أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد رضا عباس - الى اجيالنا القادمة : هكذا استعمر الشرق الأوسط من جديد















المزيد.....

الى اجيالنا القادمة : هكذا استعمر الشرق الأوسط من جديد


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8059 - 2024 / 8 / 4 - 18:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


هذه الكلمات ليست للجيل الحاضر والذي شهد بأم عينه التنمر الصهيوني ضد كل القواعد الإنسانية يقابله سكوت و ذلة من قبل النظم العربية والإسلامية وحتى العالمية . اصبح الكيان الصهيوني مرعب لساسة العالم , ولا احد يستطع الوقوف امامه , فهو يخرق القيم والقواعد الإنسانية تحت حماية مطلقة من قبل الغرب بكل ما اتى من قوة .
هذه الكلمات الى الأجيال القادمة والذين وبالتأكيد سيندهشون كيف ان دولة صغيرة تخرق جميع الأعراف والقيم الإنسانية ولا من عربي او مسلم يقف امامها ؟ وكيف وصل الحال ان يسجن من يحمل العلم الفلسطيني في بعض الدول العربية ؟ وان يخرج مواطنين عرب ينددون بحماس ولا يغضبون على قتل اكثر من 40 الف مواطن من غزة , اغلبهم من الأطفال و النساء ؟
لقد وصل الامر بالكيان الصهيوني و قادته الأمنيين ملاحقة و قتل زعماء قادة المقاومة وهم في بيوتهم في أعمالهم في دول يزورونها غير عابئين بالقوانين الدولية , بل اصبحوا يلاحقون ويقتلون كل من يشك فيه انه مناصر للقضية الفلسطينية . في يوم واحد قام الكيان الصهيوني اغتال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران , فؤاد شكر , قائد في حزب الله في الضاحية الجنوبية من لبنان , قتل عدد من افراد الحشد الشعبي في محافظة الحلة في العراق , وهجوم جوي على الحديدة في اليمن . لقد خرجت تنديدات من هنا وهناك خجولة لغرض اسكات شعوبهم الغاضبة من تصرفات إسرائيل الغير معقولة .
كيف وصل العرب الى هذا التردي , لا حول ولا قوة لهم في رد العدوان الإسرائيلي ؟ هذا ما سيسال عنه اجيالنا القادمة ولابد من توضيح الخبر لهم , وهذا ما سأحاول الإجابة على اسالتهم و بنقاط حسب تسلسلها الزمني .
1 . كل البلدان العربية حصلت على استقلاها من المستعمر و بأوقات متفاوتة . ولكن نفس المستعمر منح لليهود حق تأسيس دولتهم على الأراضي الفلسطينية . وهكذا ولدت الدولة العبرية عام 1948 على جماجم الالاف من أبناء الشعب الفلسطيني .
2. ومنذ عام 1948 والعرب يرفضون هذه الدولة الجديدة ويدعون الى تحرير فلسطين وارجاع اللاجئين الفلسطينيين الى أماكنهم , حتى انفرد الرئيس المصري محمد أنور السادات عام 1979 على توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع الكيان الصهيوني.
3. بعد الاتفاقية انقسم العرب بين مؤيد ورافض لها . هذا الانقسام بقى حيا يرزق حتى انفجار ثورات الربيع العربي عام 2011.
4. احتل العراق دولة الكويت عام 1990 , وبذلك قضى العراق على معاهدة الدفاع العربي المشترك وفرق العرب الى يومنا هذا , وعلى ضوء الاحتلال العراقي للكويت , قامت الولايات المتحدة الامريكية و حلفائها بتحرير الكويت من سيطرت القوات المسلحة العراقية , بعد تدمير عظيم أصاب القوات العراقية في العدة والعدد , تبعها حصار اقتصادي عالمي قاتل ضد أبناء العراق دمر اقتصادهم ونقلهم من دولة ذات متوسط الدخل الى دولة فقيرة .
