أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبد الستار - لنقف ضد العنصرية، ومع الملاكمة إيمان خليف.















المزيد.....

لنقف ضد العنصرية، ومع الملاكمة إيمان خليف.


احمد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 8062 - 2024 / 8 / 7 - 02:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انطلقت فعاليات دورة أولمبياد باريس في السادس والعشرين من شهر تموز المنصرم، بعرض افتتاحي ممتع ساهم فيه آلاف الرياضيين من أكثر من مئتي دولة حول العالم دلالةً على عالمية هذا الحدث الرياضي الكبير، وتخللته عروض تدعو لتقبّل فكرة المساواة بين الجنسين، رغم الانتقادات التي وجهت إلى لوحة المتحولين جنسياً على إنه ازدراء للأديان.
لكن عالمية الحدث هذا الذي ينتظره الرياضيون من جميع بلدان العالم من أجل المنافسة ونيل الألقاب واحساسهم بالمشاركة، ومليارات من البشر من عشاق ومشجعي الرياضة ومن تشدهم جاذبية المناسبة، هل تمضي بسلام دون أن تستغلها الرأسمالية العالمية وتكدر الصفاء البريء لإنسانية المتابعين والمساهمين فيه، وتعكر مزاجهم وتسمم أفكارهم بألوان من سمومها العنصرية واختلاق الكراهية بين البشر.
الفاصلة التي كشفت حقيقة الغرب الرأسمالي من مؤسسات إعلامية حكومية وغير حكومية وشخصيات من مختلف المرجعيات، برزت على السطح على الفور، عند نزال الملاكِمة الجزائرية إيمان خليف مع الملاكمة الإيطالية أنجيلا كاريني وانسحاب الأخيرة بعد أقل من دقيقة على بدء النزال لقناعتها بعدم قدرتها على المواجهة معها، وصرحت الملاكمة الايطالية حينها "هذا ليس عدلاً" لصدمتها من قوة خصمتها الجزائرية وعدم مصافحتها بعد الإعلان عن نهاية النزال. والعلم يقول بخصوص حالة مثل حالة خليف، إنها ولدت بمستوٍ عالٍ من هرمون التستوستيرون لكنه مقبول وسطياً، أي إنها أنثى نقية ولم تكن من المتحولين جنسياً.
الغريب حق الغرابة ما تعرضت إليه الملاكمة خليف، من خطاب مشحون بالكراهية والتمييز العرقي للتشكيك في جنسها، إلى حدٍ واسعٍ جداً، وكمثال: مشاركة ترامب لهذه الحملة الدعائية وقوله اثناء جولاته لتروجه لحملاته الانتخابية "البطلة الإيطالية (أنجيلا كاريني) قاتلت أمام شخص قام بعملية تحول جنسي، هو ملاكم جيد، لقد ضربها مرتين بقوة لدرجة أنها لم تكن تعرف ما كان يحدث"، وأيلون ماسك الملياردير الأمريكي المعروف نشر على منصته X)) قائلاً "هذا خطأ" أي الزعم برجولة خليف، كما خاطبت رئيسة وزراء ايطاليا جورجيا مليوني الملاكمة الايطالية قائلة " أعلم أنك لن تستسلمي يا أنجيلا، وأعلم أنك يوما ما ستكسبين ما تستحقينه بالعمل الجاد والعرق. في منافسة عادلة أخيرا."، وساهمت أيضاً بالحملة منظمات نسوية غربية مدعية "إجبار امرأة على منازلة رجل"، كما ساهم عدد كبير من رؤساء صحف ومواقع الكترونية وكتّاب وأدباء غربيين مثل صاحبة سلسلة هاري بوتر الروائية البريطانية المعروفة وغردت "هل يمكن لأي صورة أن تلخص حركة حقوق الرجال الجديدة بشكل أفضل؟ ابتسامة ساخرة لرجل يعرف أنه محمي من قبل مؤسسة رياضية معادية للنساء، يستمتع بحزن امرأة لكمها للتو في رأسها، وحطم طموحها في الحياة" وغيرها عدد كبير من أدباء ومشاهير، ورياضيين مثل ريلي غانيز السباحة الأمريكية وتعليقها "لا ينبغي للرجال أن يتواجدوا في الرياضة النسائية"، ولا زالت متواصلة حملة الشيطنة ضد خليف من الإعلام الغربي رغم تصريح الملاكمة الإيطالية معتذرة " "لم يكن هذا ما كنت أنوي فعله. في الواقع، أريد أن أعتذر لها ولكل شخص آخر. لقد كنت غاضبة لأن حلم تحقيق إنجاز في الأولمبياد ذهب أدراج الرياح"، وتصريح رئيس اللجنة الاولمبية توماس باخ : "إيمان خليف أنثى، ولدت أنثى، وتنافس منذ سنوات مع الإناث، وليس هناك أي شك في هذا الأمر".
