|
أسلوب مقامات الحريري ودوره في جذب رواد القصص العربية في الكاميرون اعداد وتقديم عليوم باجمري
ابراهيم محمد جبريل
الشاعر والكاتب والباحث
(Ibrahim Mahmat)
الحوار المتمدن-العدد: 8063 - 2024 / 8 / 8 - 02:49
المحور:
الادب والفن
أسلوب مقامات الحريري ودوره في جذب رواد القصص العربية في الكاميرون اعداد وتقديم المقامات هي عبارة عن أقاصيص قصيرة، تحكي المغامرات، يحتال الأديب بفصاحته الأدبية، وبراعته الأسلوبية على المجتمع. أما عن تاريخ دخول (مقامات الحريري) إلى الكاميرون لم أقف على مصدر خاص يشير إلى تحديد تاريخ دخوله إلى الكاميرون لكن وجد تدريس مقامات الحريري في المجالس منذ زمن بعيد ربما منذ عصر عتمان دن فودي ويقوم بترجمة مقامات الشفهية إلى اللغة الفلانية في المجالس والحلقات التعليمية وساهم المعلمين الكاميرونيين وغيرهم في ترجمة هذه المقامات ترجمة شفهية، ويوجد تسجيلات متعددة للعلماء المترجمين للمقامات باللغات المختلفة من أبرزها الفلانية على نمط منسجم بالمضمون والتشكيل للمقامات الحريري، فأقبل على دراستها وتدريسها كثير من رواد مقامات الحريري وانكب على شرحها علماء وأدباء أجلاء ولاقت قبولا كبيرا في أوساط العامة في الكاميرون واستحسانا لدى المعجبين به، مما دفع بعض الطلاب إلى نشر حكايتها بين أقرانهم بصورة متواضعة فزادت ألقها وحسنها بين أفراد المجتمع الكاميروني لأسلوبه الجذاب. ومقامات الحريري هي من أشهر المقامات التي تنتمي إلى فن الكتابة العربية الذي ابتكره بديع الزمان الهمذاني، وهو نوع من القصص القصيرة تحفل بالحركة التمثيلية الجذابة، ويدور الحوار فيها بين شخصين، تعتمد على السجع والبديع، وتدور حول اِبتزاز المال عن طريق الحيلة من خلال مغامرات بطلها أبي زيدِ السروجي التي يرويها الحارث بن همام. ومقامات الحريري تتميز بالشخصيات الحريرية، وصفاته العقليّة بأسلوب دقيق وهو إنسان واثق بعلمه، قادر على مداعبة العقول بالأسوب، والتفكير، والإبداع الخيالي يستمد من أساليب مبتكرة، وتضم كثيرا من الأمثال والألفاظ وإن لم تخضع لمقاييس القصة بمفهومها المعاصر لكن الحريري أجاد في سرد القصص بأسلوب دقيق 1.تعريف الأسلوب فالأسلوب هو فن من الكلام سوآءا كان قصصا أو حوارا، تشبيها أو مجازا أو كناية، تقريرا أو حكما وأمثالا للأسلوب معنى أوسع فيشمل الفن الأدبي، فالأسلوب عند ابن خلدون صورة ذهنية تغمر النفس وتطبع الذوق الأساس فيها الدربة النابعة عن قراءة النصوص الإبداعية المتفردة ذات البعد الجمالي الأصيل اللغة هي الأداة التصوير الذهني. ( يتصف بالوضوح، لأنه يحقق الغاية الأساسية، وهي الإفهام فإننا نلاحظ أن الفنون الأدبية التي يغلب فيها الوضوح هي النصوص القائمة على المعاني العقلية لقصد الثقافة كالقانون، والفلسفة، والجغرافيا، ولكننا أحيانا لا نقتصر فيما نكتب على نشر الحقائق وإنما نعني كذلك أو أكثر من ذلك بإيقاظ العقول الخامدة وبعث الشعور والحماسة، وإثارة العواطف في نفوس الناس، وبذلك نهب للأفكار حياة أقوى من حياتها العقلية، لتكون ممتعة مؤثرة، فهذه الحياة هي التي تسمى القوة) (الشايب ،2003 : 196 )1
وأن القوة صفة نفسية، تنبع أول أمرها من نفس الأديب الذي يجب أن يكون نفسه متأثرا منفعلا إذا شاء من قرائه حماسة وانفعالا، وهي لذلك صفة العاطف والإرادة والأخلاق قبل أن تكون صفة الأسلوب؛ فالكاتب الذي يدرك الحقائق بوضوح، ويعتقدها بصدق، ويحرص على إذاعتها، تجد في عبارته صدى ذلك، وهي قوة لا تكون بالتقليد والتصنع، وإنما هي من قوة الأخلاق وصدق العقيدة وصحة الفهم وبعد أغواره، وإذا كان الغرض من الوضوح هو الاقتصاد المباشر، في إجهاد مواهب القارئ، فإن الغرض من القوة الاقتصاد غير المباشر بإيقاظ عقله، وعواطفه، وأخيلته، لتدرك المعاني بقوة، وتحظى بمتعة جديدة؛ إذ كانت قوة الأسلوب صدمة للعقل، ودعوة للنزال، والبحث عن مواطن الرالعة والفائدة، وهناك قاعدتان لتحقيق القوة الأسلوبية، أولا: قوة الصورة، ويراد بالصورة القوية ما تتجاوز بالعقل معناها الحرفي إلى معنى أو معان أخرى مجازية أو غيرها، وذلك يكون بالتمثيل، والكناية، والاستعارة من كل ما يفتح أمام القارئ آفاقا من التفكير أو التخييل، استعمال الكلمات المألوفة، المحدودة المعنى، العربية، فذلك يفيد في وضوح الأفكار والصور، واستقرارها في العقول، وليس ينفع هنا اللفظ المشترك، ولا الغامض، ولا الكلمات الأجنبية التي لم تشرب روح العربية، واستخدام الكلمات الوصفية التي تفيد في جمال الأسلوب وفي قوته معا، ويراد بالكلمات الوصفية، والتحاشي عن الكلمات الضعيفة، والحشو الفارغ، والعناصر الثانوية في العبارات، ثم الاكتفاء بأركان الكلام، حتى يترك لها المجال لتبعث آثارها دون عائق. وأكثر ما يبدو ذلك في الخطابة، والجدل، والمناظرة) (الشايب ،2003 : 196 )2
