أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبله عبدالرحمن - حرّاس السر!!














المزيد.....

حرّاس السر!!


عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)


الحوار المتمدن-العدد: 8063 - 2024 / 8 / 8 - 18:56
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


حين ترددنا بين ان نسأل او لا نسأل فقدنا اثر الرواية وحقنا بالمعرفة، وبقي حالنا على ما هو عليه لا نعرف من الحقيقة الا عنوانها او ما هو مسكوت عنه. ولكن ما دمنا اعضاء فاعلين في ما يخفى علينا، سيبقى ما غاب عنا ارث يطاردنا. ما كان يضير اهلنا لو انهم قالوا الحقيقة كما هي دون اي احساس بالخوف من ان يعرف الجميع ما نخفي عنهم وهم يشاطروننا السر ويعرفون بالقدر الذي نعرفه. بمرور الوقت نكون قد تعبنا واضعنا سبب واهمية السر مع من ذهبوا. لكننا نصاب بالحيرة حين يأتي من يسأل ويذكرك بما نسيت، تعيد المشهد بينك وبين نفسك وتتذكر حراس السر ولماذا انكروا الحقيقة مع ان معظم المحيطين يعرفون بها. ما اقوله الان قد لا يكون مقبولا ولكن لحظة الحقيقة لا ابد ان تأتي فبدلا من الاجابة عنها باستحياء اقولها بالعلن نعم كانت جدتي درزية!. اضحك الان وانا ارى خالي مصدوما وهو يستمع لما اقوله تأكيدا لما سمعه من احدهم من ان جدتي كانت من الطائفة الدرزية. الموقف السياسي لابد ان يدخل في حياتنا العادية ربما عملية الهجوم الصاروخي على مجدل شمس والتي يعيش فيها عرب دروز في الجولان السوري احيا سر جدتي وطائفتها واعاد سيرتها الى الحياة من بعد الموت. وبما ان جدتي قد عادت للحياة فأنني اتذكرها بما سمعته عنها وبما رسخ في ذاكرة الطفولة، كانت جدتي مشهورة بوسواس النظافة اذ لا يمكن لاحد ان يدخل غرفتها الا وهي متأكدة من ملابسه واطرافه العلوية والسفلية نظيفة تماما، على ان يكون الدخول والخروج بإذن منها، اتذكر هندامها النظيف وخرقة الرأس البيضاء وتحت منها قمطة ملونة يغلب عليها اللون الاخضر. دوما استعيد صوت ملاعقنا نحن الاحفاد داخل صينية الومنيوم دائرية مليئة بشوربة العدس وهي تشرف على سكب العدس حتى يبقى المزيج بالطعم الذي ترضى عنه حتى اخر لقمة بالصينية. وفي موسم البطيخ لا انسى جملتها بيضو! تقصد ان لا نترك حز البطيخ الا وقد وصلنا الى بياضه. لم يكن هناك تواصل بين جدتي وطائفتها ولا ادري من المسؤول عن تلك القطيعة، اكان منها او من طائفتها. ما اعرفه انها تزوجت بعمر صغير، كما هو حال معظم النساء في ذلك الوقت حقوقهن كانت في ما يفرض عليهن داخل بيوت ازواجهن بعيدا عن اسرهن بالنسب اذ تمشي امورهن بحال من لا حول له ولا قوة. الحقيقة حين نستعيد حياة الجدات نصاب بالدهشة من قوة ما صنعن وتحملن وصبرن، وتجاوزن ظروفا قاسية، بخيار وحيد: اما بيتهن او قبرهن. لذلك سمحن لطفرة المرح ان تسكن وجوههن من اجل اولادهن واحفادهن فيما بعد.
لا ادري ماذا سيكون رأي حراس السر الان وقد مات الواحد منهم تلو الاخر وهم يظنون ان سرهم في بئر والحقيقة غير ذلك تماما. اكتب عن جدتي اخلاصا لتاريخها وثناء على صنيعها واجلالا لذكراها. ورحم الله شهداء مجدل شمس وشهداء غزة وفلسطين وجنوب لبنان، شهداء الطوفان: ذلك الطوفان الذي كان طوفانا طهرنا من شرور انفسنا.



#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)       Abla_Abed_Alrahman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اذا بدكم او ما بدكم
- من المسافة صفر!!
- الرجل الخفيّ حاضرا
- حول العالم في ثمانين يوما
- الاطفال في سوق العمل لا حقوق لهم!!
- المرأة شيطان رجيم في الدراما التلفزيونية
- لوجه الله افعل شيئا
- عظماء واحلام مزعجة
- وداعا سيمون خوري
- لست احقد عليك.. مدام بوفاري
- حالة طلاق لا تنسى
- عروس بفستان اسود!!
- زوج في ملكوت الاخرى
- مخيم الزعتري ومال ليس لنا!!
- عريس لابنتي!!
- مخيم الزعتري وشعوب ستبقى ضائعة!!
- التوجيهي.. وماذا بعد!!
- اعترافات تولستوي
- طعام.. صلاة .. حب!!
- قليلا من المربى!!


المزيد.....




- لولو الشطورة رجعت من تاني.. تردد قناة وناسة الفضائيه 2024 لم ...
- النضال النسوي يحقق انتصارًا.. تشريعات جديدة للعنف الجنسي بال ...
- بعد الفراق.. من يتألم أكثر النساء أم الرجال؟
- كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة 2024 والشروط المطلوبة ل ...
- البيت الأبيض: تقارير اغتصاب وتعذيب سجناء فلسطينيين تبعث للقل ...
- لكمات دبلوماسية بين روسيا والجزائر بسبب الملاكمة النسائية في ...
- “سجل الآن” رابط التقديم في منحة المرأة الماكثة بالجزائر 2024 ...
- محكمة ألمانية تدين امرأة هتفَت: -من النهر إلى البحر-!
- -ضربها وحاول نزع ملابسها-.. فيديو درامي لرجل ينقذ فتاة باللح ...
- نادي الأسير الفلسطيني يطالب بتحقيق دولي بعد انتشار فيديو لاغ ...


المزيد.....

- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبله عبدالرحمن - حرّاس السر!!