عندما تنادى ممثلون للسلطة الغربية ورجال أعمال وإعلاميون وأدباء ورياضيون ومنصات تواصل اجتماعي وقنوات اعلامية وصحف... للهجوم غير المبرر على الملاكمة الجزائرية، مفهوم هذا الأمر ببساطة شديدة، وهو لإظهار الملاكمة الايطالية ضحية لنزال غير عادل مع خصم متوحش من أصول أدنى، لاستدرار العواطف المجانية، وفي ذات الوقت استغلال الحدث الرياضي هذا، لإثارة العنصرية والكراهية تجاه الآخرين وتقسيم البشرية إلى اعراق ومستويات بشرية، لكي يسهل على الرأسمالية تقسيم الطبقة العاملة إلى اصناف بشرية متنازعة واستغلالهم بسهولة.
الرأسمالية والعنصرية.
يبدو إن دخولنا إلى هذه النقطة الجدلية لعلاقة الرأسمالية بالعنصرية وكأنه بدون مقدمات، نقول نعم فمن المؤكد إن العلاقة بين الرأسمالية والعنصرية لا تحتاج إلى مقدمات تمهد للنظر في ايدلوجية طبيعة هذا النظام القائمة منذ نشأته، على الفصل والنظرة العنصرية إلى البشر منذ مئات السنين، منذ وطأة أقدام الأوروبيين الأوائل سواحل الأميركتين ومحو حضارات كانت قائمة وتسخير سكانها للعمل في المناجم والمزارع، وغزوهم أفريقيا ونهبها واستعباد شعوبها، والتنكيل بمليارات البشر في آسيا وممالكها القديمة واستعمارها وتحويل بلدانها إلى ورش ملحقة بصناعاتها، وكيف تصرف ليوبولد الثاني ملك بلجيكا وقتله ملايين الأفارقة في الكونغو، وكيف تصرفت النازية مع اليهود وباقي شعوب العالم، والفصل العنصري في جنوب افريقيا، والفصل العنصرية الذي لازال مستمراً في امريكا، ناهيك عن جهنم الصهيونية وما فعلته بالفلسطينيين، وما ذكرنها غيض من فيضهم الاستعماري العبودي اللا إنساني حول العالم.
نرى نحن كماركسيين إن الرأسمالية والعنصرية، باعتبارهما وحدة عضوية لا فاصل بينهما، العنصرية بالنسبة للرأسمالية مصدر أولي للاستغلال والنظام الرأسمالي يمثل الاستغلال في نظامه كحجر الزاوية الذي يقف عليه كل بناء، وكذلك كما ذكرنا اعلاه لشق وحدة صف الطبقة العاملة وتشتيت جهودها للتحالف والظهور كطبقة موحدة بوجهة الرأسمال.
واليوم مع استفحال ازمات الرأسمالية، كأعراض سعار الكلب ووصول الفايروس إلى الجهاز العصبي ونهشه للدماغ، يتصاعد خطاب العنصرية والكراهية من داخل بلدانهم، ملوحين بالعدوان ضد المهاجرين والأقليات العرقية، " سأغلق الحدود وأنفذ أكبر عملية إبعاد في تاريخ أميركا" يقول ترامب وسبق ووصف المهاجرين غير الشرعيين لأمريكا بأنهم "حيوانات" و"ليسوا بشرا"، وهذا نفس تعريف وزير الدفاع الإسرائيلي لمقاتلي حماس "نحن نحارب حيوانات بشرية" ، وصعود اليمين المتطرف في أجزاء كثيرة من أوروبا المعادي للمهاجرين والاقليات العراقية، وتحالف الغرب بأجمعه للتضحية بالشعب الأوكراني وأوكرانيا من أجل استنزاف روسيا، والدعم اللا محدود لإسرائيل في إبادتها لسكان غزة، والتدمير المبرمج لكثير من بلدان العالم منها العراق ولبنان وسوريا وليبيا، والعداء والحصار القاتل لفنزويلا وكوبا وكوريا الشمالية وإيران...، وهذا الخطاب العنصري والسلوك العدائي ضد الآخرين، يقصد بالدرجة الأساس وحدة الطبقة العاملة العالمية، وتطلعاتها لمجتمع بلا طبقات وبلا عنصرية، فكيف لا يستغلون حدث رياضي بسيط ويضخموه إلى درجة فاقت الحدود، لأنهم لا يملكون من عمل سوى الرياء والكيل بمكيالين، على العكس من الجماهير المتفهمة والمتعاطفة مع الحقائق، ومع حقوق الإنسان بالعيش الكريم والحرية.