وقد يظهر التناقض بين القوة والوضوح، إذا كانت تلك إلى الإيجاز والاكتفاء بالعناصر الهامة في حين أنه محتاج إلى هذه العناصر الثانوية لبسط الأفكار وإنارة جوانبها) (الشايب ،2003 : 198)3 ويفرق الزيات بين الأسلوب والصورة، فيرى أن الأسلوب كل لا يتجزأ، يضم الفكرة والصورة معًا، بحيث لو تغيرت الصورة تتغير الفكرة، وإن تغيرت الفكرة تتغير الصورة، فالأسلوب عنده هو "الهندسة الروحية لملكة البلاغة". والبلاغة عنده هي التي لا تفصل بين "الفكرة والكلمة ولا بين الموضوع والشكل إذ الكلام كائن حي روحة المعنى وجسمه اللفظ، فإذا فصلت بينهما أصبحت الروح نفسًا لا تتمثل، والجسم جمادًا لا يحس) (علي بدون ت: 161)4 وفي النقد الحديث يقرر البعض أن الأسلوب هو الصورة اللفظية التي بعر بها عن المعاني، أو نظم الكلام وتأليفه لتأدية الأفكار وعرض الخيال، ولا ينبغي أن يتصور الأسلوب من غير العناصر الأدبية وهي الأفكار، والصور الجزئية، والعبارة، والإيقاع، والعاطفة، وبهذه المقومات تكون وحدة النص في العمل الأدبي، بحيث لا يتأتى الفصل بين عناصره، ولا يسقط جزء من أجزائه. والصورة الأدبية هنا فرع الأسلوب، بل هي نتيجة للبراعة فيه والدقة في بناء التركيب، والعمق في رصانة الأسلوب، والإحكام في نظمه) ( علي دون ـت 161)5
وينص على الفرق بين الأسلوب والصورة فيقول: (فالأسلوب إذًا هو طريقة خلق الفكرة وتوليدها، وإبرازها في الصورة اللفظية المناسبة، هو ذلك الجهد العظيم الذي يبذله الفنان من ذكائه ومن خياله في إيحاء الدقائق والعلائق والعبارات والصور في الأفكار والألفاظ ... ولهذا الجهد جهتان جهة موضوعية تتصل بالنظام وهو حسن الترتيب وصحة التقسيم، وإحكام وضع القطع في رقعة الشطرنج، التي نسميها جملة أو فقرة أو فصلًا، أو مقالة، وجهة أخرى شكلية تتصل بالحركة، وهي خلق الكلمات والصور، والتأليف بينهما على نمط يحدث الحياة والقوة والحرارة والصور والبروز والأثر ... وإنما هو "الأسلوب" مركب فني من عناصر مختلفة يستمدها الفنان من ذهنه ومن نفسه، ومن ذوقه، تلك العناصر هي الأفكار والصور والعواطف، ثم الألفاظ المركبة والمحسنات المختلفة. فالأسلوب هو الوسيلة التي يخلق بها الفكرة في تشكيل من الألفاظ والصور، بحيث يصير بنية حية وتركيبًا فنيًّا، ويفهم من هذا أن الصورة ليست الشكل الذي يقابل المضمون، بل هي جزء من الأسلوب، فقد يخل منها وقد يشتمل عليها، ولذلك جعلت الصورة من عناصر الأسلوب، وعلى ذلك فلا تصلح العناصر السابقة للأسلوب أن تكون عناصر للصورة وإنما هي مصادر لها، وروافد تنميها، ومنابع تغذيها، وللصورة عناصر أخرى تخالف عناصر الأسلوب سنوضحها فيما بعد إن شاء الله تعالى. أما الفرق بين الأسلوب والصورة عند أنصار الشعر للشعر حديثًا، فهم يحددونه على هذا الوجه: وهو أن العمل الفني يضم القصيدة التي تنتج موضوعًا معينًا قد لا يقصده الأديب في البداية عن طريق وسيلتين هما: المادة أو المحتوى؛ والصورة. فالأسلوب عندهم هي كسوة المعنى: "المادة أو المحتوى أو المضمون" الداخلة في الأسلوب، ومن هنا قد يكون الأسلوب صالحًا للصورة، أو لا يكون، فأنصاره لا يفصلون بين المادة والصورة. فهما كل لا يتجزأ، والموضوع عندهم غير الصورة؛ لأنه ينبع من القصيدة التي عمادها المادة والصورة وعندي أن الأسلوب في القصيدة مثلًا يتركب من معاني الألفاظ مفردة، ومن دلالات النظم والتركيب على هيئة معينة، ثم من النغم الذي يحدثه اللفظ لانسجام حروفه، أو من الإيقاع الذي تتجاوب أصداؤه من أجزاء النظم بعضها مع بعض، ومن تلك الصور والإيحاءات والظلال التي تشعها الألفاظ، وهي في رباط قوي وتلاحم بين معانيها؛ من كل ما تقدم يتركب الأسلوب، فإن فقد حلقة من هذه الحلقات نقص وزنه بقدر ثقلها، وأصابه الضعف والتفكك بقدر مكانها. فاللغة والأسلوب هما جوهر الصورة، وإن استعملا في شتى ألوان الفكر والنشاط الإنساني الآخر، والصورة تتخذ اللفظ وسيلة للتخيل والتجسيم والتشخيص والتلوين، والإيحاء والحركة والأضواء والظلال والإيقاع الرتيب) (علي ، بدون ت: 163 ) 6
