|
الشاعر خالد المعالي : افضل مثقف عربي هو ذلك الذي يمتلك لسانين ويتحدث بوجهين والناشر العربي نسخة من ذلك المثقف ..
مازن لطيف علي
الحوار المتمدن-العدد: 1770 - 2006 / 12 / 20 - 09:47
المحور:
مقابلات و حوارات
حاوره..مازن لطيف علي اول مرة زار الشاعر والناشر العراقي خالد المعالي العراق كانت مباشرة بعد التغيير الكبير الذي حصل في نيسان 2003 بعد ربع قرن من الغربة عاد الشاعر المعالي الى العراق حيث كان يخطط لكي يقيم في الصحراء قرب مدينة السماوة مدينته الاولى يزرع بستان نخل في صحراء قريبة من مرابع طفولته لكن حلمه لم يتحقق كما قال حيث غادر العراق سريعا.. ينظر المعالي الى المشهد الثقافي العراقي والعربي اليوم نظرة تشاؤمية ويرى ان كتابة القصة والرواية تحتاج لان يكون هناك مجتمع وحياة يمكن ان توفر الاجواء والخلفيات المناسبة للكاتب والكتابة لكي يكتب رواية او مسرحية مهمة وهذه توفرت ولكن لفترات قصيرة لهذا ارتبك المنتوج القصصي والروائي في العراق. . فالرواية العراقية هي اليوم في حال افضل من الشعر كما يقال في هذا الحوارالذي اجريته 0للاتحاد معه منذ اسابيع فالشعر ميت في اغلبه الاعم ونحن الان على الصعيد الشعري في العراق على مفترق طرق:
*غلب حضور الشعر لزمن طويل على الرواية في العراق برأيك ما هي الاسباب؟ ـــ الرواية فن جديد في الثقافة العربية، وعمرها في العراق اقل من مائةعام الشعر على العكس موجود وكتابة القصة والرواية تحتاج الى ان يكون لديك مجتمع وحياة يمكن ان توفر الاجواء والخلفيات المناسبة للكاتب لكي يكتب رواية او قصة او مسرحية. وهذه توفرت ولكن لفترات قصيرة ولهذا ارتبك المنتوج القصصي والروائي في العراق وربما على عكس ما تتصور فان الرواية العراقية اليوم في حال افضل من الشعر، فالشعر ميت في اغلبه الأعمم ونحن الان على الصعيد الشعري في العراق على مفترق طرق ولا تبدو الصورة هكذا في الرواية. *بعض الادباء صمت تماما لينتهز فرصته ويرفع شعاراته وبعضهم يؤمن في ان الظرف الفوضوي هذا يؤدي الى الضياع ولا يمكن فيه تحقيق منجز لافت. ـــ في كل وضع اجتماعي جديد ثمة من ينتهز الفرصة لكي ينال قسطا من الموجود ولكل مرحلة وسلطة عفنها الخاص وثمة عفن صالح لكل سلطة روح هناك من يستغل هذه الاوضاع الحالية، وصولية لا تترك فرصة مهما كانت الا وتستغلها لكي تحظى بالبركة حتى لو كانت بصقة في الوجه. *يرى البعض ان معظم الشعراء العراقيين خارج البلاد لديهم ترف فكري فقصائدهم بعيدة عن اوجاع وهموم الانسان داخلها. ـــ الشاعر الذي لا ينطق عن نفسه لن يكون له وجود شعري الشاعر ايضا ليس بوقا لينفخ فيه وقت الحاجة يقول الشاعر العراقي في الخارج من هو هذا الشاعر ؟ هل هو سعدي يوسف. فاضل العزاوي؟ سركون بولص؟ فوزي كريم؟ كاظم جهاد؟ على الاقل هؤلاء يمثلون اهم الشعراء في الخارج ام انك تقصدني بالسؤال واذا كنت تعني كل من يكتب الشعر ويقيم في الخارج شخصيا افضل التحدث عن الشاعر الحق فقط. *هل من الضروري التزام الشاعر بالمعايير الاخلاقية في كتابة القصيدة؟ ـــ المعايير الاخلاقية شئ عام الفرد، الكاتب مناط به ان يلتزم بمعايير اخلاقية في حياته الكتابة الشعرية قضية فنية محضة لكن الذي يريد هذا الفرد الكاتب ان يقوله لنا هو المعني بالامر هنا القول الشعري ماذا يحمل لنا هو بالتاكيد ليس نصا تعليميا ليس ارشادا فالشاعر بالمعنى العام يلتزم باخلاق عالية، الاخلاق ليس بمعناها الشعبي المعنى التبسيطي الذي يتفه الاشياء. *لم يعد المثقف العراقي والعربي يقرأ دواوين الشعر لتلك الاسماء الكبيرة كأدونيس، محمود درويش، فاضل العزاوي ترى من يقرأ دواوين الشعراء الجدد الشباب؟ ـــ الشاعر العربي تقريبا لا يقرأ شعر زميله ايضا فالمخطوطات الشعرية التي استلمها اكثر من النسخ التي ابيعها لهذا الشاعر او ذاك، فلا سعدي يوسف ولا ادونيس ولا حتى فاضل العزاوي يقرأ اليوم لكن محمود درويش تباع كتبه اكثر من غيره والاسباب غير ادبية بالطبع لكن دواوين سعدي يوسف تقرأ اكثر من غيرها في حين هجرت كتب ادونيس تماما ليس فيها ما يخاطب القارئ وعلينا ان لا ننسى دائما بان الشعر الجديد يحتاج الى وقت لكي يفهم وربما تحتاج الى وقت طويل لكي يفهم وينتشر وربما يترك اثرا بالقارئ الذي يتبين فيها جدتها وقولها المختلف. *كيف ينظر الشاعر خالد المعالي للحركة الشعرية النسوية في العراق؟ ـــ بعد نازك الملائكة لم يقدم العراق كاتبات يعتد بهن وكل ما هو موجود اليوم كاتبات متواضعات القيمة على الصعيد الادبي والعراق ليس متفردا بهذا الفقر بأستثناء السعودية التي رفدت الادب العربي في الاونة الاخيرة بكاتبات لديهن مواهب كبيرة مثل رجاء عالم، ليلى الجهني، الصانع وحدبا الحرز وغيرهن لكن جميع هؤلاء روائيات. *بعد التغيير الذي حصل في العراق بعد 9/4/2003 ابتعد عدد من الشعراء عن كتابة القصيدة ليلجؤوا الى المقالة الصحفية والكتابة الصحفية؟ ـــ ليست التغييرات الكبرى فقط بل حتى الصدمات الصغيرة تترك اثرها على الحياة حينما يكون لدى الشاعر ما يقوله فهو يحاول ان يكتبه من خلال القصيدة واذا لم ينجح فمن خلال شكل فني اخر، هناك ايضا من يكتب ويكتب ويكتب ولا يعرف ان كان ما يكتبه فيه شيء يستحق الشهرة والانتشار وهذه اشياء صحية فالعبرة ليست في كثرة المكتوب والمنشور بل في كون هذا المنشور فيه ما يستحق القراءة او الانصات وعلى عكس انطباعك اشعر بان ما ينشر اليوم من الشعر كثير وغث وجاف ولا يعبر عن واقع مؤلفه بل ثمة انفصام تام وسهولة غريبة من تجنب الواقع لكن علينا ان لا ننسى ان الكثيرين قد اعتادوا على الانتفاع من الموهبة الوهمية على حساب الشعر وهذه رذيلة سائدة وقائمة لسنوات طويلة واليوم لها امتدادات اخرى وما على شاعرنا الا تغيير الكاسيت والردح من جديد. *كيف يقرأ الشاعر خالد المعالي واقع الشعر في العراق في المرحلة الراهنة؟ ـــ المشهد الشعري في العراق اليوم غير واضح بسبب الفوضى العارمة ونحتاج الى وقت طويل لكي تتضح الصورة في المشهد السياسي والاجتماعي ايضا النشاط الثقافي العراقي بشكل عام ضعيف جدا فقد اختلطت الامور كثيرا والاصوات المتفرقة هنا او هناك لا تعطي صورة تقريبية لما هو موجود *برأيك كشاعر وناشر في وقت واحد اين تكمن ازمة الثقافة العراقية في حضور المثقف ومنجزه ام صناعة الكتاب وتسويقه؟ ـــ اولا الازمة عامة وهي لا تخص العراق وحده بل موجودة في جميع البلدان العربية وهناك اسباب كثيرة ياتي في اخرها ان المثقف العراقي حاله حال المثقف العربي كائن طفيلي، لا طعم ولا لون له ولا رائحة حقا انه لا شيء مجرد شخص منتفع تتبطنه روح الدجال نقول هذا مقارنة بحال مثقف اخر في بلدان غريبة او شرقية بل حتى مقارنة به قبل خمسين عاما او اكثر افضل مثقف عربي هو ذلك الذي يملك لسانين ويتحدث بوجهين اقصى احلامه خادما عند السلطان وان يكون لسان حال الجماهير العريضة شخص هلامي لا يمكن الامساك به وكأنه قد دهن بالزيت او ان جلده يفرز رغوة صابون بشكل مستمر الناشر العربي مجرد نسخة من هذا المثقف وعلاقة الكاتب العراقي ودور النشر هي علاقة شحاذ بلص محكوم لا كثر من مرة.
#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كامل شياع : في العراق اليوم ميول يسارية من شتى الأنواع وحول
...
-
سلامة كيلة: الانتماء للماركسية عندنا تم بشكل عفوي وليس وعيا
...
-
المؤرخ د. كمال مظهر احمد: لا أزال مؤمناً بالفكر الاشتراكي وم
...
المزيد.....
-
سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص
...
-
السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
-
النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا
...
-
لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت
...
-
فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
-
-حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م
...
-
-الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في
...
-
-حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد
...
-
اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا
...
-
روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|