أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - إرادة العار 2














المزيد.....

إرادة العار 2


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 8063 - 2024 / 8 / 8 - 00:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ سنوات نقول بأن لدى حزب النهج الديمقراطي إِشكالَ هويةٍ كبيراً جدًا، فما هو بالحزب الراديكالي و لا هو بالحزب الاصلاحي، و هو متذبذب أو بين بين ..
و طبعا، سبق ان دافعنا عن موقفه "الهلامي" من قضية الصحراء، في زمن الردة الشاملة التي واكبت "الانتقال التطبيعي" و ذلك نظرا لكونه يمثل "الاستثناء الوحيد" الممكن من داخل المنظومة، و الذي تتوجه نفس المنظومة نحو اقباره، و كما قد نتعاطف من حين لآخر مع ضحايا نفس "الانتقال التطبيعي"، و الذين سيكونون بديهيا من معسكر "الانتقال الديمقراطي"، لاسباب انسانية محضة طبعا، و هم فعليا، ملحقات بوليسية في الاعلام و "النشاط السياسي".
يعني الانتقال الديمقراطي فيما يعنيه، تلك الصفقة الكبرى التي جنبت النظام السقوط، و هي صفقة قبضت جماعة العدل و الاحسان المحظورة ثمنها اجتماعيا، مقابل "غض البصر" عن "حكومة" الاخوان، اجتماعيا و سياسيا، و هذه ستكون أداة النظام الأساسية بوحي خارجي، في تدبير المرحلة.
قبض اليسار المتذبذب الثمن كذلك، عندما "غض الطرف" عن بهلوانيات اليسار البرلماني، رغم انه يحاول الابتعاد ما امكن عن طرحه، هكذا و لمن يتذكر او لا يعاني من متلازمة "ذاكرة النمل" .. فإن موقف الفدرالية ( الثوري ) كان عدم المشاركة في اي انتخابات لحين تحقيق مطلب الملكية البرلمانية، و هو الموقف الذي تنازلت عنه تلك الاحزاب القزمية دون تفسير او توضيح مقنعين، الى حدود الساعة طبعا،و شاركت في الانتخابات.
هكذا، قام بنكيران بالهاء الجماهير و النخب، لصالح مشروع الانتقال الديمقراطي، و قام بتمرير "الفظاعات الكبرى" التي اقرتها منظومة الحكم و التحكم بتأطير اربابها في مؤسسات المال الدولية و السياسة القذرة،
و هكذا قام اليسار البرمائي بالهاء "نفسه" و اشغال بعض الطلائع المناضلة، و قام بوضع سقف وضيع، هو في حد ذاته مزيف، لكافة النضالات، او ردود الافعال، التي تهم مختلف القضايا السياسية و الاجتماعية، و كله من موقع "المشاركة"، دون ذاك السقف !
كل هذه الاستقطابات و التجاذبات معقولة و منطقية، و هي تمثل بديهيات منطق اشتغال السلطة المأزومة في ادارة مرحلة معينة على المديين القصير و المتوسط، و هي مرحلة انطلقت مع ما يسمى بالربيع، و الاستثناء،
ثم انتهت بالتطبيع و الاستغناء. وطبيعي هنا ان ترمي السلطة بأدواتها القديمة، خصوصا انها تنتمي للمعسكر "السلطوي البوليسي" الذي لا يتوافق مع بنية الانتقال الجديد، و كذلك من الطبيعي أن تتخلص منها بشكل نوعا ما عنيف، منعا لأي مقاومة سلطوية قد تجد صداها لدى العوام، لهذا الانتقال.
نحن هنا بصدد الحديث عن انتقال من منظومة الاستثناء التي ترعاها مؤسسات النقد العالمي، و الولايات المتحدة، و قطر، و التنظيم الاخواني، و اليسار الفرنسي، الى منظومة "الاستقواد و الاستقحاب" الشاملين، و بما يعني فيما يعنيه حسب القاموس السياسي لهكذا مراحل، فرض ارادة قاهرة، و امر واقع، مرفوض من قبل المؤيد قبل المعارض للسلطة، و هو واقت الدنس اليهودي و التطبيع !
إن قضية فلسطين بهذا المعنى ليست "أمانة" بل دجاجة تبيض ذهبا،
و هي اموال قطر، مقابل تغلغل مشروعها "السياسي" في المنطقة،
و هي اموال الخليج بصفة عامة، لضمان استمرار حلقة وصل مع "القضية"، و مع الانظمة الوسخة التي يعهد اليها بالأمانة، من منظور الحكام و رعاعهم، و من قبل الاطراف الدولية الكبرى التي يجب ان تحافظ على نوع معين من الاستقرار، بدل التصعيد.
بينما يظل موقع النهج هنا موقعا "غير مفهوم"، فلا هو حزب يملك ارتباطا وثيقا، موضوعيا، بهذه التجاذبات المصلحية القذرة، داخليا او خارجيا، و لا هو حزب يمكنه الفعل داخل منظومة التجاذبات هذه، سياسيا او اجتماعيا، بوصفه، حزب العمال و الكادحين المرخص له بالعمل، تحت سقف إقطاعية الحق الإلاهي المقدس، و ثوابثها باعتبارها مرة اخرى "اقطاعية الحق الإلاهي" .
كما قلنا سابقا و سنقول اليوم، دور حزب النهج التاريخي، هو "حمار طروادة" المعهود اليه باحداث اختراق في قضية الصحراء الغربية، و تحويلها، من قضية تحرر أممي الى قضية حقوقية بئيسة، و استقطاب بعض المؤمنين بها من انفصاليي الداخل، للعمل تحت سقف بيت مشبوه.
و هذا هو الرهان الوحيد الذي كان لدى الحزب و فشل فيه فشلا مزمنا، كما فشلت فيه منظومة الحكم فشلا مزمنا، و آخر اعتراف بهذا الفشل هو الموقف الفرنسي الاخير، و قبله الاسباني، و هي مواقف قهرية انتجتها ارادة التصهين و ادارة القوادين الراعين و الضامنين لهذا التصهين، من واشنطن الى تل ابيب، بعد فشل مقاربة الاختراق و الضغط،
و بهذا تم وضع المنظومة نفسها امام الأمر الواقع، امر التطبيع و التصهين.
و لهذا انطلق بدايةً مسلسل التضييق على حزب النهج، تمهيدا لادماجه او اعادته الى "حجر" السلطة، كأي خردة ايديولوجية سيعاد تدويرها بمعية باقي الخردة السياسية و الايديولوجية، من اقصى اليمين الى اقصى اليسار.
لقد انتجت ادارة التطبيع و ارادة العار معادلات جحيمية هنا، لم تترك للسلطة و ادواتها مجالا كبيرا للتمويه و التدليس، و قامت بوضعها في فوهة المدفع داخليا و خارجيا ..
انها الحرب !