2.أسلوب مقامات الحريري في سرد القصص الفكاهية يعد الحريري من أفضل المقاميين جودة في الإبداع الجنس السردي، ترتكز على جد القول وهزله مع تناسب بين شخصيات القصة ومدى احتيال الذي يجري في القصة ولشخصياتها و واقعيتها، وحبكتها في الحوار والزمان والمكان والحدث ، تنبني على الأسلوب. والحكم على أسلوب هو الحكم على طباع الشخص لأن الأسلوب صورة الروح. وهو الرجل عينه"؛ بمعنى أنه صورة لصاحبه، تبرز مزاجه وطريقته في التفكير ورؤيته إلى العالم ونقر بحقيقة الأسلوب الفردي إلى القول باختلاف الأساليب من كاتب إلى آخر. و الأسلوب العام المطلق صالح لكل زمان ومكان، وهو الطريقة الكلية المعبرة عن كيفية تأثير العقل في الطبيعة. (يعمد الكاتب إلى اللغة بوصفها خزّاناً جماعياً رحباً، منه ينتقي مفرداتٍ، يتخيرها كي يصب فيها ما تجيش به نفسه من مشاعر وأحاسيس وانطباعات، وهنا يبدأ بحث النقاد الأسلوبيين من حيث العمل على كشف العلل والأسباب الكامنة وراء هذا الاختيار أو ذاك مادام مبدأ "الاختيار" أو "الانتقاء" يمثل خاصية من خصائص البحث الأسلوبي، وإذا كانت اللغة تحوي مفردات متعددة، تتركب منها أعداد لا تحصى من العبارات والجمل، فإن القضية المثارة هي البحث عن الدلالات المتعلقة بأسباب اختيار جملة بدلاً من جملة أخرى، وتفضيل تركيب عن تركيب سواه ورصد العلل المضمرة وراء هذا الاختبار أو ذلك. )(الشايب ،2003 : 197)7
إن عملية الاختيار يحكمها جانبان: شعور فردي وجداني تمليه الدفقة الشعورية للإبداع، وآخر خارجي اجتماعي لغوي فني تفرضه القواعد والأعراف، والطقوس المتداولة عند الكتاب والمتلقين، حتى يكون هناك إدراك واضح لما تحمله النصوص الإبداعية، بفهم لغتها وما ترمي إليه، وجعلها أكثر قابلية عندهم، ومن نجد أن الوضوح يتحقق باختيار الكلمات المعينة غير المشتركة بين معان، والتي تدل على الفكرة كاملة، والاستعانة بالعناصر الشارحة، أو المقيدة، أو المخيلة، واستعمال الكلمات المتقابلة المتضادة إذا كان ذلك يخدم المعنى والفكرة، والبعد عن الغريب الوحشي، والعمد إلى لغة الناس وما يستطيعون إدراكه بسهولة وبصورة واضحة لا تشوبها شائبة. يبقى الاختيار من العمليات المساعدة على كشف تفرد كاتب عن كاتب آخر، من خلال أسلوبه المتمثل في اللغة المعجمية، التي انتقاها ورصها مفرداتيا بعضها إلى بعض لتصير في النهاية لغة إبداعية فنية جمالية تستهوي القارئ، وترقع النص إلى مصاف الآثار الأدبية الخالدة) (الشايب ،2003 : 197)8 إن سلامة التركيب في جميع نواحيه، معجمياً، ونحوياً، وصوتياً، وصرفياً، ودلالياً، تستدعي انطلاقه من عملية سابقة عليه، وهي الاختيار، فكلما كان الاختيار دقيقاً يخدم الكاتب والنص القارئ، حينها يأتي التركيب كذلك؛ إذ (ترى الأسلوبية أن الكاتب لا يتسنى له الإفصاح عن حسه ولا عن تصوره للوجود إلا انطلاقاً من تركيب الأدوات اللغوية تركيباً يفضي إلى إفراز الصورة المنشورة والانفعال المقصود، والانطباع النابع من الذات عبر النص من خلال اللغة، ليحتضنه القارئ بحرارة ، وتقاس عملية التركيب بالرجوع إلى المزاج النفسي للكاتب وثقافته الخاصة، بالإضافة إلى السمات الثقافية لكل عصر، وهي الرقيب الذي يسير الكاتب تحت إمرته حتى يفهم عند المتلقين، ((فكل كاتب له مزاجه النفسي وثقافته المتميزة، كما أن لكل عصر سماته الثقافية، ومزاجه الفكري، ومن ثم يختلف أسلوب كاتب عن كاتب، كما يختلف أسلوب عصر عن عصر، إن الموقف وطبيعة القول وموضوعه، كل ذلك سوف يفرض بالضرورة أداء يختلف عن أداء، بل إن ذلك قد يكون لدى كاتب واحد، لأنه عايش فترتين زمنيتين مختلفتين) (الشايب ،2003 : 197)9 أن ظاهرة التركيب التي لها علاقة تامة بالأسلوب تتحدد ضمن الأداء، من عدّة منطلقاتٍ ذاتيةٍ خاصةٍ بالكاتب ومزاجه النفسي، وثقافته المتميزة، والموضوع المتناول، وهي التي تفرض عليه لا محالة توظيف مفردات وتراكيب خاصة به، انطلاقاً مما سلف ذكره، وهذا لن يكون ذا فائدة تواصلية لغوية فنية جمالية، مالم يبق في إطار العصر وخصائصه الثقافية والفكرية واللغوية. (الشايب ،2003 : 197)10