5. ثورات الربيع العربي قضت على جميع قادة الدول العربية الرافضة للتطبيع مع إسرائيل , ورافق انتقال السلطة للقادة الجدد اضطرابات امنية غير متوقعة , حيث ان التغيير جلب حرب داخلية في اليمن والسودان و ليبيا , وعدم استقرار سياسي طويل الأمد في تونس ومصر العربية , الامر الذي جعل القضية الفلسطينية ليست على قائمة اهتمامات هذه الدول . لقد انشغلوا بترتيب بيوتهم .
6. بعد احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها عام 2003 , بدعوة منع صدام حسين من تطوير برنامج سلاح الدمار الشامل , دخل داعش العراق باسم الإعلان عن " دولة الإسلام ", واحتل حوالي ثلث ارض العراق في صيف عام 2014 .ودخل داعش سوريا عام2012 وانتشر سريعا في معظم المدن ذات الأغلبية السنية . داعش انهك قوى كلا البلدين واخرجهما عمليا من أي مواجهة مع إسرائيل . أمريكا أصبحت لاعبا مهم في العراق , فيما أصبحت أمريكا وروسيا و ايران وتركيا لاعبين مهمين في سوريا , واصبح كلا الجيشين العربيين , العراقي والسوري خرج قدرة المواجهة.
7. ومع الفوضى السياسية والأمنية في معظم الدول العربية الرافضة للتطبيع , انحدرت أهمية القضية الفلسطينية عند العرب , واصبح قبول الكيان الصهيوني ثقافة لبعضهم , وفي نفس الوقت حل العداء لإيران محل العداء الاسرائيل . الاعلام العربي والصهيوني نجح نجاحا باهرا بتحويل وجهة العداء الى ايران . ايران أصبحت اخطر من إسرائيل على العرب , حسب ما يصفه انصار التطبيع , واصبح بعض العرب لا يخجلون بالحديث عن الخطر الإيراني على العرب وبكل حرية , على الرغم من إهانة الصهاينة المستمرة للعرب والمسلمين كل يوم.
8. وعلى الرغم من انفتاح بعض العرب على الكيان الصهيوني والتعاون معه تحت الطاولة , ولكن هذا التعاون اصبح اكثر انكشافا خلال معركة " طوفان الأقصى " في تشرين الأول 2023 . خلال معركة " طوفان الأقصى" خرج شيوخ دين وساسة ينددون بمنظمة حماس الفلسطينية و يدعون للسلام مع إسرائيل وطرد الفلسطينيين من أراضيهم . نعم خرجت أصوات من دول عربية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي يطالبون الانتقام من الفلسطينيين بسبب حروبهم التي لا تنتهي مع " دولة إسرائيل" . لقد خرج رجل دين يطالب الفلسطينيين بمغادرة فلسطين و العيش في مكان اخر اتباعا لسنة الرسول عندما ترك مكة المكرمة وسكن المدينة المنورة . هذا الشيخ قال بالحرف الواحد ان فلسطين ليست اقدس من مكة والصلاة في المدينة المنورة ليست اقل رحمة وقدسية من الصلاة في الكعبة المشرفة . وشيخ اخر يندد بالمقاومة بسبب تعاونها مع ايران ويدافع عن الكيان الصهيوني بحجة ان " ديننا قد احل لنا نكاح نسائهم واكل ذبائحهم ولم يحل لنا نكاح بنات ايران واكل ذبائحهم " . وشيخ اخر , خرج ليقول لا يجوز التعاون مع " الشيعة " حتى وان استولت إسرائيل على الأرض العربية من النيل الى الفرات!
9. لقد وصل الامر لبعض العرب الاحتفال باستشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بضربة جوية إسرائيلية على محل اقامته في طهران , وقتل فؤاد شكر القيادي في حزب الله في لبنان . لقد اعتبروا قتل هنية سوف ينهي الاقتتال اليومي ويسهل الطريق لسلام دائم في الشرق الأوسط . واصبح جريمة يعاقب عليها القانون على كل من يرفع علم فلسطين او يحمل شعار التحرير في بعض الدول العربية .
