عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي
الحوار المتمدن-العدد: 8063 - 2024 / 8 / 8 - 14:27
المحور:
القضية الفلسطينية
الإهتمامات المتعددة صعبة الإحاطة، تلتهم الوقت وتثقل الكاهل. لكن ليس بوسعي أن أجزء الكون في داخلي، ان لا أهتم بعذابات الانسان أينما كان، ان أغمض عيني عن الظلم أينما وقع. أن لا أقع أسيرا لأبداع، أن لا أتعبد في محراب الجمال بكل أشكاله وتجسيداته، أن لا أقف مندهشا أمام عمق الفكرة، أن لا أعجب بجسارة الموقف ونقاء الضمير؟
نشرت هذه السطور في مثل هذا الوقت من عام 2018، والآن أعلن التخلي عنها، فلا يشغلني الأن سوى دم الأطفال الذي يريقه النازيون الصهاينة انهارا في فلسطين، أرواحهم التي قطفت، جراحهم التي لا تجد لها مسكنا، جوعهم عطشهم، رعب تشردهم دون أب أو أم يمنحانهم بعض أمان وإن كان وهميا، مقتل أشقائهم وأصدقائهم ومعارفهم أمام أعينهم، سماعهم أنين المدفونين تحت الأنقاض من أفراد عائلتهم وجيرانهم.
تشغلني الأم الفلسطينية التي تجمع أشلاء أطفالها الممزقة، عذابها أمام عجزها عن توفير جرعة ماء أو كسرة خبز لطفلها الجريح، والتي تنوء تحت ثقل رضيعها مشردة معه من منطقة إلى أخرى، بحثا عن مكان آمن، يحول البرابرة الصهاينة دون توفرة بنيران طائراتهم وبوارجهم ودباباتهم، بذخيرة من القذائف التي يوفرها الأمريكان وكل ورثة الأستعمار القديم، في أوربا وامتداداتها.
لا شيء يشغلني الآن سوى جريمة العصر التي يغمض عرب العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين أعينهم عنها، لا بل أن بعضهم يقوم بدور حماية الصهاينة من نشاطات بعض من لا يزال منهم على شيء من الشرف، ويحاول إسناد الفلسطينيين بتوجيه ضربات للنازيين الصهاينة.
أي جمال للوجود والحياة مع هذه الوحشية، ومع عار الجبن الذي يتسربل به كل من يشيح بوجهه عنها، ويواصل العيش بسفاهته المعهودة، كيف يمكن الأستمتاع بجمال يحاصر بالقتل وتمريغ كرامة الأنسان بوحول الجريمة، وبالإذلال؟
#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