لقد ذهب جل النقاد الأسلوبيين، وعلى رأسهم الناقد الفرنسي "جون كوهن" إلى كشف ملامح الاختلاف بين الأساليب بدءاً بمدى انحراف الكتّاب عن النمط المألوف، والطقوس المتداولة في الكتابة في سياق نصوصهم الإبداعية؛ إذ الأسلوب هو كل ما ليس شائعاً ولا عادياً ولا مطابقاً للمعيار المألوف... فالانزياح في المفهوم الأسلوبي هو قدرة المبدع على انتهاك واختراق المتناول المألوف، سواء أكان هذا الاختراق صوتياً أم صرفياً أم نحوياً أم معجمياً أم دلالياً؛ ومن ثم يحقق النص انزياحاً بالنسبة إلى معيار متواضَعٍ عليه، لذا تبقى اللغة الإبداعية هي التي تسمح بهذه الخلخلات اللغوية ضمن النصوص بحملها من النفعية البلاغية إلى الفنية الجمالية؛ وهذا كله وفقاً لأفكار وتداعيات خاصة، في إطار أمنية ومواقف محددة تمليها طبيعة المواضيع المتناولة في ضمن النصوص، حيث (أنه من غير المجدي حصر الكلام في تكرار جمل جاهزة، كل واحد يستعمل اللغة لأجل التعبير عن فكرة خاصة في لحظة معينة، يستلزم ذلك حرية الكلام واستقلالية الخوض فيه وبه بارتياح، في رحاب لغة فنية أدبية تجعل الجمالية والتأثير غايتَيْها. إن جمالية الانزياح عندما تخلق اللغة الإبداعية هوامش رحبة، على حساب اللغة المعجمية وانطلاقاً منها، ففيها يتأتى للقارئ الإقبال على العمل الفني، وتذوقه ومدارسته ومحاورته، بشقف ونهمٍ كبيرين، إلى درجة الاستمتاع والإثارة والاقتناع به فنياً وجماليا)(الشايب ،2003 : 197)11
تُعد المقامة من الأجناس القصصية المهمة في النثر العربي القديم ، تتميز بالصياغة اللغوية والنقد الاجتماعي القائم على الهزل والسخرية وحركته السردية تتوارى خلف كثافة الأسلوب أوجد الحريري في مقاماته شخصيات متنوعة ، منها شخصيات رئيسية يمثل شخصية الحارث عندما نلتفت إلى التحليل الأسلوبي للمقامة فإنه يفسر لنا علاقة بين الإبداع عند الأديب والإبداع الذهني عند المتلقي ، والحديث عن الإبداع عند المتلقي الذي يتواصل بالإبداع عند الأديب يطرح أهمية تزود المتلقي بالثقافة المطلوبة وإحاطته بالمجال الذي هو بصدد قراءته، والنص الأدبي الرفيع لا يمكن أن يتفتح أمامنا دون ثقافة واسعة في المجال العقلي والروحي الذي ينتمي إليه هذا النص" بمعنى أن هناك:" ظواهر أساسية في تركيب اللغة أو المعنى تحتاج إلى تنوير من خلال الربط بين الشعر واللغة والفلسفة والدين، القراءة الواعية تشكل رؤية جديدة تكشف لدى القارئ مع كل نص يقرأه، و تعدد القراءات يكتسب القارئ مجموعة من الطاقات التحليلية التي كانت غائبة عنه قبل ذلك في شتى مجالات إبداع الفكر البشري،
هيآت أبي زيد السروجي لا تخرج عن وصف شخصية المستجدي، وربما كان وصفه لهذه الشخصية بهيأتها أكثر دقة وأقرب من الأسلوب المتين نجد أن بعضها جاءت تحمل مضامين جدية تتمير بالترف الفكري ،والتلاؤم والاستجداء والجد ، في فن الاحتيال والسخرية اللاذعة ، إن شخصية السروجي في المقامات التي اعتمدت التكسب والكدية ويعرض الحريري في مقام الخطب الوعظية وجوها مختلفة يتعرض لها الإنسان تؤدي إلى افتقاره، فالفقر يمكن أن ينال الغني مثلما ينال الفقير، آفة الفقر يمكنها أن تسحق الغني والكريم وميسور الحال ويبدو أن ما دفع الحريري ليتخذ من هؤلاء ضحايا لأبي زيد كونهم يمثلون السلطة الحاكمة ، فهو يحمّل هؤلاء مسؤولية تردّي الأوضاع ، أو أنهم أحد أسباب تردّيها، فكان الحريري يوظف أكثر من شخصية لإحكام عملية الاحتيال ، بأسلوب رونق تمثل عناصر الاختيار-التركيب-الانزياح (واختيار الكلمات المعنية غير المشتركة بين معان، والتي تدل على الفكرة كاملة: وذلك يدعو إلى ملاحظة هذه الفروق الدقيقة بين ما تسمى المترادفات حتى لا يصير المعنى ذاهب المعالم. من ذلك، العاطفة والانفعال، والسقم والمرض والهضبة والجبل، والسهو والغفلة، وقد وقع جرير فيما يسمى الاشتراك حتى ذهب الناس كل مذهب فيما يعني )(الشايب ،2003 : 188)12
