آرام كربيت
الحوار المتمدن-العدد: 8063 - 2024 / 8 / 8 - 00:13
المحور:
الادب والفن
مبروك انتصار الحماقة، مبروك يحيى السنوار أنك أصبحت الزعيم، أليس هذا ما كنت تريده.
جميل هذا العقل البربري الذي لا يعرف المبادئ الأولية في السياسة، فن التعامل مع موازين القوى بدقة كبيرة.
غزة دمرت، الناس في اسوأ حال، عايشين على المساعدات، لا ماء ولا حياة طبيعية، المهم أن تبقى الحماقة خفاقة فوق الصواري.
ما تفعله حماس ليس غريبًا، فعلته جميع الدول العربية سابقًا:
المهم أن القائمين على تأجيج الحرب بقوا في مناصبهم، تحت حجج كثيرة.
والحبيب هو صديق في المقام الأول
الصداقات فيها تنازلات، أخذ وعطاء متبادل. فيها تتنازل عن جزء من حريتك، عن نفسك ووقتك وروحك وقلبك.
جوهر الصداقة هو احترام الصديق، عقله وتفكيره وسلوكه وممارساته، ولو بالحد الأدنى.
وإن يكون هناك بعض الحدود بين الصديق والصديق والحبيب والحبيب، بحيث لا يتجاوز أحدهم جدار الأخر.
الصداقة تموت بمجرد وجود جزء ضئيل من الخداع.
الصداقة رحمة ومحبة وتناغم روحي بين فئة من الناس يجمعهم هم مشترك ومزاج مشترك، وهوايات متقاربة دون منة أو مكاسب.
إن تنسج صداقة ما، علاقة ما، يجب أن يتوفر فيها الحد الأدنى من الوعي المشترك، الفهم المشترك، وحب وعطاء ونكران ذات، ووفاء وصدق، وأن تكون بريئة، خالية من الغايات المادية والمنفعة والأنانية.
لا تنمو الصداقات في ظل التوجس أو الغش أو الخداع أو الكذب أو اللف والدوران.
وتحتاج إلى الثقة الكاملة في جميع مجالات الحياة.
الصديق هو أقرب إلى ظلك، هو أنت، تمنحه جزءًا منك، تحبه كما تحب نفسك.
الغشاش لا يمكن أن يكون صديقًا لنفسه قبل أن يكون صديقًا لغيره.
الإنسان المتدين إنسان بسيط وساذج في تفكيره وتحليله وتركيبه، أي بعموم عقله، سواء في نظرته إلى الكون أو المجتمع أو الدولة.
لهذا لم نقرأ أي عمل جاد له منذ أن تأسس الدين وإلى اليوم لأن المنطق عنده مفكك.
وبسبب هذه السذاجة والبساطة سنبقى في أسفل السلم العالمي في كل مجالات الحياة.
ومن السهل اختراق الإنسان المتدين وتسخيره لخدمة من يريد أن يسخره لخدمته.
وهل الإنسان المستلب الفاقد لحريته وشرط وجوده يستطيع أن يكون مسؤولًا عن نفسه؟
هذا النص كتبه الأخ والصديق د. قصي غريب في السابع من آب العام 2012، منذ ذلك التاريخ وإلى اليوم، تغير المحيط والبحر والسماء، أين كنّا، وأين أصبحنا.
لقد كان لدينا حلم، أمل، وكان للطرف الأخر رؤية أخرى ورأي أخر، وهذا الأخر هو النظام الفاشي في سوريا ووراءه قوى عالمية ومحلية وأقليمية وتوابع من داخل الثورة.
لقد هزمنا مرة أخرى وسنهزم مرات أخرى، عدونا يملك كل شيء، المال والسلاح والنظام العالمي الفاشي، في مقابل أناس عزل من أمثالنا، بيد أن التاريخ سيستمر ولن يتوقف، وسيحدث في داخل هذا التاريخ تحولات هائلة سيفضي إلى تاريخ أخر وأخر.
التاريخ، أغلبه ظل، وفي ظله هناك ينابيع مياه صافية في جوفه يبحث عن مخرج للوصول إلى الشمس والحرية.
هذا أمل وسيسعى البشر للوصول إلى غايتهم.
