والأرضُ، وما بينهما ملائكةٌ يراقصون أطفالَنَا ويُدغدغون وَجْناتِهمْ، فيسقطونَ من الضحكِ الرَّنَّانِ، تلك الضحكةُ جعلت اللهَ قوسَ قزحٍ ُيربِّي العيدَ، طفلاً مُلوناً يستقبلُه الجميعُ...
لكنَّ عصا مُوسى لم تشُقِّ البحرَ لينجُوَ البَرُّ، بلْ تحولت حَيَّةً تلتهِمُ الحلوى والأطفالَ وضحكةَ اللهِ...
غدا العيدُ غراباً أمام منصَّةِ الخليفةِ، وفي إيوَانِ كِسْرَى اختفى اللهُ في ألوانِهِ، ولم يعد العيدُ سوى مسخٍ دون أُلُوهِيَّة...
صار كَافُورَ الأَخْشِيدِي...
فبِأيِّ وجْهٍ ستعودُ أيها اللهُ
أيها العيدُ... ؟!



#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -إِحْدَا ...
- قراءة. فاطمة شاوتي في نص الشاعرة السورية fawzia Ozdmir
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة السورية مريم مصطفى الأحمد -ا ...
- إنطباعات قِرائية في نص الشاعرة السورية fawzia ozdmir
- قراءة فاطمة شاوتي فِي نص الشاعر السوري نزيه بريك -لَمْ أَقُل ...
- قراءتي في نص غادة سعيد
- قراءتي في نص غادة سعيد -عَلَى حَافَّةِ اللَّذَّةِ-
- قراءة أحمد إسماعيل في شذرة ل فاطمة شاوتي
- قراءة الأستاذ أحمد إسماعيل في نص فاطمة شاوتي - تَكَلَمْ لِأَ ...
- قراءة الأستاذ أحمد إسماعيل في نص -حَانَةُ الصَّرَاصِيرٍ ل فا ...
- سجال تفاعلي بين الخطاب الشعري والخطاب النقدي في نص فاطمة شاو ...
- قراءة الأستاذ حسن بوسلام في نص فاطمة شاوتي -عُدْوَانٌ ثُلَاث ...
- قراءة الأستاذ أحمد إسماعيل فِي نص فاطمة شاوتي -آيَةُ الْكُرْ ...
- قراءة الأستاذ زياد قنطار في مقطع من نص-نُوسْتَالْجْيَا الْعَ ...
- قراءة الأستاذ محمد لبيب في نص فاطمة شاوتي -عُبُورٌ فِي الدَّ ...
- قراءة أحمد إسماعيل لنص فاطمة شاوتي -كَاسْتِينْغْ الْمَدِينَة ...
- قراءة سِجالية لغادة سعيد في نص فاطمة شاوتي -لِلْمَرْأَةِ رَأ ...
- قرآءة رجب الشيخ في نص -عرسُ الرّمادِ- لفاطمة شاوتي
- قرآءة الأستاذ حسن بوسلام في نص - حكمةُ لِي وَيْنْ لِيَانْغْ- ...
- قراءة أحمد إسماعيل لنص -ذَاكِرَةٌ لِلْبَيْعِ- ل فاطمة شاوتي


المزيد.....




- موسكو تستضيف معرضا لمصورين من بلدان -بريكس-
- مصر.. تحركات لحجب فيلم -الملحد-
- كيت بلانشيت: لم يحصل أحد على أي أجر مقابل فيلم -سيد الخواتم- ...
- توقيف مغني الراب الأمريكي ترافيس سكوت في باريس بسبب تعنيفه ع ...
- بين الريلز والبودكاست.. هل انقرضت القراءة؟
- جهز نفسك من دلوقتى …تنسيق الثانوية العامة 2024 المرحلة الأول ...
- فنان سعودي يكشف تعرضه لعملية احتيال كبيرة
- فنان سعودي يكشف تعرضه لعملية احتيال كبيرة
- تركيا: إنطلاق مهرجان المناطيد في كبادوكيا
- -المجمع البابوي-.. فيلم جديد لإدوارد بيرغر يكشف أسرار الفاتي ...


المزيد.....

- البصرة: رحلة استكشاف ج1 كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- صليب باخوس العاشق / ياسر يونس
- الكل يصفق للسلطان / ياسر يونس
- ليالي شهرزاد / ياسر يونس
- ترجمة مختارات من ديوان أزهار الشر للشاعر الفرنسي بودلير / ياسر يونس
- زهور من بساتين الشِّعر الفرنسي / ياسر يونس
- رسالةإ لى امرأة / ياسر يونس
- ديوان قصَائدُ لَهُنَّ / ياسر يونس
- مشاريع الرجل الضرير مجموعة قصصية / كاظم حسن سعيد
- البحث عن الوطن - سيرة حياة عبدالجواد سيد / عبدالجواد سيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -كَانََ الْعِيدُ-