إن شخصية السروجي هي الشخصية الأكثر حضورا في مقامات الحريري ، وعليها يقوم الحدث المقامي ، وهي شخصية حاضرة في كل المقامات خلافا لشخصية أبي الفتح الاسكندري التي غابت عن بعض مقامات الهمذاني. إن مخيلة الحريري تدعونا إلى قراءة السلوك التي جاءت في متون المقامات التي سبقت المقامة البصرية على أنه أشبه بالمراحل العمرية للإنسان ويكون فيها على غير هدى لتأتي هذه المقامة لتكون صرخة تصحيح المسار، فهي الندم على ما فات والتوبة منه، يبدو أن الحريري بمضمون أسلوبه يسيطر على البعد الزماني والمكاني في الكتابة، فكان المضمون يعبر عن سلوكية سردية لسيرة السروجي النادم على ما فات فلا يجد إلا الندم والاستغفار، وقد أجاد الحريري في مقام حسن السبك والأسلوب وحسن اللفظ اختلف في موقفهم من الأدب وخصوصا ما تعلق بالمعنى واللفظ يرى الجاحظ أن المعاني كثيرة متشعبة ولكنها مستورة في الصدور وإنما الفضل في اللفظ والقوة والانفعال، قوة وجدانية تسيطر على النفس وتصحبها تغبيرات جثمانية ظاهرة وأخرى عقلية باطنة، واضطرابات عصبية من الممكن أن يلحظها الإنسان في نفسه، وفي غيره، في أحوال الغضب والرضا، والفرح والحزن، والتفاؤل والتشاؤم، والفزع والهدوء، على تفاوت في الكم والكيف، وفي طبيعة الانفعال لذة وألما، وبساطة وتركيبا إلى غير ذلك. لاحظ الخائف وما يحل به من انقباض عام، وضيق نفسي، وجفاف في الحلق، وخفة في النفس، وارتعاد في العضلات، ثم ضيق دائرة الشعور وقصره على ما يتصل بموضوع الانفعال، وقد يبلغ به الأمر إلى نسيان عهوده ومواثيقه، واكتسابه شخصية أخرى ) (الشايب ،2003 : 73) 13 الوصف والجمال سبق أن معناه في اللغة الكشف والإظهار، ومعناه الأدبي تصوير خواص الأشياء الحسية والمعنوية باللغة، وهو كالرسم في أنهما من الفنون الجميلة وفي اعتمادها على الألوان للإفهام والتأثير، وفي انقسامهما من إلى نوع واقعي وآخر مثالي جميل، وكلاهما يتناول الأشياء في حاليها المستقرة الثابتة والمتغيرة المتتابعة والوصف فوق ما له من قيمة فنية تظهر في نصوصه نظما ونثرا- يدخل في تكوين الفنون الأدبية الأخرى كالرواية، والرحلات، والتاريخ، والخطابة، والرسالة ولهذا الفن قوانين متصلة بأقسامه، وتكوينه، نذكر منها هنا أهم ما يؤثر في أسلوبه اللفظي يقوم الوصف الأدبي على اختيار أهم العناصر التي تميز الموصوف وتكون مصدر الجمال، والتأثير، تاركا الأشياء التافهة أو التفاصيل العلمية الدقيقة ولما كان هذا الفن معتمدا على الخيال في التصوير كانت عبارته حاوية هذه الصورة الخيالية من تشبيه، ومجاز، واستعارة ومبالغة، ومقابلة؛ لأن في كل صورة من هذه ميزة لتقوية المعنى أو تجسيده، أو إلحاقه، بما هو أقوى منه استجابة لقوة العاطفة والانفعال. وقد رأيت في المثال السابق كيف استحالت الزهرة فتاة مزهرة بنفسها، معجبة بما خلع عليها المطر من حلي وحلل، وكيف فتن بها الغمام، فسال ريقه فضة، ثم أحالته ذهبا حين استقر في أعطافها، كل تلك صور خيالية متتابعة)(الشايب ،2003 : 104)14
يجب أن يكون الكلمات من الدقة بحيث تكون صدى صادقا لما تحكي من صوت، أو تؤدى من معنى ولون، لذلك حسن الاستعانة بالنعوت التي تزيد في التحديد أو الروعة ليكون الوصف كاشفا حاكيا ما وراءه، يسمعه الإنسان فكأنما يشهد الطبيعة في ائتلافها، والصور في ائتلافها، وكأنما يسمع الرعد القاصف أو الآذي الصاخب، أو البلابل الغريدة، أو نجوى النفوس، وهمسات الفؤاد، وخواطر الضمير)(الشايب ،2003 : 105)15 يجب أن تكون التراكيب والعبارات ذات نغمة عامة ملائمة لما يوصف سواء أكان منظرا رائعا يبعث الإعجاب، أم معركة حامية تثير الرهبة أو حوادث متتابعة تملك العقل، أو يأسا قاتلا أم أملا عريضا، بحيث يكون الأسلوب اللفظي حكاية الأسلوب المعنوي، ويتحقق بذلك ائتلاف اللفظ والمعنى كما بينا ذلك في فنون الشعر ولذلك تجد الوصف النثري مختلف العبارات قوة ولينا باختلاف الموضوعات كما رأيت في الموضعين السابقين. روعة في الأول. ورهبة في الثاني. وقد أورد ابن الأثير في هذا المعرض مثال لقوة الأسلوب وجزالته وقوله تعالى: {ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون} وقوله تعالى: {ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى)(الشايب ،2003 : 13 )16 3.