د.قصي غريب
أخي آرام حفظك الله، وأنا طفل صغير في نهاية العقد الأول من عمري قصت لي جدتي الآرمنية مريم خالة والدي مأساة الأرمن عندما رحلوا عن ديارهم وأوطانهم، فبكيت وتألمت كثيراً، وها أنا في نهاية العقد الخامس من عمري تروي لي أنت مأساة اخرى، في كتابك أو روايتك، الرحيل إلى المجهول، ولكن بطريقة مختلفة ولكنها للجلاد نفسه، ولا أخفيك بأني قد قرأت هذه المحنة الانسانية القاسية والأليمة برفقة الدموع والحنق والرغبة بالانتقام ، مع اني لا اؤمن أبداً بهذه الثقافة، وأجهشت بالبكاء الحر والمر في اثناء لقاء الحرية مع أختنا زوفينار.
ولكن أهم شيء أمام جبروت وحقد النظام الفاشي الذي يحكم بلادنا سورية بالقوة المفرطة الغاشمة والقهر المنظم بأنه:
ـ " ليس لدينا متسع من الوقت لليأس أو الاستسلام أو الخضوع لشروطهم ... فلن " يكسروا ألوان الإنسان الجميل فينا " ولن " يدمروا جمال الحياة في قلوبنا " ف " هؤلاء الجلادون والسفلة لن يشكلوا تاريخنا وحاضرنا بالطريقة التي يريدونها أو يرغبونها " و " حاضرنا المر يدفعنا للعمل من أجل مستقبل أفضل " من أجل " أن نعيش بشر لها الحق في الحياة والحرية والجمال " في ظل " حياة آمنة وحرة " .
اني أقف مع ما قاله أخونا المناضل ورفيقك في السجن مصطفى حسين :
" سنعيد قراءة الفكر وفق اسس الحاضر من أجل بناء المستقبل "
وهذا ما يجب ان يقوم به الماركسيون والقوميون والاسلاميون والليبراليون في سورية وبشجاعة.
أخي آرام لقد اكتشفت وأنا اقرأ هذه الملحمة المأساة القدرة الخرافية لديكم على اعطاء الجمالية الفائقة لعذاباتكم المأساوية وأيضاً اكتشفت باني امام شرق متوسط اخر وجديد ولكن بأديب جديد واعد وكبير ذكرني بلغة عبد الرحمن منيف ووالقدرات البلاغية لسامي الجندي.
أخي آرام ارجوك أن لا تخجل من شيء أبدأ فأنت أنموذج يقتدى به ونحن نفتخر بك وبامثالك فنضالكم وصمودكم ضد النظام الفاشي مهد الطريق امام قيام انتفاضة شعبنا السوري الابي و " علينا ان نمضي بالحياة " من منطلق " سأبدأ من جديد " و : " لن يذوب لون الافق فينا ".
امل ان نلتقي بعد انتصار الانتفاضة في مدينة الحسكة وعلى مجرى نهر الخابور وتقبل فائق تحياتي وتقديري واحترامي .
اخوك قصي.
الرأسمالية ليست حضارة، هي بنية، نظام، فوق وتحت، قائمة على الاستلاب والتشيؤ والحرمان والكبت، لهذا لا يمكن أن تحول أي إنسان الى إنسان سوي.
الغالبية العظمى إن لم يكن الكل، يعانون من أمراضها، كالوسواس القهري، العصاب، الهذيان، الذهان، الخوف المرضي من لا شيء، يعيش القلق والتوتر الكآبة المستفحلة بمختلف حالاتها، كالشك المرضي والغيرة المرضية، والقائمة تطول وتطول.
ثم من قال أن هناك أناس أسوياء على مستوى العالم.
هذا العالم المضطرب لا يمكن أن يبقي الإنسان دون خوف أو توجس.
الغشاش أو اللص أو الكذاب إنسان ضعيف، مشوه، لم يكتمل نموه على المستوى السلوكي والعاطفي والأخلاقي والإنساني والممارسة.
لا يزال مقيمًا في ظل أبيه، في حضنه، في رمزيته.
لا يزال صغيرًا يحتاج إلى الراعية النفسية ليخرج من ظل الرغبات التي لم يحصل عليها عندما صغيرًا، عندما كان في مرحلة الحبو، عندما كانت يده تمتد نحو أصابع أمه وهي تقدم له الحليب الخالي من الدسم.