10. لقد خرج الاستعمار من المنطقة العربية من الباب , ولكنه دخل المنطقة مرة ثانية من الشباك , وذلك الشباك هي دولة إسرائيل . لقد توصل المستعمر الى استنتاج بان بقاءه على ارض لا تعود له غير مقبول أخلاقيا وقانونيا , فوجد ضالته باستخدام إسرائيل كقاعدة متقدمة لضرب أي حركة وطنية في العالم العربي او أي خط عقلاني للتنمية الاقتصادية المستقلة عن الغرب . الغرب يريد النفط ويريد الهيمنة فوجد من إسرائيل أداة لتحقيق أهدافه . ولهذا السبب يرسل الغرب بوارجه وحاملات طائراته الى المنطقة العربية لحماية الكيان الصهيوني مع كل معركة عربية معهم . واكثر من ذلك , لقد استشهد الملايين من العرب سابقا من اجل الاستقلال والحرية , اما الاستعمار الحديث في المنطقة فقد اصبح مرحب به من بعض العرب , لان ايران و حسب ما يد عون , اخطر من إسرائيل عليهم , خطر على الدين والأرض , بينما خطر اليهود على الارض فقط , ويمكن تعويض خسارة الأرض بنكاح اليهوديات , حيث انها سنة محمد , حسب ما جاء في تسجيل صوتي لرجل دين سعودي .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق صفر ديونه , فمتى تنتعش الطبقة الوسطى فيه ؟
- مقال قد ينفعك : لماذا حان الوقت بان نعامل السكر معاملة التدخ ...
- من ذاكرة التاريخ : معركة الموصل – الجزء الرابع
- سلام في اكرانيا ربما , في الشرق الأوسط لا
- من ذاكرة التاريخ : الغزو التركي للعراق عام 2015
- ماذا قال العراقيون حول تشكيل التحالف الإسلامي لمحاربة الإرها ...
- ويتهمون الامبريالية بتخريب البيوت
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل – الجزء الثالث
- الفن العربي ليس في خدمة المعركة
- من ذاكرة التاريخ : معركة الموصل – الجزء الثاني
- من ذاكرة التاريخ : عقبات قبل معركة الموصل . الجزء الأول
- يواف غالانت يهدد .. العالم ليس بخير
- من ذاكرة التاريخ : لماذا لا تناسب السلفية الجهادية ذوق العرا ...
- البداية الحقيقية لتراجع الهيمنة الاقتصادية الامريكية على الع ...
- من ذاكرة التاريخ : هل كانت معركة الفلوجة الثانية معركة طائفي ...
- تفسير راديكالي لظاهرة التضخم المالي
- من ذاكرة التاريخ : كيف علق قادة السنة في العراق على تمرير قا ...
- من ذاكرة التاريخ : كيف مررت القراءة الأولى لمشروع قانون الفي ...
- من ذاكرة التاريخ : كيف انهارت قيمة الدينار العراقي ؟
- من ذاكرة التاريخ : نظام العقوبات الذكية ضد العراق


المزيد.....




- تحذير من نقص حاد في الغذاء وموت أطفال بمخيم زمزم في دارفور
- وزراء خارجية مجموعة السبع يناقشون ضرورة خفض التصعيد في الشرق ...
- بريطانيا تجدد دعوتها لرعاياها بمغادرة لبنان فورا قبل إغلاق ا ...
- -آلاف الصواريخ الباليستية-..تقرير عبري يرصد القدرات المتوفرة ...
- نتنياهو: نخوض حربا متعـددة الجبهات ضد محور الشر الإيراني
- الجزيرة ترصد جانبا من المجزرة الإسرائيلية بمدرسة -النصر- بغز ...
- تحسبا للحرب.. تفاصيل خطة الطوارئ التي وضعتها الحكومة اللبنان ...
- شاهد.. القسام تستهدف آليات إسرائيلية شرقي رفح ثأرا لهنية
- مشاهد قاسية بعد قصف الاحتلال مدرسة -حسن سلامة- بغزة
- الحكومة الليبية: محاولات إغلاق حقل الشرارة ابتزاز سياسي


المزيد.....

- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد رضا عباس - الى اجيالنا القادمة : هكذا استعمر الشرق الأوسط من جديد