جمال أسلوب مقامات الحريري الجمال صفة لازمة للأساليب الأدبية، لا غنى لها عنه ما دام الأديب معنيا بإمتاع القراء واحترام أذواقهم، ومن السهل معرفة ذلك، فقد تقرأ نصا أدبيا واضح الأفكار، قوي العاطفة، ولكنك تحس مع هذا أنها نابية عن الذوق، فجة العبارة، لا تمتزج بالنفس. جمال الأسلوب عبارة عن المحسنات البديعية، والصورة الخيالية التي يصطنعها الكتاب عمدا، ظانين أنها حلى بديعة، أو مدارين بها فقرا عقليا ونقصا، والحق أنها تدخل الأساليب الأدبية حين تدعوها طبيعة المعاني لتقويتها أو إيضاحها، أو حين يلجأ إليها الخيال ليصور بها عاطفة صادقة وانفعالا قويا. الجمال صفة نفسية تصدر عن خيال الأديب وذوقه، فالخيال المصور يدرك ما في المعاني من عمق وما يتصل بها من أسرار جميلة إدراكا حادا رائعا والذوق يختار أصفى العبارات والخيال الجميل. وإذا ذكرنا الذوق فإنما نعني الذوق المهذب "الذي صقله الأدب، وشحذته الرواية، وجلته الفطنة، وألهم الفصل بين الرديء والجيد، وتصور أمثلة الحسن والقبح ى وبذلك تتحقق هذه الصفة الفنية للأسلوب. الجمال صفة سلبية وإيجابية، يكون بخلو الأسلوب من التنافر والخشونة التي تؤذي الحس والذوق، ثم يجعله صدى صادقا لجمال الذوق والخيال ) (الشايب ،2003 : 198)17 تعد الأسلوبية اتجاها من اتجاهات النقد الأدبي، والناقد الأدبي يقوم بالممارسة لفعل القراءة كل حسب ما توفرت له من رؤية وأدوات إجرائي، غير أن الناقد الأدبي يصبح أكثر منهجية عندما يستوعب ويلتزم بأحد المناهج، يستقي منه أدواته، ليقارب النصوص الأدبية. وأسلوب الكاتب ترتكز قراءتها للنص على مفهوم الأسلوب كمجموعة من الخيارات يقوم بها الكاتب في نصه على مستويات اللغة المختلفة، اللفظية منها والنحوية ، وما تفرزه هذه الخيارات الأسلوبية من وظائف ومعانٍ ومدلولات مترابطة أو متنافرة، وأحياناً معقدة بحسب الموقف الذي ساهم في إنتاج النص. وكشف مكنوناتها، من خلال الألفاظ، والتراكيب سواء من جانبها النحوي، أو الصوتي، أو الدلالي، سعياً إلى الوقوف عند اللغة الأدبية المميزة للنص عن سواه من النصوص الأخرى، لأن التناول الأسلوبي إنما ينصب على اللغة الأدبية لأنها تمثل التنوع الفردي المتميز في الأداء بما فيه من وعي واختيار، وذلك ما يميز بين الأسلوب في خصوصيته الإبداعية والأسلوب كأداة يومية تستعمل للتواصل؛ الأسلوب منهج نسقي يجعل لغة النص وسيلة وغاية لفهم الإبداع والوقوف على درجة الأدبية فيه، من خلال الهوامش التي تحققها اللغة الإبداعية إذ تسمو بالنص إلى مصاف الأعمال الفنية الجذابة، انطلاقاً من مدى اختيار الألفاظ وتراصها وعلاقة بعضها ببعض. تحدث النقاد كثيرا عن الأسلوب حتى كاد أن يترسخ في ذهن الرواد أن الأسلوب ينحصر على العنصر اللفظي الذي يتألف من الكلمات فالجمل والعبارات، وربما قصروه على الأدب وحده دون سواه من العلوم والفنون، وهذا الفهم غير عميق وشامل، والصورة اللفظية التي هي أول ما تلقى من الكلام لا يمكن أن تحيا مستقلة، وكلمة الأسلوب صارت هذه الأيام حقا مشتركا بين البيئات المختلفة، يستعملها العلماء ليدلوا بها على منهج من مناهج البحث العلمي، ويستعملها الأدباء في الفن الأدبي قصصا أو جدلا أو تقريرا وفي العنصر اللفظي سهلا أو معقدا )(الشايب ،2003 : 1)18 فالعرب القدماء أفردوا درسا خاصا للتعليق على النصوص الأدبية كالذي قدموه من شرح لغوي للشعر كشرح «بانت سعاد» أو شرح ابن جني لديوان المتنبي، ولكن هذه الأعمال لم تكن تصدر عن نظرية واضحة أو منهج محدد، وإنما هي ملاحظات لغوية جزئية يسوق إليها النص حسبما كان وينقلها الخالف عن السالف دون أن تقدم شيئا جديدا إلا أن يكون تطبيقا حيا لما تحتويه كتب النحو والصرف والبلاغة. وحين بدأت النهضة اللغوية الحديثة في الغرب في القرن الماضي فيما يعرف بالفيلولوجيا ظلت الآصرة قوية بين البحث اللغوي والأدب، لأن الفيلولوجيا لم تكن تنظر إلى اللغة على أنها غاية في حد ذاتها، وإنما هي وسيلة لفهم «الثقافة»، ومن ثم كان تركيزهم على النصوص الأدبية القديمة تحقيقا وتفسيرا، ولغة الأدب هي نمط من أنماط «الأسلوب» لأنها «تنوع» لغوي فردي، والكتابة الأدبية فهي لغة فردية خاصة، تصدر عن اختيار واع، والأسلوب هو الرجل، أو بصمات الإنسان، يهدف إلى دراسة هذه «الكوامن» التعبيرية في لغة أديب معين.