لم يرضع جيدًا، لم يشبع، لهذا ظلت عينه على الحاجات المسروقة التي يقدمها له الأب الأخر، الأب بالوكالة.
لماذا لم نسمع عن وجود فنانين يهود عبر التاريخ كله، وإلى اليوم، في مجال الرسم أو النحت أو الموسيقا.
لماذا أبدعوا في مجالات كثيرة، ولم يقدموا شيئًا يذكر في مجالات أخرى؟
اليهود أكثر فئة بشرية تم تعويمها عالميًا، لدرجة أن جميع البشر يحترمونهم ويذكرون إيجابياتهم، ويتناسون سلبياتهم.
بمعنى، هل يوجد رسامين ونحاتين وموسيقيين قبل الحداثة الغربية. نريد شيء خاص باليهود وليس نتاج ظاهرة الحداثة. ما قدمه اليهود المعاصرين هو صبغة غربية بامتياز. هل كان لديهم قبل القرن التاسع عشر أي نتاج فني في الرسم والنحت والموسيقا؟
في سجن عدرا بدمشق، كان هناك الكثير من عناصر الأمن السياسي يشربون المتة معنا، ويتبادلون الحديث أيضًا.
كنّا نطلب منهم خدمات كثيرة، وكانوا يلبونها بطيبة خاطر:
يشترون لنا من السوق بعض الحاجات الضرورية، كالخرز والخيطان لحياكة الجزادين أو الألواح الخشبية لصناعة لوحة ما من النحاس أو ألغراء أو قضبان نحاس وألوان أو غيره.
ومرات كثيرة كانوا يأخذون نتاجنا، ويبيعونه في السوق، ويعطونا المال دون مقابل لهذه الخدمة.
البعض من المعتقلين كانوا يرسلون المال لعائلاتهم عن طريقهم بعد الزيارة، لضيق اليد.
بصدق، البعض من عناصر الأمن كان أنبل مما رأيت في حياتي، أخلاق رفيعة، طيبة القلب والنية الصافية، والابتسامة الحنونة والتعاطف الإنساني، والكثير منهم كان علويًا.
وعندما تم نقلنا إلى تدمر، البعض منهم بكى من الحزن والقهر.
نوعية العمل لا يغير الجوهر الإنساني للكثير من الناس، فالنبيل نبيل، أما المزيف مهما تلون سيبقى مزيفًا، وسيبان مع حركة الحياة وتداول الأيام
حافظ الأسد أو صدام حسين أو عبد الفتاح السياسي أو الخامئني أو نصر الله، هم نتاج واقع اجتماعي عملي، رافد لهذا النوع من البشر.
إنهم من مخلفات ثقافتنا وأفكارنا وعاداتنا وتقاليدنا وأدياننا ورؤانا وتطلعاتنا.
إنهم من ثقافة ألف ليلة وليلة، رفع مقام الذليل والحط من مقام الضعيف.
خرجوا من أنف أبو العباس عبد الله السفاح، هارون الرشيد، وخالد ابن الوليد، الحجاج وأبو جعفر.
ومن دهاء المغيرة بن شعبة وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان.
هناك ثراء ثقافي في تاريخ منطقتنا في كيفية إلغاء الإنسان وتمزيقه والحط من قدره وقيمته، بل سحقه وتدميره من الداخل.
بمجرد أن يصل أحدهم إلى سدة الحكم، يتدفق إلى عقله وذهنه كل المجازر الذي فعلها أسلافه من الحكام، وكيف تم قتل كل مخالف لتوجهات السلطة.
كلهم يذكرون كيف تم تقطيع ابن المقفع، الفيلسوف والمفكر والكاتب والمترجم والإنسان، وحرقه قطعة قطعة دون أن يدافع عنه أحدهم إلى يومنا هذا، وكيف صلب الحلاج والسهرودي وغيلان الدمشقي، القتل الجماعي للبرامكة، وإبادات بالجملة والمفرق.
ليس للكتاب والفلاسفة والمفكرين انصار في تاريخنا يدافع عنهم عندما تم القضاء عليهم أو على كتبهم.
هناك طابق أول، المؤسس، الطبقة السياسية التي حكمت، محمد بن عبد الله، ابو بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب، تم عزلهم سياسيًا وتاريخيًا، أصبحوا لا تاريخيين، بعد أن حولوهم إلى فئة مقدسة لا يطالها النقد، بالرغم من أنهم ما زالوا فاعلين في حياتنا بقوة عظيمة.