#حسام_تيمور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرادة العار
- خلاصة أحداث طوفان الأقصى
- الخراب القادم، أو درس التخريب بمفهوم -مظفر النواب- (7)
- ممانعة العرض و الطلب
- حزب الله و مغالطة المحاذير
- الخراب القادم، أو درس التخريب بمفهوم -مظفر النواب- (6)
- اليمن العظيم ..
- الخراب القادم، او درس التخريب، بمفهوم -مظفر النواب- .. (5)
- هل باعت إيران المقاومة ؟
- الصهيونية و الصفيونية وجهان لعملة واحدة
- اوهن البيوت بيت العنكبوت
- ازرع كل الأرض مقاومة
- فَحْمُ الغرب
- شذرات .. في جينيالوجيا بعض المتصهينين
- طوفان الأقصى، نتنياهو يرقص رقصة المذبوح
- الخراب القادم، او درس التخريب، بمفهوم -مظفر النواب- .. (4)
- الخراب القادم، او درس التخريب، بمفهوم -مظفر النواب- .. (3)
- سعار الوطنيّة، و الدفاعِ عن الوطن
- الخراب القادم، او درس التخريب، بمفهوم -مظفر النواب- .. (2)
- الخراب القادم، او درس التخريب، بمفهوم -مظفر النواب- ..


المزيد.....




- مصدران لـCNN: -حزب الله- يستعد لمهاجمة إسرائيل بشكل مستقل عن ...
- أولمبياد باريس: تباين في نتائج تحاليل مياه نهر السين..أمس مي ...
- البنتاغون يتحدث عن أسلحة الحوثيين ومصادرها
- بايدن: لست واثقا من انتقال السلطة بشكل سلمي إذا خسر ترامب ال ...
- روسيا تقدم احتجاجا لليابان بشأن مناوراتها قرب الحدود الروسية ...
- واجبات العطلة الصيفية.. ضرورة أم أعباء إضافية على الطلاب؟
- عاجل | بايدن: لست واثقا من حصول انتقال سلمي للسلطة إذا خسر ت ...
- الجدل المضلل بشأن هوية الجزائرية إيمان خليف.. روسيا تدخل على ...
- ماكرون يحضّ نتانياهو على -تجنّب دوامة أعمال انتقامية-
- حلقت فوقهم واستهدفت عربة مقاتلة.. فيديو لطائرات حربية تهاجم ...


المزيد.....

- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - إرادة العار 2