وذلك لتضمنه معنى أخلاقيا، ومن هنا يظهر "باد رأيه في العلاقة بين اللفظ والمعنى" وهذا الاتجاه يوضح عدم اعتداده بالصورة الأدبية إلا إذا صور الأديب بها معنى لطيفًا ومغزى شريفًا، أما التي تحمل معنًى وسطا أو ساقطًا - وإن اكتملت عناصرها وتلاءمت أجزاؤها، فلا تعدّ صورة عنده، ولا يقيم لها وزنًا كأبيات كثير السابقة، لأن الأساس عنده في الشعر هو شرف المضمون)(صبح، بدون ت :160) 19 المادة هي المعاني، والصورة ( المادة هي المعاني، والصورة هي الصناعة اللفظية، وبالتجويد في الصياغة، يقول: "وعلى الأديب إذا شرع في أي معنى كان من الرفعة أو الصنعة وغير ذلك من المعاني الحميدة أو الذميمة أن يتوخَّى البلوغ من التجويد في ذلك إلى الغاية المطلوبة) (صبح ، بدون ت ص 165)35 يرجع إلى التصوير يصف شيئًا وصفًا حسنًا، ثم يذمه بعد ذلك ذمًّا حسنًا بينًا غير منكر عليه، ولا معيب) ( صبح ، بدون ت : 166) 20 معيار الجمال يرجع إلى الشكل أكثر مما يرجع إلى المعنى، ويذكر الخصائص التي تتصل به وتنبني عليه، وهي موسيقى الصورة التي ترجع إلى الشكل المعاني ينحصر في جودة اللفظ وصفاته:( وحسنه، وبهائه، ونزاهته ونقائه، وكثرة طلاوته ومائه، مع صحة السبك والتركيب، والخلو من أود النظم والتأليف تحديثه عن اللفظ وطلاوته، والسبك والتركيب، والنظم والتأليف، إنما يرجع غالبًا إلى التصوير، الذي لا يتمّ إلا بهذه الأمور، واتَّصف بالحذق والمهارة، والألفاظ تكون، وهي رائقة معجبة ، وإن كان اهتمامه بالشكل واللفظ لا ينسيه المضمون والمعنى، فالأديب يحتاج إلى شرف المعنى والإصابة نيَّة، كاحتياجه إلى الحسن في الصياغة، ونسج الألفاظ) (صبح ، بدون ت: 186) 21 ويجرّد اللفظ من القوة والحيوية، وهذا يدل على عدم أصالته، على عكس الجاحظ وقدامة، اللذين أعطيا الصياغة والتصوير نوعًا من الحيوية، من غير فصل يفقد الروح في اللفظ( فصورة الخشب ليست منفصلة عن مادته انفصال الثوب عن البدن، كما هو واضح في اتجاه العسكري الذي أوقفه في التقليد والخطأ، لأن العقل لا يتصور مطلقًا لفظًا من غير معنًى يرتبط به، وصنيع ابن سنان الخفاجي في كتابه سر الفصاحة هو صنيع أبي هلال نفسه) (صبح ، بدون ت : 187) 22 ومنهم من ذهب إلى سهولة اللفظ، فعنى بها، واغتفر له فيها الركاكة واللين المفرط) (صبح ، بدون ت :189) التصوير في التصوير عدة أمور: إنها جميعًا صور تحاكي الطبيعة بما فيها أقوال الناس وأفعالهم سواء أكانت هذه الطبيعة تحاكي مثالًا في عالم المثل كالأفلاطونية، أو هي نفسها المثال ولا تحاكي شيئًا، كما عند أرسطو، الذي رأى أن الفنانين في عملهم يختلقون ويبتكرون أعمالهم الفنية، وليس من الضروري أن تكون المحاكاة مطابقة تماما للمثال وهي الطبيعة، الجمال هو الغاية من هذه الفنون أولًا، ثم يلي ذلك الخير والفائدة، ومقياس الجمال فيها يرجع إلى الذوق لا إلى قواعد عقلية وحدود منطقية( الجمال يرتبط فيها بصورة محسة منها لا بكل الصور، بخلاف العلم الذي ستقرئ الجزئيات والصورة وما بينها من شبه، ليقرر قاعدة عقلية عامة، هذه الفنون تظهر فيها الشخصية والإبداع الفردي، ولذلك نسب العلماء والنقاد الاختراع فيها إلى الإلهام، و فنا التصوير في الشعر والموسيقى يتفقان في اعتمادهما على الصوت، بما يحوي من خصائص في الطول والقصر، أو الشدة واللين ويستعيض الرسم عن الصوت بالألوان والأصباغ)( صبح ، بدون ت : 155) 23