إن التغيير يتم عبر رفع الغطاء عن القداسة، بأن لا مقدس تحت الشمس، وفتح الصندوق على مصراعيه لقراءة التاريخ قراءة تاريخية، دون أن نضع ريشة على أي إنسان حتى نستطيع أن نتحرر من أنفسنا المريضة.
الإسلام السياسي يحارب الدولة الديمقراطية العلمانية ويكرهها لأنها تجرده من السيطرة على المجتمع والدولة وتحوله إلى مجرد حزب سياسي عادي يخضع لدستور وطني جامع موزع للسلطات: القضائية والتنفيذية والتشريعية.
في الدولة الديمقراطية العلمانية كل إنسان دولة في مجال عمله، بينما تحت راية حكم دولة شمولية فهو السيد والآمر يحلل ويحرم على كيف كيفو.
إيران والسعودية نموذج فاقع وقبيح.
يعصف بنا الحنين إلى الحنين, إلى ذاكرة أخرى, للانتقال من الإنسان الممزق إلى وعي زمانه ومكانه.
القدر يمنحنا عجزًا, نزوع نحو الغموض والفوضى والاضطراب.
نحاول الهرب, نسعى في البحث عن الامتلاء, بيد أننا نقطف السراب
الخاسر الأكبر من هذه الأحداث كلها هو الإسلام الشعبي البسيط الذي عشنا معه وعاش معنا.
لا يمكنني أن أنسى, تمو ومعمو, أولاد محمد اسماعيل باشا, أصدقائي في فترة الطفولة المبكرة في رأس العين, عندما كانوا لا يأكلون الطعام قبل أن يوزعوا قسم منه على الفقراء والمحتاجين أيام رمضان.
بأيديهم كانوا يأخذونه.
كما لا أنسى أمهم الكريمة عندما كانت تجبرني على الجلوس مع أولادها على طاولة الطعام. ونأكل معًا. وكنا نلعب كرة القدم, ونمشي معًا.
أي جنون هذا الذي جلبته داعش للإسلام. أي عار لصقته به.
اعتقد لا يوجد بيننا من يأخذ أية مشكلة باعتدال. بمجرد أن يرى موضوع ما يأخذ اقصى الأبعاد والحدة, سواء سلبا أو ايجابا. مضت سنتان ونيف والمواقف جميعها عمودية, لم ننزل درجة واحدة لنقرأ باعتدال ما يحدث, وكيف يحدث وإلى أين تتجه البلاد.
اشعر أن كل واحد حامل سلاحه بين عينيه ويصوبها نحو العدو, أخيه السوري تحت مسميات كثيرة, لا أقلها طائفي أو كافر أو منحرف.
سهل جدًا علينا اطلاق الاحكام وسهل أيضا بلعها وكأنها لم تكن. هذا ناتج على عدم قدرتنا على التفكير الحر. وكأن هناك من يفكر بالنيابة عنا أو يدفعنا لاتخاذ هذه المواقف الحادة.
يا حسرة على بلدنا الجميل إنه ابتلي بنا
ستترككم تفنون بعضكم, ستدفع لكم ولهم لاستمرار الصراع المسلح إلى اقصى حدود الصراع وستخرجون جميعكم خاسرين. في النهاية ستضع على الطاولة رؤيتها هي. لنا في اتفاق الطائف عبرة يا أولياء الارباب. أعرف أنكم لن تتضعوا, لن تسمعوا. هذه هي حروبهم الجديدة, افتعالها من أجل أن يضيع الحابل بالنابل.
كنا في قضية إنسانية نبيلة. وانتهينا اليوم, نريد أن نطفأ حريق يأكل الخضر واليابس
أي نص ديني أو علماني أو قومي يدخل في خدمة مشروع سياسي فضفاض سيحرف الهدف السياسي ويأخذ بعد شمولي, ويدمر صاحبه قبل خصومه.
لهذا, فأن, طرح مفهوم الدولة, مؤسسات ديمقراطية, دستور وطني جامع بعيدا عن المذهب, الدين, القومية, هو الذي يضعنا جميعا تحت قبته, ويجلس كل المنتفخين الفارغين على مقاعدهم العاجزة.
إن الفكر الشمولي هو عدة الشغل للعجزة الذين يتكئون على النصوص الجامدة.