#احمد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا صلة لهربرت ماركيوز بالماركسية.
- يسمونها الديمقراطية وهي ليست كذلك
- غزة من يتحمل ويشعر بمأساتها؟
- مذكرات سجين سياسي في العراق ( في سجن الاحكام الخاصة)
- الحق في السكن، علينا أن نسترده
- مداولة...بشأن الغاز والمخدرات وحقول القمح.
- الحجاب بين نظام خامنئي، وجماهير إيران!!
- الغرب و-الإنسان-، ومنْ هو ضحية هذه الكذبة؟
- إنهم يسرقون حتى الفرح
- الاضرابات العمالية في أوربا، إلى أين؟
- لطالما الصراع الطبقي والعامل موجود، يبقى العداء للشيوعية! (ح ...
- عالم أفضل ممكن.
- ما وراء العنف في أمريكا!!
- الناتج الاجمالي المحلي، كذبة لا نصدقها.
- أزمة مصر في نظر السيسي.
- لماذا ينتحر (العشرينيون) في الناصرية؟
- عن سنوات الصراع الطبقي في السودان.
- بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الريفية. لنتطرق إلى شيء من معان ...
- لعبة نكز الخواصر بين إيران وإسرائيل، إلى أين؟
- -تغيير العالم- بين مفهومين.


المزيد.....




- محمد رمضان يتراجع عن قراره بالغياب عن موسم دراما 2025
- أكاديمي إماراتي يُعلق على تعيين السنوار رئيسا للمكتب السياسي ...
- بنغلاديش.. العثور على جثث 20 قياديا في حزب الشيخة حسينة و9 م ...
- استخدام الجيش الأوكراني طائرات F-16 يطرح تحديات جديدة أمام ا ...
- الاستخبارات الروسية: انتظرنا عاما وسبعة أشهر لتحرير مواطنينا ...
- قناة إسرائيلية تنشر مشاهد لقيام جنود إسرائيليين بالاعتداء ال ...
- هاريس تختار تيم والز حاكم مينيسوتا لمنصب نائب الرئيس
- مصرع 17 شخصا جراء أمطار غزيرة شمال شرق السودان
- مشروع قانون أميركي يمنع إخفاء هوية المحتجين ضد حرب غزة
- بلينكن: على السنوار أن يقرر بشأن وقف إطلاق النار في غزة


المزيد.....

- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبد الستار - لنقف ضد العنصرية، ومع الملاكمة إيمان خليف.