الخاتمة النص له مفهوم من الخيارات يقوم على مستويات اللغة المختلفة، وما تفرزه هذه الخيارات الأسلوبية من وظائف ومعانٍ مترابطة وكشف مكنوناتها، من خلال الألفاظ، والتراكيب سواء من جانبها النحوي، أو الصوتي، و ما يميز بين الأسلوب في خصوصيته الإبداعية، وغاية فهم الإبداع والوقوف على درجة الأدبية فيه، من خلال الهوامش التي تحققها اللغة الإبداعية يترسخ في ذهن الرواد و يتألف من كلمات والصورة اللفظية، السروجي شخصية موسوعية في تحصيلها الإبداعي و في أغلب مقامات الحريري بوصفه خطيبا واعظا، ويتحول السروجي من صاحب مكيدة ومحتال إلى زاهدٍ عابدٍ ووصف هيأة السروجي في المقامات الجدية على وصف مهاراته الشخصية.
المصادر والمراجع 1.حمد الشايب الاسلوب مكتبة النهضة المصرية الطبعة:2003 عدد الأجزاء: 1 ص196 2. نفس المرجع ص196 3.نفس المرجع ص 198 4.علي علي صبح الصورة الأدبية تاريخ ونقد دار إحياء الكتب العربية ص 161 5.نفس المرجع ص 161 6. نفس المرجع ص 163 7. نفس المرجع ص 197 8. نفس المرجع ص 197 9. نفس المرجع ص 197) 10. نفس المرجع ص 197 11. نفس المرجع صص197 12. نفس المرجع ص 188 13. نفس المرجع ص73 14.أحمد الشايب الأسلوب مكتبة النهضة المصرية الطبعة:2003 عدد الأجزاء: 1ص104 15. نفس المرجع ص105 16. نفس المرجع ص105 17.أحمد الشايب الأسلوب مكتبة النهضة المصرية الطبعة:2003 عدد الأجزاء: 1 ص198ص10 18.أحمد الشايب الأسلوب مكتبة النهضة المصرية الطبعة:2003 عدد الأجزاء: 1 ص 1 19. نفس المرجع ص 160 20. نفس المرجع ص 166 20. نفس المرجع ص 167 21. نفس المرجع ص 186 22. نفس المرجع ص 187 23. نفس المرجع ص 155
#ابراهيم_محمد_جبريل (هاشتاغ)
Ibrahim_Mahmat#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
-
دور القياس في بناء اللغة العربية -النحو العربي أنموذجا- إعدا
...
-
تعريف الرومانسية
-
الحب بين القديم والمعاصر
-
المرأة بين العلمنة والعصرنة في ظل التحول الرقمي
-
تحديات اللغة العربية في بحيرة تشاد - نيجر وتشاد-
-
تحديات العالم العربي والإسلامي
-
التعليم في الحلقات القرآنية بجمهورية تشاد اعداد: أحمد عمر أب
...
-
مفهوم التنوير
-
واقع الغزو الفكري في المجتمع العربي والإسلامي (1)
-
الخطابة في العصر الجاهلي
-
تاريخ الأدب الجاهلي مفهومه وعناصره وخصائصه ودواوينه
-
تاريخ الأدب الجاهلي( النثر الجاهلي)
-
التعايش الفكري في المؤسسات التعليمية لأحمد عمر أبكر
-
الأديب الإفريقي بين الأسلوب والواقع الاجتماعي
-
الهوية اللّغوية والدينية في الكاميرون دراسة وصفية تحليلية
-
خصائص الشعر الجاهلي
-
خلاصة تاريخ الأدب الجاهلي -شوقي ضيف-
-
الغزو الفكري وعمليات غسيل الدماغ
-
النثر الجاهلي
المزيد.....
-
-العائلة- في سربرنيتسا.. وثيقة حنين لأطلال مدينة يتلاشى سكان
...
-
فيلم عن فساد نتنياهو وآخر عن غزة.. القائمة القصيرة لجوائز ال
...
-
“بداية الفتح” مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 38 مترجمة بالع
...
-
“صدمة جديدة للمشاهدين” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 176 مترجمة
...
-
“كشف حقيقة ليلى وإصابة نور” مسلسل ليلى الحلقة 15 Leyla مترجم
...
-
-الذراري الحمر- يتوج بالتانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية
...
-
بليك ليفلي تتهم زميلها في فيلم -It Ends With Us- بالتحرش وال
...
-
“الأحداث تشتعل” مسلسل حب بلا حدود الحلقة 47 مترجمة بالعربية
...
-
في ذكرى رحيله الستين.. -إيسيسكو- تحتفي بالمفكر المصري عباس ا
...
-
فنان أمريكي يتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بتنفيذ إبادة جماع
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|