بسهولة شديدة يمكن استثمار الدين, القومية, الفكر الدنيوي الفضفاض, وتحويله إلى جيش من المقاتلين الذين يموتون بروح رياضية وهم سعداء ومطمئنين.
على الأرض يمكنك أن تنتصر وتحقق نتائج باهرة, تقتل خصومك السياسيين والمدنيين, وتتحفنا بأعمالك المخلة بالزمن والتاريخ. يمكنك أن تذبح, ترجم, تكشف عن اللوثة القذرة التي عجنت دماغك.
العقد والأمراض المزمنة الكامنة فيك, في تربيتك المشوهة, في عقليتك المنحرفة. تستطيع أن تفعل هذا بسهولة شديدة, بيد أن السؤال:
وبعد ذلك, ماذا ستقدم لنا بعد كل هذه الأمراض؟
بعد الانتصار وسحق الخصوم سيطالبك الناس بالحرية مرة ثانية, بالحياة, بالحب والجمال وعشق الفرح.
وسيتمسكون بالشمس والهواء الطلق.
كيف يمكن لوجهك الكريه أن يقف في طريقهم. وكيف سيعيشون تحت ظل عفنك مدة طويلة من زمن.
أنتم عفن. وبمجرد أن تشرق الشمس ستذوبون أنتم ومن يدعمكم.
ملاحظة: هذا ينطبق على داعش والتنظيمات المسلحة الفارغة من السياسة, والسلطة في سوريا الفارغة من السياسة أيضًا.
كلهم متشابهون في الممارسة.
هذه الحضارة قائمة على الاستلاب والتشيؤ والحرمان والكبت, لا يمكن أن تحول أي إنسان الى سوي.
الغالبية العظمى إن لم يكن الكل, يعانون من أمراضها, كالوسواس القهري, العصاب, الهذيان, الذهان, الخوف المرضي, القلق والتوتر, الكآبة بمختلف حالاتها, الشك المرضي, الغيرة المرضية والقائمة تطول.
ثم من قال أن هناك ناس اسوياء على مستوى العالم.
عندما نزلوني إلى الزنزانة, شيء غريب طفح من داخلي, حنين هائل إلى وجوه الناس, الأهل, المطر, الرصيف. الشوارع. كدت اختنق من القهر لهذه العزلة القاتلة, الغربة الجديدة. كنت اصرخ, والشوق يمزق كبدي. أرى النور الباهت من خلال الطاقة الصغيرة في ذلك الشتاء الماطر. أراه ولا أصل إليه. وكان لزامًا علي أن أقتل الجمال والحب والحرية في نفسي حتى أبقى متوازنا. من هناك بدأت غربتي, من ذلك المكان الكريه, البعيد عن غربة المكان والزمان
لا يوجد فقر في السويد, الحياة مضمونة. السجون موجودة, هذا لا شك فيه. يوجد سرقة, وغيرة وعشق وخيانة وكذب, إنه مثل أي مجتمع في العالم لكن كل شيء بنسب. لهم ثقافة, مغايرة عن ثقافتنا قائمة على قيم العمل والتنظيم الدقيق, واحترام الوقت والأخر. بينهم ناس ممتازين, وكمان بينهم ناس حقودين, أنانيين, ويكرهوا من يختلف معهم. يحترمون القانون, يقدسونه. حقوق المرأة والطفل عالية نسبيا, اكثر من أي دولة في العالم. شعب كتوم, منطوي على نفسه, لا يثق بالاخر, وسره لا يفشيه ابدا. بالعموم, الرأسمالية المركزية, نظمت الحياة, الشوارع, البيوت, والتقسيمات الاجتماعية والعمل والعلاقات وفق مصالحها. السجون جزء من الايديولوجية, بوجود دولة, لازم يكون هناك سجون, لان هذه الاخيرة انعكاس للتي قبلها.
رجال الدين, السعودية, يفتون بكل شيء, البول, البراز, المفاخذة, زواج القاصرات, ولا يتكلمون بحرف واحد عن الأسرة الحاكمة.
يمكن, هذه الأسرة ورعة جدًا, لدرجة لا يوجد عليها أية ملاحظة؟
لا أعرف كيف يسمع الناس لهؤلاء الحثالة, الجهلة, الفارغين من القيم والأخلاق.
#آرام_كربيت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