نور محمد يوسف
كاتبة ومترجمة وباحثة سورية
(Nour Mohammad Yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 8061 - 2024 / 8 / 6 - 03:08
المحور:
الادب والفن
حكاية دمعتين
ترجمة نور محمد يوسف
إلتقت قطرتان عائمتان أسفل نهر الحياة . قالت قطرة منهما للأخرى "أنا دمعة فتاة أحبّت رجلا وفارقته" فمن تكونين أنت؟
فأجابت: "وأنا دمعة الفتاة التي كسبته"
الحبّ .. يا له من شعور غريب . وهو التزام مطلق بالنسبة لإنسان غير كامل . كل شخص يحتاج أن يحب ولكن عندما تحبّ يكون ذلك أشبه بتكريس نفسك للألم . وتصبح متعلقا بشخص وخاضعا له، فتستمدّ منه القوة وفي نفس الوقت تجعل نفسك معرضاً للإساءة والأذى والألم .
يمكن للحب أن يجعلك قادراً على تحمّل أي شكل من أشكال الألم وأي نوع من أنواع التضحية . وقد يجعلك تشعر أيضاً أنك أحمق أو تتصرف بغباء . أحياناً عندما تقع في الحب ينتهي بفقدان جزء كبير من ذاتك .
وستكتشف بديهياً كم كنت معطاء وكريما عندما يجرحك الشخص الذي تحبّه ويرحل . ثم تدرك بأن جزءاً كبيراً من ذاتك يلازم ذلك الشخص . ترحل بعيداً عندما يرحل وتبقى متعباً ومتألما وقد هجرتك مشاعرك الداخليّة المتقرّحة.
الدموع على وشك أن تتسرّب من عينيك، ليس مهماً كيف تحبس دموعك في مقلتيك . معظم الدموع التي تذرف على هذه الأرض سببها الحب أو فقدانه . وعندما تجفّ الدموع، يلتصق بقلبك شعور هادئ من الخسارة والفقدان لفترة طويلة جداً .
وعلى كل حال هذا ما تلقاه مقابل الاهتمام الكبير بشخص ما، ولكن كيف يمكن أن تأسف عليه؟ أن تمنح نفسك الحريّة والمودّة هو أجمل شيء يمكن أن تقوم به . الحبّ يجعلك حقيقياً ولكنّه يجعلك تبكي أيضاً. ولهذا السبب تكون الدمعة جميلة أيضاً !
#نور_محمد_يوسف (هاشتاغ)
Nour_Mohammad_Yousef#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